المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقبة أوباما استمرارية أم تغيير؟!



د. محمد اسحق الريفي
20/11/2008, 11:12 PM
حقبة أوباما استمرارية أم تغيير؟!

د. يوسف مكي

ما هي الظروف والاستراتيجيات التي أسهمت في فوز المرشح الديمقراطي، باراك أوباما بالرئاسة الأمريكية؟، ومن هي القوى الاجتماعية التي دعمت أجندته، وما هي الملفات والمعضلات التي ستكون في قمة أولوياته عند تسلمه للرئاسة؟. تلك أسئلة وعدنا بتناولها في هذا الحديث كشرط لازم لوعي كنه السياسة الأمريكية في عهد.

لا يختلف اثنان في أن إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش قد بلغت بالسنوات الأخيرة مستوى متدنيا، من حيث أدائها السياسي، وقدرتها على مواجهة المعضلات التي تواجهها بالداخل والخارج. وقد جرى تناول تلك المعضلات بالقراءة والتحليل، في عشرات المقالات التي نشرناها بالتجديد العربي. وقد تركزت معضلات الإدارة بشكل خاص بصعوبة الموقف العسكري الذي يواجهه أداؤها بالمستنقعين: العراقي والأفغاني، وعدم قدرة القوة العسكرية الضاربة على حسم الموقف لصالح الإستراتيجية الأمريكية الكونية. كما تركزت في المعضلة الاقتصادية المستعصية، التي بدأت بأزمة الرهن العقاري، والتي أدت إلى حالة الركود بالاقتصاد العالمي. وكان للكوارث الطبيعية، وأهمها إعصار كاترينا دور لا يستهان به في مضاعفة المشاكل التي واجهتها إدارة الرئيس بوش.

وإذا ما تناولنا الخطاب والبرامج التقليدية للحزب الديمقراطي، والتي كانت مبرر فشل الحزب أو نجاحه بالدورات الانتخابية المختلفة، إن على صعيد الموقع الرئاسي، أو في المؤسسات التشريعية والتي فصلناها في حديثنا قبل أسبوعين من هذا التاريخ تحت عنوان "وانتهت رحلة التنافس على كرسي الرئاسة" وقد كانت حاضرة بقوة هذه المرة أيضا في خطابات أوباما وضمن برنامجه الانتخابي، فإن المعضلات الحالية، بقدر ما ألقت بمراراتها ألما ونزفا بالنسبة لغالبية الأمريكيين، وخسارة كبيرة في سمعة الجمهوريين وتراجع التأييد لسياساتهم، فإنها شكلت رصيدا كبيرا، لا بد من أخذه بعين الاعتبار من قبل الديمقراطيين في صياغة برنامجهم الانتخابي. فكان شعار التغيير هو الكلمة الأثيرة في حملة الرئيس المنتخب، أوباما منذ اليوم الأول للحملة وحتى إعلان فوزه رئيسا قادما للولايات المتحدة الأمريكية.

وكان الشعار هو أهم عناصر التحريض لدعم المرشح الديمقراطي من قبل ملايين الأمريكيين. وفي المقابل، رأى الأمريكيون في شعار الاستمرارية الذي تصدر حملة المنافس الجمهوري جون ماكين إلحاحا على تكريس واقع الحال وبالتالي استمرار الأزمة التي قضت على الكثير من مدخرات الأمريكيين ومصادر عيشهم. ووجه اللوم للمرشح ماكين ولمشروعه على السواء بالتقادم والشيخوخة، وبالعجز عن استيعاب الحقائق الجديدة التي أفرزها التطور التاريخي، خلال الثماني سنوات المنصرمة، وفي المقدمة منها بروز قوى اقتصادية جديدة بالمسرح الدولي، وفشل المشروع الكوني لليمين المحافظ، بكل عناوينه وتجلياته.

