المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذيان جميل...



سعيد نويضي
25/11/2008, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


لكل من قرأ كلماتي...

هذيان جميل

هذيان يطاردني
كلما حاولت قراءة روحي
كلام يتدفق
بحجم أمواج البحر...
سلام و بركة على عواصف
تدفقت ملوحتها العذبة على شواطئ الوجد...
على صخور الوجع
فكانت بلسما لكل حلم جميل
و لكل غروب
و شروق أصيل
يداعب أبجدية الكون
مع كل صبح
أو فجر صادق
أو وعد أكيد
يضم أشلاءنا
يرتق هفواتنا
و يخيط من شعاع الشفق
يوم جميل
و الأجمل ما فيه
ابتسامة صادقة
رصعت ثغرها
حروف الشمس
و زينت ظفيرتها
وردود أسئلة الغروب
يسكن الظلام رموز القوافي
و تعم الفوضى حركات الخطوط
فلا يعرف الربان طولها من عرضها
و تسقط المعاني كقطرات السراب
لا ماء فيها
لا ملوحة
و لا عذوبة
تصلي حبات الرمل
مستنجدة برب الحصى و النمل و النحل
أن يغيث الصخر
كي لا يفقد صلابته
في وجه الرياح
تستدعي الريح الروح
ليقتاتا
و يرتويا من
مأذية الله
لتنزل الرحمات من رب جل و علا
رحم الله جل و علا من أقام الحرف
باستقامة النقط
و نحمده عز و جل أن جعل الموت حقيقة
للعبور لحياة أخرى أبدية
لا موت فيها{رحمة من ربك و فضلا...}

{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }الدخان56.

فاللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين.آمين...

لا أخفيك قولا فقد جاءت دفعة واحدة كهبة نسيم لما قرأت قولا للأخ طارق موقدي بعنوان "أقول بصمت".

فهي إهداء للأخ طارق و لكل من قرأ كلماتي...

دمتم في رعاية الله جل و علا...

سعيد نويضي
01/12/2008, 07:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


هذيان جميل...

يسكنني الحنين
يفتتني وريقات تلو أخرى
ينشرها ذكريات
و يأخذ الآخر "صويرات"
يريد الإبحار بها
قد يقتات من خيبتها
أو يشكو من لهيبها...

لذلك
كلما دخلت كهفي العميق
لم أرتب خطواتي في سلم زمني
و لا في درج مكاني
بل أترك كريات دمي تتدحرج مع الأيام...

و حين
أفتش عن ذاتي
بين دروب الليل الطويل
أو بين ضجيج النهار الصاخب
تتقاذفني حيطان منها
من يعرفني
و منها من ينكرني
و منها من يستهزأ بي
و منها و منها و منها... و لا أصحو
إلا على دقات زمن ولى
و آخر في علم الغيب
و الثالث بين مد وجزر
يطحنني
و يقدم لي طبقا
جميلا من قلق السعادة
كي يسعفني حتى آخر رمق من الكتابة...

بين هذا و ذاك
بيت من العنكبوت
بيت تسكن فيه الآهات
أفكار
وخواطر
من مر من هنا...

من سكنني عبرة
يوما
أو يومين
قد يزيد عن ساعة
أو عدة سنين
قلب دفاتري و لا زال...

استوطن بالخدعة
كل خلية من جسدي
و تصفحني
كأوراق لا معنى لها
أو عدد معانيها بما لا يحصى...

تسبَح المعاني
في الأفق الأعلى
تضيع المعاني
في الأفق الأدنى
كما ضاعت خرائط فكر ولَّى
و فكري كاد أن يتيه
في الشقاوة و ينسى
حلاوة و قيمة الذكرى...

حلت باليوم تضاريس
من نوع جديد
حطت بردائها
على قبب
أعمدتها خيوط
عنكبوت
و سقفها مثقوب...

هناك مزقتني
وحشتي
أوجاعي
كأوراق ذبلت قبل الخريف
فغاب عطاؤها
لأن غيوم السماء
لم تحمل بالماء
بل حملت بالهواء
فأمطرت سرابا
حجب شروق المساء...

لم تنضج ثماري في الليل
لأن قمري
هوى
فأطوى أشعته
و انزوى...

