المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سفينة الأعماق - قصة خيالية - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
19/12/2006, 06:39 PM
سفينة الأعماق
رواية قصيرة من الخيال العلمي
نزار ب. الزين

مهداة إلى الأستاذ عامر العظم و السيدة راوية سامي عقيلته ، لما يبذلانه من جهود مضنية لإعلاء مكانة المفكرين و الأدباء و المترجمين العرب

خمسة أصدقاء من بلاد عربية مختلفة ، جمعتهم الدراسة في إحدى الجامعات الأمريكية و السكن المشترك قريبا منها ، عبد الله من المغرب تخصص برمجة و هندسة كمبيوتر ، هشام من سورية تخصص معادن و سبائك معدنية ، مجدي من مصر تخصص طبقات الأرض ، حمود من الإمارات العربية المتحدة /أمارة دبي تخصص نفط و صناعات نفطية ، و رياض فلسطيني يعيش في الأردن تخصص ميكانيك محركات ثقيلة.
لم تلههم المغريات الكثيرة من حولهم ، اللهم سوى حضور أفلام الخيال العلمي التي يشتركون جميعا بعشقها ، إضافة إلى زيارة المتاحف و مطالعة المجلات العلمية ؛ و قد أبدوا جميعا لفرط ذكائهم تفوقا في مجالات دراساتهم ، حتى أن الكثير من مؤسسات البحوث العلمية أو الشركات الأمريكية التخصصية عرضت عليهم وظائف مغرية ؛ إلا أنهم رفضوها جميعا لأنهم تعاهدوا أن يعودوا إلى وطنهم العربي للمساهمة في تطويره و تقدمه .
في سنة التحضير للدكتوراه ، و قبل أشهر من مناقشة أطروحاتهم ، عرض هشام على أصدقائه مشروعا مدهشا ، بدا لهم أول الأمر خياليا و مستحيل التنفيذ ، إلا أنه رويدا رويدا تمكن من إقناعهم به ، مقدما لهم البراهين على إمكانية تنفيذه إذا تضافرت جهودهم معا ، فتعهد حمود بتمويل المشروع ، ليس هذا و حسب ، بل تعهد لهم أيضا بتدبير وظائف لهم في دبي في شركة البناء التي يملكها والده كغطاء يمكنهم من الحصول على التأشيرات اللازمة لدخول الإمارات .
و طوال تلك الأشهر التي سبقت مناقشة أطروحاتهم ، لم يكن من حديث لخمستهم سوى المشروع الذي سيحدث ضجة عالمية من شأنها أن ترفع من مكانة العرب تجاه الشعوب الأخرى التي سبقتهم علميا و تقنيا بمراحل ، بعد أن كانوا رواد العلوم ذات يوم .
*****
في مكان ناء من مدينة دبي بنوا مختبرهم الذي بدا ظاهريا كأنه مستودع بضائع .
كان هدف الدكتور هشام السعي لتكوين سبيكة معدنية تحتمل الضغوط الهائلة و درجات الحرارة العالية .
أما الدكتور رياض فكانت أمامه أصعب المهمات ، الأولى منها ابتكار محرك قوي قادر على دفع مركبة خلال طبقات الأرض ، أما الثانية فكانت العمل على تطوير حفارة حلزونية تثبت في مقدمة المركبة ، أما الثالثة فكانت ابتكار ذراع آلية لالتقاط العينات و فحصها ، و قد وظف حمود تحت إمرته عددا من الميكانيكيين المهرة لتحقيق مهمته الصعبة .
أما الدكتور عبد الله فقد انشغل بابتكار برامج حاسوبية تساعده في عدة أغراض ، أولها تصميم المركبة المنشودة ، و ثانيها ربط المجسات و الرادارات و الكاميرات بجهاز حاسوبي واحد يمكن التحكم بها من خلاله ، و ثالثها مساعدة الدكتور حمود في ابحاثة ، فالدكتور حمود يأمل بإثبات فرضية حديثة عن تكوين البترول ، الفرضية تؤكد أن النفط غير قابل للنضوب لأن المواد الهيدروكربونية - و هي أساس تكوينه - في حالة تشكل مستمر نتيجة اتحاد الكربون مع الهيدروجين ( و هما مادتان موجودتان في الأعماق مثل وجودهما في الجو ) هذا الإتحاد يتم تحت درجة حرارة و ضغط هائلين في الطبقات العميقة لجوف الأرض ، لينساب – من ثم - نحو الأعلى ، مجدداً تعبئة الخزانات الطبيعية الموجودة أو تكوين خزانات غير معروفة و لم يتم اكتشافها بعد .
و يقول الدكتور حمود إذا تمكن من إثبات هذه الفرضية يصبح بإمكان البشر تكوين حاجاتهم النفطية بمصانعهم ، و ستكون تلك خطوته التالية ، مما سيحدث ثورة في مجال الطاقة تفوق الثورتين الصناعية و الألكترونية معا .
أما الدكتور مجدي فكان يبحث في صفائح القشرة الأرضية التي تقوم فوقها القارات و التي تعوم فوق طبقة من الصخور شبه المائعة فتسبب حركتها الدائبة التي تؤدي إلى حدوث الزلازل ؛ و ذلك سعيا وراء إيجاد الفالق الباطني المناسب الذي يمكِّن من النفاذ إلى الأعماق .
و يؤكد الدكتور مجدي أن هناك فوالقا زلزالية و أنفاقا و كهوفا طبيعية في الأعماق كما في السطح و من الممكن عبورها بيسر إذا نجح زملاؤه بتصميم المركبة المنشودة ، و التي سوف يكون عليها اختراق عدة طبقات مختلفة التكوين قبل الوصول إلى طبقة المعادن المصهورة و هي بسامكة 2800 كيلومتر و بحرارة تقارب المائة درجة مئوية قرب السطح و 3500 درجة مئوية في أعمق نقطة .
