المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدل الشروط واللاشروط بين فتح وحماس



مروان العياصرة
03/12/2008, 09:05 AM
أمر يدمي القلب ويتعب الخاطر أن تصل الأمور بين فتح وحماس إلى عدم القدرة على الالتقاء على طاولة حوار، فإذا كان الخلاف عنيفا وصارخا قبل البدء فكيف يكون إثناءه وبعده، منذ فترات طويلة ونحن نقول أن ما بين الطرفين ما صنع الحداد من اختلاف في الرؤية والنهج، فليس مستهجنا أن تصل أمورهما إلى ما وصلت إليه اليوم، وربما ما تأتي به الأيام القادمة يكون اشد وأقتل وأدمى لوجدان الشعب الفلسطيني الذي تعلو روحه غصص الاحتلال والمستوطنات وانتهاك حرمات المقدسات.
مع كل بادرة أو مبادرة تأتي من داخل فلسطين أو من محيطها العربي أو حتى من أميركا مع ما في ذلك من خطورة وانعدام أمان، إلا أننا كنا نأمل أن يصار لشيء يجمع الطرفين على كلمة سواء، لأننا ملزمون أن نتعلق بأطراف الأمل بعد كل هذا الفشل الداخلي الذي أدى لاقتتال ومساجلات بالرصاص والدم.

لقد أصابنا في إخواننا في فتح وحماس ما أصاب العرب في بدء حضارتهم أيام حرب البسوس، وهي حرب أبناء العمومة، وأصاب داعي الحكمة فينا ما أصاب داعيهم أيام قال: ( إنك لا تقطع إلا كفك ولا تجدع إلا انفك ).
وهذا حالنا اليوم، فإن ما يصيب أحدهما من الآخر ما هو إلا جرح في كف وجمر يغلي في الوجدان، بعد أن طال الأمر وذهب الطرفان بخلافاتهما كل مذهب، وذهبت إسرائيل أيضا بما تكسب جراء الخلافات البينية، وقد قال كثير من أهل الرأي والحكمة أن لا احد ينتصر، لكن الخاسر الوحيد هو الشعب والمحصلة السلبية تعود على القضية.
ماذا يمكن أن يقال أعمق أثرا من أن ستون عاما من النكبة والظلم والدم، لم تستطع أن تجمع كلمة الإخوة الأشقاء أو توحد صفهم وان يلتقوا على فهم مشترك ورؤية متقاربة، وهي قوة التاريخ التي أنتجت أحداثا أسهمت في تأسيس وعي وذاكرة جمعية ربما لو استثمرت بما يجب لأثمرت ما يجب، وإذا كان هذا فأي قوة اكبر من قوة التاريخ على مدار ستين عاما يمكن لها أن تجمع وتوحد وتقارب..؟ سؤال برسم الإجابة المتأخرة، لأننا نحن العرب كما يقال دائما نصل متأخرين.

الأحداث تزدحم بالخيبات على الشعب الفلسطيني، فإننا في السابق كنا نكابد التفرقة في الرأي والموقف والتجزئة في النهج والرؤية، واليوم وصل الأمر إلى تجزئة جغرافية، في انقسام أشبه ما يكون بدولتين وشعبين مختلفين كل منهما له قضيته وحربه ومواجهاته.

إن مثل هذا الكلام إن كان يدخل في باب الإنشائية والتعبيرية العاطفية فلأننا نحب شعبنا ونحترم كل مكوناته السياسية والفصائلية، ونقدر لكل جهده، لكننا ومع ذلك لا يجب أن نكتفي بالندب والعويل الإنشائي، يجب أن يكون هنالك تحرك حي من داخل الإطراف الفلسطينية لإعادة قراءة مسيرة النكبة والاحتلال وما أنتجوه وما قدموه.
المقلق في الأمر انه دائما ما يكون هنالك قبول من طرف ورفض من طرف، وشروط من طرف وتحفظات من طرف آخر لتعود الخلافات من جديد، ففي الورقة المصرية فتح تقدم شروطا تعتبرها حماس لا مبرر لها إلا لعرقلة التوافق بينما تعتبرها فتح شروطا موضوعية وطبيعية.
وكان الأجدى بالطرفين أن يتفقا على انه لا شروط غير شروط القضية وشروط الدولة، وما عدى ذلك فإنه يتم محاكمة أي شرط وفق شرط القضية ومصلحة الشعب، لا مخرج من جدل الشروط واللاشروط إلا بذلك، لماذا لا يحتكم الطرفان للشعب في استفتاء نزيه وموضوعي وشفاف، ولماذا يصر كل طرف أن يتحاكم لرأيه هو دون عن رأي الشعب، لن يصل الطرفان للحوار والتوافق الوطني إلا عن طريق الشعب، حينما ينهض مضطرا ليقول كلمة الفصل في حرب أبناء العمومة الواحدة والدم الواحد.

حـــاتم ســــــالم
03/12/2008, 10:22 AM
العزيز مروان
احساسك عالى بضرورة التوحد والاتفاق على الحد الادنى المقبول فلسطينيا
وبالتاكيد توجد نقاط اتفاق كثيرة ممكن البناء عليها لاتفاقات اخرى
وخاصة ان سياسيا تم الاتفاق عبر اتفاق مكة
وبعد ذلك جرى ما جرى
القضية الفلسطينية تعيش أسوأ ايامها فى ظل التشتت والانقسام

ليس لنا إلا الدعاء والهداية للجميع من عند الله

بارك الله بك

مروان العياصرة
03/12/2008, 11:42 AM
اشكرك أخي حاتم سالم ..
إنما كلنا فلسطينيون حين يدعونا الواجب .. وفلسطين لنا كلنا ..