ترك الضياء
شمسه تغني وحيدة
فرقَّت أحاسيس المغيب
على مدينة أصابها الضياع
حين فارق النور نهارها
لتنام في الأفق
قريرة العين
على سيمفونية هادئة البكاء...

سيمفونية الهدير
أزعجت رمال الشاطئ
فراحت الصخور ترتب حضور الأمواج...

في بيت
عنكبوتي
قابل للصمود
بجرعة صبر
و قابل للانهيار
بجرة فيروس
صور ضوئية
مبعثرة في كل الزوايا
تحكي عن حماقات
تروي حكمة متعددة القراءات...

عمالقة
و أقزام من خيرة القوم
استوطنوا
بعضا من أجزائي
خرافات/أساطير
و حكايات جدي و جدتي
الذي لم تأخذ لهما صور بالألوان
عدسة ذاكرتي
ذات الألوان القزحية
لأنها كانت غائبة عن الحضور...

أما خالتي
كانت تردد قصصها ذات الألغاز الكبرى
عند إلحاحي
لحظة نومي
لحظة حزني
لحظة اشتياقي لسماع صوت
أمي
لما كانت تغيب عني
كما هي الآن حاضرة
في زاوية من دعائي بصحبة أبي
و برفقة الآخرين
تلومني و تدعوا لي...

كلما
تذكرت القلم
ينتصب الأنين
يستبدله الحنين
و يستمر
الهذيان الجميل...

سعيد نويضي
04/12/2008, 05:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


مخيلة الحصى...

و يستمر الهذيان
عند كل غروب
على الرصيف تتجمع
في حلقات تشبه الفراغ
المعشعش في رؤوسنا
حبات الحصى
يشاهدن المارة
و يرتقن الحديث
يمرغن حزنهن بين الكلمات
يتناولنه قطعة قطعة من نميمة الأيام
خلسة يتزودن
بشيء من النظرات
كلما مر بهن غريب
فيضحكن بلا صوت
و قد يبكين بلا دموع...

ذات يوم شديد الغبار
أرادت حصى المدينة
أن تقف في وجه العواصف
الآتية من أول الشارع
جمعن حملهن في أكياس من صخور
ربطنهن كأحزمة على صدورهن
فانفجرت الريح باسمة
من قمم الجبال لحزمهن البائس
فغطت المدينة سحابة شقراء
سرعان ما تبخر ماؤها
بل وهمهما
مع أول قطرة راودت
مخيلة الحصى...

سالت ملوحة
كالوادي في شرايين المدينة
بعض الحصى راودته حمى
و البعض الآخر تآكل
حتى انفجر ضحكا
من غباوة الإنسان

أما الشيخ الذي روى الخرافة
وجد نفسه في قلب الحكاية
تقهقه أسنانه
على خيبة الرصيف
فما كان له سوى الدعاء الغزير
كي يطفأ نار الغضب
حتى يستمر الهذيان الجميل...

سعيد نويضي
18/12/2008, 08:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

هذيان جميل...


تسعفني أوراقي
حين تتلألأ السواقي
تنزل قطرات الهوى
من زيتونة الهدى
تعتصر آلامي في حضرة المولى
أحزاني أرتق خيوطها معنى
تترقب نجوم الصبح
حبات من عناقيد الليل
على اليد تساقطت
من شجرة العمر
فتات اللحظات
دقائق الوجد
أو أقل حين مرت الذكرى
لما مروا يتضاحكون
سئلوا عن هذا الممد فوق الوقت؟
قالوا هذا الذي انطوى
ثم انزوى في لفافة ثم مضى
أكان بالأمس هنا؟
أكنا منه نضحك أو نلهو
و به نقضي الوقت الفارغ
و ننسج حوله الحكايات الكبرى؟
حتى أنفاسه كنا نعدها عدا
نضعها في أوراق
ثقلت علينا
و نخاف على حروفها
قد تزيفها الريح
أو تمحوها عواصف حبلى
فيخصمونها منا خصما
كل شيء كان على ما يرام
إلا هو كان الاستثناء الذي لا يرام...

سعيد نويضي 17/12/2008

سعيد نويضي
01/01/2009, 02:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


هذيان جميل...

لطيف مر من هنا..


طيف

مر بي طيف
ظننته خيالي
تفحص ملامحي
هز رأسه
ثم راح يعدو بين النجوم...