و بما أن جاذبية قلب الكرة الأرضية الصلب المكون من معدن الحديد – و هي جاذبية أقوى من جاذبيتها على السطح - فإن قوة الدفع المكتسبة من تلك الجاذبية سوف تمكن المركبة من الإتجاه بنفس السرعة نحو السطح ثانية و لكن نحو قارة أخرى من خلال فالق زلزالي آخر ، و قد لا تستغرق الرحلة – نظريا - إذا كانت مباشرة ، أكثر من ساعات معدودة ، و الحاسوب يشير إلى أن الإنتقال من غرب آسيا – مثلا -إلى شرق أمريكا قد لا يستغرق أكثر من أربع إلى خمس ساعات.
*****
بعد ثمانية عشر شهرا من العمل الشاق و إنفاق مبالغ كبيرة قدمها الدكتور حمود و والده بسخاء و بلا أدنى تردد ، اكتمل بناء المركبة التي صنعت من سبيكة معدنية ولَّفها الدكتور هشام ، يمكنها احتمال حرارة تقترب من 4000 آلاف درجة و ضغط عدة أطنان فوق السنتيمتر المربع الواحد ، و بطنت من الداخل بطبقتين من نوعين مختلفين من السيراميك و زودت بمحرك ديزل دافع بقوة تعادل قوة قاطرتي ديزل ، و بمحرك قوي آخر لحفارة حلزونية ثبتت في مقدمة المركبة مستخدمة شفرات شُحذت من نفس سبيكة الدكتور هشام المعدنية ، قادرة على اختراق أصلب الصخور و قذفها إلى ما وراء المركبة ، و بمحرك آخر لتشغيل الذراع الآلية ، و بمحرك رابع لتوليد الطاقة و تشغيل أجهزة التبريد و الأجهزة الكهربائية و الألكترونية الأخرى ، كما زودت بكاميرات ألكترونية خاصة تحتمل درجات الحرارة العالية ، تُمكِّن الباحثين في الداخل من رؤية ما يجري حولهم في الخارج بدل النوافذ ، و برادار قوي و مجسات حساسة لقياس المسافات و الأعماق و درجات الحرارة فوق هيكل المركبة من الخارج ، و أخرى للتعرف على الإتجاهات ؛ و بجهاز إتصال يصلح فقط أثناء وجودهم في أعماق المحيط أو فوق سطح الأرض .
و اقتضت الخطة أن تكون أول رحلة تجريبية و مباشرة ، على أن تكون رحلة العودة رحلة إستكشافية تخصصية ، تليها رحلات .
و ستغوص المركبة في الخليج العربي ثم تتجه جنوبا إلى بحر العرب ثم غربا نحو شرق أفريقيا و من هناك سيتم إختراق فالق البحر الأحمر . أما لماذا اختاروا أن تبدأ رحلتهم من أعماق البحر فالدكتور عبد الله يجيب على هذا السؤال قائلا : " أن القشرة الأرضية تقل سماكتها في أعماق البحر فهي بين – 60إلى70 كيلومتر- مما يوفر الجهد و الوقت ."
و من ثم سوف تغوص المركبة في الأعماق مندفعة نحو قلب الكرة الأرضية الصلب ، ثم تنزلق قبيل بلوغه في اتجاه الصعود لتبلغ فالق المحيط الأطلسي - تماما كما تفعل سفن الفضاء التي تستفيد من جاذبية أحد الكواكب لتنزلق قريبا منه باتجاه كوكب آخر مستفيدة من قوة الدفع التي اكتسبتها من جاذبيته - و لعلها تتجه من هناك إلى إحدى دول أمريكا اللاتينية ، و الأرجح أنها ستكون الجزيرة الكوبية أو أيا من جزر الكاريبي ، و لذا فقد حصلوا على التأشيرات اللازمة من سفارات تلك الدول معلنين لها أن زيارتهم ستكون عبر سفينة أبحاث أسموها << دبي 1 >>.
و في اليوم الموعود ، اتجهت المركبة فوق شاحنة مغطاة إلى منطقة معزولة بين أمارتي عجمان و رأس الخيمة ، و ما أن أُنزلت المركبة على شاطئ الخليج حتى دنت منها سيارة فارهة يعقبها سيارة حماية ، ثم ترجل منها مسؤول رفيع المستوى و برفقته والد الدكتور حمود ، جاءا خصيصا لوداع و تشجيع زمرة العلماء العرب الذين سيخوضون أكبر مغامرة إستكشافية في التاريخ ؛ و قد حرص الجميع أن تكون المغامرة بعيدا عن أية ضجة إعلامية ، خشية الصدمة الكبرى و الإحباط الشديد إذا باءت الرحلة بالفشل .
*****
عندما غاصت المركبة في الخليج كانت قلوب خمستهم واجفة خشية أن يكونوا قد ارتكبوا غلطة فنية ما ، و لكن لسعادتهم البالغة سار كل شيء على ما يرام ، المحرك الدافع قادهم نحو شرق أفريقية خلال 15 دقيقة فقط ( أي اسرع من اية غواصة ) ، و هناك بدأ الدكتور عبد الله و الدكتور مجدي يبحثان من خلال شاشتي الحاسوب عن فالق البحر الأحمر ، و ما لبث الدكتور مجدي أن صاح صيحة ( أرخميدس ) : وجدته !... وجدته !... ؛ ثم ما لبث الإثنان أن بدءا بالبحث عن الثغرة المناسبة للعبور منها إلى أعماق الأرض ، فوجداها بعد دقائق قرب خليج السويس ، و بدأ من ثم الإختراق ..