وكان قانون نيوتن، لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه، حاضرا بقوة في صياغة باراك أوباما لإستراتيجيته الانتخابية. فبالقدر الذي ركزت فيه إدارة الرئيس بوش، على الحرب كطريق وحيدة لصيانة الأمن القومي الأمريكي، ركز برنامج أوباما على الحوار، وأعطى أرجحية لمعالجة القضايا الداخلية، من توفير لفرص العمل، وإنعاش للاقتصاد.

ليس ذلك فحسب، بل إن سلوك أوباما بدا سمحا ومتبسطا ومتفهما لمعاناة الغالبية الساحقة من الأمريكيين، على نقيض المرشح الجمهوري، جون ماكين الذي بدا متحديا ومجسدا لسلوك الكاوبوي، النرجسي والمتغطرس. وكانت الغالبية من السود والأقليات الأخرى، التي استثنيت عمليا وتاريخيا، إلا فيما ندر، من دائرة صنع القرار الأمريكي قد وجدت في تأييد المرشح الأسود انتقاما من ظلم لحق بها من قبل اليانكيين والأنجلو ساكسون.

وكان لنبرة الأمل والتفاؤل والتبشير بمجتمع يسوده الرخاء والعدل، التي طبعت خطاب أوباما، أثر كبير في استمالة أصوات الناخبين حول برنامجه. وكان بقوة حضور شخصيته وحيويتها وجاذبيتها، وخطابه القوي المزمجر، المتوجه لعامة الناس، والواعد بالخلاص من عتمة تبعات ما يدعى بـ "الحرب على الإرهاب" يمثل صورة المنقذ، بأجمل السمات والشمائل.

وقد كشفت مرحلة الانتخابات التمهيدية عن إمكانيات فذة ومواهب تنظيمية للرجل، وقدرة على تعبئة جمهور واسع من الشباب خلف قيادته. وجاءت حصيلة المقارنة بين سلوكه وسلوك منافسته في المرحلة التمهيدية، السيدة هيلاري كلينتون مقاربة لسلوك زوجها، بيل كلينتون أمام منافسه جورج بوش الأب. فكما كانت ثقة بوش الراسخة بحتمية فوزه بالرئاسة في الدورة الثانية، بعد حرب الخليج الثانية، قد أدت إلى خسارته أمام كلينتون، الخصم العنيد والمثابر، تصرفت السيدة كلينتون بثقة مبالغ فيها لدرجة لامست الغرور، أمام أوباما اعتقادا منها أن سجلها وخبراتها وسجل زوجها، في معالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية ستكون كفيلة بمنحها شارة النصر.

وكان اكتشافه المبكر، من قبل الجناح اليساري، بالحزب الديمقراطي الذي يقوده إدوارد كنيدي، وتشجيعه على التقدم بترشيح الحزب، والتأييد الواسع الذي حظي به من قبل أسرة كندي الأرستقراطية والتي تحظى بمحبة واحترام واسع من قبل غالبية الأمريكيين، قد هيأت له المقدمات اللازمة لصعود عتبة مسرح التنافس من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. كما أضاف له التحاق الرئيس السابق، جيمي كارتر، والمرشح الديمقراطي السابق، المنافس لجورج بوش في دورته الثانية، جون كيري إلى قائمة مؤيديه قد فتح له الأبواب واسعة بالفوز بترشيح الديمقراطيين له في مؤتمرهم القومي كرئيس قادم للولايات المتحدة الأمريكية.

