المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسؤولية الفردية الإسلامية والوطن



احمد عبد الرشيد عبد الباقي
03/12/2008, 04:07 PM
المسئولية الفردية الإسلامية والوطن
بقلم د/ حسن الحيوان ... منقول لعموم الفائدة
لن نختلف كثيرا في تقييم المناخ السياسي أو الأداء الحكومي في مصر بما فيه من سلبيات وايجابيات ما يهمنا هو وضوح الرؤية على نحو تحديد الواجب على من يهمه أمر هذا الوطن.
لقد نجح الحزب الحاكم(اقترح عدم تسميته بالوطني) في فرض إرادته على القوى السياسية المعارضة والمستأنسة من خلال المحطات الرئيسية على مدى الأعوام القليلة السابقة بداية من تعديل المادة 76 ثم الانتخابات البرلمانية ثم التعديلات الدستورية ثم انتخابات مجلس الشورى والاتحادات العمالية والطلاب الأخيرة كل ذلك بمزيد من تكريس الهيمنة على السلطة بجميع المقاييس.فالتداول والتعددية السياسية التي كانت حلم الجميع لن تتحقق ولو بصوره شكليه وهناك معركة غير متكافئة بين النظام وقوى المعارضة ستنتهي بمزيد من الهيمنة شئنا أم أبينا.
كان لابد أن نتوقع ذلك ,هل كان من الممكن أن تقود عمليه الإصلاح السياسي نفس العناصر أو القوى التي عملت على تجميد المناخ السياسي لمدة عقود لتكريس الدكتاتورية (فاقد الشيء لا يعطيه) .
لكن النخبة الحاكمة في موقف لا تحسد عليه نتيجة التردد في المضي قدما في طريق الإصلاح واختزال أي إصلاح في مجالات محدودة لا تقلص من هيمنتها على السلطة حيث وصل الأمر للتزوير الشامل للواقع السياسي في إطار ديكور من المؤسسات الشكلية المختلفة حيث لا تعمل أي مؤسسه بفعالية إلا المؤسسة الأمنية التي تعمل لحساب نظام الحكم وعلى حساب المواطن وصولا لسحق كل تيارات المعارضة بهدف تكريس مشروع التوريث الذي يمثل المشروع السياسي الوحيد في مصر. من هنا لا نستطيع أن نتوقع أي ايجابيات تجاه الأزمة الحالية وبالتالي لابد أن تتبلور الرؤية الوطنية لقوى المعارضة تجاه استراتيجيه( التغيير بدلا من الإصلاح) .
وفى اعتقادي أن المدخل الرئيسي لذلك حيث الأمل الوحيد والطريق الأكيد هو إحساس الفرد بالمسؤولية الفردية تجاه المجتمع والوطن ويستحيل أن يتحقق ذلك لأي فرد في أي وطن إلا بانطلاق هذه المسؤولية من خلال المرجعية الفكرية الحضارية التوافقية للشعب الذي يعيش في هذا الوطن .فما هي المرجعية المنطقية للمصريين.,,,,فلننظر!!
إن نظام الحكم يوجه كل تركيزه لسحق التيار الإسلامي دونا عن كل التيارات المعارضة الأخرى هذا الأمر يبدو صحيحا لكنه ليس دقيقا لان النظام لا يستطيع ولا يستهدف أن يكون ضد الإسلام بل انه يستند إلى الإسلام خصوصا في الأزمات,فالدستور وتصريحات كبار المسئولين والواقع يؤكد على ذلك,,الحقيقة أن النظام ضد التيار الشعبي المؤهل للقيام بالتغيير السياسي والاجتماعي,,فإذا كان الشعب مع العلمانية أو الشيوعية فان النظام سيركز على سحق التيار العلماني أو الشيوعي دونا عن التيارات الأخرى وهكذا....إذا افترضنا ولو جدلا توافر المناخ السياسي للمنافسة الشريفة في انتخابات الرئاسة,,هل يوجد شخصيات مؤهله معروفه لدى الجميع وتتمتع بالمصداقية لدى الشعب حتى تصل لكرسي الحكم وتؤسس للتغيير المنشود؟ إذا كانت الإجابة سلبيه فان مصر في أزمة ليس لها من دون الله كاشفه,,ليس لها أية حلول إلا بنهوض هذه الأمة بشبابها ورجالها ونسائها المهمومين بأمر هذا الوطن .كيف يحدث ذلك؟
لابد أن نعترف بان قضية الحريات العامة وعدم توافر المناخ الديمقراطي تمثل أزمة،هذا صحيح,لكنني لا استطيع أن أقرر إن مساحة الديمقراطية هي صفر أو أن إمكانية المشاركة في الهم والعمل العام هي مستحيلة.
تقرر الآية الكريمة(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) القضية عامه تخص المجتمع والوطن وليست خاصة أو شخصيه(ما بقوم)ولا تقول الآية (ما بإنسان أو بمسلم)أي أن الاهتمام والتضحية في سبيل الأمر العام أي الوطن واجب وليس فقط رجولة أو وجاهه اجتماعيه,,كذلك(حتى يغيروا ما بأنفسهم)ولا تقول الآية (حتى يغيروا ما بالأمة أو ما بالوطن)أي أن الواجب هو الايجابية والنهوض بالنفس على بصيرة وضرورة استفراغ الحد الأقصى من الجهد والتضحية وليس الواجب هو تحقيق النتائج العامة المرجوة (ثقافة فقه الممكن)..وبناء على ذلك لا يسعنا إلا أن نؤكد على أن تدهور الأحوال العامة والتراجع في انتماء المواطن للوطن لا يمكن أن يكون نتيجة لتقصير الحكام والمسئولين فقط بل أيضا نتيجة لتخاذل المواطنين عن أداء الواجب تجاه الوطن..فهل يمكن أن يستمر هذا التخاذل؟ السنن الكونية والإنسانية تؤكد عكس ذلك فعلى كل منا أن يبادر ويبدأ بنفسه.
د.حسن الحيوان
منقول لعموم الفائدة