كانت الحفارة الحلزونية تعمل بشكل رائع لشق الصخور و الكتل الطينية بينما يدفعها إلى الأمام المحرك الخلفي بسرعة أكبر من سرعة طائرة نفاثة أو صاروخية ، فكانت سعادة خمستهم لا توصف لمدى النجاح الذي حققوه حتى الآن .
كان اتجاههم نحو الشمال الغربي بشكل مائل تحت القارة الأفريقية وعند بلوغهم عمق خمسين كيلومتر ، أحسوا أن الحفارة الحلزونية تدور في فراغ ، رصدوا ما حولهم بقلق بالغ ، فتبين لهم أنهم داخل كهف عملاق يتجه بهم نزولا بخط مائل ، فساروا فيه بيسر دونما حاجة إليها..و قد امتد الكهف أكثر من مائتي كيلومتر تارة يضيق إلى بضعة أمتار و تارة يتسع إلى مئات الأمتار ، أما الإرتفاع فيتراوح بين أمتار قليلة و عشرات الأمتار .
ثم بلغوا نهاية الكهف فبدأ الإختراق من جديد ..
بدأت الحفارة الآن تعمل بشكل أيسر فقد بلغوا طبقة أقل كثافة مكونة من الصخور الحارة شبه المائعة و التي – كما سبق أن أفادهم الدكتور مجدي – تطفو فوقها صفائح القشرة الأرضية و التي تسبب حركتها الدائمة .
أما الدكتور عبد الله فقد أخبرهم أن الحرارة خارج المركبة بلغت الآن مئتي درجة مائوية .
و المركبة لا زالت مندفعة نحو الأعماق ...
قال الدكتور مجدي : "نحن الآن في عمق ألف خمسمائة كيلومتر .."
قال الدكتور عبد الله : " الحرارة خارج المركبة تبلغ الآن خمسمائة درجة مئوية ..."
و المركبة لا زالت مندفعة نحو الأعماق ...
" نحن الآن على عمق ثلاثة آلاف كيلومتر" ، قال الدكتور عبد الله ؛
" و بدأنا نخترق المائع الناري " ، قال الدكتور مجدي ؛
" و بدأت الجاذبية تتزايد وتيرتها بشكل متسارع ، اربطوا الأحزمة جيدا و اتخذوا وضع الإستلقاءعلى ظهوركم " ، قال الدكتور رياض الذي يتولى قيادة المركبة .
و المركبة لا زالت مندفعة نحو الأعماق بوتيرة متسارعة...
" بدأنا الآن بالإتجاه المعاكس " ، قال الدكتور رياض ، و قد خرجت الكلمات من فمه بطيئة و بصوت خافت بسبب الضغط الكبير الواقع على صدره و بطنه ، إنه ضغط السرعة الخيالية التي اكتسبوها من جاذبية قلب الكرة الأرضية المعدني .
و المركبة بدأت تندفع من الأعماق نحو السطح ...
" نحن الآن تحت المحيط الأطلسي ، في وسطه تقريبا ، و الرحلة تسير من نجاح إلى نجاح " ، قال الدكتور عبد الله عندما بدأ الضغط الكبير يزول تدريجيا عن جسده ، و بدأ يتابع جهاز الحاسوب بدون صعوبة..
و المركبة لا زالت تندفع من الأعماق نحو السطح ..
" سنخترق فالق الأطلسي وشيكا " ، قال الدكتورمجدي....
" لقد عثرت بين العينات التي التقتطها من الكهف العملاق الذي مررنا به ، على كميات كافية من عنصر يندمج فيه الكربون بالهايدروجين فيما يمكن أن نسميه خميرة البترول و ليس فيه أي اثر لكائنات عضوية ميتة أو بقايا كائنات عضوية ، و هو ما يؤكد فرضية أن البترول في حالة تكوين مستمر ، و ليس فقط نتيجة المواد العضوية المترسبة كما كان يُظن ، و عندما سنمر في طريق العودة من ذلك الكهف سألتقط عينات أخرى لمزيد من البحث.. إنه لفتح علمي كبير أيها الأعزاء ! "
و المركبة لا زالت تندفع من الأعماق نحو السطح ...
و ما أن اجتازت فالق الأطلسي ، و بدأت الحفارة في تكسير الصخور الصلبة تمهيدا لبلوغ قاع المحيط ، حتى بدت من جديد و كأنها تدور في فراغ .
*****
لم يطل قلقهم طويلا
" أنه مدخل كهف عملاق آخر !" صاح الدكتور مجدي فرحا!
" شيء لا يصدق يا إخوان ، المجسات تؤكد أن حرارة الكهف لا تزيد عن 40 درجة مئوية ، و الهواء فيه مليء بالأكسيجين " أضاف الدكتور عبد الله ...
فرد الدكتور مجدي : " أمر غريب نحن على عمق خمسين كيلومترا تحت سطح المحيط الأطلسي ، و الأكسيجين متوفر ، ذلك سيقلب جميع معارفنا الإنسانية رأسا على عقب ، هذا يعني أن الكهف صالح للحياة ، دعونا نتجول قليلا فيه و نريح أقدامنا المتعبة ، و ما يدرينا فقد نعثر على مخلوقات من نوع ما ! "
فأجابه الدكتور حمود : " قد تكون تلك المخلوقات من فئة الداينصورات ، فعلينا أن نكون متيقظين و ألا نبتعد عن المركبة !"
و ما أن هبطوا من المركبة حتى لجمت ألسنتهم مفاجأة لم تخطر على بالهم ، كان الكهف مضاءاً بإنارة لم يتمكنوا من معرفة مصدرها و مزدانا بعشرات اللوحات الفسيفسائية تفصل بينها أعمدة رخامية تتصل في أعلاها بأقواس تشبه أقواس قصر الحمراء في غرناطة الأندلس ، أما أرض الكهف فقد رصفت بالحجارة المنحوتة ..
تساءل الدكتور هشام مشدوها : " هل من المعقول أن نكون أمام مدينة ما أو جزيرة ، غاصت نتيجة زلزال ، و بقيت مبانيها على حالها على هذا النحو ؟ ما رايك يا دكتور مجدي ، هل يمكن علميا أن يقع مثل هذا الأمر البعيد عن كل معارفنا ؟ أفدني يا دكتور مجدي ، هل سمعت أو قرأت عن مثل هذه المعجزة التي نراها ؟ "
أجابه الدكتور مجدي و هو لا يقل شعورا بالذهول عن زملائه : " قد يحدث أن تغوص مدن أو جزر و لكنها تبقى في قاع البحر و لكن ليس تحت خمسين كيلومترا منه ؛ لقد تم اكتشاف بقايا الإسكندرية القديمة قرب سواحلها و لكنها كانت خرائب ، و ادعى روبرت سارماست و هو عالم أمريكي مؤخرا أنه اكتشف خرائب جزيرة أطلنتس التي تحدث عنها أفلاطون ، و لكنه قال أنها آثار ..."
ما أن أكمل الدكتور مجدي جملته ، حتى سمعوا جميعا صوتا أرعبهم : " أنتم الآن في أطلنتيا " ثم اضاف : " أطلننتيا و ليس أطلنتس ، و شعبها يرحب بكم ، تقدموا بمركبتكم خمسمائة متر و ستروننا في استقبالكم ! " .
نظروا إلى بعضهم بعضا و قد عقدت الدهشة ألسنتهم ، ثم قال الدكتور حمود لزملائه : " هيا مِمَّ نخاف ؟ الصوت بدا آدميا و ودودا ، و بالتأكيد نحن لا نحلم ! "
أجابه الدكتور هشام و قد ارتعش صوته لرهبة الموقف : " يا إخوان نحن نعيش الآن معجزة حقيقية ! "
*****
هبطوا من المركبة ثانية ، عندما وجدوا أنفسهم أمام بوابة ضخمة ، ما لبثوا أن سمعوا صوتها و هي تفتح ببطء ، ثم بدؤوا يلمحون بشرا حقيقيين ، نساء و رجالا ، في غاية الجمال ؛ طول فارع ، شعر يميل إلى الحمرة ، عيون واسعة عسلية اللون ، ، الرجال منهم يرتدون ثيابا بيضاء مكونة من قطعتين ، سروال قصير و قميص ( نصف كم ) مزين بزخارف هندسية يتوسط بينهما حزام جلدي مزخرف ، و في أقدامهم نعالا خفيفة ترتفع إلى ما فوق الكاحل مزينة بزخارف شبيهة بزخارف الحزام ، أما النساء فقد ارتدين ملابس زاهية الألوان بلا أكمام ، و طويلة تكاد تلامس الأرض ، و قد زينوا صدورهن بعقود اللؤلؤ و المرجان.
تقدم منهم ما بدا أنه كبير القوم ثم ما لبث أن قال لهم من خلال جهاز بدا و كأنه جهاز للترجمة الفورية : " مرحبا بكم ، هذه هي المرة الأولى التي يشرفنا فيها بالزيارة سكان من سطح الأرض ، و لا بد أنكم تملكون تقنية عالية الكفاءة مكنتكم من الوصول إلى أطلنتيا ."
تقدم الدكتور حمود - و قد استطاع التغلب على دهشته الشديدة – تقدم منه ، ثم مد يده راغبا في مصافحته ، و بعد تردد منه مد الآخر يده ثم تشابك مع حمود بمصافحة حارة و هو يضحك ، ثم ما لبث أن شده نحوه معانقا ، و تنكرر ذلك مع بقية رفاقه ؛ ثم بدأ الدكتور حمود يعرفه ببقية أصدقائه العلماء و بتخصصاتهم ؛ في حين كانت الحشود من حولهم تردد ما يشبه الأهازيج الترحيبية ، و قد تزينت وجوههم جميعا بابتسامات عريضة ملوحين بايديهم مرحبين.
سار بهم كبير القوم مسافة بسيطة ثم تقدمهم صاعدا درجات مايشبه أهرامات ( المايا ) و لكنها مبنية من الرخام ، ثم ولجوا جميعا إلى قاعة كبرى التف حولها مدرج جلس عليه عشرات من النساء و الرجال ممن بدوا أنهم وجهاء القوم ، عرَّف بهم مضيفهم على أنهم نواب شعب أطلنتيا ، فقوبل الدكتور حمود و صحبه بتلويح الأيادي و صيحات الترحيب .
*****
بعد أن رحب بهم رئيس المجلس ، توجه بهم مضيقهم إلى قاعة مجاورة التف حول مائدة بيضاوية الشكل مصنوعة من من الرخام النفيس ، حوالي عشر نساء و أربعة رجال ، عرفهم مضيفهم على أنهم وزراء أطلنتيا و أنه شخصيا رئيسهم .
