د.عبدالرحمن أقرع
13/12/2008, 08:35 PM
أمن مقلٍ بكّاءةٍ عبَراتي
د.عبدالرحمن أقرع
--------------------
أمِنْ مُقََلٍ بَكّاءةٍ عَبَراتي=أَم القلبُ يتلو بالدمِ الزَفَراتِ
يقولُ خليلي : للرجالِ تَصَبّرٌ=يليقُ بهم في مأزَقِ النكَباتِ
وأنَّ بكاءَ الصيدِ عارُ يشينُهم=ويلقي بهم في أسفلِ الدرجاتِ
فهل سألَ الخِلُّ الفؤادَ عن الذي=بهِ حلَّ من قََصّامَةِ الحسراتِ
وهل يعرفُ العذالُ عن لوعةِ النوى=تلمُّ بصبٍّ نيِّرِ القسماتِ
فيُكسى ذُبولاً بعدَ طولِ نضارةٍ=ويصفرُّ منهُ اللونُ في الحَضَراتِ
***=***
لكَ اللهُ يا قلبي إذا جَفَت الوَرى=وآذتكَ منهم منكَراتُ صِفاتِ
فمثلكَ في هذا الزمانِ كسائِحٍ=وحيداً يغذُّ السيرَ في القَفِراتِ
له الزادُ ذكرى ذاتِ طرفٍ خريدةٍ=تميسُ بقدِّ الريمِ في الخَفِراتِ
يخفِّفُ من وعثائِهِ ما تتابعت=على النفسِ من أنسامِها العطِراتِ
فيمضى الى حيثُ الأماني توقدت=سراباً بدا كالماءِ في الفلواتِ
وهل يسمعُ الصادي لِلُبٍّ يصدُّهُ=وقد لاحَ للعينينِ وَهمُ فُراتِ
***=***
تبدَّلَت الدُّنيا وغيضَ نعيمُها=فبئسَ زمانٌ بالنوائِبِ آتِ
فقد أقفَرَ الروضُ البهيجُ وأرضُهُ=غدت من أجاجِ العيشِ كالسبخاتِ
وأُسكِتَت الآمالُ بعدَ غنائها=بمختلفِ الألحانِ والنطقاتِ
فقد بِتُّ في أنسٍ تألقَ في الدُجى=وأصبحتُ بعدَ الهجرِ في ظُلُماتِ
تعالى إلهٌ يجعلُ النورَ في اللِّقا=وفي البَينِ يغشي الكونَ في الحلكاتِ
وسبحانَ من زانَ الفؤادَ برقةٍ=وقَبَّحَ من قاسي الفؤادِ صِفاتِ
***=***
فهل علمت سلمى بما اورثَ الجفا=فؤاديَ من مسودّةِ التركاتِ
نُحولٌ غشى الجنبينَ وانهارَت القِوى=ولانت بوجهِ الحادِثاتِ قناتي
وشيبٌ غزا الفودينَ يعلِنُ صائِحاً=بنعيِ الصبا إذناً بقربِ وفاتي
وأثقلني حُزني فَنَكَّسَ قامتي=وداسَت نعالُ الحزنِ فوقَ رُفاتي
وجيشت الأقدارُ جيشَ مصائبٍ=خميساً غزا نفسي ودَمَّرَ ذاتي
فإن أُثلِجت صدراً سليمى فأنني = رضيتُ بميراثٍ من الكرباتِ
***=***
نعم! تدفعُ الأرحامُ في كلِّ ليلةٍ=من البيضِ غاداتٍ ومن خَضراتِ
ولكن كسلمى لا تُخَلَّقُ نُطفةٌ=ولا تحملُ الأرحامُ طولَ حياةِ
ولم يَسْقِِ ثديٌ مثل سلمى رضيعةً=ولا كسليمى ماسَ قدُّ فتاةِ
ولا ضمَّ خِدرٌ مثلَ سلمى خريدةً=وليسَ لها شِبهٌ على الطرقاتِ
ولا خَضَّبَ الكِتمُ اليمانيُ راحةً=كراحةِ سلمى بينَ جمعِ بناتِ
فأي اصطبارٍ يا خليليَّ أرتجي=وسلمى قوامُ الروحِ والحيواتِ
***=***
هو الدَّمعُ سلوىً بعدَ سلمى فأقصِرا=خليليَّ عن لومي على عبَراتي
فليتَ دموعي تطفئُ النارَ في الحشا=إذن لبكت عيني ولو بِسُباتي
ولكنها النيران يخبو أوارها=قليلاً لتحيا جذوةُ الجَمَراتِ
فليتَ عيوني تهطلُ الحِبرَ أسوداً=ليكتبَ أشعاراً على وجَناتي
ليقرأهُ العُذّالُ كلَّ صبيحةٍ=وكلَّ مساءٍ مظلمَ القَسَماتِ
فيدرونَ منْ سلمى وما كُنهُ حُبِّها=وما سِرُّ مكثي في لظى لوعاتي
د.عبدالرحمن أقرع
--------------------
أمِنْ مُقََلٍ بَكّاءةٍ عَبَراتي=أَم القلبُ يتلو بالدمِ الزَفَراتِ
يقولُ خليلي : للرجالِ تَصَبّرٌ=يليقُ بهم في مأزَقِ النكَباتِ
وأنَّ بكاءَ الصيدِ عارُ يشينُهم=ويلقي بهم في أسفلِ الدرجاتِ
فهل سألَ الخِلُّ الفؤادَ عن الذي=بهِ حلَّ من قََصّامَةِ الحسراتِ
وهل يعرفُ العذالُ عن لوعةِ النوى=تلمُّ بصبٍّ نيِّرِ القسماتِ
فيُكسى ذُبولاً بعدَ طولِ نضارةٍ=ويصفرُّ منهُ اللونُ في الحَضَراتِ
***=***
لكَ اللهُ يا قلبي إذا جَفَت الوَرى=وآذتكَ منهم منكَراتُ صِفاتِ
فمثلكَ في هذا الزمانِ كسائِحٍ=وحيداً يغذُّ السيرَ في القَفِراتِ
له الزادُ ذكرى ذاتِ طرفٍ خريدةٍ=تميسُ بقدِّ الريمِ في الخَفِراتِ
يخفِّفُ من وعثائِهِ ما تتابعت=على النفسِ من أنسامِها العطِراتِ
فيمضى الى حيثُ الأماني توقدت=سراباً بدا كالماءِ في الفلواتِ
وهل يسمعُ الصادي لِلُبٍّ يصدُّهُ=وقد لاحَ للعينينِ وَهمُ فُراتِ
***=***
تبدَّلَت الدُّنيا وغيضَ نعيمُها=فبئسَ زمانٌ بالنوائِبِ آتِ
فقد أقفَرَ الروضُ البهيجُ وأرضُهُ=غدت من أجاجِ العيشِ كالسبخاتِ
وأُسكِتَت الآمالُ بعدَ غنائها=بمختلفِ الألحانِ والنطقاتِ
فقد بِتُّ في أنسٍ تألقَ في الدُجى=وأصبحتُ بعدَ الهجرِ في ظُلُماتِ
تعالى إلهٌ يجعلُ النورَ في اللِّقا=وفي البَينِ يغشي الكونَ في الحلكاتِ
وسبحانَ من زانَ الفؤادَ برقةٍ=وقَبَّحَ من قاسي الفؤادِ صِفاتِ
***=***
فهل علمت سلمى بما اورثَ الجفا=فؤاديَ من مسودّةِ التركاتِ
نُحولٌ غشى الجنبينَ وانهارَت القِوى=ولانت بوجهِ الحادِثاتِ قناتي
وشيبٌ غزا الفودينَ يعلِنُ صائِحاً=بنعيِ الصبا إذناً بقربِ وفاتي
وأثقلني حُزني فَنَكَّسَ قامتي=وداسَت نعالُ الحزنِ فوقَ رُفاتي
وجيشت الأقدارُ جيشَ مصائبٍ=خميساً غزا نفسي ودَمَّرَ ذاتي
فإن أُثلِجت صدراً سليمى فأنني = رضيتُ بميراثٍ من الكرباتِ
***=***
نعم! تدفعُ الأرحامُ في كلِّ ليلةٍ=من البيضِ غاداتٍ ومن خَضراتِ
ولكن كسلمى لا تُخَلَّقُ نُطفةٌ=ولا تحملُ الأرحامُ طولَ حياةِ
ولم يَسْقِِ ثديٌ مثل سلمى رضيعةً=ولا كسليمى ماسَ قدُّ فتاةِ
ولا ضمَّ خِدرٌ مثلَ سلمى خريدةً=وليسَ لها شِبهٌ على الطرقاتِ
ولا خَضَّبَ الكِتمُ اليمانيُ راحةً=كراحةِ سلمى بينَ جمعِ بناتِ
فأي اصطبارٍ يا خليليَّ أرتجي=وسلمى قوامُ الروحِ والحيواتِ
***=***
هو الدَّمعُ سلوىً بعدَ سلمى فأقصِرا=خليليَّ عن لومي على عبَراتي
فليتَ دموعي تطفئُ النارَ في الحشا=إذن لبكت عيني ولو بِسُباتي
ولكنها النيران يخبو أوارها=قليلاً لتحيا جذوةُ الجَمَراتِ
فليتَ عيوني تهطلُ الحِبرَ أسوداً=ليكتبَ أشعاراً على وجَناتي
ليقرأهُ العُذّالُ كلَّ صبيحةٍ=وكلَّ مساءٍ مظلمَ القَسَماتِ
فيدرونَ منْ سلمى وما كُنهُ حُبِّها=وما سِرُّ مكثي في لظى لوعاتي