المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقامة الحذائية



محمد ملوك
17/12/2008, 09:03 PM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني :
المقامــة الحــــــــــذائية



حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني فقال : آخر الدواء حذاءْ ، هكذا أراد رب السماءْ ، وهو الفعال لما يريد وقتما يشاءْ ، فإلى وكر الأجهزة الأمنية الرفيعة المستوَى ، تسلل حذاء عراقي بنيران التتار الأمريكي اكتوَى ، وتوسط جمعا لتقسيم العروبة قد نوَى ، فأوحى إلى صاحبه : " أن أرجم الشيطانْ ، ولك الأجر الثقيل في الميزانْ ، فهذا يوم إلتقى فيه الجمعانْ ، وفي الإمتحان يعز المرء أو يهانْ ، ... إخلعني فأنا به كفيلْ ، واصفعه بي فهذا جزاء الذليلْ ، وارفع رأسي بين الأحذية يا أصيلْ " ، وما خيب الصاحب ظن حذائهْ ، بل إستله تحت نشوة نخوته وكبريائهْ ، ووجهه إلى كلب مسعور ومشهور بدائهْ ، فطأطأ الكلب رأسه خوفا وخجلاَ ، وصحا من سكره وقد كان ثملاَ ، وصار أضحوكة بعدما كان ـ في نظر البعض ـ بطلاَ ، فلما رأيت ما فعلته الضربة الحذائية بفخامة الرئيسْ ، خرجت من كوخي التعيس البئيسْ ، وفتشت عن خير صديق لي وأفضل جليسْ ، خلي ابن أبي الرعايهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، فألفيته بعد جهد وعنايةْ ، يتوسط حلقية أدبية بسوق المسمارْ ، ويطرب كل الوافدين والزوارْ ، بأبيات يقول فيها بكل زهو وافتخار :



حــــــــــذائي حذاء شديــد الإباءْ = عراقــــية أمـــــــــه بالوفاءْ
رأى الكلب يلهو بأرض الصفاء = فأوحى لنا بالنضال المُــضاء
ستمضي بعزم إلى ما نــــــشاء = وتهوي بصفع على من أسـاءْ
وإن جردوا منك سيف الــــفداء = فقل يا جراء هناك الـــــحذاء

