قحطان فؤاد الخطيب
03/10/2006, 01:23 PM
ترجمة الوجيز المقرر في المدارس الإعدادية بالعراق
من رائعة الأديب والعالم الإنكليزي ، (أج. جي. ويلز)
رواية كبس (KIPPS)
ترجمة : قحطـــــان فؤاد الخطيب
juror_qahtan1@yahoo.com
كان (أج. جي. ويلز) أبن صاحب دكان صغير . وقد واجه صراعاً حاداً قبل أن يخط لنفسه بداية حقيقية في الحياة . وبعد تلقيه تعليماً أولياً ، تم تدريبه أولاً عند تاجر ألبسة ، ومن ثم لدى صيدلي .
وفي 1880 عمل كمعلم تلاميذ في لندن ، الى أن فاز بمنحة تعليمية لدراسة العلوم في لندن . وفي 1890 حصل على درجته العلمية ، وأصبح مدرس مادة العلوم . وبنفس الوقت شرع بكتابة المقالات والقصص ، هاجراً التعليم بالكامل في 1893 ليصبح كاتباً متفرغاً .
وكُتب ويلز الأولى هي : ماكنة الوقت (1895) ، اللامنظور (1897) ، الحروب العالمية (1898) . والرجال الأوائل على القمر هي بصورة رئيسة قصص حول اقتراحات عجيبة ومغامرات غريبة .
ثم ، وبعد أن أثبت وجوداً لأول مرة بقصصه العلمية ، بدأ يكتب الروايات مثل : كبس (1905) والسيد بولي (1910) . وكلتاهما مبنيتان على خبراته الأولى كمتدرب وطالب . وهما تلمحان بشكل مدهش الى روح ومكان كتابتهما . فبالإضافة الى الفكاهة والحيوية اللتين تتمتعان بهما ، فهناك هواجس عميقة وراءهما للمشكلات والعوز التي رآها ولز في انكلترا ذلك الزمان .
الفصل الأول : شباب كبس
· تربى آرثر كبس من قبل عمه وعمته . ولم يستطع فهم السبب لماذا لم يملك أبا أو أما مثل الأطفال الصغار الآخرين . لقد امتلك ذكريات غير أكيدة عن أمه عندما كان طفلا صغيرا . لقد جلبته أمه إلى عمه ، العم كبس ، وتركته هناك . وقد عاش عمه وعمته في (نيو رومني) واحتفظا بدكان صغيرة والتي كانت جزءا من منزلهما . وباعا أشياء مختلفة مثل الكتب والصور ، الأكواب والمواعين ، الخيم وبدلات السباحة بالإضافة إلى بضعة دمى . ولم يملكا أطفالا ، ولهذا كانا سعيدين بقبول الشاب كبس . لقد كان العم كبس والسيدة كبس شكوكين بالناس . ولم يزورا احدا ولا استقبلا أي زوار . وكانا يطلبان من كبس دائماً عدم الاختلاط مع الاطفال الاخرين في القرية . وهكذا لم يملك كبس أي أصدقاء . ولكن فيما بعد تصادق مع (سد بورنيك) . كان (سد) ابن صاحب الدكان المجاور . ولم يحب العم كبس جيرانه (بورنيك) . وغالبا ما حدثت بينهما مشادات كلامية عالية بسبب امور تافهة . وبالرغم من ذلك ، اصبح ارثر كبس وسد بورنيك صديقين حميمين .
· تم ارسال كبس الى مدرسة داخلية في مدينة اخرى . ولم تكن حياة كبس في المدرسة الداخلية سارة . لكنه بالتاكيد امتلك بعض الذكريات الجيدة حول العطل والسفرات . وعندما بلغ الرابعة عشر من العمر ترك المدرسة وعاد للبيت . لقد انتهت المدرسة , وكان عمه وعمته يخططان لارساله الى فوكستن . وسيتعلم هناك كي يصبح بائعا في دكان قماش كبير .
