لطفي منصور
13/12/2008, 02:40 PM
القدس تناجي بغداد
شعر: لطفي منصور
بعزمِ الروحِ يا بطلا شمختا=ومن تقواكَ دُنيانا أنرتا
أحيي فيك ( منتظرٌ ) إباءً=إذا للكلبِ في عزمٍ صفعتا
بكعبِ النعلِ في وجهٍ حقيرٍ=وبالذل المهينِ له وصمتا
قيا زيديُّ اسمكَ صارَ نجمًا=ونعمَ الفعلُ صنعًا ما فعلتا
قصائدنا تبارت فيك مجدًا=إذا بالمجدِ (منتظرُ) انتخيتا
فللتاريخ فخرٌ فيك حقًا=وبالأمجادِ (منتظرُ) افتخرتا
إذا ما الجُندُ باتوا في سباتٍ=فأنت لعزة فينا سهرتا
كأنّكَ إذ رميتَ رميتَ جمرًا=بنعلٍ طارَ إبليسًا رجمتا
يطأطئُ رأسَهُ خوفًا وجُبنًا=وتشمخُ إذ توافي ما انتظرتا
لقد بُهتوا وقد طارت نعالٌ=يشرِّفُهُمْ نقاوةُ ما انتعلتا
سيبقى الذلُّ يلحقهم وتبدو=كمثلِ النجمِ(منتظرٌ) سطعتا
نزفتَ دماءَ طهرِكَ عابقاتٍ=شذاهُ المسكُ عبقًا ما نزفتا
ألا يا حاملا همًّا عظيمًا=بحبِ الأرضِ من ألقٍ سموتا
فتحملُ في يمين الحقِ نورًا=وفي اليسرى سلاحًا وانطلقتا
إلى الهيجاءِ في عزمِ التحدي=وللأعداءِ والعملا قتلتا
وللظلمِ المُخيِمِ في بلادي=بسيف الحقِ للباغي صرعتا
على المحتَلِ نارٌ يصطليها=يجولُ الموتُ فيهم إذ شددتا
فعمَّ الطيشُ فيهم من بلاءٍ=وزادَ الجهلُ فيهم إذ عقِلتا
يفرُّ الخائن المهزومُ خوفا=تسابقُهُ النَّذالةُ إذ ثبتَّا
وعينُ الحقِ إذ ترعاك شهمًا=يصيبُ السَّهمُ ليلا لو ضربتا
فجندُ الحقِ ينصرُها تُقاها=وبالقرآنِ يا بطلُ اهتديتا
نبيُ الله قدوتُنا لخيرٍ=بهِ في نهجهِ السامي اقتديتا
فتنهَلُ من معينِ الحقِ شهدا=فتعشَقُهُ وما منه ارتويتا
فحبُّكَ للنبيِ وآلِ بيتٍ=بهم يا قلبُ من ورعٍ كلِفتا
حملتَ عراقنا في قلبِ وِدٍ=وعانقتَ السحاب فما تعبتا
وصافحتَ الأشاوسَ في بلادي=تؤمُ رؤى الشهادةِ إذعزَمتا
فخضتَ حروبَ عزتنا فخارا=تكرُّ على الأعادي ما انثنيتا
فجاءَ وصالنا شرفًا ومجدًا=بهِ في ساعةِ الحسمِ اعتليتا
فحلَّقَ نورُ مسكِكَ يعتلينا=تناجينا الملائكُ قد وَصَلتا
إلى الجناتِ في الفردوسِ بدرًا=بروحكَ إذ تجودُ فقد علوتا
وللعلياءِ طارت روحُ شهمٍ=وللأهوال في الهيجا ركبتا
ومن أجلِ البلادِ بذلتَ روحا=لطردِ الغاصبِ الجاني انتفضتا
فكانت ثورة بالحقِ تعلو=تفتُّ كيانَ من عاداكَ فتّا
فتتركُهم كمثلِ البُهمِ صرعى=لِوَكرٍ ضمَّ خسَّتهم هدمتا
فصاحَ القومُ صيحَتَهم فخارا=لأنتَ الفارسُ المغوارُ أنتا
بساحِ الحربِ لقنتَ الأعادي=دروسا في الجهادِ وقد نجحتا
ومن بغدادَ أنباءٌ أتتني=بمسكِ دماءِ طهرِكَ قد كتبتا
صحيفةَ عاشقٍ للأرض ضحّى=تدكُ البغيَ دكا ما فترتا
بعزمةِ ثائرٍ أحيا جهادا=فينحتُ قبرَ من عاداهُ نحتا
إذا ما الخائنُ المأفونُ أفتى=بقتلِ النجبِ منكم ما التفتّا
تجذُّ أصولَ شأفتِهِ وتمضي=وحقِّ اللهِ إنك قد عدلتا
أرحتَ الناسَ من شرٍ دفينٍ=جواسيسَ الأعادي قد قمعتا
وجوهُ حالكاتٌ في قتامٍ=يُغَشِّيها السوادُ إذا نظرتا
لها في اللؤمِ والأحقادِ باعٌ=تبيعُ المجدَ بخسا لو شريتا
وجُندُ المسخِ في بغدادَ ضلّوا=وأنتَ بنورِ حقكَ ما ضللتا
تُلَغِّمُهُمْ وتحصُدُهُمْ زوانا=تفتُّ رؤوسَ من خانوكَ فتّا
فيأتلقُ الرشيدُ بكَ افتخارًا=ومعتصِمٌ يقولُ لقد أجدتا
ببذلِ الروحِ في حربِ الأعادي=ومجد نضالِ من سبقوا سبقتا
تعانَقَ مجدُ نخوتِكُمْ رجالا=بأطفالِ الحجارةِ لو نشدتا
فقد دكّوا بني صهيون دكًّا=بمقلاعٍ يئزُّ لو استمعتا
حزامٌ في عُراهُ صفاءُ روحٍ=يزلزلُ كلَّ علجٍ لو أردتا
وفي الأقصى ترى الأشبالَ ثاروا=بكلِّ فخارِ ثورتهم علمتا
نساءٌ مثلُ خولةَ في جهادٍ= وكالخنساءِ صبرا لو سألتا
إذا ما القصفُ يحصُدُ بانتقامٍ=تحدَّيتَ المدافعَ ما يئستا
فشعَّ جهادُكم في الكونِ نورا=ومن عزمِ التُقى فيكَ ائتلقتا
ومن بغدادَ للأقصى جهادٌ=يفتُّ الظلمَ والأعداءَ فتّا
إذا ارتجفَ الأعادي من حزامٍ=يشدُّ الوسطَ عزمًا ما ارتجفتا
يطوِّقُ مجدُهُ خصرا شريفًا=يبتُّ عزائمَ الأعداءِ بتّا
إذا اليمنى تصافحهُ بشوقٍ=يجولُ الموتُ فيهم وابتسمتا
تودِّعُنا بنورٍ كادَ يحكي=بأنَّكَ للشهادةِ قد خُلقتا
وتمسكُ في ترابِ الأرضِ كفٌّ=تعانقُهُ كأنك فيهِ ذبتا
يقولُ عناقُ كفك بافتخارٍ=بأنَّكَ للترابِ فدىً عشقتا
مددتُ يدي أزكِّيها بمسكٍ=فكان وصالها نورًا وصَمتا
ومن ألقِ الشهادةِ فيضُ نورٍ=فقد بُهتَ العدوُّ وما بُهتّا
فقد أبكيتَ جحفَلَهم دماءً=وبالجناتِ والفردوسِ فزتا
تردّد في الفضاء لهم نباحٌ=وأنتَ بقربِ ربِّكَ قد فرحتا
تحفُّ بكَ الملائكُ باحتفاءٍ=بأجنحةٍ مباركةٍ حُملتا
فقد صليتَ قبلَ الموتِ خمسًا=حمدتَ اللهَ شكرًا إذ حمدتا
وروحُ الطُهرِ حُفَّتْ في سماءٍ=ونادتكَ الملائكُ فارتقيتا
إذا ما الخائن الزنديقُ أوشى=تُعَلِّمُهُ الرجولةَ ما استطعتا
وأطلِقْ من رصاصكَ في جبينٍ=وقُلْ خذها فها أنتَ افتضحتا
فما أغناكَ من أعطوكَ مالا=إذا مِن خسَّةٍ فينا غدرتا
وفي حضنِ الأعادي كنتَ كلبا=ومَن أكل الكلابِ إذا طُعِمتا
وبين نتانةِ المُحتلِ تغفو=ووسطَ كراهةِ البغي ارتميتا
تركْتَ النُجبَ مذموما جبانا=معَ الأنذالِ في ذُلٍ جلستا
وَبتَّ نديمَ من سرَقوا بلادي=ومِن آثامِ فسقهمُ سكرتا
وتلعَقُ مِن بقايا ما رموهُ=ومثل الكلبِ في دنسٍ ولغتا
وأرواحُ النشامى في سماءٍ=تحلّقُ بالفخار وقد سفِلتا
فطارت روحُ نخوتهم بعزٍ=وبينَ نجاسةِ الأعدا أنختا
وكلَّ حقارةِ الأعداءِ تأتي=وكلَّ نذالةِ الدنيا فعلتا
وما كسبَ العميلُ نقيرَ مجدٍ=ونفسَكَ يا عميلُ فقد خسرتا
فخذها من يدٍ تعلو بحقٍ=ثيابَ العارِ من ذلٍّ لبستا
فقد كنّا نريدُ الصفحَ يوما=إذا عن سوءِ فعلكَ قد ندمتا
وما ندم أتيت به خجولا=ولكنْ في فسادك قد غرقتا
فحقَ عليكَ من شعبي جزاءٌ=وصوتُ الشعبٍ جلجلَ أن لُعنتا
فقد خُنتَ البلادَ وكنتَ نذلا=وعزَّ النفسِ يا منبوذُ بعتا
فَمُتْ في عارِكٍ المُخزي ذليلا=لعلَّ الجيلَ يذكرُ كيفَ مُتّأ
سيكتُبُ فيكَ مقلاعُ النشامى=بأنك في نضالِ الحقِ خُنتا
وأنَّك يا صفيقُ أتيتَ جُرما=وأنَّكَ قد غويتَ وقد سفهتا
كمثلِ الكلب تلهثُ نحوَ مالٍ=فلا شرفًا ولا الأموالَ حُزتا
بقيتَ لذُلِ نفسِكَ في هوانٍ=لأقدامِ الأعادي قد لحستا
لتصبِحَ مضربَ الأمثالِ سوءا=وتُلعَنُ في المحافلِ لو ذُكرتا
فقد هانت عليك دماءُ شعبٍ=ولحمَ أخيكَ من سَفَهٍ أكلتا
ورُحتَ تداعبُ الأعداءَ فسقًا=دماءَ أخيكَ يا نذلُ احتسيتا
ويشمَخُ مجدُ من ضحُّوا تباعا=وأنتَ بفعلك المخزي هويتا
وحلَّقَ نورُهم يعلو الثريا=وفي دَرَكِ المخازي قد نزلتا
هي الأوطانُ تفديها دماءٌ=ويُسقى الخائنُ الرعديدُ موتا
فيا وطني إلى التحريرِ وعدٌ=فلا تحزن ففي الأحداقِ عشتا
تجذَّرَ حُبُّ أوطاني بروحي=أيا وطنا بقلبي قد غُرستا
إذا ما الوردُ في الجناتِ ينمو=فيا وطني بروحي قد نَمَوْتا
إذا ما الوردُ يُسقى من مياهٍ=دماءَ الطُّهرِ يا وطني شربتا
ونبذلها بكل الحبِ جودًا=لعلك من طهارتها سعدتا
إذا ما الماءُ صافَحَ فيكَ زرعا=تضمُّ دماءُ مسككَ ما زرعتا
لتحصُدَ نصرَ أرواحٍ تعلَّتْ=ونعمَ الجنيُ جنيُكَ ما جنيتا
هي الأرواحُ إذ تأتيكَ طوعا=وتفديكَ القلوب إذا أُصبتا
فلا تيأسْ إذا طالَ انتظارٌ=فكلُّ بنيك طوعُكَ لو أمرتا
سيأتي النَّصرُ يا وطني عظيما=تنادينا بأنَّكَ قد نُصرتا
فترقُصُ كلُّ أرواحِ النشامى=أراكَ لها أيا وطني طربتا
وننشدُ فيكَ أنغاما تجلّتْ=سلِمتَ لنا أيا وطني سلمتا
نُقَبِلُ تُربَكَ المجبولَ فينا=أيا وطني إلى الأحضانِ عدتا
لطفي منصور
شعر: لطفي منصور
بعزمِ الروحِ يا بطلا شمختا=ومن تقواكَ دُنيانا أنرتا
أحيي فيك ( منتظرٌ ) إباءً=إذا للكلبِ في عزمٍ صفعتا
بكعبِ النعلِ في وجهٍ حقيرٍ=وبالذل المهينِ له وصمتا
قيا زيديُّ اسمكَ صارَ نجمًا=ونعمَ الفعلُ صنعًا ما فعلتا
قصائدنا تبارت فيك مجدًا=إذا بالمجدِ (منتظرُ) انتخيتا
فللتاريخ فخرٌ فيك حقًا=وبالأمجادِ (منتظرُ) افتخرتا
إذا ما الجُندُ باتوا في سباتٍ=فأنت لعزة فينا سهرتا
كأنّكَ إذ رميتَ رميتَ جمرًا=بنعلٍ طارَ إبليسًا رجمتا
يطأطئُ رأسَهُ خوفًا وجُبنًا=وتشمخُ إذ توافي ما انتظرتا
لقد بُهتوا وقد طارت نعالٌ=يشرِّفُهُمْ نقاوةُ ما انتعلتا
سيبقى الذلُّ يلحقهم وتبدو=كمثلِ النجمِ(منتظرٌ) سطعتا
نزفتَ دماءَ طهرِكَ عابقاتٍ=شذاهُ المسكُ عبقًا ما نزفتا
ألا يا حاملا همًّا عظيمًا=بحبِ الأرضِ من ألقٍ سموتا
فتحملُ في يمين الحقِ نورًا=وفي اليسرى سلاحًا وانطلقتا
إلى الهيجاءِ في عزمِ التحدي=وللأعداءِ والعملا قتلتا
وللظلمِ المُخيِمِ في بلادي=بسيف الحقِ للباغي صرعتا
على المحتَلِ نارٌ يصطليها=يجولُ الموتُ فيهم إذ شددتا
فعمَّ الطيشُ فيهم من بلاءٍ=وزادَ الجهلُ فيهم إذ عقِلتا
يفرُّ الخائن المهزومُ خوفا=تسابقُهُ النَّذالةُ إذ ثبتَّا
وعينُ الحقِ إذ ترعاك شهمًا=يصيبُ السَّهمُ ليلا لو ضربتا
فجندُ الحقِ ينصرُها تُقاها=وبالقرآنِ يا بطلُ اهتديتا
نبيُ الله قدوتُنا لخيرٍ=بهِ في نهجهِ السامي اقتديتا
فتنهَلُ من معينِ الحقِ شهدا=فتعشَقُهُ وما منه ارتويتا
فحبُّكَ للنبيِ وآلِ بيتٍ=بهم يا قلبُ من ورعٍ كلِفتا
حملتَ عراقنا في قلبِ وِدٍ=وعانقتَ السحاب فما تعبتا
وصافحتَ الأشاوسَ في بلادي=تؤمُ رؤى الشهادةِ إذعزَمتا
فخضتَ حروبَ عزتنا فخارا=تكرُّ على الأعادي ما انثنيتا
فجاءَ وصالنا شرفًا ومجدًا=بهِ في ساعةِ الحسمِ اعتليتا
فحلَّقَ نورُ مسكِكَ يعتلينا=تناجينا الملائكُ قد وَصَلتا
إلى الجناتِ في الفردوسِ بدرًا=بروحكَ إذ تجودُ فقد علوتا
وللعلياءِ طارت روحُ شهمٍ=وللأهوال في الهيجا ركبتا
ومن أجلِ البلادِ بذلتَ روحا=لطردِ الغاصبِ الجاني انتفضتا
فكانت ثورة بالحقِ تعلو=تفتُّ كيانَ من عاداكَ فتّا
فتتركُهم كمثلِ البُهمِ صرعى=لِوَكرٍ ضمَّ خسَّتهم هدمتا
فصاحَ القومُ صيحَتَهم فخارا=لأنتَ الفارسُ المغوارُ أنتا
بساحِ الحربِ لقنتَ الأعادي=دروسا في الجهادِ وقد نجحتا
ومن بغدادَ أنباءٌ أتتني=بمسكِ دماءِ طهرِكَ قد كتبتا
صحيفةَ عاشقٍ للأرض ضحّى=تدكُ البغيَ دكا ما فترتا
بعزمةِ ثائرٍ أحيا جهادا=فينحتُ قبرَ من عاداهُ نحتا
إذا ما الخائنُ المأفونُ أفتى=بقتلِ النجبِ منكم ما التفتّا
تجذُّ أصولَ شأفتِهِ وتمضي=وحقِّ اللهِ إنك قد عدلتا
أرحتَ الناسَ من شرٍ دفينٍ=جواسيسَ الأعادي قد قمعتا
وجوهُ حالكاتٌ في قتامٍ=يُغَشِّيها السوادُ إذا نظرتا
لها في اللؤمِ والأحقادِ باعٌ=تبيعُ المجدَ بخسا لو شريتا
وجُندُ المسخِ في بغدادَ ضلّوا=وأنتَ بنورِ حقكَ ما ضللتا
تُلَغِّمُهُمْ وتحصُدُهُمْ زوانا=تفتُّ رؤوسَ من خانوكَ فتّا
فيأتلقُ الرشيدُ بكَ افتخارًا=ومعتصِمٌ يقولُ لقد أجدتا
ببذلِ الروحِ في حربِ الأعادي=ومجد نضالِ من سبقوا سبقتا
تعانَقَ مجدُ نخوتِكُمْ رجالا=بأطفالِ الحجارةِ لو نشدتا
فقد دكّوا بني صهيون دكًّا=بمقلاعٍ يئزُّ لو استمعتا
حزامٌ في عُراهُ صفاءُ روحٍ=يزلزلُ كلَّ علجٍ لو أردتا
وفي الأقصى ترى الأشبالَ ثاروا=بكلِّ فخارِ ثورتهم علمتا
نساءٌ مثلُ خولةَ في جهادٍ= وكالخنساءِ صبرا لو سألتا
إذا ما القصفُ يحصُدُ بانتقامٍ=تحدَّيتَ المدافعَ ما يئستا
فشعَّ جهادُكم في الكونِ نورا=ومن عزمِ التُقى فيكَ ائتلقتا
ومن بغدادَ للأقصى جهادٌ=يفتُّ الظلمَ والأعداءَ فتّا
إذا ارتجفَ الأعادي من حزامٍ=يشدُّ الوسطَ عزمًا ما ارتجفتا
يطوِّقُ مجدُهُ خصرا شريفًا=يبتُّ عزائمَ الأعداءِ بتّا
إذا اليمنى تصافحهُ بشوقٍ=يجولُ الموتُ فيهم وابتسمتا
تودِّعُنا بنورٍ كادَ يحكي=بأنَّكَ للشهادةِ قد خُلقتا
وتمسكُ في ترابِ الأرضِ كفٌّ=تعانقُهُ كأنك فيهِ ذبتا
يقولُ عناقُ كفك بافتخارٍ=بأنَّكَ للترابِ فدىً عشقتا
مددتُ يدي أزكِّيها بمسكٍ=فكان وصالها نورًا وصَمتا
ومن ألقِ الشهادةِ فيضُ نورٍ=فقد بُهتَ العدوُّ وما بُهتّا
فقد أبكيتَ جحفَلَهم دماءً=وبالجناتِ والفردوسِ فزتا
تردّد في الفضاء لهم نباحٌ=وأنتَ بقربِ ربِّكَ قد فرحتا
تحفُّ بكَ الملائكُ باحتفاءٍ=بأجنحةٍ مباركةٍ حُملتا
فقد صليتَ قبلَ الموتِ خمسًا=حمدتَ اللهَ شكرًا إذ حمدتا
وروحُ الطُهرِ حُفَّتْ في سماءٍ=ونادتكَ الملائكُ فارتقيتا
إذا ما الخائن الزنديقُ أوشى=تُعَلِّمُهُ الرجولةَ ما استطعتا
وأطلِقْ من رصاصكَ في جبينٍ=وقُلْ خذها فها أنتَ افتضحتا
فما أغناكَ من أعطوكَ مالا=إذا مِن خسَّةٍ فينا غدرتا
وفي حضنِ الأعادي كنتَ كلبا=ومَن أكل الكلابِ إذا طُعِمتا
وبين نتانةِ المُحتلِ تغفو=ووسطَ كراهةِ البغي ارتميتا
تركْتَ النُجبَ مذموما جبانا=معَ الأنذالِ في ذُلٍ جلستا
وَبتَّ نديمَ من سرَقوا بلادي=ومِن آثامِ فسقهمُ سكرتا
وتلعَقُ مِن بقايا ما رموهُ=ومثل الكلبِ في دنسٍ ولغتا
وأرواحُ النشامى في سماءٍ=تحلّقُ بالفخار وقد سفِلتا
فطارت روحُ نخوتهم بعزٍ=وبينَ نجاسةِ الأعدا أنختا
وكلَّ حقارةِ الأعداءِ تأتي=وكلَّ نذالةِ الدنيا فعلتا
وما كسبَ العميلُ نقيرَ مجدٍ=ونفسَكَ يا عميلُ فقد خسرتا
فخذها من يدٍ تعلو بحقٍ=ثيابَ العارِ من ذلٍّ لبستا
فقد كنّا نريدُ الصفحَ يوما=إذا عن سوءِ فعلكَ قد ندمتا
وما ندم أتيت به خجولا=ولكنْ في فسادك قد غرقتا
فحقَ عليكَ من شعبي جزاءٌ=وصوتُ الشعبٍ جلجلَ أن لُعنتا
فقد خُنتَ البلادَ وكنتَ نذلا=وعزَّ النفسِ يا منبوذُ بعتا
فَمُتْ في عارِكٍ المُخزي ذليلا=لعلَّ الجيلَ يذكرُ كيفَ مُتّأ
سيكتُبُ فيكَ مقلاعُ النشامى=بأنك في نضالِ الحقِ خُنتا
وأنَّك يا صفيقُ أتيتَ جُرما=وأنَّكَ قد غويتَ وقد سفهتا
كمثلِ الكلب تلهثُ نحوَ مالٍ=فلا شرفًا ولا الأموالَ حُزتا
بقيتَ لذُلِ نفسِكَ في هوانٍ=لأقدامِ الأعادي قد لحستا
لتصبِحَ مضربَ الأمثالِ سوءا=وتُلعَنُ في المحافلِ لو ذُكرتا
فقد هانت عليك دماءُ شعبٍ=ولحمَ أخيكَ من سَفَهٍ أكلتا
ورُحتَ تداعبُ الأعداءَ فسقًا=دماءَ أخيكَ يا نذلُ احتسيتا
ويشمَخُ مجدُ من ضحُّوا تباعا=وأنتَ بفعلك المخزي هويتا
وحلَّقَ نورُهم يعلو الثريا=وفي دَرَكِ المخازي قد نزلتا
هي الأوطانُ تفديها دماءٌ=ويُسقى الخائنُ الرعديدُ موتا
فيا وطني إلى التحريرِ وعدٌ=فلا تحزن ففي الأحداقِ عشتا
تجذَّرَ حُبُّ أوطاني بروحي=أيا وطنا بقلبي قد غُرستا
إذا ما الوردُ في الجناتِ ينمو=فيا وطني بروحي قد نَمَوْتا
إذا ما الوردُ يُسقى من مياهٍ=دماءَ الطُّهرِ يا وطني شربتا
ونبذلها بكل الحبِ جودًا=لعلك من طهارتها سعدتا
إذا ما الماءُ صافَحَ فيكَ زرعا=تضمُّ دماءُ مسككَ ما زرعتا
لتحصُدَ نصرَ أرواحٍ تعلَّتْ=ونعمَ الجنيُ جنيُكَ ما جنيتا
هي الأرواحُ إذ تأتيكَ طوعا=وتفديكَ القلوب إذا أُصبتا
فلا تيأسْ إذا طالَ انتظارٌ=فكلُّ بنيك طوعُكَ لو أمرتا
سيأتي النَّصرُ يا وطني عظيما=تنادينا بأنَّكَ قد نُصرتا
فترقُصُ كلُّ أرواحِ النشامى=أراكَ لها أيا وطني طربتا
وننشدُ فيكَ أنغاما تجلّتْ=سلِمتَ لنا أيا وطني سلمتا
نُقَبِلُ تُربَكَ المجبولَ فينا=أيا وطني إلى الأحضانِ عدتا
لطفي منصور