المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العنين -قصة



علاء الدين حسو
21/12/2006, 04:19 PM
العنين..

كاد يرفض لولا لهجة الشرطي الآمرة..ندم لمروره من أمام المخفر ..ولكن مايدريه؟
شرطي ، طلب منه الوقوف ،تفاجئ بامرأة تُجبر على الصعود بواسطة رجلين ضخمين حصراها كفكي كماشة
- كرم الأسود. أمر الشرطي
تطلع السائق بالشرطي، واختلس نظرة عبر مرآته للخلف. وكاد يقول له بأنه يرفض الذهاب ليلا إلى ذلك الحي . سائقوا السيارات يهربون من ذلك الحي نهاراً .. وحتى تتخيل الحي تذكر أفلام المخدرات والعصابات ..

توسلت المرأة
- أرجوك خذني إلى المخفر؟ آه

اضطرب السائق، كانت الصفعات كطلقات رصاص تتوالى على جسد المرأة واكتفى بالنظر إلى الشرطي، المخفر، المرآة، الشارع المقفر..

- أسرع .. أمر الشرطي ثانية ..

رفع رجله عن الفرام ،وضغط على دعسة البنزين فاخترقت سيارة (سكودا) العمومي شارع المخفر باتجاه حي كرم الأسود ...

تألم وهو يسمع أنين المرأة ورجاؤها:
- أرجوك خذني إلى المخفر، سيقتلونني..
- اخرسي يا قح... اخرسي ..
وتوالت الصفعات كالرصاص ثانية ..
الشرطي اكتفى بالتدخين مراقبا الشوارع الفارغة من الناس، والمستأنسة بأضواء بعض السيارات القادمة بسرعة مقلقة، أو ببطء مقلق..فأحس السائق برغبة في التدخين وقبل أن يخرج علبته ناوله الشرطي سيجارة وعند إشعالها سمع المرأة:
- ( أبوس ) أيدك ،خذني للمخفر ، لا تدعني لهم..
- (ولك ) حاجة ،اخرسي ..

احس ببرودة تلسع رقبته ،وحين نظر إلى الخلف عبر المرآة ..أدرك انه بقايا مخاط المرأة الذي تطاير اثر صفعة قوية.. وكاد يتوقف لولا التقاء عينيه بعيونيهما كأنهم بنادق فعاد ينظر أمامه ويمص الدخان دون أن يرفع السيجارة عن فمه..رجلان ضخمان في عقدهما الثالث .شوارب ضخمة وانف بارز، أكتاف عريضة، يأكلونه أكلا..وحتى الشرطي شك بأنه يخافهما ..
خطر في باله العودة إلى المخفر، ولكنه تذكر بأنه آخذهم من أمام المخفر..
- ماذا سيفعل ؟ ما يجب عليه أن يفعل؟

لا يجرؤ على السوأل ، لا يقدر المساعدة، وسلى نفسه بأنه قد تكون عاهرة وحين نظر إليها وحسب خبرته ليست من ذلك الصنف.. ولا يمكن أن تكون هاربة من بيتها فعمرها لا يناسب الهروب مثلما شكلها لا يناسب الدعر ..سمراء ،غليظة الشفاه ،واسعة العينين ولكنها كبيرة الصدر ،قد تكون لديها رضيع ،

- احترس يا رجل .

صرخ الشرطي، فانتبه السائق إلى انه وصل إلى بداية الحي.. إذا لحظات وينتهي الكابوس، ويتخلص من البلوى.. وحين اتجه نحو الحي وجد شارعا قد تشعبا إلى فرعين أوقف السيارة و سأل:
- يمين ام يسار
- من هنا.. أشار الشرطي
- لا.. لا تذهب ..صرخت المرأة ..
- أسكتوها ..صرخ الشرطي
ارتجت السيارة جراء تدحرج المرأة نحو اليمين تارة عندما يضربها الجالس يسارها ونحو اليسار عندما يضربها الجالس على يمينها..فيخال لمن يرى السيارة من بعيد كمشهد فيلم سينمائي يمارس الحب في السيارة...
&

محمد ربيع
22/12/2006, 07:15 AM
الغالي علاء الدين :
امتعني الاختلاف .. وأذهلني الفن ..
لقد تعاطفت معها ومعه .. وإلى الله ترجع الأمور !
تقبل احترامي وتقديري .








تلطفوا بتذوق قصتي
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=3874