· في الصباح التالي ، وبعد عودته للبيت نهض كبس مبكرا ثم خرج . وجلس على البوابة في اعلى الطريق الضيق الطويل المؤدي الى البحر . وبدأ يصفر الى سد بورنيك . لقد سمع صفرة مألوفة قادمة من منزل بورنيك . ثم ظهرت شقيقة سد ، وانتاب كبس شعور غريب عندما راها . لقد كانت ان اكبر سنا قليلا واطول قليلا منه . وكانت ذا شعر بني وعينين زرقاوين . وقالت " سد لايستطيع المجيء . لقد طلب منه ابي تنظيف كل الصناديق ." سأل كبس " لماذا ؟ " اجابته " لا اعرف . فأبي عصبي المزاج هذا للصباح . " قال " اوه . " وكان هناك توقف . ونظر كبس اليها باهتمام . قالت بعد توقف " لقد تركت المدرسة . " اجابها " نعم . " ثم قالت " وكذلك سد . " وكان هناك توقف اطول اخر . وقد وضعت آن يديها على أعلى البوابة . وبدأت تقفز للأعلى والاسفل . ثم قالت بعد وقت " هل تستطيع الركض ؟ " قال كبس " بالطبع . " ثم سألته
" هل تسمح لي أسبقك للأمام ؟ " سأل " الى اين ؟ " واشرت آن نحو شجرة . وذهبت الى بعد بضع ياردات امامه ثم استأنفا الركض . وقد وصلا الى الشجرة سوية . لقد كانا مسرورين ومقطوعي النفس . ثم قالت آن " نحن متساويان . " اجابها كبس " لكنني فزت . " قالت آن " كلا لم تفز . قال كبس " إذن ، لنركض مرة اخرى . " وعادا الى البوابة . وكان سد واقفا هناك . وقال كبس الى آن " لا بأس من ركضك . "
· بعد ذلك التقى كبس وآن عدة مرات . وكان كبس يفكر دائما بها . وشعر بانه وقع في حبها . وفي احد الايام قرر كبس ان يفاتحها بحبه حيث قال " آن ، انني احبك واتمنى ان تكوني صديقتي ..... اقول يا آن ، هل ستكونين صديقتي ؟ " فكرت آن لبرهة ثم قالت
" اذا تحب ذلك يا ارتي . " قالت ذلك بخفة دم . اما كبس فقد كان فرحانا جدا . واخيرا حصل على صديقة .
· ولم يعد كبس وآن الى الموضوع لعدة ايام . ثم راودته فكرة . لقد قرر كبس تقسيم قطعة النقود فئة ست بنسات الى نصفين . وسوف يحتفظ بنصف بينما آن ستحتفظ بالنصف الاخر . كانت تلك علامة على حبهما . واخبر كبس آن بالفكرة قائلا " عندما نفترق ، أنت تنظرين الى نصف قطعة النقود وانا انظر الى النصف الاخر . عندها سيفكر احدنا بالاخر . قالت آن وهي تبدو وكأن الفكرة راقت لها . قال كبس " فقط لا استطيع كسرها . لقد ناقشا تلك الصعوبة لبعض الوقت . ثم قالت آن " دعني احتفظ بها . ان ابي يملك مبردا . سوف استعمله لكي اقطعها الى نصفين . "
· مضت بضعة ايام لم يرى فيها كبس آن . وهو سوف يرحل قريبا الى فوكستن . لقد رُزمت حقيبته . لقد كان شديد اللهفة لرؤية آن قبل رحيله . لكن آن لم تكن هناك . وأخيرا وصلت حافلة فوكستن حيث صعد اليها كبس . اما عمته فقد وقفت هناك كي تودعه . وقام عمه بمساعدته في حمل الحقيبة . وما ان كانت الحافلة على وشك الحركة حتى سمع كبس صوتا يناديه . لقد كان صوت آن . وحينما راها بدأ قلبه يخفق سريعا جدا . ونظر الى وجهها ، وتلاقت عيناهما ثم تلامست يداهما . ولم يملك كبس كلمة يقولها . واخيرا قالت آن " ارتي ، لقد كسرتها هذا الصباح . " في هذا الوقت كانت الحافلة تتحرك . وقف كبس ملوحا بقبعته الجديدة لها صارخا " الوداع يا آن ! لاتنسيني بينما انا بعيد ! وبقي واقفا حتى استدارت الحافلة حول المنعطف حيث لم يعد يراها . ونظر الى يده حيث استقر نصف قطعة الست بنسات .
الفصل الثاني : دكان قماش السيد شالفورد
· كانت دكان قماش فوكستن كبيرة جدا . وكان مالكها هو السيد شالفورد . وكان صغير البنية وذا لحية الا ان شعره كان قليلا فوق راسه . وكان كبس خجولا وخائفا عندما التقى به . " انتبه يا كبس . نتوقع ان تعمل بجد ، افهمت ؟ يجب ان تدرس اهتماماتنا كما يجب ان تتبع قواعدنا . اجاب كبس بصوت منخفض ، " نعم يا سيدي . " ثم اخذ السيد شالفورد كبس الى الدكان . وصرخ السيد شالفورد باحد المساعدين : (كارشوت ، اعتن بهذا الفتى . ولاحظه فيما اذا يعمل بجد .) ثم عاد الى كبس وقال بنفس الصوت الآمر (يجب ان تقوم بكل ما يرغب به السيد كارشوت .) ثم ترك كبس هناك واستأنف المشي .
