هشام يوسف
03/12/2008, 12:05 AM
[size="4"]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
السنة والشيعة.... نظرة في الأعماق.
{ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ}
المقدمة:
من خلال نظرة سريعة على التاريخ الإسلامي وطبيعة العلاقة بين السنة والشيعة وما كانت تحكم الطرفين من علاقات تصل إلى الاقتتال أحيانا وقد ينتج عنها تحالفات خارجية للاستعانة على الطرف الآخر، وهذا الأمر بلا شك يكون مدعاة للضعف بسبب ذاك النزيف بين الطريفين، وهذا الأمر من الضعف وطلب المعونة يكون مدعاة للطمع من قبل الأمم الأخرى للانقضاض على أمتنا الإسلامية وأرضنا،
وهذا ما حصل في أيام المغول وأيام الحروب الصليبية.
واقع الأمة في هذا العصر:
في نهاية حقبة الخلافة العثمانية ومع بداية النهضة الأوروبية بدأت دول الغرب تثير النعرات العرقية داخل المجتمع الإسلامي، ومن أشدها النعرة بين العرب والترك، وظلت تلك السياسة تمارس من قبل الغرب على بلادنا الإسلامية حيث أعلنت بريطانيا الاستعمارية عن سياسة " فرق تسد " وقامت الدول الاستعمارية بتقسيم العالم الإسلامي إلى حصص بينها ومزقت العالم الإسلامي إلى دويلات ورسمت الحدود بينها وجعلت لكل دويلة علما وحاكما، ولم تخرج هذه الدول إلا بعدما بذرت بذور التفرقة بين تلك الدويلات عن طريق إثارة النعرات العرقية والقبلة والطائفية، وأبقت على بعض الحدود غير ثابتة وواضحة، بل ضمت بعض الأراضي وساكنيها إلى دويلة تختلف عنها عرقا أو طائفة.
لقد كانت الشعوب الإسلامية في تلك الفترة في حالة من الجهل والتخلف الأمر الذي أدى إلى الانبهار بثقافة المستعمر ومدنيته، وذاك الانبهار أدى إلى تقليد المستعمر وتبني أفكاره وثقافته أحيانا، فقد كان الكثير من أبناء المسلمين الذين تلقوا علومهم في الغرب يعودون إلى بلادهم ويحملون معهم الأفكار " الماركسية" و"العلمانية" و " القومية" .... الخ، وقد ظلت الدول الاستعمارية تمارس سياسة " فرق تسد" عن طريق النزاع على حدود الدويلات المصطنعة وعن طريق إثارة النعرات الطائفية، وعن طريق دعوات حزبية تحمل الأفكار الغريبة عن هوية الأمة الحضارية مابين "القومية" و "البعثية" و " الاشتراكية" ...الخ.
عندما بدأت الشعوب الإسلامية تعود إلى أصلها وهويتها الحضارية، لم تعد السياسة الاستعمارية المتمثلة في " فرق تسد" بين الدويلات بتلك الوسائل سالفة الذكر مجدية، نعم، لم تعد بالنسبة لهم مجدية، فقد باتت الشعوب تتبنى مشروع " الأمة" بعدما كانت غراس الفتنة تريدها "أمما"، لقد نشأت مدارس وتنظيمات إسلامية عالمية ينتمي لها أفراد من مختلف الدويلات المصطنعة، وبذلك سقطت الحدود الوهمية وتراجعت الأفكار والمدنية المبهرة من أمام فتية الأمة، وبلا شك أن الغرب المستعمر الذي لا يزال يعيش على خيرات أمتنا يدرك هذا الأمر جيدا، فما هو الحل المحتمل لديهم كي يبقوا على التفرقة في الأمة بعدما بدأت الحدود والسدود تسقط أمامهم؟؟
لا شك أن الاحتمال المرجح والمنطقي هو أن الغرب المستعمر عاد إلى دراسة أصول الأمة الإسلامية وهويتها الأصيلة التي بدأ فتيان الأمة بالعودة إليها، ومع دراستهم لتاريخ الأمة وجدوا بلا شك أن بذور الفتنة المحتملة لديهم في النجاح في زراعتها هي إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، فهذه الفتنة لها جذور تاريخية ولهم فيها تجارب، وإن أكبر الفتن وأشدها هي بين السنة والشيعة..... نعم ... يريدونها فتنة للأمة بين السنة والشيعة.
ولفهم الواقع الحالي فإننا نحتاج لنظرة سطحية بعدما خرجنا من الأعماق، فبكل بساطة ووضوح إن أهل السنة هم الأكثر عددا وعتادا وانتشارا، فلا بد للمستعمر أن يحاول قلب الموازين في جعل كفة أهل المذهب الشيعي في كفة توازي أو ربما ترجح على كفة أهل السنة، وهذا يتم عن طريق دعم الشيعة بالمال والعتاد في كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأينما وجدوا، وهذا ما نلحظه من التهديد الأمريكي لإيران ومنذ سنوات، فأمريكا ما زالت تهدد وتتوعد، ولكن على أرض الواقع لا يحدث شيء من تلك التهديدات، وربما نقول أن المخفي أعظم، وذلك التهديد والوعيد هو من باب جلب التعاطف لإيران من قبل المسلمين، وما قام به الغرب من احتلال للعراق، يصب في زيادة حصة الشيعة لأجل ترجيح كفتها، فكلما حققت المقاومة الإسلامية السنية نصرا خرج "مقتدة" بمسيرات وهتافات جماهيرية يدعو لخروج المحتل ليسرق الأضواء، فقد بات واضحا أن الغرب يسعى لمد خط شيعي من إيران حتى لبنان مرورا بالعراق وسوريا، ولن يرضى هذا المد الشيعي ولن يشبع نهمه إلا ببسط نفوذه على أرض الحجاز.
ما نريد قوله هنا أن الكرة الآن في ملعب أهل المذهب الشيعي، فالغرب يمدون لهم الحبال لصناعة الفتنة، وبلا شك أن أهل السنة لن يبقوا مكتوفي الأيدي ويدفعون الفتنة ويكظمون الغيظ إلى النهاية، فهذا الأمر خطير جدا، وعلى الجميع أن يعي هذا، وأخص بالذكر الشرفاء والأفاضل من حملة المذهب الشيعي، فعليهم أولا أن يضربوا على أيدي ساستهم وأحبارهم ورهبانهم، فذلك وأد للفتنة قبل أن يهب أهل السنة ليدفعوا عنهم هذا البلاء، فقد احتمل أهل السنة الكثير، ومثال ذلك ما كان يحاول به الدكتور القرضاوي من اللم ونبذ الخلاف، حيث كان يدعوا إلى عدم قيام الشيعة بمحاولة نشر مذهبهم بين أهل السنة، ولما وصل الأمر إلى حدود مهولة، صاح بأعلى صوته منددا ومحذرا، فقد بات الأمر لا يحتمل.
في الختام نقول:
ألا إن كل مسلم على ثغرة، فلا يؤتين من قبله.
فهل تقبل أيها الشيعي أن يؤتى من قبلك، وهل تقبل أن تكون حربة بيد الغرب الكافر يطعنها في قلب الأمة؟؟؟
وهل تقع أيها السني في خداع الغرب الكافر فتنبهر ببطولات الشيعة المصطنعة؟؟؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
السنة والشيعة.... نظرة في الأعماق.
{ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ}
المقدمة:
من خلال نظرة سريعة على التاريخ الإسلامي وطبيعة العلاقة بين السنة والشيعة وما كانت تحكم الطرفين من علاقات تصل إلى الاقتتال أحيانا وقد ينتج عنها تحالفات خارجية للاستعانة على الطرف الآخر، وهذا الأمر بلا شك يكون مدعاة للضعف بسبب ذاك النزيف بين الطريفين، وهذا الأمر من الضعف وطلب المعونة يكون مدعاة للطمع من قبل الأمم الأخرى للانقضاض على أمتنا الإسلامية وأرضنا،
وهذا ما حصل في أيام المغول وأيام الحروب الصليبية.
واقع الأمة في هذا العصر:
في نهاية حقبة الخلافة العثمانية ومع بداية النهضة الأوروبية بدأت دول الغرب تثير النعرات العرقية داخل المجتمع الإسلامي، ومن أشدها النعرة بين العرب والترك، وظلت تلك السياسة تمارس من قبل الغرب على بلادنا الإسلامية حيث أعلنت بريطانيا الاستعمارية عن سياسة " فرق تسد " وقامت الدول الاستعمارية بتقسيم العالم الإسلامي إلى حصص بينها ومزقت العالم الإسلامي إلى دويلات ورسمت الحدود بينها وجعلت لكل دويلة علما وحاكما، ولم تخرج هذه الدول إلا بعدما بذرت بذور التفرقة بين تلك الدويلات عن طريق إثارة النعرات العرقية والقبلة والطائفية، وأبقت على بعض الحدود غير ثابتة وواضحة، بل ضمت بعض الأراضي وساكنيها إلى دويلة تختلف عنها عرقا أو طائفة.
لقد كانت الشعوب الإسلامية في تلك الفترة في حالة من الجهل والتخلف الأمر الذي أدى إلى الانبهار بثقافة المستعمر ومدنيته، وذاك الانبهار أدى إلى تقليد المستعمر وتبني أفكاره وثقافته أحيانا، فقد كان الكثير من أبناء المسلمين الذين تلقوا علومهم في الغرب يعودون إلى بلادهم ويحملون معهم الأفكار " الماركسية" و"العلمانية" و " القومية" .... الخ، وقد ظلت الدول الاستعمارية تمارس سياسة " فرق تسد" عن طريق النزاع على حدود الدويلات المصطنعة وعن طريق إثارة النعرات الطائفية، وعن طريق دعوات حزبية تحمل الأفكار الغريبة عن هوية الأمة الحضارية مابين "القومية" و "البعثية" و " الاشتراكية" ...الخ.
عندما بدأت الشعوب الإسلامية تعود إلى أصلها وهويتها الحضارية، لم تعد السياسة الاستعمارية المتمثلة في " فرق تسد" بين الدويلات بتلك الوسائل سالفة الذكر مجدية، نعم، لم تعد بالنسبة لهم مجدية، فقد باتت الشعوب تتبنى مشروع " الأمة" بعدما كانت غراس الفتنة تريدها "أمما"، لقد نشأت مدارس وتنظيمات إسلامية عالمية ينتمي لها أفراد من مختلف الدويلات المصطنعة، وبذلك سقطت الحدود الوهمية وتراجعت الأفكار والمدنية المبهرة من أمام فتية الأمة، وبلا شك أن الغرب المستعمر الذي لا يزال يعيش على خيرات أمتنا يدرك هذا الأمر جيدا، فما هو الحل المحتمل لديهم كي يبقوا على التفرقة في الأمة بعدما بدأت الحدود والسدود تسقط أمامهم؟؟
لا شك أن الاحتمال المرجح والمنطقي هو أن الغرب المستعمر عاد إلى دراسة أصول الأمة الإسلامية وهويتها الأصيلة التي بدأ فتيان الأمة بالعودة إليها، ومع دراستهم لتاريخ الأمة وجدوا بلا شك أن بذور الفتنة المحتملة لديهم في النجاح في زراعتها هي إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، فهذه الفتنة لها جذور تاريخية ولهم فيها تجارب، وإن أكبر الفتن وأشدها هي بين السنة والشيعة..... نعم ... يريدونها فتنة للأمة بين السنة والشيعة.
ولفهم الواقع الحالي فإننا نحتاج لنظرة سطحية بعدما خرجنا من الأعماق، فبكل بساطة ووضوح إن أهل السنة هم الأكثر عددا وعتادا وانتشارا، فلا بد للمستعمر أن يحاول قلب الموازين في جعل كفة أهل المذهب الشيعي في كفة توازي أو ربما ترجح على كفة أهل السنة، وهذا يتم عن طريق دعم الشيعة بالمال والعتاد في كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأينما وجدوا، وهذا ما نلحظه من التهديد الأمريكي لإيران ومنذ سنوات، فأمريكا ما زالت تهدد وتتوعد، ولكن على أرض الواقع لا يحدث شيء من تلك التهديدات، وربما نقول أن المخفي أعظم، وذلك التهديد والوعيد هو من باب جلب التعاطف لإيران من قبل المسلمين، وما قام به الغرب من احتلال للعراق، يصب في زيادة حصة الشيعة لأجل ترجيح كفتها، فكلما حققت المقاومة الإسلامية السنية نصرا خرج "مقتدة" بمسيرات وهتافات جماهيرية يدعو لخروج المحتل ليسرق الأضواء، فقد بات واضحا أن الغرب يسعى لمد خط شيعي من إيران حتى لبنان مرورا بالعراق وسوريا، ولن يرضى هذا المد الشيعي ولن يشبع نهمه إلا ببسط نفوذه على أرض الحجاز.
ما نريد قوله هنا أن الكرة الآن في ملعب أهل المذهب الشيعي، فالغرب يمدون لهم الحبال لصناعة الفتنة، وبلا شك أن أهل السنة لن يبقوا مكتوفي الأيدي ويدفعون الفتنة ويكظمون الغيظ إلى النهاية، فهذا الأمر خطير جدا، وعلى الجميع أن يعي هذا، وأخص بالذكر الشرفاء والأفاضل من حملة المذهب الشيعي، فعليهم أولا أن يضربوا على أيدي ساستهم وأحبارهم ورهبانهم، فذلك وأد للفتنة قبل أن يهب أهل السنة ليدفعوا عنهم هذا البلاء، فقد احتمل أهل السنة الكثير، ومثال ذلك ما كان يحاول به الدكتور القرضاوي من اللم ونبذ الخلاف، حيث كان يدعوا إلى عدم قيام الشيعة بمحاولة نشر مذهبهم بين أهل السنة، ولما وصل الأمر إلى حدود مهولة، صاح بأعلى صوته منددا ومحذرا، فقد بات الأمر لا يحتمل.
في الختام نقول:
ألا إن كل مسلم على ثغرة، فلا يؤتين من قبله.
فهل تقبل أيها الشيعي أن يؤتى من قبلك، وهل تقبل أن تكون حربة بيد الغرب الكافر يطعنها في قلب الأمة؟؟؟
وهل تقع أيها السني في خداع الغرب الكافر فتنبهر ببطولات الشيعة المصطنعة؟؟؟