هو الطيف نفسه
نزل على غصن
من أغصان حياتي
أنشد صلاته
ثم بحث عن الحبيبة
فوجدها لا زالت بين التسبيح و بين التكبير...

مرت سألته فراشة
كانت حزينة
لما حطت على رأسه
اعتقدت وهما
أنه يمسك وردة
سألته:أين طيفك ؟
أراه قد اختفى في الظل
هل طال انتظارك؟
أم أصابتكما دهشة الأسئلة؟
فاختلفتما ثم افترقتما...

نظر إليها من أعماقه
قال لها نفذ الرحيق
فلماذا تأخرت
حتى شب الشيب في الطريق؟

قالت ليتني كنت أنا الشيب
و أنت الحريق
قال لها لا عليك ففي الاحتراق
كان انتظاري
و كنت اللهب و الشعلة و نار البريق...

سعيد نويضي
06/01/2009, 03:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


هذيان جميل...

لا زال بين أحضاني
هوس الليالي
يعدو مع الأحلام...

كيف للهوس أن يكون جميلا؟
كيف للهذيان أن يكون جميلا؟

في زمن عم فيه الطوفان
طوفان الدم
و القتل
و الخزي
و الخذلان...

في زمن تربص فيه الكيد
و طغى فيه النسيان...

ماذا حدث لبني الإنسان؟
نسوا حفرة القبر
و وحشة الليل
و ظلمة الظلام
و قسوة الظلم
يوم تقرأ الأيام في سجلك
على الذي لا يسهى و لا ينام...

ماذا قدمت لغدك الآتي؟
أيها الفاني
كلك جمع ثواني
تفتتك اللحظات بصمت
إما خيرا تلقى
أو شرا تندم عليه و تأسى...

تمر بك الليالي
مرور النسيم دون أن تدري
فتأخذك أضواءها
و تلعب بك أهواءها
فتنسى و تنسى
و تأخذ أي شيء كي تنسى
و لا تنسى...

فكيف تنسى أنك ستنسى؟
و أنك أنت من تصنع ذكراك
إن تذكرت الذكرى
حتى لا تشقى مرتين
مرة قبل الرحيل
و مرة بعد انتهاء الأجل
و حضور المصير...

سعيد نويضي
26/01/2009, 12:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


هذيان جميل...

يقطر من خطواته
من سحبه الكثيفة
حين تراودني كوابيسي
كلما سبحت يداي
في شرايين الليل
تتصاعد الأنفاس رويدا رويدا
يطرق بابها رذاذا
يحاول فتح
نوافذ جسدي
عبثا يصير الوهم سرابا...

وحده الصمت
البريء من شفاه الكلام
يرافق خطواتي
يطاردني في خلوتي
يشدني إلى الحلم
إلى الوهم
إلى السراب
إلى كل ما هو جميل
عبثا أحاول رسم حدود كينونتي...

يفيض الليل بالسواد
كنبع للخريف
تتساقط أوراقه الجنونية
تستدفئ بها الأحزان
عبثا ينتج الألم دفء الأيام...

كمصب للصيف
يبلل العرق جبين التعب
يتسلل بهدوء
نحو رغيف معتق بالأحلام
تكبر الأوهام في رأسي
و يتربع السراب على الحاضر
عبثا يصير الزمن أيقونة على الجدار...

يجلس سيد الفصول
بعد رحلة الشتاء
رحلة النقاء و الصفاء
بين قطرات الحياة
ينظف مساوئ النهار
بين دموع الحزن القادمة من صور رهيبة
تغتسل مساوئ الليل
عبثا يناوش الليل ضوء النهار...

يتأجج فيضان الشوق
للغد القادم بجواب الظمأ
يفجره الفجر المضيء
في ربوعه الخضراء
تتراقص الرحلات بين الفصول
و يعلو الربيع سيد اللقواقح
بروج الأيام
في ملهى سنابل الأمل
عبثا تنبت الطفيليات على الضفاف...

تنبت الأقلام
تسجل حضورها معلنة
ببدء الشروق
من ذاكرة الفحولة
من عصارة الكهولة
المتكئة على بساط العمر
ذاك المختبئ في ثنايا
الجدار الهرم الجالس
هناك بين الظل و النور
يقرض الصمت حينا
و الهمس حينا آخر
في نزهة مشرقة
عبر الحروف
عبر الرموز
عبر الآلام...
عبثا تحاول الآلام أن تصير آمالا في مزهرية الكلام...