لكن ذلك لم يكن خاتمة المطاف بالنسبة لأوباما، من أجل حيازة تأييد بقية الديمقراطيين، فلم يكن صواب المنطلقات كافيا لمرشح أسود، من الأقلية، التي حرمت تاريخيا من الوصول إلى القمة، وبعيدا عن الصالونات السياسية بالعاصمة، ليحظى بدعم كاسح من قبل الحزب لولا الإجماع الحزبي الذي تحقق في المؤتمر القومي للحزب حول ترشيحه. وكان ثمن ذلك كبيرا، فالذي حدث داخل الحزب هو التوصل لجملة من المساومات أدت إلى العودة مجددا للـ "كلينتونية". بمعنى أن الجناح اليساري بالحزب الديموقراطي، الذي دعم أوباما منذ البداية قد تنازل لصالح وحدة الحزب عن أهم المواقع والمراكز، وسلم موقع نائب الرئيس لـ" جوزيف بايدن" الشخص الأقرب لسياسة اليمين بالحزب. وبالمثل سلم رئاسة كبير موظفي البيت الأبيض لفرد أقرب في توجهاته إلى نائب الرئيس منه إلى الرئيس نفسه. بل إن معظم طاقم الرئيس أوباما، حسبما تبدى، حتى هذه اللحظة، هم في غالبيتهم من الفريق الذي صاحب مسيرة كلينتون، في دورتين رئاسيتين. وقد تسلموا مناصب قيادية في إدارته. بل إن هناك مصادر مقربة تؤكد أن السيدة كلينتون ستكون في الغالب، وزيرة الخارجية في حكومة أوباما.

ولا شك أن لتأييد آل كنيدي سحر خاص. فرغم مضي ما يقرب من النصف قرن على انتخاب الرئيس الراحل، جون كنيدي لرئاسة الولايات المتحدة، ومصرعه الدرامي في مدينة تكساس، فقد بقي، مثلا أعلى بالنسبة للشباب الأمريكي، ونموذجا فريدا في التاريخ الأمريكي. ولا تزال ذاكرة الأمريكيين حتى هذه اللحظة، تحتفظ بصور الموكب الرئاسي، حاملا الرئيس، كنيدي وزوجته الجميلة جاكلين، يجوب المدن الأمريكية، وتستقبله عشرات الألوف بالورود والهتافات، منافسا في زهوه وفخامة حضوره المواكب الملكية البريطانية، ومهرجانات استقبال الإمبراطورة الفرنسية ماري أنطوانيت وزوجها الملك لويس السادس عشر. وربما كان ذلك بشكل خاص، إلى جانب شخصية أوباما الكارزمية هو الذي يفسر، جزئيا على الأقل، اندفاع الملايين من الشباب اليافعين لصناديق الاقتراع، لانتخاب أوباما ليس كرئيس لهم فقط، وإنما كبطل قومي، ومخلص لهم من أزماتهم المستعصية.

لكن ذلك لا يعني بأية حال من الأحوال، أن التصويت لم يكن بالدرجة الأولى على البرنامج الانتخابي. فالبرنامج المطروح في كثير من أوجهه، هو رد طبيعي على مشروع بوش المتطرف، والذي حد من الحرية الفردية، وبعث المكارثية مجددا، بأسوأ ما فيها. وكانت خطابات أوباما تسير في اتجاه مغاير للسياسات التي أرهقت كاهل الأمريكيين، تفتح بوابات الأمل، وتعد بفتح فرص لمجتمع أكثر رخاء وأمنا... وكانت في محصلتها وعدا بإعادة الاعتبار لمفهوم "العقد الاجتماعي"، وتنشيط مختلف المؤسسات المدنية للدولة.

الآن وبعد أن تطرقنا في هذا الحديث والحديث السابق، للخارطة السياسية الأمريكية، والقوى الفاعلة في صناعة القرار، والإستراتيجية التي اعتمدها الرئيس المنتخب للوصول إلى البيت الأبيض، والمعضلات السياسية والاقتصادية التي ستكون في سلم أولويات اهتمامه، فور توليه منصب الرئاسة، فقد آن لنا الانتقال إلى جوهر الموضوع الذي وعدنا بمناقشته قبل أسبوعين: ما هي معالم السياسة الأمريكية في عهد أوباما؟ وهل نحن أمام تغيير جوهري قادم في هذه السياسة على صعيد الداخل والخارج أم إن المأكنة سوف تسير كالمعتاد؟. هذه الأسئلة، وأخرى غيرها ستكون موضوعا للمناقشة بالحديث القادم بإذن الله.

editor@arabrenewal.com

Dr. Schaker S. Schubaer
21/11/2008, 09:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): الجوانب الناعمة والجوانب الصلبة في إدارة الأمم
أشكر أخي الكريم المجاهد الكبير المرابط الأستاذ الدكتور محمد الريفي على متابعته، وأغبطه على هذه الحيوية داعياً الله عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية، وأن يفك أسره وأسر أهل الرباط من هذا الحصار الصهيوعربي الجائر.

