المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوجود الاسلامي في السويد



محمود الدبعي
03/12/2008, 02:29 PM
الوجود الاسلامي في السويد


اعتبر محللون سياسيون نتائج انتخابات عام 2006 والتي فاز فيها حزب المحافظين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي خسارة للمسلمين الذين ، دعموا الحزب و منحوه اصواتهم و لكن لم يفز من المسلمين سوى واحد فقط وهو Mehmet Kaplan. ويرجع فشل المسلمين في إيصال مرشحين آخرين إلى البرلمان، إلى انقسامهم، وعجزهم عن توحيد صفوفهم في كثير من الدوائر الانتخابية، فضلاً عن تحرك ناشطيهم على أسس حزبية و علمانية بحتة ، مما افقدهم الدعم الجماهيري الاسلامي.
على الرغم من وجود حوالي 500 الف مسلم في السويد والذين يشكلون 7% من مجموع السكان ، الا انهم لم يستطيعوا ان يفرزوا الا نائبا واحدا في البرلمان في الانتخابات التي جرت عام 2006.


تنازع الانتماءين الحزبي والديني
تسببت الانانية و الانفراد في القرار السياسي والبعد عن الارتباط بالدين، لدى المرشحين من اصول اسلامية، من خسارتهم في الانتخابات الاخيرة، حيث ان الأحزاب السياسية نجحت في اللعب على الانقسامات الاجتماعية والسياسية بين المسلمين في السويد، حيث وصفتهم بتجمعات عرقية ليس لها ولاءات دينية ، رغم ان المرشحين على قوائم الاحزاب تنافسوا على القاء الخطب الرنانة عقب صلاة الجمعة في المساجد.
وحين رشحت الأحزاب السويدية 8 مسلمين في الانتخابات التي جرت عام 2006، لم يكن سوى واحد منهم مرشح فيما يُسمى بـ"دائرة مضمونة" أو "آمنة" للحزب، بينما كان الآخرون في دوائر أقل حظاً، وفي بعض الأحيان رُشح مسلمون في ذيل القوائم الانتخابية.

وإن كان غياب المرشحين المسلمين في قائمة ترشيحات حزب المحافظين المعارض مفهوماً –خوفاً من ردة فعل الاعضاء الذين لهم ميول عدائية للاسلام-وحيث كانت مرتقبة- فإن ما يصعب فهمه تحاشي الحزب الاشتراكي الديمقراطي ترشيح مسلمين في دوائر هامة، رغم الوعود الكثيرة المقطوعة للمسلمين ورغم تعهد المسلمين باعطاء اصواتهم لقوائم الحزب في الانتخابات البرلمانية والبلدية.

إن أحد الاسباب الغير مبررة التي وردت حول رفض الأحزاب السويدية ترشيح بعض المسلمين القادرين على الفوز ، بانهم متدينون و قد يتسبب تواجدهم في القوائم الانتخابية ردود فعل سلبية من المؤيدين لهذه الاحزاب .

لكن المشكلة الأكبر تبقى متمثلة في أن بعض المسلمين المنتمين إلى الأحزاب السياسية السويدية تطوعوا لخدمة الاحزاب على حساب مصالح الاقلية المسلمة، وكان النموذج الأهم هو فاطمة نور الصومالية الاصل والتي دعت لذوبان المسلمين في المجتمع و تخليهم عن التدين لضمان اندماجهم.

بدات الحملة الانتخابية لجميع الاحزاب والتي اعلنت عن برامجها الحزبية و بدا التسجيل في القوائم الانتخابية استعدادا لانتخابات عام 2010 وترجو الكتلة السياسية الاسلامية أن يجري ترشيح عدد اكبر من المسلمين في القوائم الانتخابة للاحزاب وتحاول الكتلة من خلال الحوار مع السياسيين اقناعهم بضرورة التمثيل النسبي للمسلمين، حيث يزيد عدد المسلمين اليوم عن 7% من مجموع السكان وان لهم الحق بعدد اكبر من المقاعد في البرلمان و المجالس البلدية.

