فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ

[جمال الشرباتي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى


فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }59 البقرة

واضح بأنّ السّياق سياق ذمّ لليهود --

ولكن عندنا استفهام هو "

كيف يكون الذمّ على تبديلهم لقول غير الذي قيل لهم ؟؟

يكون الذمّ إذا بدّلوا قولا قيل لهم --ولا يكون إذا بدّلوا غيره --فكيف نحلّ هذا الإشكال ؟؟

بالانتظار

[جمال الشرباتي]

والجواب الأول
هو أن نؤوّل الفعل بدّل بمعنى "غيّر"--فيصير المعنى كما قال الطبري رحمه الله

(وتأويـل قوله: { فَبَدَّلَ } فغير. ويعنـي بقوله: { الّذِينَ ظَلَـمُوا } الذين فعلوا ما لـم يكن لهم فعله. ويعنـي بقوله: { قَوْلاً غَيْرَ الّذِي قِـيـلَ لَهُمْ } بدلوا قولاً غير الذي أمروا أن يقولوه فقالوا خلافه، وذلك هو التبديـل والتغيـير الذي كان منهم. وكان تبديـلهم بـالقول الذي أمروا أن يقولوه قولاً غيره، )

والجواب الثّاني هو أن نفترض محذوفا هو جملة "بالذي قيل لهم"--أي يصير معنى الآية "فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْبالذي قيل لهم قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ "--ويعارض هذا التفسير كون الباء تدخل على المتروك --

والجواب الثالث __وهو جواب قاله أبو السّعود في تفسيره ونصّه "{ غَيْرَ ٱلَّذِى قِيلَ لَهُمْ } نعتٌ لقولا وإنما صُرِّح به مع استحالة تحقُّق التبديلِ بلا مغايَرةٍ تحقيقاً لمخالفتهم وتنصيصاً على المغايرة من كلِّ وجه)

والجواب الذي قاله أبو السّعود أمتنها