· لقد اعتبر السيد شالفورد نفسه رجل اعمال عملي . وفي الحقيقة فقد كان جاهلا وغير متعلم حتى ان لغته الانكليزية لم تكن جيدة . لقد كان مولعا بالقاء الكلمات ومدح نفسه . وقد احب المشي واصدار الاوامر . وعلق بطاقات صغيرة في جميع انحاء البناية حيث تضمنت جميعها اوامر صارمة للعمال . وغالبا ماكانت مضحكة . ولكي يصبح كبس بائعا في دكان قماش ، ويجب عليه قضاء سبعة سفرات في التدريب . وقد استغل السيد شالفورد جهود كبس ولكن اعطاه قليلا جدا بالمقابل . وقد قدم السيد شالفورد الى كبس وجبات طعام رديئة جدا اشتملت على : الخبز ، مسحوق الشاي ، البطاطس ، وبالاضافة لذلك اعطاه اجرا اسبوعيا تكون من بضعة شلنات فقط . وجعله يقتسم غرفة مع ثمانية رجال شبان اخرين . ونام كبس في سرير بارد ، ووجب عليه استعمال معطفه وعدد من الجرائد لكي يحافظ على الدفء .
· ومقابل كل هذه الوسائل للراحة وجب على كبس ان يعمل بجد . وفي الساعة السادسة والنصف وجب عليه النزول لكي يفتح النوافذ وينظف الصناديق . وفي الثامنة والنصف تناول افطارا بسيط تكون من خبز وقهوة . ثم ذهب الى دكان القماش ليحمل الصناديق والبضائع . ووجب عليه حمل الطرود البريدية والفواتير الخاصة بالدكان . كما وجب عليه تلبية اية مساعدة ضرورية مطلوبة منه . وعندما وصلت البضاعة الجديدة وجب على كبس تأشير الاسعار . وقد اخذ المحبرة ودار حول الحانوت فاذا السيد كارشوت يناديه ليجلب شيئا ما . اذا ترك المحبرة على الارض فسوف يسكبها السيد كارشوت ، واذا اخذها معه عندها سيكون السيد شالفورد بحاجة لها .
قال السيد شالفورد بغضب ( انت تؤلم اسناني . انت لا تملك نظاما اكثر من قطعة بطاطس واحدة رديئة . وفي اوقات كتلك كان كبس يشعر بكراهية قوية نحو شالفورد وزملائه . وشعر كبس بان النظام بكامله غير عادل وغبي . وفي احد الايام سمع كبس احد البائعين كبار السن يقول : ( عندما تصبح كبير السن بحيث لا تستطيع العمل فسوف يطردونك من العمل وستكون شحاذا حتى تموت . قال كبس : ( الا يستطيع العمال الكبار في السن امتلاك دكاكين خاصة بهم ؟ ) ( ياله من حلم . كيف يستطيعون امتلاك الدكاكين الخاصة بهم ؟ انهم لايملكون أي راسمال . ) كان ذلك كافيا لزيادة كراهية كبس لكل النظام .
· وفي السابعة والنصف مساء وجب على كبس وضع الستائر على البضائع والطاولات في الدكان . ثم وجب عليه كنس الدكان كما وجب عليه ايضا الانتظار حتى يغادر اخر زبون الدكان . ولم تكن هناك ساعات محدودة للعمل في دكان شالفورد . وفي التاسعة مساء تناول كبس عشاءه المتكون من خبز وجبن ثم ذهب الى غرفته متعبا جدا . وقد كانت ساقاه تؤلمانه وقدماه متقرحتين ولهذا يذهب مباشرة الى سريره واحيانا بقي كبس مستيقظا في سريره بينما كان الاخرون نياما . ثم فكر بمستقبله التعيس وتذكر ما اخبره البائع الكبير السن . وهكذا سوف تستمر حياته حتى مماته . لاتغير و لا حرية . وفي خضم هذه الافكار الحزينة لاحت صورة ان حيث بعثت الدفء في قلبه .
· وعندما ذهب كبس الى بيته في اول عيد ميلاد السيد المسيح قرر آن يرى آن . وذهب الى البوابة وصفر . لكنه لم يكن هناك جواب . وقال العم كبس “ لا فائدة من الصفير فإنهم ليسوا هناك .” وقال كبس بحزن “ ماذا ؟ ليسوا هناك ؟ “ ثم اجابه العم كبس “ كلا ، فآن آن ذهبت لتعمل كخادمة لعائلة غنية . “ وسأل كبس بلهفة “ وسد ؟ “ “ سد ذهب ايضا وهو يعمل الآن في محل دراجات في لندن . “ وقضى كبس عطل اعياد الميلاد مع عمه وعمته الا آنه شعر بالوحدة والحزن . وعندما انتهت العطلة ، عاد كبس الى
فوكستن ، الى محل بيع الأقمشة ، للعمل والمعاناة
الفصل الثالث : كبس يلتحق بالصفوف المسائية
· خلال سبع سنين من التدريب ، لم يكن كبس سعيدا ولا مقتنعا . وقد شعر بان الحياة كانت تسير خطأ . لقد كان هناك شيء مفقود . وقلما امتلك الوقت ليقرأ او يمتع نفسه . لقد شعر بانه كان جاهلا مما جعله قلقا . وهكذا قرر ان يفعل شيئا يبعث على البهجة . لقد اشترى عدة كتب وحاول ان يقرأ الا انه وجد صعوبة كبيرة فيها مما أعطاه شعورا بعدم الراحة . ثم قرر ان يرى السيد جيستر كوت من اتحاد شباب فوكستن . وقد طلب منه النصيحة . وقد كان السيد كوت رجلا غنيا مهتما بالعمل الاجتماعي . وتكلم مع كبس عن المساعدة الذاتية والتعليم الذاتي . لكن مشكلة كبس كانت : كيف يستطيع تعليم نفسه حيث امتلك وقت فراغ محدود جدا .
