المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رداً على دعاة الحرية الزائفة



نافع العطيوي
27/11/2008, 03:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رداً على دعاة الحرية الزائفة
بقلم / نافع العطيوي ..الرياض .
المقدمة :الحرية والتحرر في الإسلام والفرق بينهما.
جاء الإسلام ... بالحرية الكاملة للفرد والمجتمع وألغى كافة أشكال العبودية والاستبداد وأنهى عصوراً من الظلام ولكن ذلك لم يكن بمعزل عن الحكمة والقواعد الإلهية المنظمة للحياة بشكل عام ؛ فإن الحرية في الإسلام كان لها ضوابط وحدود تحمي الفرد من حرية الجماعات وتحمي الجماعات من حرية الفرد تحت القاعدة العامة التي تقول لا ضرر ولا ضرار
وكان أعظم تحرير له المتلخص في الآية الكريمة في
قوله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).فإن التكريم هو غاية الحرية وأثبت الله أنه حرر الإنسان وجعله حراً في فعل ما يشاء وذلك متمثلاً في قوله تعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد : 10 ) وفي قوله تعالى ( لكم دينكم ولي ديني) وقوله تعالى (لا إِكْرَاهَ فِيْ الدِّيْنِ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ) (البقرة: 256) أما رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما عليه إلا البلاغ، وسبيل هذا البلاغ هو الحكمة والموعظة الحسنة . وقوله (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)) [سورة فصلت].
وفي هذا الموضوع يجب أن نحدد معنى الحرية والتحرر ليتبين لنا الفرق الشاسع بينهما
فالحرية :
قدرة الفرد على فعل الشيء أو تركه بمحض إرادته واقتناعه دون سيطرة غيره أو إجباره حسب قناعات وحدود وضوابط .
أما التحرر : فهو الحرية المطلقة من دون ضوابط ولا حدود .
ونجد من هذا أن الحرية هي سبيل للحياة الكريمة والمنضبطة بينما التحرر فهو قمة الفوضى وضياع الحقوق فإن المتحرر لا يلتزم بقانون أو حد دون الالتفات هل حريته تلغي حقوق غيره أو لا .
وبذلك يكون ما قام به بعض علماء العقل البحت من إيجادهم لحرية متفلته وثائرة على أخلاق المجتمعات ودينها أنتج ويلات للمجتمعات التي انتشرت بها وإن أمثلة ذلك لكثير في الأمم من حولنا ولسنا من ثورة الليبرالية والعلمانية وغيرها على الكنيسة في أوروبا وغيرها من بلاد الغرب ببعيد ـ وما نراه من النداءات من كافة التيارات في تلك المجتمعات للعودة للأخلاق والدين وترك التحرر الزائف .
ولحماية حرية أفراد المجتمع قام الإسلام بتربية أفراده على تحرير عقولهم وكان إعمال العقل في ملكوت الخالق عبادة عظيمة ، ويدعو الإسلام الناس إلى إعمال العقل في الكون والتفكير بآيات الله ؛ قال تعالى (قُلْ انْظُرُوْا مَاذَا فِيْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) (يونس: 101)، (أَفَلَمْ يَسِيْرُوْا فِيْ الأَرْضِ فَتَكُوْنَ لَهُمْ قُلُوْبٌ يَعْقِلُوْنَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُوْنَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوْبُ الَّتِيْ فِيْ الصُّدُوْرِ) (الحج: 46)، وقام الإسلام بمحاربة الجمود والتقليد الأعمى والأوهام والظنون فقد قال تعالى (وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِيْ مِنَ الحَقِّ شَيْئًا) (النجم: 28)، (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُوْنَ) (الزخرف: 22) وجعل المقلدين كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً.. ، ودعا إلى حرية التفكير وإلى إعمال العقل وإعمال النظر، ولهذا قال علماء الإسلام: "إن العقل الصريح أساس النقل الصحيح" لذا العقل أساس النقل ، وإن هذا هو السبيل الأمثل لتربية الناشئة على المبادئ الإسلامية الصحيحة والتي أتت بكل عوامل التحصين ضد أي خلل في البيئة ومعرفة الصحيح من السقيم والتمييز بعقل وفكر .
وأخيراً ... فردا على كافة الأطياف التي تتهم الإسلام بالانتشار بحد السيف وأنه ألغى حريات المجتمعات التي دخلها ؛ فالإسلام لم يكره أحد على دخوله وذلك ثابت بأقواله عز وجل أولاً سالفة الذكر أعلاه والحوادث التاريخية تشهد بذلك بكل جلاء فإن المسلمين عندما رفعوا لواء الإسلام على بلاد الأندلس، قد عاملوا أهلها من كافة الأديان والعروق والطوائف معاملة إنسانية رائعة لازال التاريخ يتحدث عنها بإعجاب .فيا دعاة الظلام والجهل والبغي : أتى الإسلام في سماحته دين للناس أجمعين دين رحمة نصاً وروحاً وساهم في بناء حضارة البشرية جمعاء وكرم الإنسان على كل مخلوقاته . وجعل دم هذا الإنسان اشد حرمة من بيته الحرام . كما ساهم هذا الدين بتنظيم شؤون حياته نهجاً وسلوكاً . وانتم ليس أصحاب دين أو مبادئ وإنما أصحاب ثقافة وضعية لم تستند إلى منهجاً إلاهي . وهاأنتم تعانون من ما خلفت لكم ثقافتكم الوضعية من التدني في القيم والأخلاق والتفكك الأسري .وتريدون تصديرها إلى العالم الأخر بالقتل والدمار. فتباً لكم ولمن معجب بحضاريكم وثقافتكم الوضعية. فأن الاسلام غنياً عنه : كما قال تعالا
إن الله غنياً عن العالميين. صدق الله العظيم وصلى الله على نبينا محمد عليه افضل الصلاة و السلام . وأخر دعوانا الحمد الله رب العالمين