خميس لطفي
22/11/2008, 05:43 AM
على هذه الصخرة اجلس وغنِّ
بقلم : خميس
ملاحظة :
لا أدري إن كان هذا هو المكان الصحيح لهذا !
***
ها أنت تقف أمامها من جديد ، وكأنك تراها لأول مرة ، بينما البحر يلقي بأمواجه الهادئة على الشاطيء وكأنه يعزف إحدى سيمفونيات الطبيعة الجميلة و الرتيبة ، فتلامسه بحنان ثم تعود أدراجها من حيث أتت . أشياء كثيرة ما زالت تجذبك إليها دون أن تدري بالضبط ما هو كنهها ، ولا ما هي طبيعتها ، لكنك تعرف نفسك جيداً ، أو هكذا يُخيل إليكَ على الأقل ، وما عليك إلاَّ أن تغوص في أعماقها قليلاً كي تكتشف أن الحنين إلي الماضي بأحداثه وأبطاله ، لم يكن في يوم من الأيام هو الذي يدفعك إلى الحركة باتجاهه ، وهذه الصخرة ليست استثناء عن القاعدة ، فأنت متأكد في قرارة نفسك أن الذي كان يجلس عليها ، كلما أتى إلى هنا ، صامتاً مستمتعاً بمشهد غروب الشمس وبمنظر البحرالجميل ، ليس أنت .. !
قبل أعوام كنت تتساءل لماذا تركوا هذا الشاطيء هكذا كما خُلق أول مرة ؟ وكنت تقول : تباً لهم من متخلفين !! لكنك تعرف الآن ما هو السبب وتكاد أن تستوعبه أيضاً ، تغيرتَ كثيراً ، حتى أصبحت مثلهم ! لم تهتم بتفاصيل هذه الرحلة كما ينبغي ، حتى أنك لم تدون ما كنت تتوقع أن يلزمك خلالها كي لا تنساه ، وها أنت تقف أمام البحر بملابسك العادية ، بينما يقفز إلى ذهنك مطلع تلك الأغنية القديمة التي تحبها ، والتي فكرت دائماً أن تكتب شيئاً ما على منوالها . تنقصك العصا وبضع سنوات أخرى من العمر ، تكفي ليحدودب ظهرك قليلاً ، والباقي موجود أصلاً ، وما عليك إلا أن تجلس على هذه الصخرة وتضع قدميك في الماء ، وتداعب تراب هذا الشط الذهبي الجميل بعصاك ثم تبدأ في الغناء ... " وأذكر أني ... "
لكن هذه الصخرة قد نسيتك على ما يبدو ، وليس ثمة ما يدل على أنها قد شعرت بوجودك أو حتى تذكرت من تكون !
نعم ، لقد بقيت على حالها ككل الصخور، ومع ذلك فليس هنالك من مبرر كي تبقى واقفاً صامتاً أمامها ، فاجلس عليها ، وافعل ما كنت تفعله كل مرة .
إلى أين تمضي ؟
وحتًّامَ يُبحرُ ذاك الشراعْ ؟
فيتركُ دنيا ، ويدخلُ دنيا
وفي كل يوم حكايا جديدةْ
وفي كل يوم قصيدةْ
وفي كل يوم وداعْ !
إلى أين تمضي ؟
وما عاد في الوقت متسعٌ للضياعْ
ولا للطموح ولا للتمنِّي ..
على هذه الصخرة اجلسْ وغنِّ :
" .. وأذكرُ أني ..
فعلتُ الذي كانَ بالمستطاعْ
ومتُّ مراراً ،
فماذا تريدينَ ، أكثرَ ، مني ؟!
وكنتِ حياتي ، و قرةَ عيني "
وأفضِ بما في فؤادك للبحر ،
من غيره يتقن الإستماعْ ؟ **
إلى أين تمضي ؟
وليس هنالك متسعٌ ، للذهابِ ، ولا للإيابْ
ولا أي معنىً ، لمعنى الصوابْ
ومن أي بابٍ ستأتي السعادةُ ، يوماً لمثلكَ ، من أي بابْ ؟
وكل الدروب تؤدي لحزنك أنت ، وحزني ؟
على هذه الصخرة اجلسْ وغنِّ !
وعشْ ذكرياتك ، وابكِ عليكَ ، بدون انقطاعْ
فكم مِن " أنا " تسكنُ اليومَ فيكَ ،
وما بينها ، لم تزلْ في صراعْ ..
