المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما يختلف اللصوص على تقاسم الغنيمة



صباح البغدادي
02/12/2008, 11:23 PM
عندما يختلف اللصوص على تقاسم الغنيمة تنكشف عوراتهم السياسية ... الضرب الإعلامي تحت الحزام بين البرزاني والمالكي


انتهى عرس الضباع وسراق ( العراق ) الجدد أو هو في طريقه هذا العرس إلى الزوال كليآ بعد أن تكشفت الحقائق الدامغة للشعب العراقي عن هؤلاء الضباع الذين قدموا خلف دبابات الغزاة برابرة القرن الواحد والعشرين لحكم العراق , ونحن نشاهد اليوم من على المسرح السياسي العراقي حالة التصعيد الكلامي بين حلفاء الأمس وأعداء اليوم في حلبة صراع الثيران التي اشتدت خلال الساعات القليلة الماضية , وحالة الضرب الإعلامية تحت الحزام بين حزب الدعوة ـ نوري المالكي وبين زمرة مسعود البرزاني الذي يحتل بقوة سلاح عصابات الصهيوـ بيشمركة شمال عراقنا الحبيب على خلفية التصريحات التي كان أطلقها رئيس حزب الدعوة مؤخرآ حول عدة أمور وقضايا كانت خافية في السابق لعامة الناس وبدأت تظهر على سطح الأحداث خلال الأيام الماضية تخص في كيفية إدارة ما يسمى بـ ( عراقهم ) ( الديمقراطي ) الجديد تحت حكم وأشراف الاحتلال العسكري الأمريكي البغيض وبين أقزام الأحزاب المشاركة في هذا الحكم الصنيع وأخيرآ أتت القشة التي قصمت ظهر بعير حكومة المنطقة الخضراء حول خلافهم على تأسيس ما يسمى ( بمجالس الإسناد العشائرية ) التي دعم تأسيسها وتمويلها المالكي من أموال الدولة العراقية لصالح زمرة حزب الدعوة حصرآ والخوض من خلال مجالس الإسناد انتخابات مجالس المحافظات القادمة , والتي ترى فيها عصابات البيشمركة البرزانية والطالبانية العشائرية المتسلطة على رقاب أهلنا الأكراد الوطنيين العراقيين بقوة السلاح وإرهاب عصاباتهم أن مجالس الإسناد ما هي إلا لضرب مراكزهم في محافظة الموصل وكركوك وديالى . وما يطلق عليها ( مجالس الإسناد العشائرية ) ما هي في حقيقة الأمر إلا نوع من الميليشيات التابعة إلى حزب الدعوة يأتمرون بأوامرهم وذلك لغرض خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني في المدن والاقضية والمحافظات المتنازع عليها , ومنها بالدرجة الرئيسية محافظة كركوك الغنية بالنفط التي تعتبرها هذه العصابات البرزانية الطالبانية جزء لا يتجزأ من إقليمهم الاستيطاني المسخ الذي يدور في مخيلتهم المريضة , إضافة إلى تحدث المالكي حول عدم شرعية عقود النفط والغاز التي أبرمتها ما يسمى بحكومة زمرة البرزاني مع الشركات الأجنبية والمالكي يعتبر أن اللعب على هذه الحبال منفردة او مجتمعة سوف يقربه من الشارع العراقي ولكن أتت هرولته متأخرة جدآ .

نحن نلاحظ أن خلال السنوات القليلة الماضية تسارعت وتيرة عقود استخراج النفط من الحقول النفطية المكتشفة في شمال العراق وتعاقد ما يسمى بإقليمهم المسخ السرطاني مع شركات نفطية أجنبية صغيرة ليس لها أي تاريخ حقيقي يذكر في عمليات التنقيب واستخراج النفط وفق الطرق العلمية الحديثة , وهدف هذه الشركات الأجنبية بالدرجة الأولى كان الربح السريع على حساب القدرة والطاقة الإنتاجية الحقيقية لهذه الحقول لفترة طويلة و الاستحواذ على الأموال بطرق ملتوية وعدم توفر الخبرة التقنية والعلمية لكيفية الاستفادة وتطوير الإنتاج في الحقول النفطية المكتشفة الحديثة في شمال العراق وخصوصآ أن هناك حالات فساد ورشوة حول الإنتاج الفعلي والحقيقي لهذه الحقول وكيف يتم تقاسم الإرباح والإنتاج بين الشركات والعصابات الكردية الشوفينية التي تقاعدت معها وأين تذهب هذه الأموال !!! ؟؟؟ وأين يتم إيداعها وفي أي حسابات بنكية عراقية كانت أم أجنبية ؟؟؟ !!! وهل للحكومة المركزية في بغداد علم بحجم هذه الأموال المليونية المنهوبة أول بأول أم يتم تقاسم غنائم إنتاج حقول النفط هذه بين العصابات البرزانية والطالبانية , والبقية يتم صرفها على شكل رواتب لمنتسبين الصهيوـ بيشمركة وهذا ما أوضحه في عدة تصريحات رئيس وزراء ما يسمى ( بإقليم كردستان ) ونقطة الخلاف الأخرى بين الثيران المتصارعة في الحلبة السياسية العراقية التي ذكرها المالكي كانت حول فتح مكاتب خاصة بالأكراد في السفارات والقنصليات العراقية من قبل زمرة البرزاني والطالباني .

أن هدف هذه المكاتب في حقيقة الأمر هي للترويج لدى دول الاتحاد الأوربي من الآن لغرض العمل على استحصال موافقة ضمنية من دول الاتحاد الأوربي على الاعتراف بكيانهم المصطنع الاستيطاني الذي يسمى ( كردستان ) وذلك عندما تتهيأ لهم الظروف الإقليمية والدولية عند وقت إعلانهم للانفصال عن العراق وهو كابوسهم ( حلمهم ) الذي سوف يتكسر حتمآ على صخرة الصمود العراقي , وهذا الكابوس لا يتحقق بنظر هؤلاء الشوفنيين إلا بعد الاستحواذ على محافظة كركوك وإعطاء نسبة من نفط كركوك إلى كل من إيران وتركيا لشراء سكوتهم مقابل الاعتراف ضمنآ بهذا الكيان الاستيطاني الجديد أذا وقع لا سامح الله .

إضافة إلى قيام السفراء البيشمركة الذين ينظرون أنهم سفراء لكيانهم الاستيطاني المصطنع أكثر من أنهم سفراء يمثلون دولة بحجم العراق وتمثيلها في المؤتمرات والمحافل الدولية , وهذا ما نشاهده جليآ ونسمع عنه من خلال العشرات من التصريحات الصحفية واللقاءات التلفزيونية عبر وسائل الإعلام , وكذلك معاملتهم السيئة مع المراجعين لهذه السفارات التي يسيطرون عليها وخصوصآ إذا كان المراجع لهذه السفارة عراقي عربي وليس كردي شوفيني فالمعاملة هنا تختلف كليآ في هذه السفارات البيشمركية وتنقلب رأسآ على عقب , ويعتبر نوري المالكي أن هذه الإعمال وغيرها من قبل هذا الكيان الاستيطاني المفترض هو تهديد حقيقي لوجوده كرئيس حكومة أو هذا ما يقال عنه في وسائل الإعلام اليوم.

المالكي اليوم لا يستطيع ولن يستطيع في بناء دولة بحجم العراق وذلك لتفضيل حاشيته وحزبه على بقية مكونات الشعب العراقي وطرد كل مواطن عراقي يفتخر بعراقيته وبتحصيله العلمي الأكاديمي فهذا مكانه أما على قارعة الطريق أو مهجر في داخل وطنه أو في دول الجوار العراقي , والمالكي عندما نراه من خلال وسائل الإعلام يريد أن يؤسس للعراق الجديد حسب قوله و تصريحاته بين الحين والأخر فأنه دائمآ نراه ينطلق ليس من واقع العراق الشامل بكل قومياته وطوائفه ومذاهبه , ولكنه نراه بكل وضوح ينطلق بصورة رئيسية من واقع الحفاظ على ديمومة حزب الدعوة وحاشيته الحزبية وبعض المساندين له في الحكم وذلك لخوفه من الزوال وأفول نجمه الحزبي الطائفي المذهبي في سماء العراق بعد أن تم توقيع اتفاقية الخزي والعار مع حكومة الاحتلال والمعارضة الشديدة لهذه ( الاتفاقية الأمنية ) التي رأيناها واضحة خلال جلسة ما يسمى بفضيحة التوقيع في برلمانهم وضرب التيار الصدري الذي أوصلوه إلى سدة الحكم نتيجة المراهقة السياسية وعدم المعرفة من قبل قيادات التيار الصدري بحقائق وأصول اللعبة السياسية وعدم معرفتهم بأصول التحالفات الحزبية التي تتغير بين الحين والأخر نتيجة مصالح أحزابهم الضيقة وتفكيرهم المحدود لغرض الاستمرار في سدة الحكم , ولذلك فضلوا المالكي على غريمه التقليدي في الحزب إبراهيم الاشيقر ( الجعفري) وهم يدفعون الآن ثمن هذه المراهقة السياسية المبكرة غير المدروسة من قبل دهماء التيار الصدري ونتائجها وتداعياتها العكسية على هذا التيار ما زالت في بداياته الأولى وسوف تكون نتائجه وخيمة والعاقبة كارثية أذا لم يبادر هذا التيار لتصحيح مساره الأخلاقي قبل مساره السياسي وإعادة قراءة ثائية للواقع الحالي العراقي بعيدآ عن المزايدات الإعلامية الرخيصة التي تنطلق من بعض قياداته بين الحين والأخر , وفق ظروف المرحلة الراهنة والتي أصبحت فيها التحالفات بين الأحزاب الحاكمة الآن في مهب الريح وهي في تغير مستمر لحين إجراء انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي والتي سوف تفرز بها هذه الانتخابات حقيقة هؤلاء الضباع الذين ينهشون في جسد الدولة العراقية الممزقة من الداخل بسبب قضايا الفساد المادي والإداري والمحسوبية الحزبية والعشائرية , حيث هؤلاء بعيدين كل البعد في توظيف الموطن العراقي في مكانه الصحيح واستثمار قدرة الشاب العراقي المتعلم في مكانه الصحيح ومن منطلق الرجل المناسب في المكان المناسب , وليس من منطلقهم الإقصائي الحزبي الرجل الأمي الميليشياوي في منصب وزاري مهم وهذا هو الفشل بعينه .

من خلال قراءتنا للوضع السياسي العراقي نعتقد جازمين أن الرد على تصريحات نوري المالكي الأخيرة أتت سريعآ من قبل عصابات الصهيوـ بيشمركة وذلك من خلال محاولة اغتيال مسؤول متابعة ملف الصحوات في مجلس أمانة رئاسة الوزراء وهو المشرف على مجالس الإسناد العشائرية اللواء مظهر المولى إضافة إلى وظيفته مستشار بوزارة الدفاع وذلك عند خروجه من البيت بمنطقة الصليخ شمال العاصمة بغداد يوم الاثنين 1 كانون الأول 2008 بواسطة زرع عبوة ناسفة استهدفت موكبه ونتج عن هذا الفعل الميليشياوي البيشمركي الإرهابي مقتل وجرح العشرات من المارة المواطنين العراقيين والذين لا دخل لهم بهذه الصراعات الدموية الحزبية كان هذا هو بداية الرد على تصريحات المالكي وهو الضرب تحت الحزام .

هناك معلومات صحفية حصلنا عليها في فترة سابقة تفيد أن " قيادات البيشمركة أصبحت تؤجر بعض عناصر تنظيم القاعدة الذين القي القبض عليهم في فترة سابقة وهم في طريقهم إلى شمال العراق لتوفير ملاذ امن لهم وإعادة توظيفهم لغرض القيام بعمليات إرهابية في داخل محافظة كركوك والموصل وبغداد , وتوفير كل الدعم اللوجستي الممكن لهم من خلال تزويدهم بالسيارات والأموال والأسلحة وتوفير هويات رسمية حكومية صادرة من دوائر الأمن الأسايش الكردية وذلك لغرض تسهيل اعملاهما الإرهابية في تلك المحافظات , والقيام بعمليات اغتيال وتصفيات جسدية للقيادات التركمانية والعربية المؤثرين على رأي الشارع العراقي , وان لدى نوري المالكي وبرهم صالح تقرير امني مفصل موجود على طاولة مكتبهم بتلك الإعمال الإرهابية التي تقوم بها قيادات البيشمركة , حتى أن هؤلاء البيشمركة وقياداتهم الرئيسية يقومون بعمليات تسهيل لدخول المخدرات وتهريبها إلى سوريا ولبنان وأخذ عمولة على كل عملية تهريب إضافة إلى تهريبهم ومتاجرتهم للسلاح وتبيض أموال العصابات وأخذ نسبة من كل هذه الأعمال فأنت لا تستطيع أن تفتح مشروع تجاري في محافظات السليمانية أربيل ودهوك إلا أن يكون هناك حصة لأحد المتنفذين من قبل قيادات البرزاني والطالباني هذا بالنسبة للعراقيين وبعض العرب المستثمرين غير المسنودين من جهات حكومية في دولهم "

حقيقة الأمر أن العراق أصبح على كف عفريت الاحتلال بعد أن تم توقيع اتفاقية الخزي والعار والتي أصبحت بعد التوقيع عليها تم تغير اسمها خلال ساعات قليلة من ( اتفاقية أمنية لسحب القوات الأمريكية ) إلى ( اتفاقية أمنية وإستراتيجية ) والفرق واضح وشاسع بين المصطلحين وهذا ما سوف يترتب على الدولة العراقية الكثير من المسائل السياسية والقضايا القانونية والإجرائية بين قوات الاحتلال وحكومة حزب الدعوة لان هذه الحكومة أصبحت تمثل حزب بعينه وحفنة من المتحالفين معه وليس حكومة تمثل العراق .

فجأة ومن دون سابق إنذار رأينا على سطح المستنقع السياسي العراقي كيف تطفو لنا شرذمة هذه الأحزاب القومية الطائفية المشاركة في الحكم لتصب جام غضبها على الأخر بسبب أن دستورهم المفتعل قد تم خرقه من قبل الحزب الأخر وهذا الحزب الأخر يرد عليه أن الدستور قد تم خرقه من قبلكم وهكذا دواليك لغاية سقوط أحد الثورين المتصارعين في حلبة الصراع السياسي العراقي . ولكن حين نرى أن جميع بنودهم الدستورية والمواد بقت عالقة ولا تنظم إلا بقانون حسب ما جاء بمعظم فقرات ومواد دستورهم الحزبي المفتعل وبعد اتفاق جميع الإطراف السياسية عليه لضمان مستقبلهم الحزبي السياسي , وليس مستقبل العراق كدولة قائمة بحد ذاتها وهو نفسه هذا الدستور الذين كانوا يهلهلون له ويصفقون له في وسائلهم الإعلامية الصفراء المسمومة بأنه احد أفضل دساتير المنطقة والعالم ؟؟؟؟
المالكي وحزب الدعوة في لعبة التصريحات الإعلامية هذه يريد أن يرجع ما فقده من سمعة شعبية سابقة وشعورهم " بعقدة النقص الجماهيرية " بين أواسط الطبقة المثقفة العراقية هي التي تجعله يتخذ مثل تلك الأفعال مع غرمائه السياسيين لان هؤلاء يعتقدون في داخل أنفسهم أن البقاء للجماهير العراقية فقط لا غير وليس لكرسي الحكم الزائل حتمآ .

إطماع عصابات الطالباني و البرزاني التوسعية الاستيطانية التي تدور في مخيلتهم المريضة لن تقف عند محافظة كركوك وإنما تمتد إطماعهم السرطانية الاستيطانية لغاية ابتلاع محافظة الموصل وديالى وصلاح الدين والجزء الشمالي للعاصمة بغداد وحتى محافظة العمارة وهذا ليس من عندنا ولكن ما نشرته صحفهم الصفراء في إعلامهم المسموم في فترة سابقة وتناقلتها الصحافة في حينها وهم سوف يبقون أحد صناع الموت الرئيسيين في العراق .
أن أطماع العصابات الكردية في شمال عراقنا الحبيب سوف يأتي يومآ وتتكسر على صخرة الصمود الوطني العراقي وهذا اليوم أتي لا ريب فيه .


سياسي عراقي مستقل
باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني