المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى رجال المقاومة..اعيدوا حساباتكم



مروان الدوسري
06/12/2008, 09:33 PM
الى رجال المقاومة....الوطن أم الدين؟

أول سؤال تساله لك أم العروس وبإجابته تكون لك البنت او لا تكون،هل تملك بيتا؟
وكانه سؤال التثبيت على الصراط واضفاء الشرعية الدولية لتثبيت عقد زواجك.فان كان جوابك نفيا، سقطت في قعر جهنم ولسان حالك يقول:اني شنو اللي ورطني بهاي الخطبة ،شو هالعمة هاي كانها ام اربع واربعين.أما ان كان جوابك اثباتا فلسان حالك يقول:الحمد لله على هالقسمة،تسلملي هالعمة وهالبنت.
فكيفما يكون بيتك يكون جوابك،لانك على الاقل تملك وطنا صغيرا.وحينئذ لك البنت مع(بقجتها)اي صندوق ملابسها.أما ان كان حالك كحالي مشردا بلاوطن كبير او صغير فالافضل لك وحفظا لما تبقى من ماء وجهك الا تطرق ابواب الاخرين.
ولكي أثري اعتقادي بجناحيه الفلسفي والمنطقي بان الوطن اهم من الدين فلا بد لي من أدلة ملجمة لعقال الاخرين.( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).وباعتبار ان خطابي موجها الى العرب والمسلمين غالبية سواد اهل العراق واصحاب المسؤولية التاريخية في تقرير المصير بالدرجة الاولى فما لي حجة الا خير البشر محمد(ص) الذي لا تختلف فيه كل المذاهب الاسلامية او فرقها.

فلا يكاد يخفى اجماع كتاب السيرة النبوية على ذكر ماكابده وعاناه رسول الله(ص)من مشقة وأذى لثلاث سنين ونيف عجاف متخفيا باستار الليل مترصدا ظلماته ، حتى امسى بدره الجميل جاسوسا عليه وعلى اصحابه ، فامسى الليل له معاشا والنهار سباتا.دعوة سرية لم تكلل الا باصحاب قلائل ضعاف في قومهم أقوياء بايمانهم.
لماذا ياترى؟نسال انفسنا.هل تخلى عنه ربه؟هل خانه اصحابه ممن آمنوا به؟قطعا لاهذا ولاذاك.

إنه الوطن.فلأن محمدا لم يكن يملك وطنا ماكان يملك حريته الكاملة ومن لايملك ادوات التغيير ووسائلها فلايستطيع ان (يجاهر)ويصدح بما يقول .
وحينئذ جاء الامر الذي لابد ان يكون.هاجر يامحمد كما هاجر السابقون.اذهب وامتلك وطنا.اذهب واصدع بمعتقدك اخرجه من القمقم المكنون.اطلق صوتك تحمل اصدائه رمال الصحراء وحبات المطر...
وفي هذه اللحظة المفصلية مي تاريخ الدعوة الاسلامية كان الانتصار الحقيقي والانجاز الكبير الذي تمخض عن اعظم امبراطوريات العالم انذاك واكثرها عدلا واشراقا.
قلبوا في صفحات التاريخ ومداد الحبر والكلمات فانكم سوف لم ولن تجدوا فكرة او دينا انتشر الا بعد امتلاك الوسائل واهمها الوطن .لان المجاهرة بالشيء تتطلب القوة والقوة تاتي من السلطة بشقيها الروحي والمادي. والسلطة تنبسط على ارض معروفة الحدود والمكونات والقدرات فكلما زادت قدراتنا في امتلاك الادوات زادت امكانياتنا على احداث التغيير. فهؤلاء الرسل والمفكرين واصحاب المعتقدات الذين غالبا ماكانوا يواجهون بالـرفض والعداء على ايدي مالكي الرقاب ، لولا هجرتهم ماكانت لرسائلهم وجود.لان الوطن حاضنة وام،وبلا رحم لا يولد الجنين،وان وُلِد فـالتـشَـوّه اليه اقرب من الكمال.والوطن هو المنعة والقوة فان كنت ضعيفا كيف تقوي الاخرين؟كيف توصل افكارك لهم وانت مهدد مطارد ومشرد تتلاطمك صواري السفن او اجنحة الطائرات.
وهذا مايجب ان تتنبه له فصائل المقاومة في العراق ،اذا ماكانت راغبة فعلا في تحقيق التمكين والظفر من الاعداء الكثر المتعددي الاوجه والاتجهات.بل من الواجب الاخلاقي والشرعي المطالبة بالدفاع عن الوطن اولا.
فعندما نضفي على المقاومة طابع اسلامي او قومي فاننا نمارس حينئذ- بقصد او بدونه- ظاهرة الاقصاء والابعاد لمكونات اخرى ذات تاثير وفعالية يمكن استقطابها لتجمعات القوى المناهضة للاحتلال،بالاضافة لخلق حالة من التردد الموصول بالتخوف من الاخر اذا ماسيطر واستتبت له الامور في محاولة ابادة او على الاقل تغييب الاخرين وعدم الزامهم أي دور في ادارة مصالحهم او تمثيل اقلياتهم، لاسيما في بلد متعدد القوميات والاثنيات مثل العراق.
ان تاطير المقاومة داخل المنظور والبعد الوطني يساهم بشكل كبير في اخراس الاصوات الناعقة التي تحاول نسبها للاخرين خارج الحدود بالاضافة الى الصاق صفة الخيانة بمن يحاولون الانتقاص منها لان صورتها-حينئذ-تكون قد ارتسمت بالوان واضحة غير قابلة للخلط .فلو قلنا مقاومة اسلامية سنية اوشيعية فاننا نفتح باب التخرصات والاتهمات بتبعيتها الى دول الجوار او منظمات اقليمية او دولية ليس من شأنها الا تحقيق مصالحها الذاتية وتعزيز امكانياتها على حساب العراق ارضا وشعبا.
فالحل الانسب والادق في توجيه دفة المشروع الوطني لتحرير الارض والانسان يكمن في صيغة المقاومة الوطنية العراقية بكل اطياف وعقائد مكوناتها.
فيارجال العراق الابطال.يامن مرغتم انوف الاعداء والمحتلين- على مدى التاريخ- في الطين والرمال.
لاتنسوا ان ماتجمع عليه اوراقكم الثبوتية كلمة(عراقي الجنسية).فان اختلفنا في دين او مذهب،وفي شكل او لون،فاننا نجتمع في نهرين وسماء وتراب مالنا بدا الا ان نردهم ليلا نهارا.
لذلك ان كان حقا على مقاومة ان تنتصر فما لها الا هوية الوطن والا مزقتها حراب الطوائف والفرق.
ان المقاومة الوطنية تفرض واجبا اخلاقيا على احتضانها في أي بقعة من ارض العراق،فابن الانبار او السليمانية او البصرة تحتضنه ارض النجف وكربلاء وبابل والعكس صحيح،لانها كلها تحت راية البلد الواحد.بلد العربي والكردي والمسلم والمسيحي ...
فيامن يسمع ويرى:عندما نملك اوطاننا نملك افكارنا،لاننا نملك ادوات التغيير...نملك ادوات البناء...أما المشردون فلايملكون إلا صدى تلاطمه امواج البحر وتخنقه لتربطه بسلاسل الغرق في قعر السكون حيث لاكلام يُسمع ولاعمل ينفع.

مروان الدوسري
Wdert_2003@yahoo.com