المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تقيلوا وزير التعليم.. بل حاكموا هؤلاء !!



احمد عبد الرشيد عبد الباقي
17/11/2008, 02:47 PM
لا تقيلوا وزير التعليم.. بل حاكموا هؤلاء !!

- سقوط طفل قتيل في مدرسة بالإسكندرية هو التطور الطبيعي للفساد الذي عشش في كل أركان العملية التعليمية في مصر، وفى كل يوم يبيض ويفرخ.. حتى وصلت المأساة قمتها بسقوط قتلى بعد أن كان الأمر يقتصر على الإصابات والعاهات المستديمة .. فكما أن التطور هو سنة الحياة... فتنامي الفساد هو شعار المؤسسة التعليمية .....

- القاتل والقتيل ضحايا ، ولكنهما ليسا ضحية وزير التعليم الحالي د./ يسرى الجمل الذي تطالب أصوات اليوم بإقالته .. ولكنهما ومعهما كل العملية التعليمية ضحايا لآخرين يجب أن يحاكموا بتهمة التخريب المتعمد للتعليم، والتهمة هنا لا تسقط بالتقادم.. فأرجوكم لا تقيلوا وزير التعليم ولكن حاكموا هؤلاء الآتي أسماؤهم:

- حاكموا وزير التعليم الأسبق د./ حسين كامل بهاء الدين فخلال حوالي عشر سنوات قضاها بهاء الدين في الوزارة استطاع أن يخرب أركانها، ويقوض أساسها ويقضى على ما تبقى فيها من هيبة واحترام.....

- كل نجاحات بهاء الدين كانت في محاربة التدين والمتدينين في المدارس، فاستطاع وبجدارة أن يفرغ العملية التعليمية من أفضل العناصر علماً وخلقاً بحجة تجفيف منابع التطرف والإرهاب...

- وحاول جهده محاربة حجاب الطالبات بكل القرارات الفجة والناعمة، وتفريغ مناهج الدراسة من كل بعد إسلامي يربط الطلاب بدينهم .. كان سوس الفساد ينخر في الوزارة والوزير مشغول بتجفيف المنابع ومحاربة التطرف !! وهى المهمة التي نذر لها نفسه منذ أن كان محاضراً في منظمات الشباب في الستينات يدرس للشباب أصول العلمانية ومبادئها !!

- لقد كان يتمعر وجهه غضباً إذا لمح منتقبة في مدرسة من المدارس ، ذات يوم حضر في زيارة ميدانية إلى إحدى المدارس وهناك لمح مدرسة منتقبة فترك كل شيء وقال لمديرة المدرسة ( والواقعة سمعتها ممن رآها وشاهدها ) : كيف تسمحين بوجود منتقبة في المدرسة ؟!! فنظرت إليه المديرة وكانت أكثر منه ذكاء وقالت : أنا لا أستطيع أن أتدخل في هذا الموضوع لأنني مسيحية وهذا موضوع حساس فأصدر قراره الفوري بنقل كل المنتقبات إلى الأعمال الإدارية !! ونفذ القرار وخلت المدارس منهن واكتظت بهن المكاتب الإدارية !!

- كان الرجل لا يألو جهدا ً بالتنكيل بأي مدرس أو مدير إذا وصل إليه أنه شخص متدين !! .

- فهل تنتظر منه صلاحاً أو إصلاحاً " إن الله لا يصلح عمل المفسدين "....

- في عهده استشرت الدروس الخصوصية ، وهجر الطلاب المدارس ، وانتعشت أسواق الكتاب الخارجي بعد لفظ الكتاب المدرسي من قبل المعلمين والمتعلمين .......

- ما يقرب من عشر سنوات كانت كفيلة بإيجاد جيل من المدرسين غير المؤهلين لا للتربية ولا للتعليم، ومازالوا يمارسون التخريب وهم لا يدرون وأنا لا ألومهم.. فما ذنبهم ؟!!

- استفرغ بهاء الدين وسعه في التنكيل بالمدرس ومسخ كرامته الإنسانية والمهنية من خلال كتبة التقارير الذين نشرهم في طول الوزارة وعرضها !!