ما أن جلس الضيوف حتى انهالت عليهم الأسئلة ، كيف وصلوا و كيف تمكنوا من اختراق المحيط ، و من أي منطقة جاؤوا و ماهو هدفهم ، كان كل منهم يجب على أحد الجوانب ، و قد أوضح لهم الدكتور مجدي أن مجموعتهم علمية بحتة ، و أنها لم تكن تفكر إطلاقا بالبحث عن حضارة أطلنتنيا أو آثارها ، و أنهم إنما بلغوها بمحض المصادفة ؛ ثم شرح لهم هدف المجموعة و هو إثبات إمكانية اختراق باطن الكرة الأرضية بسرعة قياسية إذا توفرت الشروط المناسبة ، و أنهم قدموا من البلاد العربية و تحديدا من الإمارات العربية المتحدة ، و يهدفون إلى بلوغ أمريكا الوسطى ، و على الأرجح بلوغ إحدى جزر الكاريبي ، و بسرعة قياسية تتجاوز سرعة أية وسيلة ابتكرها البشر حتى الآن ، فنحن قضينا حتى الآن ثلاث ساعات و عشرين دقيقة و هدفنا أن نبلغ إحدى جزر الكاريبي ، في زمن يتراوح بين أربع إلى خمس ساعات .
ثم تناول الدكتور عبد الله الحديث مبينا لهم أنهم لهذا السبب لن يتمكنوا من المكوث أكثر من بضعة دقائق أخرى و إلا فشلوا في تحقيق هدفهم .
ابتسم أحد الوزراء قبل أن يجيبه من خلال جهاز ترجمته ، الذي يستعمل كل منهم مثيله : " أنتم ضيوفنا و لن نتخلى عنكم بالسهولة التي تظنون .!.."
ثم أضافت وزيرة أخرى : " في الحقيقة ، بلدنا ينقصه الذكور ، و عدد سكاننا في تناقص ، فنحن نرحب بكل ذكر يحضر لزيارتنا ، لقد بلغت نسبة الإناث 76% من مجموع السكان ، و هذا يهدد شعبنا العظيم بالانقراض ."
ثم تصدت وزيرة أخرى للحديث ، فقالت : " علامَ عودتكم إلى السطح ؟ و شعوبه لم يتمكنوا حتى الآن من التغلب على حيوانيتهم ، شعوب متناحرة متنافسة متحاربة ، شعوب تملك من وسائل التدمير أكثر من تملكهم لوسائل الإعمار ! "
أجابهم الدكتور هشام : " لهذا السبب اتحدنا نحن الخمسة ، و هدفنا الإسهام في تطوير العلوم و المعارف ، لكي يصبح للناس جميعا مصادر رخيصة للطاقة ، مصادر جديدة للمياه العذبة ، مصادر جديدة للمعادن ، لنحقق في النهاية ما يكفي كل البشر من الغذاء و الكساء و البيوت المريحة و المواصلات السهلة ، و نعتقد أنه إذا تحقق كل ذلك فإن الصراعات سوف تنتهي و أن العدالة سوف تسود ؛ أما إن بقينا في ضيافتكم - كما تطلبون – فإن كل جهودنا ستذهب أدراج الرياح "
ثم أضاف الدكتور حمود قائلا : " لا تنسوا يا أيها المحترمون أن لدينا أهلا و أصدقاء في انتظارنا على أحر من الجمر ، فإذا بقينا في ضيافتكم – كما تقترحون - فسيظنون أننا قُتلنا ، و أن رحلتنا فشلت ؛ و سنسبب لهم خيبة أمل رهيبة و حزنا كبيرا ! "
صمت الجميع و كأن على رؤوسهم الطير ، ثم ما لبث رئيسهم و مضيفهم أن قال لهم : " لقد اقتنعت بما تقولون و بأنكم بشر طيبون و أن أهدافكم نبيلة ، و لكنني أطلب منكم أمرين ، أولهما أن تدخلوا غرفة التاريخ لتتعرفوا على حضارتنا و علومنا و مقومات وجودنا لكي تتخلصوا من كل ما لُفِّق عنا من أقاويل ، و ثانيهما أن تتعهدوا بعدم ذكر أي شيء عن وجودنا و مكاننا لأي إنسان على سطح البسيطة ، و إلا عرضتمونا لخطر فادح ، فهناك دول قوية و عدوانية فوق السطح ، قد تتمكن من الوصول إلينا و إيذائنا و تدمير حضارتنا المعمرة ، و التي بلغت خمسة آلاف سنة ، نعم خمسة آلاف سنة بدون حروب أو أي نوع من الصراعات ، نحن لا نحتاج للشرطة أو الجيش ، و لم يسبق أن تشاجر منا اثنان ، و حكومتنا التي ترون هي حكومة علماء و حكماء ، فإذا بحتم بسرنا فربما تكونوا السبب في القضاء علينا ."
أجابه الدكتور حمود : " أعاهدك باسمي و بإسم إخواني بأن نَكْتم سركم و بأنكم بالتأكيد لن تسمعوا عن لساننا كلمة واحدة ، و لكن ليس لدينا وقت أكثر للاطلاع على ما تحويه غرفة التاريخ ؛ رجائي – و قد اقتربنا من النجاح – أن يحدثنا أحدكم بموجز عن تاريخ أطلنتيا و نحن في طريقنا إلى مركبتنا ."
*****
في الطريق إلى المركبة و في وسط حشود شدها الفضول لمشاهدتهم ، كانت إحدى الوزيرات التي كلفت بمرافقة الضيوف العلماء ، كانت تحدثهم عن تاريخ أطلنتيا ، فقالت : " كنا نعيش في وسط المحيط الأطلسي و أقرب إلى الأمريكتين ، و كانت لنا علاقات تجارية مع مصر الفراعنة و بلاد الإغريق في الشرق ، و مع سكان المايا بعد ذلك في الغرب ، و قد حاولنا إقامة علاقات ودية مع الجميع و لكنهم كانوا يقابلوننا بالعدوان ، كانوا يعتدون على سفننا التجارية و ينهبون ما فيها من بضائع ، ثم قَدِم إلينا الإغريقيون فوق سفنهم الحربية هادفين غزونا فأحرقناها عن آخرها باستخدام الليزر الذي لم يكونوا يعرفونه و الذي عرفتموه أنتم حديثا.
أما سكان المايا فكانوا أكثر توحشا رغم كل مظاهر التقدم التي كانوا عليها ، كانت لهم أبجديتهم الهيروغليفية ، و كانوا بعرفون الأرقام و الحساب ، و كان لديهم إلمام بعلم الفالك ، و لكنهم كانوا دمويين ، كانوا يقيمون كل فترة احتفالات ينتقون خلالها أجمل الشبان أو الفتيات ، فيذبحونهم ذبح النعاج ثم ينتزعون قلوبهم و يقدمونها قرابين لإرضاء آلهتهم كما كانوا يزعمون ، و كانوا يخوضون على الدوام حروبا شرسة فيما بينهم أو مع جيرانهم ، و أما نحن فكنا نتوقع انهيار حضارتهم السريع كما حدث بالفعل .
و عندما اكتشف علماؤنا ، أن هناك بوادر حدوث زلزال كبير قد يغير خارطة الكرة الأرضية ، صنعوا فوق جزيرتنا قبة هائلة الحجم من لدينة قوية ، و قد شارك جميع السكان في تدعيم بيوتهم و تقوية أساسات مباني الجزيرة العامة ؛ ثم جهز علماؤنا الجزيرة أيضا ، بمولدات الطاقة التي ستستفيد من حرارة الأعماق ، لغرض الإنارة و استخلاص الأكسيجين و الماء العذب من مياه المحيط إضافة إلى تعديل حرارة الجو ، و انتظروا - من ثم - اللحظة الحاسمة ."
ثم أضافت بعد أن التقطت أنفاسها : " و حدث الزلزال الكبير و ابتدأت جزيرتنا تغوص في ماء المحيط بهدوء و كأنها فوق مصعد أحد الأبنية ، حتى بلغت القاع ، و بدون إلحاق الأذى بأي من شعبنا على الإطلاق ؛ كل ما حدث أن المباني اهتزت قليلا عندما ارتطمت جزيرتنا بقاع المحيط .
ثم ما أن استقر الوضع حتى ابتدأ الحفر نحو هذا الكهف الذي كان علماؤنا قد اكتشفوه قبلا ، و الذي أصبح مدينتنا المزدهرة كما ترون ، أما القبة فقد تآكلت بالتدريج بتاثير ماء المحيط المالح . "
كانوا قد وصلوا إلى مركبتهم عندما قالت لهم مرشدتهم : " لا حاجة لكم للرجوع إلى أول الكهف ، فلدينا منفذ يؤدي بكم إلى قاع المحيط مباشرة ، تستخدمه مركباتنا الفضائية التي تطلقون عليها اسم الأطباق الطائرة أو الأجسام المجهولة ، نعم أيها السادة إن حضارتنا كانت متقدمة منذ خمسة آلاف سنة على الأقل و لم تقف عجلة تقدمنا لحظة واحدة ، فقد تمكنا مثلا و منذ البداية ، من اكتشاف وسيلة تلغي حاذبية الكرة الأرضية أو الكواكب الأخرى ، مما يَسَّر تنقلنا بين الكواكب ! "
تساءل الدكتور هشام متعجبا : " إذاً أنتم الذين دوختم العالم بأطباقكم مجهولة الهوية ؟! لقد قال بعض الناس أنهم شاهدوها تخرج من المحيط و لكن أحدا لم يصدقهم .. ! "
ضحكت المرشدة و هي تجيبه : " نحن من كنا نجوب بلادكم مستكشفين مدى تقدمها ، و مدى اقترابها من السلام الشامل الذي سبقناكم إليه ، و أحيانا نختطف منكم بعض ذكوركم فيقيمون بيننا ضيوفا معززين مكرمين ، فكما أفادكم رئيس وزرائنا ، نحن نعاني من نقص حاد بالذكور ، و لهذا السبب قمنا باختطاف بعض طياريكم ، أو ركاب سفنكم ، أو مزارعيكم ، دون أن نسبب لهم أي أذى ، و قد عاشوا بيننا سعداء في غاية الرضا ، و منهم من لا يزال بيننا حتى اليوم " .
سألها الدكتور عبد الله : " كما فهمت منك ، فإنكم جِلْتم في الفضاء الخارجي أيضا ، فهل اكتشفتم حياة في أي كوكب غير كوكبنا الأرض؟! "
أجابته و هي لا تزال ترسم على شفتيها ابتسامة عذبة : " لقد جبنا كل مجرتنا ( درب اللبانة ) من أقصاها إلى أقصاها و لم نعثر فيها على كوكب واحد صالح للحياة كما كنا نأمل ، فبعد إلقاء قتبلتي هيروشيما و ناغازاكي النوويتين ، و ما تبعهما من تجارب نووية ، شعرنا أن الكرة الأرضية باتت بخطر الفناء و بأيدي سكانها ، و لهذا السبب كثفنا بحوثنا في الفضاء على أمل العثور على كوكب ملائم نهاجر إليه ، و لكن للأسف دون جدوى .
إن البشر منذ تواجدوا فوق هذا الكوكب ، و هم يتخيلون الفردوس ؛ الفردوس يا سادة بين أيديكم ، الفردوس هنا في كوكب الأرض لو أحسنتم رعايته و تعلمتم أخلاق التعايش فيه ، كوكبنا لا مثيل له في كل مجرتنا المحتوية على ملايين النجوم و الكواكب ، لا مثيل لمناخه ، لتنوع مخلوقاته من حيوان أو نبات ، لألوان أزهاره و أطياره و فراشاته ، لجباله و بحاره و أنهاره و بحيراته ، لمناظره الخلابة ؛ و لكن ناسكم للأسف لا يدركون ذلك و لا يقدرونه ، بل يسعون لتدميره بالتلوث البيئي و الأخلاقي ، من تعصب عنصري إلى استعباد قويِّكم لضعيفكم إلى الحروب المدمرة التي لا تخلف إلا الخراب و القتلى و المشوهين! "
سألها الدكتور حمود : " و ماذا عن المجرات الأخرى ؟"
" المجرات الأخرى تبعد ألاف و بعضها ملايين السنين الضوئية و ليس في وسع تقنيتنا بلوغ أيا منها حتى الآن . " أجابته ، ثم أضافت : " سأصعد معكم لأدلكم على المنفذ ."