سعيد نويضي
29/01/2009, 02:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

هذيان جميل...


ندوب على صفحات الزمن...

من بين أصابع الزمن
يختفي التعب
يحتفي الفرح
ينشد عرق السنين...

فوق الكف يرقص الحرف
بين المسام تكمن الرغبة
و من بصمات الوقت يأتي العبير...

على النافذة المطلة على المدينة
تقطر همسات على الخد
تسيل ندوبا
في أزقة الليالي
تحت أروقة المعاني
ترسم نجوم القلق
آلام الأطفال
و آمال البراءة...

و أخرى تلهو بمأساة براعم الغد...

يفيض النهر باكيا
من شدة جراح الوجد
نواحا من غفلة تسكن
عواصف قد تأتي حالا
و لا تأتي إلا بعد اليوم
من زيتونة السماء
بزيت للأشجار
و بكلام للأحجار
فتضيء كهف الإنسان
تفتت الأسئلة ببطء
تلك المختبئة وراء اللسان...

من وراء الكلمات
تنبع واحة الأقواس
ترسم ألوان براءة الطفل
ذاك الذي طبع صوته على الجدار
برنة نحتتها صورة
في ذاكرة الأيام...

تغار لوحة الشهادة
من جمال الفرشاة
تعانق بسحرها
روعة الشروق...

لما يدنو قرص الشمس من المغيب
يحن الدفء لليالي
تحت غطاء اللحد
حين تزهو الفراشات المختلفة
على رقصات الجسد
تتمايل أجنحتها ليس رقصا
بل تذكيرا من حرارة
أشد فتكا من حلاوة الرقص...

هي الدنيا لذة
هي الموت رعشة
هي الحياة شهادة بكل المقاييس...

سعيد نويضي
05/02/2009, 02:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

هذيان جميل...

أليس الإنسان لحظة في الكون...؟

ليث
هذياني يحمل شعلة
لهداية المعنى
لفتح أبواب المبنى
لأجساد عليها أقفال
من الصدأ
و الكثير من الصدى...

ليث
كلامي يأخذ مسالك الهدى
حين تنضج ثمار الرشد
بين طبقات العمر
الملتفة حول عنقي
شرايين تسقي رحيق الذكريات...

ليث
إبر السراب
تدرك حقيقة
ظمأ الليل
حين يرتجف الصيف
من حضور أحر
من لهيب تجاوز السواد سوادا...

ليث
الأيام تنطق حروفا
لتحكي بؤسا
حل بالثواني جحيما
و هي تنزف بهدوء الرعد
في صمت مجلجل
أمسكت لسانه
عقارب الساعة عن النطق
عن تراكم الضياع
عن اقتتال الفراغ
من أجل الفتك بقيمة الوقت...

ليث
الليالي تعيد تنضيد
أوراقها المبعثرة
فبين الأوراق و الرواق
بضع خطوات
وجبال من السنين
لو تم زرع رفوفها
حروفا
لأثمرت عيونها
أنهارا
و صنعت من حصاها قلاعا...

ليث
و ليث و لكن و لعل
من الأخوات
فهل للإخوان
من الأدوات شيء
لإعادة الزمن
للحظة الصفر؟

ليث
زادت حجابا
لباسا للكلمات
لحقيقة القول في الصدور
لما وراء السطور مكتوب
و ما على السطور مقروء
فالكل قدر و قضاء في لوح محفوظ...؟

أين أنا ممن سلَّمَ عليه الحصى
حتى أكون قدوة
لمن شاء الاهتداء
إلى حقيقة القول
أو حكمة الفعل...؟

ما أنا إلا مذنب
يرجو من غافر الذنب
هداية في القول
و تيسيرا في الفعل...

دعوتهم بكل لين
فما أرادوا فهما
إلا ما أفتى عليهم سلطان العقل
و هل للعقل سلطان
إذا كان الهوى دين الليل و النهار...؟
تبيت التائبات على القيام ذكرا
و تبيت الغانيات على الرقص مكرا...

للعقل سلطان إذا كان الهدى
دين اللحظات
و هل العمر الطويل
إلا لحظات تسابقت فيها الشهوات...