** البيت للشاعرة مي ! ( ولا أذكر اسمها الكامل للأسف ، فهذه الخاطرة عمرها أكثر من ثلاث سنوات !!)
بقلم : خميس
ملاحظة :
لا أدري إن كان هذا هو المكان الصحيح لهذا !
***
ها أنت تقف أمامها من جديد ، وكأنك تراها لأول مرة ، بينما البحر يلقي بأمواجه الهادئة على الشاطيء وكأنه يعزف إحدى سيمفونيات الطبيعة الجميلة و الرتيبة ، فتلامسه بحنان ثم تعود أدراجها من حيث أتت . أشياء كثيرة ما زالت تجذبك إليها دون أن تدري بالضبط ما هو كنهها ، ولا ما هي طبيعتها ، لكنك تعرف نفسك جيداً ، أو هكذا يُخيل إليكَ على الأقل ، وما عليك إلاَّ أن تغوص في أعماقها قليلاً كي تكتشف أن الحنين إلي الماضي بأحداثه وأبطاله ، لم يكن في يوم من الأيام هو الذي يدفعك إلى الحركة باتجاهه ، وهذه الصخرة ليست استثناء عن القاعدة ، فأنت متأكد في قرارة نفسك أن الذي كان يجلس عليها ، كلما أتى إلى هنا ، صامتاً مستمتعاً بمشهد غروب الشمس وبمنظر البحرالجميل ، ليس أنت .. !
قبل أعوام كنت تتساءل لماذا تركوا هذا الشاطيء هكذا كما خُلق أول مرة ؟ وكنت تقول : تباً لهم من متخلفين !! لكنك تعرف الآن ما هو السبب وتكاد أن تستوعبه أيضاً ، تغيرتَ كثيراً ، حتى أصبحت مثلهم ! لم تهتم بتفاصيل هذه الرحلة كما ينبغي ، حتى أنك لم تدون ما كنت تتوقع أن يلزمك خلالها كي لا تنساه ، وها أنت تقف أمام البحر بملابسك العادية ، بينما يقفز إلى ذهنك مطلع تلك الأغنية القديمة التي تحبها ، والتي فكرت دائماً أن تكتب شيئاً ما على منوالها . تنقصك العصا وبضع سنوات أخرى من العمر ، تكفي ليحدودب ظهرك قليلاً ، والباقي موجود أصلاً ، وما عليك إلا أن تجلس على هذه الصخرة وتضع قدميك في الماء ، وتداعب تراب هذا الشط الذهبي الجميل بعصاك ثم تبدأ في الغناء ... " وأذكر أني ... "
لكن هذه الصخرة قد نسيتك على ما يبدو ، وليس ثمة ما يدل على أنها قد شعرت بوجودك أو حتى تذكرت من تكون !
نعم ، لقد بقيت على حالها ككل الصخور، ومع ذلك فليس هنالك من مبرر كي تبقى واقفاً صامتاً أمامها ، فاجلس عليها ، وافعل ما كنت تفعله كل مرة .
إلى أين تمضي ؟
وحتًّامَ يُبحرُ ذاك الشراعْ ؟
فيتركُ دنيا ، ويدخلُ دنيا
وفي كل يوم حكايا جديدةْ
وفي كل يوم قصيدةْ
وفي كل يوم وداعْ !
إلى أين تمضي ؟
وما عاد في الوقت متسعٌ للضياعْ
ولا للطموح ولا للتمنِّي ..
على هذه الصخرة اجلسْ وغنِّ :
" .. وأذكرُ أني ..
فعلتُ الذي كانَ بالمستطاعْ
ومتُّ مراراً ،
فماذا تريدينَ ، أكثرَ ، مني ؟!
وكنتِ حياتي ، و قرةَ عيني "
وأفضِ بما في فؤادك للبحر ،
من غيره يتقن الإستماعْ ؟ **
إلى أين تمضي ؟
وليس هنالك متسعٌ ، للذهابِ ، ولا للإيابْ
ولا أي معنىً ، لمعنى الصوابْ
ومن أي بابٍ ستأتي السعادةُ ، يوماً لمثلكَ ، من أي بابْ ؟
وكل الدروب تؤدي لحزنك أنت ، وحزني ؟
على هذه الصخرة اجلسْ وغنِّ !
وعشْ ذكرياتك ، وابكِ عليكَ ، بدون انقطاعْ
فكم مِن " أنا " تسكنُ اليومَ فيكَ ،
وما بينها ، لم تزلْ في صراعْ ..
** البيت للشاعرة مي ! ( ولا أذكر اسمها الكامل للأسف ، فهذه الخاطرة عمرها أكثر من ثلاث سنوات !!)