· وعندما انتهى التدريب ، عمل كبس كبائع في دكان قماش السيد شالفورد . وقد اعطى السيد شالفورد الى كبس عشرين باونا في العام . والان امتلك كبس وقت فراغ اكثر من السابق . وذات يوم قرأ كبس في جريدة حول صفوف تعنى بالعلوم المحلية والفن . وقد كانت صفوفا مسائية . لقد كان كبس مولعا بحفر الخشب . وهكذا التحق بذلك الصف . لقد كانت المعلمة آنسة جميلة الهندام وشابة وتدعى الانسة هيلين وشنغهام وكانت تكبره عاما واحدا ، وكان وجهها نحيفا وجميلا .وكانت عيناها رماديتين داكنتين . اما شعرها فكان اسودا . لقد درست في جامعة لندن . وقد احاطها كبس باحترام واعجاب عظيمين كما اعجب بسلوكها وطريقة تعليمها في الصف . اما الصف فكان صغيرا جدا . واحتوى على اربع سيدات وثلاثة رجال . واحيانا كان السيد جيستر كوت يحضر . واحيانا كان شقيق الانسة وشنغهام ياتي ليأخذها للبيت في نهاية وقت المحاضرة .
· وبمرور الوقت ازداد احترام واعجاب كبس بالانسة وشنغهام . وفي الصف كانت تتكلم معه وترشده وتنصحه . وقد اصغى كبس لها ونفذ اوامرها . اما خارج الصف فكان يفكر بها حيث كانت صورتها امام عينيه اينما ذهب . وذات يوم لم تستطع الانسة فتح احد الشبابيك ، فاسرع كبس لمساعدتها قائلا : “ دعيني ..... “ . الا انه لم يستطع فتحه ايضا . ثم قالت “ اوه ، من فضلك لا تزعج نفسك “ . ثم قال بصوت واطئ “ لا يوجد ازعاج “ . ولم يتمكن من فتح الشباك . ثم دفعه بقوة شديدة . عند ذلك انكسر الزجاج وجرح رسغه . قال كبس للانسة وشنغهام “ انا اسف جدا ولم اعتقد بان زجاج النافذة سينكسر هكذا . “ وقال احد الطلبة “ لقد جرحت رسغك يا كبس “ ونظر كبس الى الارض فاذا بخط طويل من الدم يتدفق من يده . ثم قالت المعلمة هيلين وشنغهام “ اتمنى انني لا اؤذيك يا كبس “ قال كبس “ كلا . “ وقالت “ انني متاكدة بانه جرح بليغ . “
· كان كبس يفكر دائما بالمعلمة هيلين وشنغهام . وقد عرف بانه احبها . الا انه لم يتجاسر على اخبارها . لقد احترمها كثيرا جدا لدرجة انه لم يستطيع التكلم عن هذا الحب . والان لم يعد كبس يفكر بآن بونك ، انه لم يرها منذ اعوام ، وعرف بانها كانت في منطقة اشفد . هذا كل ما كان . وفي بعض الاحيان اعتقد بانه لايتذكر حتى وجهها بصورة جيدة .
· وعندما انتهى الدرس الاخير في شهر ايار ، صافح الطلاب معلمتهم الانسة وشغنهام ثم غادروا . وكان كبس اخر من غادر . لقد وقف مع الانسة وشنغهام ثم نظرت اليه بفضول عندما مدت يدها حيث قالت : “ طيب يا كبس ، مع السلامة . “ واخذ يدها ثم مسكها . وعند ذلك قال “ سوف افعل أي شيء . “ ثم توقف . ولم يمتلك الشجاعة ليضيف عبارة “ سوف افعل أي شيء لاجلك . “ ثم صافح يدها وقال : “ مع السلامة . “ كان هناك توقف قليل ثم قالت “ اتمنى لك عطلة سعيدة . “ وقال “ سوف اعود للصف العام القادم على كل حال . “ ثم التفت ليخرج ، اذا بها تجيبه : “ اتمنى لك العودة . “ ثم استدار كبس نحوها قائلا : “ صحيح ؟ اجابته “ اتمنى عودتكم جميعا . “ وقال “ سافعل ذلك على كل حال . وتأكدي من ذلك . ثم نظر احدهما الى الآخر ثانية . قالت “ مع السلامة “ . ثم رفع كبس يده وغادر .
من رائعة الأديب والعالم الإنكليزي ، (أج. جي. ويلز)
رواية كبس (KIPPS)
ترجمة : قحطـــــان فؤاد الخطيب
juror_qahtan1@yahoo.com
كان (أج. جي. ويلز) أبن صاحب دكان صغير . وقد واجه صراعاً حاداً قبل أن يخط لنفسه بداية حقيقية في الحياة . وبعد تلقيه تعليماً أولياً ، تم تدريبه أولاً عند تاجر ألبسة ، ومن ثم لدى صيدلي .
وفي 1880 عمل كمعلم تلاميذ في لندن ، الى أن فاز بمنحة تعليمية لدراسة العلوم في لندن . وفي 1890 حصل على درجته العلمية ، وأصبح مدرس مادة العلوم . وبنفس الوقت شرع بكتابة المقالات والقصص ، هاجراً التعليم بالكامل في 1893 ليصبح كاتباً متفرغاً .
وكُتب ويلز الأولى هي : ماكنة الوقت (1895) ، اللامنظور (1897) ، الحروب العالمية (1898) . والرجال الأوائل على القمر هي بصورة رئيسة قصص حول اقتراحات عجيبة ومغامرات غريبة .
ثم ، وبعد أن أثبت وجوداً لأول مرة بقصصه العلمية ، بدأ يكتب الروايات مثل : كبس (1905) والسيد بولي (1910) . وكلتاهما مبنيتان على خبراته الأولى كمتدرب وطالب . وهما تلمحان بشكل مدهش الى روح ومكان كتابتهما . فبالإضافة الى الفكاهة والحيوية اللتين تتمتعان بهما ، فهناك هواجس عميقة وراءهما للمشكلات والعوز التي رآها ولز في انكلترا ذلك الزمان .
الفصل الأول : شباب كبس
· تربى آرثر كبس من قبل عمه وعمته . ولم يستطع فهم السبب لماذا لم يملك أبا أو أما مثل الأطفال الصغار الآخرين . لقد امتلك ذكريات غير أكيدة عن أمه عندما كان طفلا صغيرا . لقد جلبته أمه إلى عمه ، العم كبس ، وتركته هناك . وقد عاش عمه وعمته في (نيو رومني) واحتفظا بدكان صغيرة والتي كانت جزءا من منزلهما . وباعا أشياء مختلفة مثل الكتب والصور ، الأكواب والمواعين ، الخيم وبدلات السباحة بالإضافة إلى بضعة دمى . ولم يملكا أطفالا ، ولهذا كانا سعيدين بقبول الشاب كبس . لقد كان العم كبس والسيدة كبس شكوكين بالناس . ولم يزورا احدا ولا استقبلا أي زوار . وكانا يطلبان من كبس دائماً عدم الاختلاط مع الاطفال الاخرين في القرية . وهكذا لم يملك كبس أي أصدقاء . ولكن فيما بعد تصادق مع (سد بورنيك) . كان (سد) ابن صاحب الدكان المجاور . ولم يحب العم كبس جيرانه (بورنيك) . وغالبا ما حدثت بينهما مشادات كلامية عالية بسبب امور تافهة . وبالرغم من ذلك ، اصبح ارثر كبس وسد بورنيك صديقين حميمين .
· تم ارسال كبس الى مدرسة داخلية في مدينة اخرى . ولم تكن حياة كبس في المدرسة الداخلية سارة . لكنه بالتاكيد امتلك بعض الذكريات الجيدة حول العطل والسفرات . وعندما بلغ الرابعة عشر من العمر ترك المدرسة وعاد للبيت . لقد انتهت المدرسة , وكان عمه وعمته يخططان لارساله الى فوكستن . وسيتعلم هناك كي يصبح بائعا في دكان قماش كبير .
· في الصباح التالي ، وبعد عودته للبيت نهض كبس مبكرا ثم خرج . وجلس على البوابة في اعلى الطريق الضيق الطويل المؤدي الى البحر . وبدأ يصفر الى سد بورنيك . لقد سمع صفرة مألوفة قادمة من منزل بورنيك . ثم ظهرت شقيقة سد ، وانتاب كبس شعور غريب عندما راها . لقد كانت ان اكبر سنا قليلا واطول قليلا منه . وكانت ذا شعر بني وعينين زرقاوين . وقالت " سد لايستطيع المجيء . لقد طلب منه ابي تنظيف كل الصناديق ." سأل كبس " لماذا ؟ " اجابته " لا اعرف . فأبي عصبي المزاج هذا للصباح . " قال " اوه . " وكان هناك توقف . ونظر كبس اليها باهتمام . قالت بعد توقف " لقد تركت المدرسة . " اجابها " نعم . " ثم قالت " وكذلك سد . " وكان هناك توقف اطول اخر . وقد وضعت آن يديها على أعلى البوابة . وبدأت تقفز للأعلى والاسفل . ثم قالت بعد وقت " هل تستطيع الركض ؟ " قال كبس " بالطبع . " ثم سألته
" هل تسمح لي أسبقك للأمام ؟ " سأل " الى اين ؟ " واشرت آن نحو شجرة . وذهبت الى بعد بضع ياردات امامه ثم استأنفا الركض . وقد وصلا الى الشجرة سوية . لقد كانا مسرورين ومقطوعي النفس . ثم قالت آن " نحن متساويان . " اجابها كبس " لكنني فزت . " قالت آن " كلا لم تفز . قال كبس " إذن ، لنركض مرة اخرى . " وعادا الى البوابة . وكان سد واقفا هناك . وقال كبس الى آن " لا بأس من ركضك . "
· بعد ذلك التقى كبس وآن عدة مرات . وكان كبس يفكر دائما بها . وشعر بانه وقع في حبها . وفي احد الايام قرر كبس ان يفاتحها بحبه حيث قال " آن ، انني احبك واتمنى ان تكوني صديقتي ..... اقول يا آن ، هل ستكونين صديقتي ؟ " فكرت آن لبرهة ثم قالت
" اذا تحب ذلك يا ارتي . " قالت ذلك بخفة دم . اما كبس فقد كان فرحانا جدا . واخيرا حصل على صديقة .
· ولم يعد كبس وآن الى الموضوع لعدة ايام . ثم راودته فكرة . لقد قرر كبس تقسيم قطعة النقود فئة ست بنسات الى نصفين . وسوف يحتفظ بنصف بينما آن ستحتفظ بالنصف الاخر . كانت تلك علامة على حبهما . واخبر كبس آن بالفكرة قائلا " عندما نفترق ، أنت تنظرين الى نصف قطعة النقود وانا انظر الى النصف الاخر . عندها سيفكر احدنا بالاخر . قالت آن وهي تبدو وكأن الفكرة راقت لها . قال كبس " فقط لا استطيع كسرها . لقد ناقشا تلك الصعوبة لبعض الوقت . ثم قالت آن " دعني احتفظ بها . ان ابي يملك مبردا . سوف استعمله لكي اقطعها الى نصفين . "
· مضت بضعة ايام لم يرى فيها كبس آن . وهو سوف يرحل قريبا الى فوكستن . لقد رُزمت حقيبته . لقد كان شديد اللهفة لرؤية آن قبل رحيله . لكن آن لم تكن هناك . وأخيرا وصلت حافلة فوكستن حيث صعد اليها كبس . اما عمته فقد وقفت هناك كي تودعه . وقام عمه بمساعدته في حمل الحقيبة . وما ان كانت الحافلة على وشك الحركة حتى سمع كبس صوتا يناديه . لقد كان صوت آن . وحينما راها بدأ قلبه يخفق سريعا جدا . ونظر الى وجهها ، وتلاقت عيناهما ثم تلامست يداهما . ولم يملك كبس كلمة يقولها . واخيرا قالت آن " ارتي ، لقد كسرتها هذا الصباح . " في هذا الوقت كانت الحافلة تتحرك . وقف كبس ملوحا بقبعته الجديدة لها صارخا " الوداع يا آن ! لاتنسيني بينما انا بعيد ! وبقي واقفا حتى استدارت الحافلة حول المنعطف حيث لم يعد يراها . ونظر الى يده حيث استقر نصف قطعة الست بنسات .
الفصل الثاني : دكان قماش السيد شالفورد
· كانت دكان قماش فوكستن كبيرة جدا . وكان مالكها هو السيد شالفورد . وكان صغير البنية وذا لحية الا ان شعره كان قليلا فوق راسه . وكان كبس خجولا وخائفا عندما التقى به . " انتبه يا كبس . نتوقع ان تعمل بجد ، افهمت ؟ يجب ان تدرس اهتماماتنا كما يجب ان تتبع قواعدنا . اجاب كبس بصوت منخفض ، " نعم يا سيدي . " ثم اخذ السيد شالفورد كبس الى الدكان . وصرخ السيد شالفورد باحد المساعدين : (كارشوت ، اعتن بهذا الفتى . ولاحظه فيما اذا يعمل بجد .) ثم عاد الى كبس وقال بنفس الصوت الآمر (يجب ان تقوم بكل ما يرغب به السيد كارشوت .) ثم ترك كبس هناك واستأنف المشي .
· لقد اعتبر السيد شالفورد نفسه رجل اعمال عملي . وفي الحقيقة فقد كان جاهلا وغير متعلم حتى ان لغته الانكليزية لم تكن جيدة . لقد كان مولعا بالقاء الكلمات ومدح نفسه . وقد احب المشي واصدار الاوامر . وعلق بطاقات صغيرة في جميع انحاء البناية حيث تضمنت جميعها اوامر صارمة للعمال . وغالبا ماكانت مضحكة . ولكي يصبح كبس بائعا في دكان قماش ، ويجب عليه قضاء سبعة سفرات في التدريب . وقد استغل السيد شالفورد جهود كبس ولكن اعطاه قليلا جدا بالمقابل . وقد قدم السيد شالفورد الى كبس وجبات طعام رديئة جدا اشتملت على : الخبز ، مسحوق الشاي ، البطاطس ، وبالاضافة لذلك اعطاه اجرا اسبوعيا تكون من بضعة شلنات فقط . وجعله يقتسم غرفة مع ثمانية رجال شبان اخرين . ونام كبس في سرير بارد ، ووجب عليه استعمال معطفه وعدد من الجرائد لكي يحافظ على الدفء .
· ومقابل كل هذه الوسائل للراحة وجب على كبس ان يعمل بجد . وفي الساعة السادسة والنصف وجب عليه النزول لكي يفتح النوافذ وينظف الصناديق . وفي الثامنة والنصف تناول افطارا بسيط تكون من خبز وقهوة . ثم ذهب الى دكان القماش ليحمل الصناديق والبضائع . ووجب عليه حمل الطرود البريدية والفواتير الخاصة بالدكان . كما وجب عليه تلبية اية مساعدة ضرورية مطلوبة منه . وعندما وصلت البضاعة الجديدة وجب على كبس تأشير الاسعار . وقد اخذ المحبرة ودار حول الحانوت فاذا السيد كارشوت يناديه ليجلب شيئا ما . اذا ترك المحبرة على الارض فسوف يسكبها السيد كارشوت ، واذا اخذها معه عندها سيكون السيد شالفورد بحاجة لها .
قال السيد شالفورد بغضب ( انت تؤلم اسناني . انت لا تملك نظاما اكثر من قطعة بطاطس واحدة رديئة . وفي اوقات كتلك كان كبس يشعر بكراهية قوية نحو شالفورد وزملائه . وشعر كبس بان النظام بكامله غير عادل وغبي . وفي احد الايام سمع كبس احد البائعين كبار السن يقول : ( عندما تصبح كبير السن بحيث لا تستطيع العمل فسوف يطردونك من العمل وستكون شحاذا حتى تموت . قال كبس : ( الا يستطيع العمال الكبار في السن امتلاك دكاكين خاصة بهم ؟ ) ( ياله من حلم . كيف يستطيعون امتلاك الدكاكين الخاصة بهم ؟ انهم لايملكون أي راسمال . ) كان ذلك كافيا لزيادة كراهية كبس لكل النظام .
· وفي السابعة والنصف مساء وجب على كبس وضع الستائر على البضائع والطاولات في الدكان . ثم وجب عليه كنس الدكان كما وجب عليه ايضا الانتظار حتى يغادر اخر زبون الدكان . ولم تكن هناك ساعات محدودة للعمل في دكان شالفورد . وفي التاسعة مساء تناول كبس عشاءه المتكون من خبز وجبن ثم ذهب الى غرفته متعبا جدا . وقد كانت ساقاه تؤلمانه وقدماه متقرحتين ولهذا يذهب مباشرة الى سريره واحيانا بقي كبس مستيقظا في سريره بينما كان الاخرون نياما . ثم فكر بمستقبله التعيس وتذكر ما اخبره البائع الكبير السن . وهكذا سوف تستمر حياته حتى مماته . لاتغير و لا حرية . وفي خضم هذه الافكار الحزينة لاحت صورة ان حيث بعثت الدفء في قلبه .
· وعندما ذهب كبس الى بيته في اول عيد ميلاد السيد المسيح قرر آن يرى آن . وذهب الى البوابة وصفر . لكنه لم يكن هناك جواب . وقال العم كبس “ لا فائدة من الصفير فإنهم ليسوا هناك .” وقال كبس بحزن “ ماذا ؟ ليسوا هناك ؟ “ ثم اجابه العم كبس “ كلا ، فآن آن ذهبت لتعمل كخادمة لعائلة غنية . “ وسأل كبس بلهفة “ وسد ؟ “ “ سد ذهب ايضا وهو يعمل الآن في محل دراجات في لندن . “ وقضى كبس عطل اعياد الميلاد مع عمه وعمته الا آنه شعر بالوحدة والحزن . وعندما انتهت العطلة ، عاد كبس الى
فوكستن ، الى محل بيع الأقمشة ، للعمل والمعاناة
الفصل الثالث : كبس يلتحق بالصفوف المسائية
· خلال سبع سنين من التدريب ، لم يكن كبس سعيدا ولا مقتنعا . وقد شعر بان الحياة كانت تسير خطأ . لقد كان هناك شيء مفقود . وقلما امتلك الوقت ليقرأ او يمتع نفسه . لقد شعر بانه كان جاهلا مما جعله قلقا . وهكذا قرر ان يفعل شيئا يبعث على البهجة . لقد اشترى عدة كتب وحاول ان يقرأ الا انه وجد صعوبة كبيرة فيها مما أعطاه شعورا بعدم الراحة . ثم قرر ان يرى السيد جيستر كوت من اتحاد شباب فوكستن . وقد طلب منه النصيحة . وقد كان السيد كوت رجلا غنيا مهتما بالعمل الاجتماعي . وتكلم مع كبس عن المساعدة الذاتية والتعليم الذاتي . لكن مشكلة كبس كانت : كيف يستطيع تعليم نفسه حيث امتلك وقت فراغ محدود جدا .