أليست النهاية قبر...؟
سماه الحبيب روضة
أو هاوية
تتجمع فيها كل أشكال المحطات...؟

أليس الإنسان لحظة في الكون؟

سعيد نويضي
24/02/2009, 07:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


و يستمر الهذيان الجميل...

1- ليل

يخرج من ثوبه
ضجيج
سكن في النهار
ثنايا
معطفه الحالك
أذاقه أرق الأيام
أشكال
من الساعات
طافت حول النوافذ
و فرت الوسادة
بأسرار الليل
لما توالى هبوب الأنين...

2- نافذة

من النافذة
المستقيمة على الشارع
تحكي الأيام
في كل لحظة
عن خطوة شاردة
رغبة عابرة
تسترق الشهوة
نظرات المارة المحملة بآمال
آلام طوتها رحى الزمان
بين دقات الليل
و عبير النهار
تستيقظ كلمات من بئر النسيان
تعلو كصعلوك
خرج للتو من قمقم الأوزان
تبحث عن مجدها
الذي ضيعه الإنسان
بين كان و نام...

3- ساعة...

تتساقط الثواني
قطرات
تتبعها الدقائق
عبرات
من الحائط تطل اللحظات
ترقبني عقاربها
كأني هارب من لهيب النظرات
و كأني أرتدي سرا من أسرار الجمرات
حدائق النسمات
أرخت رياحينها
بنداها سقت رماد الهفوات
و توالت وراء الغيوم سكرات...

سعيد نويضي
03/03/2009, 05:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...


هذيان جميل...

بين الحروف
تتكاثف شُعَبُ القوافي
تختبئ في شراك الكلمات
تكيد للمعاني
زخرف الأيام...

يحكي الوادي
عن قوافل المياه
و عن حرقة الضفاف
تحكي الأعشاب
شوقها للربيع...

تتساقط الأوراق
من شيخوخة المدينة
تنسج ذاكرتها الجريحة
بين قلة الأمثال
و كثرة الأقوال...

ينبث الشيب الحزين
على صخرة الزمن
يمر الرذاذ يداعب
بأوراق الأمل
دموع الخيبة الباقية على الرصيف...

على الوجنتين
تنمو الورود
تخجل المرآة من حمرتها
حين تأتي مواسم الرحيق
تخبئ الأوراق أحزانها
في رغبات الحضور...

بين يدي الغروب يبزغ
وجه الشروق في الجسد
حين يسدل الليل
شهواته
خلف العيون...

تصبح الآهات ترياقا
والوجع مسكن للسنين
تكسو الثواني لوحات الانتظار
ريشا يتساقط كاللحظات...

تنبت اللحظة في سياق الورد
تتحسس أوراق الذبول
تنكمش على روحها
و تهدي رحيقها قبل الأفول...

يكبر الهذيان كلما تقدم الخريف
و تنسج الحكايات
بريقها في القلوب
فتولد حكمة الأشياء...

على الشجرة القريبة من الغابة
تبني العصافير أحلامها
لا تغيب الشمس في العيون
بل في زوبعة الأوهام...

عش يبيت في الظل
و آخر تحت الرماد
يقتات من صقيع الدفء...

سؤال ينتظر
الفصل بين الشجيرات
و العديد من المرارات...

بيت يسكن
في آخر الحلم
و آخر عصفت به الكوابيس...

يخيم بعيدا في الأعالي
عنكبوت يتناهى
في زوايا نفس الفضاء...

خيوط من الذاكرة
تحيك الليل بالنهار
و على الحبل السري
يسير الظل
كأقحوان
هارب
من عثرات الزمان...

ترقد الأيام
بين كفتي الزمان
تطوف عقارب العشق
بين العيون
و حلاوة عذوبة الأحلام...

غدير هادي احمد
17/04/2009, 02:36 AM
هذبان جميل وبوح صريح انها مسيره عا طفيه شا عريه .........قد استمتعت بقرائتها ........شكرا لك

سعيد نويضي
17/04/2009, 11:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الاخت غدير هادي أحمد...

سعدت بمروك و سعدت أكثر بتعليقك و أسعدني كثيرا استمتاعك بقراءتك لهذا الهذيان...

لك التحية و التقدير...