المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هزي يا نواعم........



غالب ياسين
13/12/2008, 08:31 PM
بينما كان بوش يراقص قادتنا الميامين على أنغام الموسيقى العربية ، ويمتع عينيه ومضيفوه "بالهز" التقليدي ، ويتعلم صيد الصقور ، ويأكل وجبات دسمة بمئات الملايين من الدولارات ، كان قادة الصهاينة يجهزون حملتهم البربرية على غزة هاشم.

كان إرهابيو الإدارة الأمريكية قد أعطوا الضوء الأخضر إلى مجرمي الحرب باراك وأولمرت باجتياح غزة والتنكيل بها ، وكان الرئيس الأمريكي قد وعدهم خيرا بالنسبة للجانب العربي ، فهو سيستمر بالرقص وسيقدم الأوسمة والنياشين للضيف الكبير.

وهكذا وبمجرد أن غادر جورج بوش المنطقة ، قامت القوات الصهيونية على الفور بدك مقر وزارة الداخلية الفلسطيني واغتيال عشرات الشهداء. هكذا على مرأى العالم وسمعه. وما يعنينا العالم في شيء فقد فعلت الصهيونية ذلك على مرأى العرب وسمعهم وعلى وقع الأنغام وشرب الكوكا كولا.

لا أدري لماذا يصر الحكام العرب على أن نكرههم أكثر ، حتى الصهاينة أنفسهم يبذلون الجهود ويدفعون المليارات ليحسنوا صورتهم ، إلا الحكام العرب فهم يدفعون المليارات حتى نكرههم ، وتتفنن وسائل إعلامهم بتقديم المشوه عنهم حتى نحقد عليهم أكثر ويبدع وزراء خارجيتهم وحكامهم حتى نبدع بدورنا بكراهيتهم واحتقارهم.

أ فيعقل أن تدمر غزة ويحاصر شعبها ونحن نتفرج كربات الخدور، وليتنا كذلك، فقبل أن "أقفل هذا المقال" بقليل قامت ربات الخدور الفلسطينيات ، من أمهات الشهداء ومن الخنساوات الصابرات باقتحام معبر رفح ، غير آبهات بالجيوش المصرية المسلحة التي لا تتقاوى إلا على النساء. فليتنا كربات الخدور ، لكن حاشا وكلا. وما ذهب أشجعنا إلى أبعد من الشجب والاستنكار. وكان أشد مواقفهم جرأة أن دعوا إلى قمة عربية طارئة هدفها ،لا شك ، عزل سورية وليس النظر في أمور غزة ، وكان المخطط كالتالي: القوات الصهيونية تدمر غزة هاشم بأمر من بوش ، يغضب العرب الذين ضيعوا فلسطين كلها وما عرفوا الغضب ، فيطالبون بعقد قمة عربية طارئة ، فيضيع على سورية عقد تلك القمة في دمشق ، ويكون الصهاينة والأمريكان وأتباعهم قد اصطادوا عصفورين بحجر واحد ، قضوا على المجاهدين في غزة ودانت لهم الأرض المقدسة وحاش لله ، وساهموا بعزل سورية بأيد عربية. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لم يعد الإنسان البسيط يتحمل هذا الجبن العربي والتخاذل الذي لا نرى له نهاية من حكامنا وزعمائنا ، إن الحملات الإعلامية التي تشنها بعض الدول العربية على دول عربية أخرى لهي أشد ألف مرة من الحملات التي تشنها هذه الدول على العدو الصهيوني أو التي تطلقها في سبيل الإخوة في فلسطين الذين يعيشون دون كهرباء ولا ماء ولا غذاء.

أنا أفهم جيداً أن الصهاينة وكثير من الدول العربية يريدون القضاء على حماس ، الصهاينة ليرتاحوا من المقاومة والدول العربية ليرضوا إرهابيي الإدارة الأمريكية.

أيعقل أن المحطات الفضائية العربية ، إلا من عصم الله ، تغني وترقص ، وتعيد لقطات استقبال بوش والقبل التي طبعها العرب على جبينه بينما غزة تعيش في الظلام وتحت الحصار. أو يعقل أن الفضائيات العربية تفاخر |إلى الآن بصور بوش وهو يتنعم ويجلس وسط الحريم ، بينما أهل غزة يعانون من نقص الدواء والغذاء.

يعقل أن تباع الكرامة نصفها ، ولكن لا يعقل أن نكون بدون كرامة أبداً فإذا رفسنا عشقنا الرفسة الأخرى، وإذا ركلنا حلمنا بالركلة الثانية.