*****
عندما بلغوا النهاية لاحظوا وجود عدد كبير من الأطباق الطائرة بأحجام مختلفة بعضها بقياس سيارة صغيرة و بعضها الآخر أكبر من باخرة ، عدد منها على شكل أقراص و مجموعة أخرى في أشكال كروية و مجموعة ثالثة في أشكال أسطوانية .
قالت لهم مرافقتهم : "عندما نفتح البوابة التي تقابلكم ادخلوا فيها بمركبتكم ، ثم سنغلقها من خلفكم ؛ ستمتلئ الغرفة بالماء قبل أن نفتح البوابة العلوية ، عندئذ سوف يكون بوسعكم الإندفاع إلى أعلى لمسافة تزيد قليلا عن خمسين كيلومترا و بعدها ستبلغون قاع المحيط في منطقة مثلث برمودا . "
ثم ودعتهم بحرارة و هي تذكرهم بوعدهم – بلهجة فيها رجاء - ألا يتحدثوا عن وجود أطلنتيا مع أي كان حتى مع أقرب المقربين .
*****
شَغَّل الدكتور عبد الله جهاز الاتصال و لفرحته تجاوّبَ في الحال ، نادي الدكتور حمود قائلا : " هيا اتصل بالوالد و طمنه أننا اقتربنا من الهدف و سنكون في جزيرة كوبا خلال عشر دقائق "
- ألو .. آلو ... مرحبا ( يوبا ) أنا حمود ... أنا حمود هل تسمعني ؟
يجيبه صوت مختلط ببعض التشويش :
= هَلا ( بِولْدي الحبيب ) لقد تأخرتم أكثر من ساعتين ، و بدأنا نقلق عليكم ! ..و لكن أين أنتم الآن ؟
- نحن قريبون جدا من جزيرة كوبا ( يوبا ) ، بلغ سفير الأمارات هناك ، بقرب وصولنا ( طال عمرك ) .
يصيح والد حمود :
= إحذروا من الإقتراب من (غوانتنامو) يا حمود يا ( وِلْدي )...أكرر ، إحذروا ..إحذروا...لا تقتربوا من ( غوانتنامو ) !
*****
- عبد الله .. عبد الله .. إصحَ من نومك يا ( خوي ) ، كف عن الصراخ ، فأنت تحلم !
يلتفت نحو مجدي الجالس بجواره ، قائلا :
- يبدو أن عبد الله تعرض لكابوس اسمه ( غوانتنامو ) !!!
يفتح عبد الله عينيه بصعوبة ، يتلفت حوله ، ثم يغرق بالضحك و هو يجيبهما بكلمات قطعتها قهقهته :
= بل كنت أحلم بأطلنتيا و بمدينة أفلاطون الفاضلة !
***************
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ( ArabWata )
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

زاهية بنت البحر
20/12/2006, 04:10 PM
أتعرف حزنت عندما علمت في النهاية أنه كان في حلم, ولكن حقيقة كان حلمًا رائعًا علميًا جذبني فارتشفت كلماته حتى آخر حرف ,وأنا أطلب المزيد من خيال العلم , وجمال التصوير وروعة السلام ..حقيقة كنت جد سعيدة ,وأنا أجتاز طبقات الأرض بهذه المركبة العجيبة الغريبة, ولكنك أعطيتنا مواصفاتها ,وطريقة صنعها , فهل يمكن صنعها إذا تضافرت الجهود العلمية العربية والأجنبية ؟لقد تشوقت للسفر بها إلى مدريد فلي أخ هناك, وإلى كندا حيث خالتي وإلى ألمانيا حيث ابن أختي وإلى سيدني وإلى أطلنتيا لروية شعب السلام ..
صدقني أحببتُ لوأني فعلا أستطيع الوصول إلى هناك ,فقد شوقتني للعيش في تلك البلاد ,ولكن أتراها تكون حقيقة يومًا ما؟ليتها تكون ليتها, أو فلنكن مثلهم مالم تكن ..
أخي المكرم نزار الزين
هذا النوع من الكتابة يحتاج لمعارف علمية كثيرة, وقد وفرتها قصتك الجميلة ,وهاأنا ذي أطالبك بالمزيد منها , فأنا من محبي الخيال العلمي ولو كان حلمًا, فقد تصدق الأحلام ذات يوم من يدري فالحلم أظنه هو بداية الطريق لتحقيق الواقع ..
كل الشكر لك والتقدير..
أختك
بنت البحر

عامر العظم
22/12/2006, 03:48 PM
الأديب الكبير نزار الزين،
أرجو أن تسامحني لأنني لم التفت إلا الآن لإهدائك الكريم نظراً لانشغالي بمسائل تقنية للجمعية ومتابعات عديدة وبحدث التكريم العالمي المهيب.
أشكرك كثيراً ونحب أن نرى دائماً حضورك الرصين وصورتك الجميلة.
عامر العظم

راوية سامي
22/12/2006, 04:03 PM
حضرة الأديب الفاضل نزار الزين،
فنشكرك جزيل الشكر على هذا الإهداء الكريم، الذي هو أغلى من أي هدية، ومعذرة على هذا السهو.