يتواجد النشطاء المسلمون في بعض الاحزاب السياسية مثل حزب المحافظين، بعد ان كان هذا شبه مستحيل سابقا، والسبب هو تغير الحزب نبرته العدائية للاجانب و فتح صفحة جديدة من الحوار مع الاقليات وخاصة المسلمين و يوجد في عضوية هذا الحزب الاخ عبدالرزاق وابري وهو صومالي مسلم ومن اعضاء الرابطة الاسلامية في السويد و يتواجد المسلمون كذلك في حزب البيئة (حزب الخضر) والذي يولي عناية خاصة بالعرب والمسلمين و نجح حزب الخضر اخيرا في تضمين الميزانية السنوية للحكومة فقرة للدفاع عن الاسلام من خلال ابراز ظاهرة الاسلاموفوبيا و الحد منها. يوجد اليوم في قيادة هذا الحزب اخوين نشيطين هما محمت كابلان و هو تركي مسلم عضو في المجلس الاسلامي السويدي والدكتور فراس المصري و هو سوري ومن اعضاء الرابطة الاسلامية في السويد.

اما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فيضم عشرات النشطاء الاسلاميين و بالتفاق مع الحزب اسس المسلمون جمعيات سياسية اعترف بها الحزب و اسست الاخوات جمعية سياسية للمسلمات,و من الاعضاء البارزين في هذه الجمعيات محمود الدبعي ، مصطفى خراقي ، لمياء العمري وعثمان طوالبة و الحزب يعترف بتقصيرة في التعامل مع المسلمين واليوم يحاول المسلمون تنسيق الجهود للوصول الى نتائج افضل في الانتخابات المقبلة

اما حزب الشعب اليبرالي ، فقد انتهج طريقا مغايرا حيث جعل في برنامجه الانتخابي فقرات تناصب الاجانب العداء ، املا بكسب اصوات المتطرفين، هذه المواقف احدثت ثورة داخلية على قسم الاندماج بالحزب والمكون من ثلاثة اجانب يجمعهم الحقد على العرب والمسلمين و طالب عدد من النواب عن الحزب بحذف الفقرات التي تسئ للاجانب من برنامج الحزب الانتخابي .

اما حزب الوسط او حزب الفلاحين كما كان يسمى قديما، فقد قام بانفتاح كامل على الاجانب من اجل كسب اصواتهم الانتخابية و رشح اخت مسلمة عن الحزب في ستكهولم و هذه نقلة جريئة للحزب نتمنى لها التوفيق.
اما حزب اليسار فهو اكثر الاحزاب انفتاحا على الاجانب و اكثرها انتقادا لسياسة الاحتلال و لكن المسلمين يحجمون عن الانضمام الية لانه يتبنى افكارا شيوعية و نجد بعض اليساريين الايرانيين والاكراد والعرب يلتحقون بعضوية الحزب.
اما الحزب الديمقراطي المسيحي فهو لا يجتذب الناخبين المسلمين بحكم انه مسيحي و يخدم التوجهات الكنسية، رغم انه يلتقي مع المسلمين في مسالة حماية القيم الاسرية .

ترتفع اصوات المسلمين بضرورة انشاء حزب سياسي اسلامي ، يشترك في الانتخابات البلدية ، بعد ان يئس المسلمون من وعود الاحزاب بتحقيق مطالبهم ، والموضوع قابل للدراسة وستبرز معالم المواقف السياسية بعد عقد مؤتمر سياسي باستكهولم يجمع النشطاء السياسيين و ممثلي المؤسسات الاسلامية

الكتلة السياسية الاسلامية عليها عبئ كبير في تحديد اجندة محددة للوصول الى مكاسب سياسية تخدم الوجود الاسلامي في السويد و تحقق مكاسب في المشاركة السياسية ترضي الجمهور السياسي الاسلامي المغيب طوعا او قهرا عن الشارع السياسي المحلي.


ومن اهم القضايا التي تكتسب الاولوية لدى الكتلة:
• ايجاد فرص عمل للشباب المسلم
• ابراز قضية الاسلاموفوبيا للتخفيف من اثر العنصرية والعداء للمسلمين
• اعادة صياغة قوانين الذبح السويدية بما يضمن حق المسلمين في الذبح حسب شريعتهم
• اعتبار الاعياد الاسلامية عطلة رسمية للمسلمين
تحاول الاحزاب العنصرية عرقلة جهود المسلمين في المشاركة السياسية من خلال حملة منظمة تشنها على المسلمين وتفتعل احداث تنسب للمؤسسات الاسلامية .
اليوم نجد ان الاحزاب التي قطعت على نفسها عهدا بتحقيق مطالب للمسلمين تجدد هذه الوعود و تسعى لتحقيقها املا بالحصول على اصوات المسلمين ، حيث ان الصراع على الحكم محتدم بين الاشتراكيين وانصارهم اليساريين و الاحزاب اليمينية التي تريد القفز على سدة الحكم. والفرصة سانحة لتحقيق المكاسب السياسية للاقلية المسلمة في السويد

محمود الدبعي
السويد