وكنا نعتب على السياسيين الذين يخافون على مصالحهم ، خاصة وأنهم يحبون كراسيهم أكثر من عقيدتهم وأبناء جلدتهم ، ولكننا لم نعد نعرف اليوم على من نعتب ، أ نعتب على المفتين الذين أتحفونا بكل شذوذ الفتوى لوقف الجهاد واعتبروا أن قتل الصهيوني ملعون كما هو قتل العربي ، تماماً كما اعتبر الذين من قبلهم أن الجهاد ضد القوات الأمريكية في العراق حرام ، وأن قاتل الأمريكيين كافر؟ أم نعتب على الكتاب المنشغلين بالهجوم على الإسلام وعلى الحجاب وعلى الأكل باليد اليمنى حتى أراد كل صغير منهم أن يتعلق بثوب الإسلام ذامّاً لعله يصبح كبيراً ويحصل على رضا قتلة المسلمين؟ أم نعتب على كتاب الراوية الذين يعيشون في هذه الفترة بين السيقان ، على القاذروات فإما لواط وإما سحاق وإما خيانة جنسية.

أ نعتب على الصحف المنشغلة بأخبار هوليود ، أم على الفضائيات المنشغلة بهزّ النواعم ، ولكن "وما أنت بمسمع من في القبور".

الصور التي توزعها الفضائيات من غزة تدمي قلب كل من عنده ذرة كرامة أو دين أياً كان هذا الدين ، أ فيعقل أن يحتملها قادتنا وتمر عليهم كأن شيئاً لم يحدث ، بل لعلهم اليوم يستنفرون الصهاينة حتى يتم احتلال غزة بأسرع وقت لأنهم مشغولون بقضايا أخرى ، فلا بد أن ينتهوا منها بسرعة ، فهناك حكام يريدون أن يستغلوا الربيع في جزر المحيط الهادي ، وآخرون يريدون أن يوعزوا بافتتاح فضائيات عربدة جديدة ، وآخرون يريدون أن يتفرغوا لجيرانهم فيكيدون لهم مكر الليل والنهار.

وإذا كان هذا حال كثير من الدول العربية اليوم، فأين بقية الدول التي تنادي بالقومية العربية، ماذا تفعل ما الذي يجعلها تنام بينما أطفال غزة لا يذوقون طعم الراحة، وأين الدول الإسلامية التي تدعي أنها مستعدة لإرسال الجيوش وتدمير الكيان الصهيوني، هي الأخرى تكذب، وما أحد أرسل صواريخه إلى تل أبيب وما أحد أهدى قنابله الكثيرة إلى الصهاينة. إنما هو كلام في كلام، يوم القدس ويوم الأرض، وما ترى إلا دولاً إسلامية تتآمر على المسلمين ودولاً تتآمر على العروبة ودولاً تتآمر على الشعوب البسيطة المنكوبة.

أ معقول أنه لم يبق في هذه الأمة رجل واحد، حاكم واحد يعلنها حرباً على الصهاينة حتى آخر قطرة دم، ومن هذا الذي علم العرب السكوت على الضيم ومن هذا الذي علمهم قبول الذل ومن أين جاءت ثقافة الحياة، ثقافة الكرسي والسيارات الفاخرة والهاتف النقال.

الجامعة العربية مشغولة بلبنان، وأمينها العام يسافر على حسابنا ومن مالنا كل يوم إلى لبنان لينتخب رئيساً لها، ولا أعرف إذا كان السيد عمرو موسى قد سمع بغزة أم لا، وليت أن أحد الناس يعطيه خارطة لفلسطين ليتعرف عليها. إذ أنني أخشى أن يكون الرجل في زحمة أعماله قد نسي حدود فلسطين التاريخية.

ورئيس أكبر دولة عربية يخطط لعزل سورية والتضييق في معبر رفح على الفقراء والمرضى، فمن بقي لك يا غزة غير الشهادة، غير ثقافة الموت، تلك هي الثقافة التي ستهب لك الحياة، وقد سمعنا : ملعون من يقتل صهيونياً، فنقول لكم بل ملعون من لا يقتل صهيونياً على أرض فلسطين.، و"إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيما".
http://www.alhaqaeq.net/?rqid=2&secid=5&art=83344

يحي غوردو
14/12/2008, 12:27 AM
و"إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيما".




تحية لقلمك الجريء

:good:

يمامة
14/12/2008, 04:32 PM
لا أملك من التعليق غير وأسفاه على حكام وقادة المسلمين

وتقبل مني تحية على هذا القلم النابض بالجرأة والتحدي

:vg::vg::vg: