المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفال غزة بين الظلم والظلام



محمد بن سعيد الفطيسي
12/12/2008, 10:15 PM
أطفال غزة, صورة مصغرة من حرم الطفولة العربي خصوصا والعالمي عموما , الطفولة البريئة المسلوب براءتها وحقها في الابتسام وتذوق طعم الحياة الطبيعي , تلك البراءة وذلك الطهر الذي غيبته براثن الموت , وافترسته غيلان الظلام , وقطع أوصاله الصغيرة رصاص الإرهاب والإجرام الصهيوني , والصمت الدولي , وغيب حقه ظلم ذوي القربى , فكانت غزة هاشم بأطفالها الصغار بأجسادهم , والكبار بأفعالهم وصبرهم , قبر كبير اتسع للألم والحزن والدموع ولم يتسع لهم , بل لم يجد بين جوانبه قيد أنملة للتخفيف من تلك الجراح النازفة من عيون الأطفال , فلم تتجاوز صرخاتهم التي اخترقت صدورهم , ان تكون مجرد شكوى ضائعة في عالم كئيب قاس.
نعم ... لم يفرق الرصاص الطائش والظلم الأعمى بين من يلعب الكرة وهو لم يتجاوز بعد سن العاشرة , وبين من يحمل في يده البندقية والرشاش! لم يفرق بين اللعبة المصنوعة من القش والقماش والقنبلة ! لم يفرق بين من يحمل في يديه الصغيرتين خبز الحياة , وبين من يحمل معه قوت المنون , كلهم غيبهم الظلم والظلام , وأطفأ الموت نور الحياة وجمالها في عيونهم البريئة , فتساوى بذلك الجلاد والضحية , وطائر الرخ والعصفور الصغير , (فالويل في الدنيا التي في شرعها ... فأس الطغام كريشة الرسام).
إنهم مئات الأطفال في فلسطين المسلمة العربية ككل , وفي غزة على وجه التحديد , الذين اثروا ان يشعلوا الشموع للعالم الأعمى , فلعله يستيقظ من سباته العميق وغفلته الطويلة , وعلى أنغام "حاصرونا هالظلام " , كان للشموع دفء وبصيص رحمة اكبر بكثير من بعض البشر الذين تلاشت تلك الخصلة وغيرها من قلوبهم بسبب تحجر تلك القلوب , بفعل ضغط موائد الطعام الشهية على بطونهم , فبردت في نفوسهم نخوة العروبة والشهامة والإباء , متناسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
صرخات أطفال فلسطين ارض الطهر والرسالات , وعراق العروبة والإباء والمجد , وأطفال السودان والصومال وغيرها من ارض المسلمين في كل أرجاء عالمنا الإسلامي والعربي , قد أيقظت بآلامها وجراحها النازفة الأموات في قبورهم تحت الأرض , ولم يستيقظ - للأسف - على دويها من يدعون الحياة فوقها , فلا حياة لمن تنادي , ففي غزة وحدها وبحسب دراسة هي الأولى من نوعها قدمت كأطروحة ماجستير في جامعة كوينز في كنغستون باونتاريو , أكدت الدراسة بان غالبية أطفال غزة - 840 ألفا تقريبا - قد تعرضوا للقنابل المسيلة للدموع , كما شاهدوا بأم أعينهم بيوتهم تتعرض للتفتيش او الهدم , وعمليات إطلاق النار والقتال والتفجيرات , كما تعرضوا للتعذيب ورؤية مشاهد موت زملائهم وتقطيع أوصالهم أمامهم , فما ذنبهم أيها المجتمع الدولي عموما , والإسلامي والعربي على وجه التحديد ؟ لتستفيق عيونهم الطاهرة كل صباح على لون الدم والدمار ومشاهد الموت , ولا تغمض الا على صور المذابح والمجازر.
أين الموقف الرسمي العربي المحزن من كل ذلك , الم نعد نخجل ونستحي من ان نجد السفن الأجنبية القادمة من الغرب وهي تمخر بحر غزة , متحملة قسوة وطول المسافة وهيجان المحيطات والبحار ومخاطرها , وذلك في محاولة منها لمؤازرة أبناء ذلك الجزء من عالمنا الإسلامي والعربي الغالي ؟ منددة بالظلم والإجرام والتهميش العالمي , الم نكن أولى بذلك منهم ؟ الم نعد نخجل من مشاهد وصور الشرطة الإسرائيلية وهي تقبض على بعض نشطاء السلام الإسرائيليين المتضامنين مع أطفال غزة وأبنائها المحاصرين فيها من أمثال الناشط الإسرائيلي ميكي روزينفيلد , بينما يبقى أبناء الدين الواحد , واللغة الواحدة , والوطن الواحد , بعيدين كل البعد عن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:(المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى").
وها هو عيد الأضحى قد اقترب - أيها العالم الديموقراطي الحر - يا منظمات حقوق الإنسان , يا هيئة الأمم المتحدة , يا مجلس الأمن الدولي , يا جامعتنا العربية , يا امة الإسلام , اقبل العيد وأطفال غزة يعيشون تحت وطأة الظلم وقسوة الإجرام الصهيوني , وغياب الموقف الدولي , وعجز الإرادة والموقف العربي تجاه قضيتهم , اقبل العيد , ولكن بأي حال عدت يا عيد ؟ , فلقد استبدل أطفال غزة بسمة العيد بحزن الدهور العميق الذي يعتصر فرحتهم ويبدد سرورهم , إنهم يستقبلون تباشير العيد باللون الأسود المخضب بالدم , لا كبقية أطفال العالم باللون الأبيض الناصع , وكأن لسان حالهم يقول:
هذا مصيري ,, يا بني الدنيا فما أشقى المصير و(فلك الويل يا صرح المظالم من غد ..إذا نهض المستضعفون وصمموا, هو الحق يغفي ثم ينهض ساخطا ... فيهدم مـا شـاد الـظلام ويحطم).
فيا كتاب الأمة ومثقفوها , يا أصحاب الأقلام الحرة في عالمنا العربي , أما آن لهذا الصمت المخجل ان ينتهي ؟! أما آن لهذا القيد الدامي ان ينكسر؟! فاني (أرى الحق معصوب الجبين مقسما ... كالشاة, بين الذئب والقصاب), ويا زعماء الأمة وقادتها وساستها ووارثي أمانة الله في أرضه , تذكروا وقوفكم بين يدي القوي القادر , فوا لله إنكم ستسألون عن هذه الأمة عموما , وعن أطفال المسلمين خصوصا , يقول تعالى في محكم كتابه العزيز {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} صدق الله العظيم , ويا علماء الأمة وحملة رسالة الدين , ان عليكم حملا ثقيلا وأمانة عظيمة فوق أمانة الزعماء والحكام والرؤساء , فالعلماء ورثة الأنبياء , فما حال الأمة إذا ضاع علماؤها , وماتت بداخلهم صرخة الحق , فلم يعودوا سوى نفوس من دخان , وخبا بهم لهيب الوجود , فما بقوا إلا كمحترق من الأخشاب.

عائشة خرموش
13/12/2008, 01:47 PM
لفتة مؤلمة لواقع اليم بكل المعايير الاخلاقية.
*الحلم البريئ الذي يغتال كل يوم الف مرة ,و يا ليته يلتحق بالرفيق الاعلى اين لا يوجد ظلم و لا ظلام .........
*الحلم الذي سرقت منه البراءة, واغتصبت, و لا مغيث.
*يعانون من الظلام نعم ............لكن قلوبهم مشرقة بنور الايمان.
يعانون من الظلم و القيد بالفعل .............لكنهم عنوان للحرية الحقيقية ;الحرية الداخلية ,و ليست الحرية الشكلية التي نعيشها نحن.
*******(المسلمون كالجسد الواحد ,اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر و الحمى)****************
*اين نحن من هذا?!
الم يصب هذا الجسد بمرض فقدان المناعة المكتسب ,حيث اصبح مطية لكل الامراض التي لا يوجد لها علاج!!
اذا كانت فلسطين و العراق والسودان و.........الخ,اصيبت بالسهر و الحمى. (وهي امراض نظيفة على العموم),فان بقية الاعضاء اصيبت بالشلل الكلي ,وبالسرطانات الخبيثة !!!???.
لذلك من الافضل للاعضاء المصابين بالامراض العادية ان يتجنبوا الاعضاء المصابين بالامراض المعدية , كي يحافظوا على انفسهم من العدوة.(مجرد نصيحة).
لا اقصد من هذا المنظور ان اطفال غزة لا يعنون شيئا لنا ,بل هم نبض القلب و نور العين و نسمات الروح ,لذلك اخاف عليهم من الامراض الاخلاقية و الاجتماعية اكثر من الجوع و العطش و الظلام.
***فكل التحايا للاحبة في غزة .
النصر ات لا محالة ,منكم, او منا ,او من اجيال لاحقة.

ملاحظة:الكلام موجه لفئة معينة -لا باس بها-من العرب و المسلمين,لان منهم من يتقطع قلبه على الاحبة في كل رحاب الارض الاسلامية ,لكن ..........انتم تعرفون الاجابة طبعا.