المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( انتظار ) للدكتور تحسين فراقي ، من الشعر الأردي المعاصر



إبراهيم محمد إبراهيم
17/11/2008, 11:01 AM
انتظار
أ د . تحسين فراقي
أستاذ ورئيس قسم اللغة الأردية
جامعة البنجاب (1)

عيوننا من الانتظار تحجرت
ورؤوسنا كقمم الثلوج تجمدت
ولا يزال الخضر المنتظر
ممتطياً صهوة جواد كالبرق الخاطف
متوارياً خلف الغبار
فشعاع ذلك النجم البعيد
لم يصلنا إلى الآن ضوؤه
***** ***** ***** ***** *****
ونحن في صراعاتنا مستغرقون
وسرطان أنانيتنا ووثنيتنا
قضى على كل جوهر بداخلنا
ولا نزال نعقد الآمال
على مجيئ " طارق " .... أو " غازي "
على مجيئ " أيوبيّ العصر والأوان "
أو فاتح أو سلطان
***** ***** ***** ***** *****
كم من قرون أضعناها في هذا الوهم
أبداً ما فكّرنا ... أبداً ما استوعبنا ...
أن زمن العصا السحرية ، واليد البيضاء ...
قد انتهى منذ عهد بعيد ...
تلك العصا التي كانت
تنطق الصلد من الأحجار ...
أبداً لن تعود ..
***** ***** ***** ***** *****
لم يخطر ببالنا ...
كم هي ضعيفة واهية ...
دنيا الأغنام ...
حيث تفضل الأسود الضارية ...
العشب على اللحوم النيئة ...
في هذه الدنيا ...
تنضج الأفكار السيئة ....
منذ متى سقطت أسناننا .....؟
ولم تعرف بذلك أفواهنا المتهدّل’ .....!
***** ***** ***** ***** *****
وقيمنا ...
" إذ كنا نحرق سفننا " ...
ضلّت طريقها ...
منذ قرون عديدة . ..
بين رمال صحراء الجشع ...
منذ متى سقطت السيوف والخناجر من سواعدنا ....؟
سواعدنا المرتعشة ...
المتخبطة ...
الكليلة ...
***** ***** ***** ***** *****
منذ متى وآمالنا العاهرة الفاجرة ....
تحمل بين يديها " أكياساً عديدة " ...
تستجدي فيها من الغرب ...
" قرطاساً أخضر " ....
أو تنتظر منه في الخفاء ....
" إشارة خضراء " ....
***** ***** ***** ***** *****
وأجنّة أفكارنا الواهية ... ذات الشهور السبعة ...
تهزّ رؤوسها الضعيفة الصغيرة ...
وتشدّنا إليها ...
ببراعم ابتساماتها الفاترة الباردة ...
هذه الأجنّة ...
ذات الشهور الست والسبع ...
تقود سفننا ...
التي فقدت ملاّحيها وأشرعتها ...
إلى سراب بلا نهاية ...
***** ***** ***** ***** *****
وما أجدرنا ألاّ ننسى ....
أن أمثال هذه السفن ...
إن عاجلاً ... أو آجلاً ...
لا بد وأن الغرق مصيرها ...
وما ينجو من السراب ...
لا مفرّ
يغرق على الساحل ....
هامش
1 - أبدع هذه القصيدة الأستاذ الدكتور تحسين فراقي في 11 / 5 / 1993م ، وتمّت ترجمتها في نفس اليوم ، وكنت في تلك الفترة أدرس للدكتوراه بقسم اللغة الأردية بالكلية الشرقية بجامعة البنجاب بباكستان .