لا شك أنني أعجبت بواقعية المقال، فكثير من التحليلات العربية تنبع من الشعور بالعجز الذي تحياه الأمة، فيغيبوا العوامل الفردية في شخصية أوباما، وأنه مجرد تمثيلية وسيمشي على نفس سياسة بوش لكن بلون أسود. لقد ضربت سفارتين من أكبر السفارات الأمريكية في الخارج في عهد كلينتون، لكن كلينتون ضربة ضربات انتقامية، ولم يتورط في الحرب. المحافظون فارغون فكرياً، ليس فقط في أمريكا، بل منذ الأزل، أنظر إلى سلوك الفريسيين الذين يمثلوا المحافظين في عهد المسيح عليه السلام، أدمغة فارغة تتلقط أخطاء وتعيش عليها، كما حصل في حادثة رجم الزانية.

لا شك أن سياسة الرئيس أوباما ستختلف، أوباما غير، يعني أوباما مختلف، يريد تسخير العقل في حل المشاكل، وهذا أخطر ما في الأمر لأننا كأمة عربية نسير بلا عقل، واضعينه في الثلاجة، لأن أصحاب القرار في أمتنا يروه زيادة ولا وظيفة له مثل الزائدة الدودية، ولولا فاتورة إزالته العالية لأزالوه. لذاسيكون اللعب من طرف واحد.

وكما الجراح تختلف أدواته المهنية عن استشاري الباطنة، تختلف أدوات أوباما الناعمة عن أدوات بوش الصلبة، فالأدوات الناعمة هي التي تعطي آفاقاً بعيدة لا حدود لها لإمكانات أي كينونة بما فيها الأمة.

وبالله التوفيق،،،

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
21/11/2008, 11:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا اردنا ان نتكلم عن الية وصول اوباما للبيت الابيض فتلك مسألة
اما اذا اردنا ان نتكلم عن سبب اختيار اوباما للوصول فذلك امر اخر
واعتقد ان اجابة السؤال الثاني نستطيع ان نحدد من خلاله ان كان سيكون هناك تغيير في سياسة امريكا في ظل حكم اوباما_ وان كان في هذه الجملة مبالغة_ فاوباما مثله مثل غيره من الرؤساء يحكم قرارته عدد من الامور
من الواضح ان فترة الجمهوريين افرزت عدد من المشاكل والقضايا خلقت للامريكين وضعا غير جيد وادخلتهم في متاهة لا يستطيعون فيها التراجع او التقدم ، ولا بد هنا من العودة لنقطة الصفر وعهد جديد يبعث الامل المزيف في الصدور الدافعة للضريبة في امريكا ويبقوا في حالة التوهان التي تحكم تصرفاتهم
وهذا الوضع شبيه الى حد ما بالوضع في حكومة العدو التي توقف اي تقدم ظاهري في علاقاتها مع الخارج والعرب بالذات في متاهات تغير الحكم او الطعن في سلوك وتصرف رئيس الوزراء
اما هل ستتغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية، فلابد ان يكون هناك تغيير في الاطار العام
فمثلا معتقل غوانتنامو استنفد اغراضه وأخذوا ما يستطيعون الوصول اليه وانتهى الغرض منه
المسألة العراقية اصبحت ترهق الامركان ماديا ومعنويا ومع ذلك فلن يستفيدوا اكثر مما استفادوا وانتهت قوةالعراق العسكرية والتي لا يمكن ان تعود لسابق عهدها بسهولة واصبحت العراق مزروعة بقنابل جاهزة للانفجار من الخلافات والنزاعات ، ولكل حجة ودليل، وفي المقابل تم استنزاف الخليج ، ويكمل الاستنزاف الان الازمة المالية التي اطاحت بالارصدة العربية في الخارج بصورة ملحوظة
اما القضية الافغانية فقد سكت الحديث عنها الا من جملة هنا وخبر هناك
وتبقى القضية الاساس وهي القضية الفلسطينية، وهذه بالنظر الى تداعيات القضايا الاخرى لن يكون فيها اي تغيير في المنظور ولا يوجد اي سبب يجعل القيادة الامريكية النظر فيها فلا يوجد سوى قوة واحدة مؤثرة في هذا المجال
من هنا نرى ان التغيير في السياسية لن يكون سوى تغيير محدود وظاهري فقط
المسألأة الاخرى بعد اوباما والتي اعتقد بان العدة تبدا لها من الان ، هل سنجد اي اعتراض لو كان الرئيس المقبل يهوديا واضح الديانة ، ساعتها سيكون الرد كان الرئيس السابق مسلما ولن نعترض والحجة ان السياسة الامريكية لا علاقة لها بديانةالرئيس....

