البحث عن موسم ثوري

[ابراهيم عثمان]

البحث عن موسم ثوري

ولكي يتركوني أعيش على راحتي،
طلبوا مني..
أن لا أمارس الحلم في اليقظة،
طلبوا مني،،
أن لا أثير الشغب الليلي في المدن،


طلبوا مني أن لا أتمرد على دمي !
طلبوا مني!..
أن أصلب كلماتي وأن أنجو بجلدتي،
قلت لهم: لن أفعل يا سادتي !
حينئذ ..
عصبوا عيني بالماء وبالورق،
ودعوني للماضي ،


طلبوا مني أن لا أتمرد على دمي !
طلبوا مني!..
أن أصلب كلماتي وأن أنجو بجلدتي،
قلت لهم: لن أفعل يا سادتي !
حينئذ ..
عصبوا عيني بالماء وبالورق،
ودعوني للماضي ،

- من اجتث لساني ؟
- من سد نوافذ حجرتي ؟
- من قام بانقلاب مورفولوجي في بنيتي؟ !
- من أحدث زلزالا في مشاعري ؟
- من أخرج الراية لبيضاء ليغيض الأمير
العاشق !
- من أعطى سكيتا لوحشي ؟


- من رشاه ليقتلني ؟!
طبعا ..
ستقلون أن لا أحد ،
غير هذه المرأة التي تدعى هند !
لكني لن أصدقكم ،
بعد أن عرفت طريقي الى لغة الجسد !


كنت منفيا !
منذ عشرين عاما وعاما عن جسدي !
وكانت أحلامي تعرش على راحة يدي !
والريح حبلى،
تغتال شيطانيها الازرق !
2


آه يا كلمة تفجرت غيضا !
وعادت الى الذاكرة !
تنتطر أن يهتاج حنيني ،
ويزداد عطشي الى مائها الأزرق ،
تنتظر أن يفتك بي الظأ الثوري !
تنتظر أن أعود الى الشبق الثوري !

تنتظر أن أواجه الناس بلغة ابن عربي !
لكن هذه المرة تصلبت في مواقفي ،
حتى لا أترك الفرصة لقاتلي ،
أن يجتث عروقي من الارض التي
عشقت روحي وقامت على جسدي ،
تبكيه وتحفر بين أضلعي،


إنسانا يجتر خطيباته ويمضي ،
دون أن يلتفت الى من خانوا ثوريتي،
يبشر بالريح التي
تجدد مواسم حبي المعدني.
تجتاز ميعاد الرؤييا ،
تجتازها الى ميلادها الروحي ،


3
آه يا أرضا توسدت أحلامها !
وكنت عاشقها المنفي !
- فمتى أراك سأحبل في ثراك ،
وارتاح من وجعي الثوري !
يا أمة تموت وقيدها في يدي !
فمتى أتحرر من قيدك وأنتشي .


4
اليوم سأعشق في طيفك،
أحلام جازية أراها مقبلة ،
في كوكب من الحب والرقص والطرب،
والريح نشوى تصفق وتبايع ،
يا روحي وتغرقني في مدام من العسل !
5

آه يا وجهك المجدول من تربة الوطن !
- فمتى سأمطرك غيثا من القبل ،
يا وجها أرق وأبهج من الثلج يا قمري !
اليوم سأركب خيلك العاشقة !
لاستقبل حلما مدرارا ،
توافد على شواطئي مملكتي ،

وأسألك والسيف على رقبتي !
يا حلما تراءى لي في الأفق ،
- فمتى أعود لألقاك ،
وأستمتع بحلمك الثوري !
- فمتى ألقاك ؟
سأروي لك قصة عاشقك الثوري .