المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التلفزيون (( المرناة )) وخطورته على الأطفال ...



عبد الرحمان الخرشي
24/11/2008, 02:12 AM
............... التلفزيون آلة صنعها الإنسان لالتقاط الصور متحركة وإرسالها .. تستمد اسمها من كلمة يونانية ، معربها الحرفي (( تلفاز )) وما دام هذا التعريب يحمل نفس الدلالة اليونانية ، فإن مجمع اللغة العربية أوجد له بديلا في اللغة العربية هو (( المرناة )) ..
منذ أول بث والمربون يتحدثون ، و يظهرون خطورة هذا الجهاز على الإنسان عامة ، وعلى الأطفال خاصة .. في حين ركزت الشركات الكبرى كل جهودها على التأثير في عقول الأطفال لتسويق هذا المنتج حتى كدنا لانرى بيتا إلا ودخله هذا الزائر الثقيل المسلح بكل أدوات التأثيرالمخربة للدين وللقيم ، وهذا ليس بخاف على أحد .
...............إن قضية تأثير التلفزيون على الأطفال أعتبرها من أخطر القضايا الجديرة باهتمام الآباء ، والأمهات ، والعلماء ، والمشاييخ ، ورجال التربية ، وعلماء النفس ، وكل المسؤولين عن مؤسساتنا الثقافية ، والاجتماعية ، والإعلامية ؛ لأنها تتعلق بمصير أجيالنا في الحاضر وفي المستقبل !.
...............من المؤكد أن الأطفال مدمنون على هذا الصندوق السحري العجيب ، يتعلقون به تعلقا شديدا . وهذا ما أدى إلى ظهور مشاكل خطيرة على الأطفال سببها لهم هذا التعلق الغير المبرر بهذا الدجال الخطير !! . من هذه الأسباب :
1 ) تعميق ثقافة الصورة والصوت المؤدية إلى ا لتسطيح والأمية الثقافية !! . وهي ثقافة طاردة لكل ما تعلمه الأطفال ؛ سواء ما تعلموه في المدرسة ، أو ما تعلموه في البيت .. وبقدر ما هو كذلك ؛ فهو حرب عليهم ، يثنيهم ويباعد بينهم وبين عادة القراءة ، وريط ما يوجد من حميمية بينهم وبين الكتاب والمكتبة / خزانة الكتب . . ومن الباحثين من يرى أن التلفاز ( يميت الذهن المتوقد ) ..!.
2 ) إنه يجعل الطفل متقبلا لكل شئ دون تمييز أو غربلة . وتلعب الألوان دورها في هذا النوع من التلقي الأعمى !!! .
3 ) وهو كذلك لايراعي التحليل الدقيق لمراحل نمو الأطفال ؛ تراه يخاطبهم وكأ نهم في نفس السن . وهذه مشكلة لا يدرك كنهها إلا من تأمل معي هذا التوضيح :
إن ما نخاطب به - في التلفاز - طفل الثالثة والسادسة ( حيث عالم الطفل ينحصر في أسرته ، ولعبه ، وما يرى من حيوانات أليفة . ) .. هو نفس ما نخاطب به طفل ما بين السادسة والتاسعة ( حيث انفتاح الطفل على ما هو خيال ، وعلى الأحداث بجزئياتها التي تتصارع فيها قوتان هما الخير والشر ) .. وهو نفس ما نخاطب به طفل ما بين التاسعة والثانية عشرة ( حيث الطفل هنا تصير له ميولات نحو التشخيص والواقعية والأسطورية .. ويبدا اهتمامه بالموضوعات التاريخية والدينية ) .. وهو ما نخاطب به طفل ما بين الثانية عشرة والخامسة عشرة ( وهو هنا تكون له ميولات نحو الشخصيات والمعاني المثالية ) ..
وعلى ضوء ما تقدم تبدو مفارقة خطيرة يؤكدها مشاركة بعض الكبار للأطفال في ما يشاهدون من برامج .. وتلك طامة الطوام ..!!
4 ) إن كثيرا من انحرافات الأطفال مردها إلى هذا الصندوق ؛ وذلك بما يضيف إلى قاموسهم اللغوي من كلمات حادة خادشة لبراءة الطفولة فيهم - وكذا للحياء - وهذه قائمة من بعض هذه الكلمات : اللص . زعيم العصابة . القاتل . السكير .الظالم .المجرم . وهلم جرا ... بل يضيف إلى قاموسهم كلمات من لغات أخرى هندية ، يابانية ، فرنسية ... ناهيك عن تكريس اللغات المحلية / العامية المحاربة للغة القرآن ..!! ناهيك عن عرض نماذج القتل ، والعنف ، والسلوك المعادي .. وكذا خلع صفات البطولة على السفاحين ، واللصوص ، والمجرمين . بل وعرض تفاصيل الجرائم على أغرار ؛ كفتح خزائن ، والسطو على أبناك ، وكسر أبواب منازل أهلها آمنون ، واستعمال القوة ، وكشف المستور عن كائن أمر الله بالإحسان إليه إنه ( المرأة ) / ( الطفلة ) / ( البنت ) ...
5 ) إن هذا الجهاز يقدم للطفل تلك الصورة الخيالية للواقع ، ويرمي به في أتون خيال جامح . مما يجعله يعيش حالة انفصام . وهو مرض نفسي أثبتت الدراسة خطورته على الكبار وما بالك الأطفال ؛ إن طفلا يشاهد حياة باذخة ، بقصورها الفخمة ، والأثاث الفاخر، والسيارات من أحدث طراز في حياة مثالية لاشك أنه عندما يعود إلى الواقع سوف يتأزم ؛ حيث الفرصة مواتية للإحباط الذي ربما لبسه طيلة حياته .. !!
ورب صاحب يسألني : وماذا عن الحل ؟؟
...............الحل أمره بسيط يبدأ من الإحساس بالمخاطر الآنفة الذكر .. يليها أن تتحمل كل جهة المسؤولية بدء من الآباء والأمهات ، ورجال التربية ، والعلماء ؛ علماء النفس والمشايخ . إضافة إلى المسؤولين عن المؤسسات الثقافية ، والاجتماعية ، والإعلامية ، كل من موقعه للتفكير في الخسارة البادية للعيان ؛ فلذات الأكباد ، ورجال الغد . ثم العمل - ما أمكن - على ترشيد الوقت ؛ وقت الأطفال المهددين في هويتهم الدينية . وفي أذهانهم ، ووجداناتهم ، وأ خيلتهم .. حفظ الله أمتنا من كل مكروه متعمد أو غير متعمد ، أو فيه شئ من إهمالنا نحن الكبار .


***

*

علي مرزوق
15/12/2008, 10:14 PM
استادنا الفاضل عبد الرحمان الخرشي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وضعت يدك اخي على جرح غائر وتقيح حين ظهر الانترنيت فجهاز التلفاز مرض عضال ولابد له من أطباء مختصين واجتماعيين فكل المصائب تأتي منه فهو يربي على الكسل والخمول وما أصاب هذه الامة من عجز وضعف سببه ما يبته هذا الصندوق الذي يبث الغرائب والعجائب دون رقيب أوحسيب أبناؤنا تشردو وتعقدو لاأخلاق ولا فطنة ساءت الاخلاق حين ساءت المعاملة مع هذا الصندوق .
شكرا اخي على هذا الموضوع الاجتماعي .