المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإحساس والمعنى



ناجح سلهب
17/11/2008, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الإحساس والمعنى

ناجح سلهب

الحواس هي الآليات الجسدية (أدوات نقل المعلومات عن طبيعة الأشياء من الخصائص والميزات التي تحملها الأشياء) التي تمكنك من نقل الواقع (المثيرات والمنبهات الداخلية والخارجية) إلى الدماغ , وأهمها الحواس الخمس و هي : السمع و البصر و الشم و اللمس و التذوق . و من المعروف أن العين هي العضو المسؤول عن حاسة البصر , و الأذن مسؤولة عن السمع , و الأنف عن الشم , و الجلد عن اللمس و اللسان عن التذوق و اللمس أيضاً.

و من المعلوم أن تفسير هذه المعلومات و ترجمتها إلى شعور إنما يقوم الدماغ به, ويعتبر الإحساس بخصائص الأشياء من الألوان والأحجام والأبعاد والأصوات وغيرها هي تفسيرات دماغية لتلك المثيرات التي تنقلها الحواس , و إن كل بوابة من هذه البوابات الحسية مسؤولة عن نقل جزء من الواقع يطلق عليه المحتوى الحسي و هناك خمس محتويات يعرفها الإنسان و هي :

1- المحتوى السمعي :- الذي يحتوي الصوتيات ( السمعيات ) .
2- المحتوى البصري :- الذي يحتوي المرئيات (البصريات من ألوان وأحجام ومسافات وغيرها) .
3- المحتوى اللمسي :- الذي يحتوي الملموسات ( خشنة وناعمة وطرية وقاسية وحارة وباردة وغيرها) .
4- المحتوى التذوقي :- الذي يحتوي النكهات ( حلو وحار وحامض ومر وغيره) .
5- المحتوى الشمي :- الذي يحتوي الروائح .

الواقع خارج النطاق الحسي : و هو ذلك المجال الذي يتبع أحد المحتويات الحسية و لكننا لا نستطيع التقاطه بسبب أنه خارج حدود أدواتنا الحسية الطبيعية , فمن المعروف أن حواسنا لها قدرات محدودة في التقاط المحتويات الحسية , فمثلا يستطيع الإنسان الرؤية حتى قدر معين ثم لا يستطيع الرؤية بعدها , وهذا لا يعني عدم وجود أجسام أصغر من ذلك أو أبعد من ذاك , وهنا يقوم الإنسان باختراع أداة تجعل هذه الأجسام بادية للعيان , و من المعروف أن أحد أساليب استقصاء المعرفة هي جعل مالا يقبل القياس بالطرق الاعتيادية و التقليدية قابلاً له , حيث أننا نقوم فقط بزيادة المدى الحسي بوسائل مصطنعة , أو بمعنا آخر أن " ندخل الأشياء خارج النطاق الحسي الطبيعي إلى نطاق و مدى الحس المألوف ".

ولكن ما دور الإحساس في بناء المعنى ؟, وما المعنى أساسا ؟.

عندما يتم نقل أجزاء البيئة المحيطة بنا أو التي تجتاحنا إلى الدماغ فإن الإشارات العصبية التي تبعثها أعضاء الإحساس يتم ترجمتها من قبل الدماغ وبذلك يشعر الإنسان بوجودها.

ولكن ككثير من الأشياء التتي تواجد في ساحة الإحساس والتي لا تعني الفرد شيئا فهي مهملة القيمة فلا تتعلق بأهدافه وغاياته أي أنها لا تعني له شيئا حيث أن المعنى هو تعلق قيمة متوقعة بشيء ما من منظور جلب الفائدة أو دفع الضرر, فمثلا هل يشكل هذا الموضوع طعاما أو شرابا؟.

هل يشكل هذا الشيء خطرا يهدد الذات أو النسل ؟.

وبعد تكون المعنى يتم تشكيل السلوك أو الاستجابة المناسبة إزاء هذا الموضوع.

فنجد أنه إن كان المعنى لذيذا أو مفيدا أثار سلوكا نحو تحقيقه وطلبه وإن كان المعنى مؤلما أو ضارا أو كريها أثار سلوكا نحو تجنبه.

ومن هنا كانت آلية العقل دائمة البحث عن العلاقات وبناء العلاقات ما بين الأشياء وما تحمله من معاني وتخزينها في الذاكرة تعلما.

ولا شك أن تشكيل وتلوين المعاني يرجع إلى الدوافع الوجدانية التي تقبع داخل الإنسان كدافع الأكل والشرب و الجنس والمحافظة على البقاء والمحافظة على النوع ودافع اللعب والتقليد ودافع الإنتماء ودافع التنافس وتحقيق المكانة ودافع التملك والسيطرة وغيرها.


في رعاية الله وحفظه