مصطفى عودة
21/11/2008, 11:46 AM
تغيير لصالح الاستمرارية في تحقيق الحلم الامريكي،لكن نحن من يضع حدا للاسترسال في هذا الحلم في منطقتنا.

د. محمد اسحق الريفي
21/11/2008, 04:29 PM
أخي العزيز وأستاذنا الفاضل حكيم واتا الدكتور شاكر شبير،

أنا معجب بمقالات الدكتور يوسف مكي رئيس تحرير "التجديد العربي"، لأنه يعالج الأمور بحكمة ومنهجية وموضوعية وشمولية بعيدا عن الطريقة العربية المعهودة في معالجة الأمور، والتي تعتمد غالبا على نظرة قاصرة للموضوع ومن زاوية واحدة، وغالبا ما تكون هذه الزاوية متأثرة بواقعنا العربي المزري، ولذلك أحرص على القراءة للدكتور مكي عندما يهمني موضوع مقاله.

لا شك أن العقل العربي مخدر ومضلل، بل مفرغ من الداخل ومحشو بأفكار تيسر له الفوضى الحلاقة والهدامة، وهذه هي مشكلتنا الحقيقية التي استغلتها الولايات المتحدة بطريقة بشعة لإنهاك أمتنا والبقاء عليها ممزقة مشرذمة. إن عناصر التشرذم موجود ومعششة في عقول الجيل الجديد والشباب من أبناء الأمة، وهذا وحده كفيل بتخبطنا لقرون من الزمن، وقد تنبأ البيت الأمريكي الأبيض بأن منطقتنا مقبلة ولمدة عقدين على فوضى لا مثيل لها...

أمتنا مريضة، حاولت دائما إنكار هذه الحقيقة، تفاؤلا وتمنيا، ولكنها الحقيقة... أمة كغثاء السيل لا تتحركة حتى عند ذبحها بسكين غير ماضية!!

تحياتي وتقديري

Dr. Schaker S. Schubaer
02/12/2008, 08:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (02): ماذا يتوقع الشاعر الكبير أحمد مطر؟
مِن أوباما..
لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً أو حُكّاما:
قَرْعُ طَناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأطارَ صَوابي..
(افعَل هذا يا أوباما..
اترُك هذا يا أوباما
أمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما.
وَفِّرْ للِعُريانِ حِزاما!
يا أوباما.
خَصِّصْ للِطّاسَةِ حَمّاما!
يا أوباما.
فَصِّلْ للِنَملَةِ بيجاما !
يا أوباما..)
قَرقَعَة تَعلِكُ أحلاماً
وَتَقيء صَداها أوهَامَا
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى.
وَأنا رَجْلُ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أحظى بالعُذْر ختاما:
لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُمْ
لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما.
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما.
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما.
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما!
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أبَداً أيتاما!
أنَا أُمثولَةُ شَعْبٍ يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدّ غَصبْا..
و نِظامٍ يَحتَرِمُ الشَّعبا.
وَأنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أنغامي
فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. ألغاما!
فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما.
أمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أنعاما
تَتَسوَّلُ أمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلُ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي
أن أرعى، يوماً، أغناما!

وبالله التوفيق،،،