دامت الأقلام المتألقة ودمت مبدعا لامعا في سماء الأدب الراقي، ونجما ساطعا بين أهلك ومحبيك الكثر في فضاء الجمعية، وبانتظار المزيد والجديد.

تحية غالية،
راوية سامي
‏الجمعة‏، 22‏ كانون الأول‏، 2006

صبيحة شبر
23/12/2006, 04:35 PM
المبدع الكبير نزار ب .الزين
حلم زاهي يداعب مخيلتنا
نتمنى ان نصل الى عوالم اكثر بهجة من عالمنا البائس
وقد عالجت حلمنا الحبيب مخيلة رائعة
لمبدع كبير
استهوت اعماله قلوبنا
واستأثرت باعجابنا
وجميل انك تهدي قصتك الممتعة هذه
الى بطلين رائعين من ابطال واتا العظيمة
تستحق اعمالهما التقدير والعرفان

نزار ب. الزين
24/12/2006, 04:56 PM
أتعرف حزنت عندما علمت في النهاية أنه كان في حلمًا, ولكن حقيقة كان حلمًا رائعًا علميًا جذبني فارتشفت كلماته حتى آخر حرف ,وأنا أطلب المزيد من خيال العلم , وجمال التصوير وروعة السلام ..حقيقة كنت جد سعيدة ,وأنا أجتاز طبقات الأرض بهذه المركبة العجيبة الغريبة, ولكنك أعطيتنا مواصفاتها ,وطريقة صنعها , فهل يمكن صنعها إذا تضافرت الجهود العلمية العربية والأجنبية ؟لقد تشوقت للسفر بها إلى مدريد فلي أخ هناك, وإلى كندى حيث خالتي وإلى سيدني وإلى أطلنتيا لروية شعب السلام ..
صدقني أحببتُ لوأني فعلا أستطيع الوصول إلى هناك ,فقد شوقتني للعيش في تلك البلاد ,ولكن أتراها تكون حقيقة يومًا ما؟ليتها تكون ليتها أو فلنكن مثلهم مالم تكن ..
أخي المكرم نزار الزين
هذا النوع من الكتابة يحتاج لمعارف علمية كثيرة وقد وفرتها قصتك الجميلة ,وهاأنا ذي أطالبك بالمزيد منها , فأنا من محبي الخيال العلمي ولو كان حلمًا فقد تصدق الأحلام ذات مرة..
كل الشكر لك والتقدير..
أختك
بنت البحر
=====================
أختي الفاضلة زاهية
شهادتك عن القصة و أسلوبها وسام أعتز به و أفتخر .
قصص الخيال العلمي تعتمد على معطيات علمية حقيقية و تحتاج لمجهود كبير لصياغتها و إخراجها ، و لكن للأسف محبيها قلة.
المدن الفاضلة تحدث عنها الكثيرون منذ قرون و حتى الآن و لكنها ظلت في عالم الفلسفة و الخيال لأن البشر كانوا و لا زالوا يخوضون الصراعات المدمرة .
شكرا لقراءتك الواعية و آسف لتأخير الرد بسبب وعكة صحية
تقبلي مني كل تقديري و احترام
نزار

نزار ب. الزين
24/12/2006, 05:02 PM
الأديب الكبير نزار الزين،
أرجو أن تسامحني لأنني لم التفت إلا الآن لإهدائك الكريم نظراً لانشغالي بمسائل تقنية للجمعية ومتابعات عديدة وبحدث التكريم العالمي المهيب.
أشكرك كثيراً ونحب أن نرى دائماً حضورك الرصين وصورتك الجميلة.
عامر العظم
================
أخي المكافح الأستاذ عامر
لا شكر على واجب ، فهذا الإهداء المتواضع هو أقل ما يمكن تقديمه إلى إنسان مكافح في سبيل إعلاء شأن أمته من خلال إعلاء شأن مفكريها و أدابائها .
و إلى الأمام مرفوع الهامة
نزار

نزار ب. الزين
24/12/2006, 05:07 PM
حضرة الأديب الفاضل نزار الزين،
فنشكرك جزيل الشكر على هذا الإهداء الكريم، الذي هو أغلى من أي هدية، ومعذرة على هذا السهو.
دامت الأقلام المتألقة ودمت مبدعا لامعا في سماء الأدب الراقي، ونجما ساطعا بين أهلك ومحبيك الكثر في فضاء الجمعية، وبانتظار المزيد والجديد.

تحية غالية،
راوية سامي
‏الجمعة‏، 22‏ كانون الأول‏، 2006
=======================
أختي الفاضلة السيدة راوية
لا شكر على واجب ، و إهدائي المتواضع لا يقاس بجهودك و جهود زوجك الأستاذ عامر في هذا الحراك الثقافي العلمي الكبير الذي تقومان به
شكرا لكلماتك الطيبة و دمت بخير
نزار

نزار ب. الزين
24/12/2006, 05:17 PM
المبدع الكبير نزار ب .الزين
حلم زاهي يداعب مخيلتنا
نتمنى ان نصل الى عوالم اكثر بهجة من عالمنا البائس
وقد عالجت حلمنا الحبيب مخيلة رائعة
لمبدع كبير
استهوت اعماله قلوبنا
واستأثرت باعجابنا
وجميل انك تهدي قصتك الممتعة هذه
الى بطلين رائعين من ابطال واتا العظيمة
تستحق اعمالهما التقدير والعرفان
===================
أختي الفاضلة صبيحة
هما بالفعل بطلان و يستحقان كل احترام و تقدير
أما شهادتك عن النص فهي وسام أتباهى به .
شكرا لمشاركتك الطيِّبة مع كل الإحترام و التقدير
نزار