· وعندما انتهى التدريب ، عمل كبس كبائع في دكان قماش السيد شالفورد . وقد اعطى السيد شالفورد الى كبس عشرين باونا في العام . والان امتلك كبس وقت فراغ اكثر من السابق . وذات يوم قرأ كبس في جريدة حول صفوف تعنى بالعلوم المحلية والفن . وقد كانت صفوفا مسائية . لقد كان كبس مولعا بحفر الخشب . وهكذا التحق بذلك الصف . لقد كانت المعلمة آنسة جميلة الهندام وشابة وتدعى الانسة هيلين وشنغهام وكانت تكبره عاما واحدا ، وكان وجهها نحيفا وجميلا .وكانت عيناها رماديتين داكنتين . اما شعرها فكان اسودا . لقد درست في جامعة لندن . وقد احاطها كبس باحترام واعجاب عظيمين كما اعجب بسلوكها وطريقة تعليمها في الصف . اما الصف فكان صغيرا جدا . واحتوى على اربع سيدات وثلاثة رجال . واحيانا كان السيد جيستر كوت يحضر . واحيانا كان شقيق الانسة وشنغهام ياتي ليأخذها للبيت في نهاية وقت المحاضرة .
· وبمرور الوقت ازداد احترام واعجاب كبس بالانسة وشنغهام . وفي الصف كانت تتكلم معه وترشده وتنصحه . وقد اصغى كبس لها ونفذ اوامرها . اما خارج الصف فكان يفكر بها حيث كانت صورتها امام عينيه اينما ذهب . وذات يوم لم تستطع الانسة فتح احد الشبابيك ، فاسرع كبس لمساعدتها قائلا : “ دعيني ..... “ . الا انه لم يستطع فتحه ايضا . ثم قالت “ اوه ، من فضلك لا تزعج نفسك “ . ثم قال بصوت واطئ “ لا يوجد ازعاج “ . ولم يتمكن من فتح الشباك . ثم دفعه بقوة شديدة . عند ذلك انكسر الزجاج وجرح رسغه . قال كبس للانسة وشنغهام “ انا اسف جدا ولم اعتقد بان زجاج النافذة سينكسر هكذا . “ وقال احد الطلبة “ لقد جرحت رسغك يا كبس “ ونظر كبس الى الارض فاذا بخط طويل من الدم يتدفق من يده . ثم قالت المعلمة هيلين وشنغهام “ اتمنى انني لا اؤذيك يا كبس “ قال كبس “ كلا . “ وقالت “ انني متاكدة بانه جرح بليغ . “
· كان كبس يفكر دائما بالمعلمة هيلين وشنغهام . وقد عرف بانه احبها . الا انه لم يتجاسر على اخبارها . لقد احترمها كثيرا جدا لدرجة انه لم يستطيع التكلم عن هذا الحب . والان لم يعد كبس يفكر بآن بونك ، انه لم يرها منذ اعوام ، وعرف بانها كانت في منطقة اشفد . هذا كل ما كان . وفي بعض الاحيان اعتقد بانه لايتذكر حتى وجهها بصورة جيدة .
· وعندما انتهى الدرس الاخير في شهر ايار ، صافح الطلاب معلمتهم الانسة وشغنهام ثم غادروا . وكان كبس اخر من غادر . لقد وقف مع الانسة وشنغهام ثم نظرت اليه بفضول عندما مدت يدها حيث قالت : “ طيب يا كبس ، مع السلامة . “ واخذ يدها ثم مسكها . وعند ذلك قال “ سوف افعل أي شيء . “ ثم توقف . ولم يمتلك الشجاعة ليضيف عبارة “ سوف افعل أي شيء لاجلك . “ ثم صافح يدها وقال : “ مع السلامة . “ كان هناك توقف قليل ثم قالت “ اتمنى لك عطلة سعيدة . “ وقال “ سوف اعود للصف العام القادم على كل حال . “ ثم التفت ليخرج ، اذا بها تجيبه : “ اتمنى لك العودة . “ ثم استدار كبس نحوها قائلا : “ صحيح ؟ اجابته “ اتمنى عودتكم جميعا . “ وقال “ سافعل ذلك على كل حال . وتأكدي من ذلك . ثم نظر احدهما الى الآخر ثانية . قالت “ مع السلامة “ . ثم رفع كبس يده وغادر .