- في عهده عرف البانجو طريقه إلى المدارس ، ولجأت الطالبات إلى الزواج العرفي .. فقد غابت القدوة الطيبة ولم يعد الطالب يجد إلا من يسبه ويسب أباه وأمه ويمتهن كرامته..

- لا تقيلوا وزير التعليم.. بل حاكموا قيادات وزارة التعليم الذين قضوا عمرهم في الوزارة ويعرفون عنها كل صغيرة وكبيرة، ومن المفترض أن يكونوا عيناً صادقة للوزير ونصحاء خير له .. ولكن الآثار لا تدل على ذلك ....

- فمثلاً مع بداية العام الدراسي لا بد وأن تكون الكتب الدراسية قد وصلت إلى المدارس حتى يتسلمها الطلاب مع بداية اليوم للدراسة... خاصة وهذا العام قررت الوزارة تغيير مناهج الصف الأول الإعدادي في إطار ما يطلق عليه منهج التقويم الشامل ..

- وتأخرت الكتب ولم تصل إلى المدارس واحتار المعلمون ماذا يقولون للطلاب في الفصول خاصة وهم لا يعرفون شيئاً عن نظام التقويم الشامل ( وهذه مصيبة أخرى )..

- المهم اكتشف الجميع أن المناهج وصلت من الصيف إلى دور النشر التي تطبع الكتب الخارجية ومع تأخر الكتاب المدرسي اتضح للجميع حجم المؤامرة فالكتاب المدرسي تم حجبه حتى تروج دور النشر ما لديها من كتب خارجية !! .

- كل هذا ومسئول قطاع الكتب في الوزارة يؤكد للوزير كل يوم أن الكتب المدرسية وصلت إلى جميع الطلاب !!

- ولقد قرأت تقريراً نشر مؤخراً يفيد أن الشعب المصري أنفق حتى الآن ( في العام الدراسي الحالي ) ما يقرب من 800 مليون جنيه على شراء الكتب الخارجية !! فهل أدركتم حجم المأساة أيها السادة !!

- لا تقيلوا وزير التعليم... بل حاكموا الإعلام الذي اتخذ من المدرس مادة للسخرية والاستهزاء، وكلنا يذكر ما فعلته مسرحية " مدرسة المشاغبين " الشهيرة في السبعينيات من آثار سيئة في المدارس......

- ومن عجيب ما يحدث في بلادنا أن لجنة الحكام باتحاد الكرة تمنع نشر العقوبات الموقعة على الحكم المخطئ بحجة الحفاظ على هيبته في الملاعب !!

- والإعلام عندنا ينتظر سقطة من معلم ليحولها إلى مادة دسمة للقيل والقال ونشر الفضائح حتى قبل أن يقول القضاء كلمته .. فتحول المعلم إلى لص وذئب بشرى ..... الخ

- حاكموا المجتمع الذي سمح لنفسه أن يترك المعلم فريسة لضغوط الحياة وأعبائها حتى مد يده إلى التلميذ ليسد جوعته وجوعة أولاده .. ولم يتحرك المجتمع لتوفير حياة كريمة له تكفيه مئونة السؤال، مكافأة له على تربية الأجيال وتعليمها .. وما أعظمها من مهمة لو تفرغ لها المعلم !!

- المجتمع بأسره لابد وأن يراجع نفسه، فكيف له أن يسمح بإهدار الملايين تحت أقدام اللاعبين لمجرد " اللعب " وأعيدها لمجرد "اللعب ".. ولا يعطى إلا الفتات بل أقل من الفتات للمعلم " ليعلم " و " يربى " و " يبنى أمة " !!!

- الكل مسئول عن تردى التعليم فأرجوكم لا تختزلوا القضية في الوزير !! كي لا تتعبوا أنفسكم في المشاركة في الحل ..!!

- فقد اتسع الخرق على الراقع .

- فهل من استدراك ؟!!

- أم أن الاستدراك قد فات أوانه ؟!!

" منقول لعموم الفائدة "