المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض الأندلسيين يطالبون إسبانيا بتعويض معنوي مماثل للّذي تلقّاه اليهود السفاريد



هشام زليم
01/12/2008, 01:49 AM
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

عنوان المقال : الأندلسيون يطالبون الدولة الإسبانية بتعويض معنوي مماثل للّذي تلقّاه اليهود السفاريد.
Los andalusíes reclaman "una reparación moral" del Estado español, similar a la que recibieron los judíos sefardíes
تاريخ المقال: 21 مارس 2007.

مصدر المقال : web islam الموقع الرسمي للجماعة الإسلامية بإسبانيا.

رابط المقال: http://www.webislam.com/?idt=7101


تعريب المقال:



الأندلسيون, أي أحفاد أولئك المورسكيين الذين طردتهم إسبانيا ما بين القرنين السادس عشر و السابع عشر, يطالبون الدولة الإسبانية ب( تعويض ذو طابع معنوي فقط و ليس اقتصاديا و لا سياسيا), في إطار تحالف الحضارات الذي يدافع عنه رئيس الحكومة خوزي لويس رودريغيز زاباتيرو José Luis Rodríguez Zapatero. حسب المعلومة المقدّمة لأوربا بريس Europa Press من طرف الجماعة الإسلامية بإسبانية التي يرأسها القرطبي منصور إيسكوديرو Mansur Escudero , فإن هذا المطلب الذي يبحث عن منح الجنسية الإسبانية (1) للمنحدرين من أصول موريسكية و الذين يعيشون في عدة دول بشمال إفريقيا – كالمغرب, الجزائر, تونس, ليبيا, موريتانيا و مالي – هذا المطلب تم عرضه في نهاية الأسبوع الماضي بمدينة الشاون (2) (بالمغرب) خلال اللقاء (الأندلسيون و تحالف الحضارات) المنظم من طرف جمعية الدعوة الإسلامية بالشاون, و الجمعية المغربية (المدينة) و الجماعة الإسلامية بإسبانيا, بتعاون مع ولاية شفشاون و عمالة نفس المنطقة.

اللقاء حضرته عدّة شخصيات, بينهم المؤرخ و الباحث المهتم بالشؤون الإسبانية-المغربية محمد ابن عزوز حكيم (3), و ممثل المنظمة الإسلامية للتعليم و العلوم و الثقافة (ISESCO) الدكتور مختار ديرا, الفنان الغرناطي و عضو جماعة بيان 2 يناير خوسي بيكيرا Jose Viguira, ثم الأستاذ مهدي فلوريس كممثل للجماعة الإسلامية الإسبانية.

الجزء المحوري من هذا اللقاء شكّله مؤتمر للمؤرخ الخبير ذو الأصول الأندلسية السالف الذكر محمد ابن عزوز حكيم و الذي شرح من خلاله الأسباب التي دفعته لكتابة رسالتين للملك الإسباني خلال السنوات الأخيرة, داعيا إياه (القيام بتعويض معنوي اتجاه الأندلسيين المطرودين, على غرار ما عمله في أيامه مع يهود السفاريد (4) ) الذين تم طردهم من إسبانيا رفقة الأندلسيين, لكن هؤلاء مُنِحوا حق الحصول على الجنسية الإسبانية.

المتخصص المغربي في الشؤون الإسبانية اعتبر أن : ( صمت العرش الإسباني أمام هذه الدعوة يعتبر مدوّيا و يؤكد للأسف الشكوك الملقاة حول عدم وجود أيّة إرادة سياسية لإدراك المنفعة التي ستجلبها هذه المصالحة لإسبانيا و المغرب). المؤرخ ذو الأصول الأندلسية يتساءل لماذا لا يستفاد من ( مشروع تحالف الحضارات لتأطير هذه المصالحة ذات الطابع المعنوي, و ليس الاقتصادي أو السياسي).

شهادات الأصل الأندلسي

اللحظة الأكثر إثارة في اللقاء, حسب تقرير الجماعة الإسلامية, شكلها تسليم شهادات الأصل الأندلسي لعدة ممثلين للعائلات الشاونية التي تحمل أسماء ك: الغراندي, العاقل, غرناطي, طوريس, أركون و مولينا, و تم الاعتماد على السجل الشامل للأسماء المحلية لتطوان و الشاون الذي وضعه المؤرخان ابن عزوز و علي الريسوني,

هذه الشهادة, حسب الجماعة الإسلامية, هي (الأولى من نوعها التي تصدر في العالم , و قد أسعدت هذه العائلات و حازت تصفيقات الحضور), ثم قام ممثل الجماعة الإسلامية الإسبانية بالمغرب , مهدي فلوريس, ببسط الجهود التي قامت بها في إسبانيا عدة جماعات (لجبر ما تعرّض له اليهود السفاريد من تمييز و منحهم الحق الامتيازي في الجنسية), ثم تمّت تهنئة جمعية مدينة التي يترأسها ابن عزوز حكيم على اتخاذها هذا القرار و تأسيسها أول رابطة للعائلات الأندلسية.

رابطة العائلات الأندلسية.

بتأسيس هذه الرابطة في الشاون, أصبح ابتدءا من الآن بإمكان المعنيين الحصول على الشهادة العائلية للأصل الأندلسي و ذلك بالاتصال بمنسِّق هذه المبادرة, الأستاذ سيدي علي الريسوني, و ذلك بهدف توسيع رابطة العائلات ذات الأصل الأندلسي و (تحضير مؤتمر أندلسي عالمي كبير يساعد على الهيكلة الجيدة لكل هذه المبادرات و يسمح بإعطاء شكل نهائي للحركة الثقافية الأندلسية بالعالم).

من أجل نفس الهدف, أعلن ممثل الجماعة الإسلامية مهدي فلوريس عن تأسيس جماعة المسلمين بالأندلس Comunidad de Musulmanes de Al-Andalus و التي (ستبدأ العمل من أجل هذه الغاية انطلاقا من هذا اللقاء, و ينتظر منها أن تجمع كل المعنيين) .

طلب لملك المغرب.


في الختام, بعث المشاركون في اللقاء الأندلسي ببرقية شكر لملك المغرب, محمد السادس, لدعمه لهذه التظاهرة, و طلبوا منه إنشاء معهد ملكي أندلسي على غرار المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية, (للحفاظ و الدفاع عن الإرث الأندلسي الكبير والذي يشكّل جزءا أساسيا من الهوية المغربية).

هذا المعهد (سيشكل إضافة رائعة من المغرب لمشروع تحالف الحضارات الذي دعا إليه رئيس الحكومة الإسبانية, خوسي لويس زاباتيرو, و سيملأ فراغا مهما في لائحة المؤسسات الملكية المغربية التي لها دور فعال في البلد العلوي) حسب رأي رئيس الجماعة الإسلامية بإسبانيا, القرطبي منصور إسكوديرو.

في نفس الإطار, أشار إيسكوديرو إلى أن المعهد الملكي الأندلسي يمكن أن يكون (مشروعا مشتركا بين المملكتين, الإسبانية و المغربية, و من أفضل المساهمات في مشروع تحالف الحضارات), و تمنى لهذه المبادرة (ألا تذهب أدراج الرياح و أن يتم تفعيلها في أقرب وقت ممكن).

انتهى التعريب.

تعليقات على المقال:

(1) و متى كانت الجنسية الإسبانية مفخرة أو هدفا لمن طُرد من الأندلس؟ هذه النقطة عجيبة للغاية. فسكّان الأقاليم الجنوبية لإسبانيا يطالبون بالانفصال عن إسبانيا تحت مسمى دولة الأندلس و يرون أنه لاشيء يجمعهم بسكان الشمال الإسبانيين, و لهذا طالبوا منذ عقود طويلة بالانفصال و نجحوا في الحصول على اعتراف الحكومة المركزية بتميّز هويّتهم عن هوية سكان الشمال فمنحوهم الحكم الذاتي. و هذا علما أن بعض من يطالب بالاستقلال ذوو أصول نصرانية و مشكوك في انتمائه للأندلس و معلوم أنه من سكان الشمال استوطن الأندلس الجنوبي بعد سقوط دولة الإسلام, أي لا ناقة له و لا جمل في الأندلس و تراه يتبرّأ من الجنسية الإسبانية مطالبا بالجنسية الأندلسية.
و اليوم يطالب بعض أندلسيي الشتات بتعويضهم بمنحهم الجنسية الإسبانية و ليس الأندلسية, فليت شعري أي تعويض هذا الذي سيجبر ما حدث طيلة قرون طويلة من قتل و اغتصاب و اضطهاد انتهى بالطرد. و يسمونا هذا تعويضا معنويا, أي سيريح الأندلسيين و يبرد حرقة صدورهم التي استمرّت قرونا و قرونا.
و هذه جزما ليست مطالب المسلمين الأندلسيين.

(2) الشاون أو شفشاون مدينة جميلة بشمال المملكة المغربية تقع جنوب تطاوين و شمال فاس. بناها الإدريسي مولاي علي بن راشد في نهاية القرن الخامس عشر و شكّلت طيلة قرون مقصد المسلمين المطرودين أو الفارين من إسبانيا النصرانية. و من مناقب هذه المدينة أنها كانت –حتى حدود 1912م- ممنوعة على النصارى و لم يدخلها سوى ثلاثة منهم بعدما تنكّروا في صفة يهود.

(3) هذا الرجل جزاه الله خيرا له جهود عظيمة في الدفاع عن إسلام الأندلس و مغربية سبتة و مليلية المحتلتين.
(4) اليهود ذوو الأصول الإسبانية.

عرّبه و علّق عليه أبوتاشفين هشام بن محمد المغربي.