... أقبلْ علينا يا عاشق الأندية الأدبيهْ ، فهذا يوم الأحذية العراقيهْ ، وهنا يلقى الكلام بعيدا عن كل رقابة مخزنيهْ ، فقد سبق السيف العذلْ ، وحقق النعل مبتغى العدلْ ، والحمد لله من بعد ومن قبلْ.
يا قوم العزة والعلياءْ ، من عاش بالرصاص مات بالحذاءْ ، ومن تجبر وطغى فنهايته السخرية والإستهزاءْ ، ... فرعون الفراعنة غرق من غابر الأزمانْ ، وقارون خسفت به الأرض فدخل سجل النسيانْ ، والنمرود أدِّب بأضعف مخلوق في هذه الأكوانْ ، وبوش الذي مسخ في خلـُـقِه و خـَـلـْقهْ ، وتميز بسوء تخطيطه وذوقهْ ، وعرف بكثرة جنونه وحمقهْ ، لم يقرإ التاريخ قراءة سليمهْ ، ولم يستوعب ما فيه من حكم ومواعظ عظيمهْ ، بل ركب خلف نفسه الخبيثة اللئيمهْ ، وأسرج حصانا من جهل ورعونهْ ، وأخرج من مخه النتن قرارات مليئة بالعفونهْ ، وأطلق هنا وهناك حروبا ملعونهْ ، فبعد أن أخضع حكام العرب بلياليه الملاحْ ، مزق أفغانستان وما استراحْ ، وهتك عرض الصومال من غير اجتياحْ ، وذبح كل زعيم معارضْ ، واحتال على كل مسالم ومفاوضْ ، وأخرس كل صوت له مناهضْ ، وحين وجد الطريق معبدة إلى بغدادْ ، قصفها بصواريخ فوق المعتادْ ، ودمرها رفقة ثلة من الخونة والأوغادْ ، فأصبح الدم بالعلانية يراقْ ، من فلسطين إلى العراقْ ، ومن لبنان إلى أعمق ما في السودان من أعماقْ ، ومن جزائر العرب إلى جزر الوقواقْ ، وما اكتفى الرئيس المرجوم بهذه الإنجازاتْ ، بل التفت إالتفاتة حقيرة إلى أسمى الدياناتْ ، وأعلنها حربا صليبية على أم الحضاراتْ ، فصار المسلم إرهابيا بين ليلة وضحاهَا ، وأمست أمة الإسلام منقوضة عراهَا ، والكل يهتف باسم " بوش " الذي عرَّاها .
واغتر الرئيس وتكبرْ ، وأزبد وأرغد ونهق وعوى ونبح وتوعد وحذّرْ ، وقال : " أنا ربكم الأكبرْ ، من لم يأتني طوعـَـا ، سيراني أمامه سبعــَا ، وسأقسمه نصفا نصفا وربعا ربعـَا ، " فبايعه زعماؤنا من خوفهم على السمع والطاعهْ ، وباعوا له الأوطان بكل خسة ووضاعهْ ، وشاركوه في كل ما له علاقة وارتباط بمفردات الخزي والشناعهْ ، وجعلوا منه رجل وبطل وعقرب الساعهْ ، ولا عجب من أمرهم ولا مما يملكون من بضاعهْ ، ما داموا جميعهم إخوانا له بالفعل والرضاعهْ ، واذرفي يا عين دمع الثكالـَـى ، على حصار غزة وصوت الأطفال بالأنين يتعالـَى ، واذرفيه تكرارا على ألم من صنع العصابة يتوالـــَى ، وارثي يا قريض بأنواعك هذا الجريضْ ، وعددْ أنواع المرض هناك عند كل مريضْ ، واذكر بشكل بسيط أو عريضْ ، ما جلبه هذا الرجل لعالم اليوم والغدْ ، وكيف ينظر إليه كل فرد وفردْ ، وكيف وفى بكل عهد ووعدْ .
لقد قلب الموازين من ألفها إلى يائهَـا ، وترك أمته تقتات على أشلائهَـا ، وتطفئ النيران من على أمامها وورائهَا ، فلا عمر له قامْ ، ولا صلاح أصلح زمرة اللئامْ ، فبقينا وبقيتم طوال هذه الأعوامْ ، شاهدين على ما يقع في المأدبة للأيتامْ .
ولأن المجرم يغرم بأماكن الجريمهْ ، ولأن حليمة حتما تعود إلى عادتها القديمهْ ، كان لا بد لصاحب المأدبة والوليمهْ ، أن يعود للأرض التي شهدت أولى جرائمهْ ، ولأنه مغرور بصواريخه وصقوره وحمائمهْ ، ظن أن العراق واحدة من محارمهْ ، فجاء بغداد في زيارة رسمية وداعيهْ ، حاسبا بغروره أنه ملكها بصورة نهائيهْ ، وأنه حولها من ملكة إلى جاريهْ ، ... وصدق من قال من أهل الحِكمْ ، أن من الحب ما رجـــمْ ، وأن السعي نحوالقممْ ، يأتي بالسيف أو بالقلمْ ، فحين طال المأمول والمنتظرْ ، ولم يتحقق كل وعد جرّه النبأ والخبرْ ، وانقلبت الموازين كما جاء في السِّـيَرْ ، خرج فتى إسمه " منتظرْ "، حول السيف إلى قلمْ ، ولأنه " زيدي " عراقي منذ القِدمْ ، زاد على التحويل تحويلا حرك كل الهممْ ، فقد حول " منتظر الزيدي " القلم إلى قــدَمْ ، وصفع بفردتي حذائه طاغية العصرْ ، وأطلق بفعله أولى شرارات النصرْ ، وبين لدعاة الذل والقهرْ ، أن الحر سيبقى حرا كما وُلدْ ، وأن العراق للحرية قد وُجدْ ، وأن العزم وحده من فـُـقـِـدْ .
"" وتلك الأيام نداولها بين الناسْ "" ، رسالة لمن لم يفهم ما حمل الحذاء من عبرة وإحساسْ ، فاليوم بوش وغدا كل طاغوت خناسْ ، واليوم " منتظر " وغدا كل الناسْ .
فحيهلا على الأحذية النافعةْ ، فهي لآل بوش باتت صافعهْ ، وتلك نهاية لها بداية بالتحرير ستكون شمسها ساطعهْ.

ملحوظة :
سيتعذر علي الرد على تعليقات الإخوة هنا وهناك ركن الشعر والقصة لمرض يلزمني هذه الأيام الفراش
لذا ألتمس منكم العذر والدعاء لي بالشفاء
تحيتي ومودتي

لطفي منصور
17/12/2008, 09:23 PM
ومع مقامات محمد ملوك ، بما يخص السادة والملوك ، والكلام الجميل المسبوك ، تتواصل إبداعات العزة ، واصفة تلك الهبة والفزة ، بما فعله الحذاء ، حين ضرب وجوه الأدعياء ، وهزأ العملاء ، من باعوا البلاد ، ونشروا فيها الفساد ، ودمروا بغداد ، حتي جاءهم منتظر ، كسيل منهمر ، فضربهم بحذائه ، وأدهشهم بإبائه ، فتناول الشعراء قصته ، وتناقلوا فعلته ، وأصبح الحذاء الزيدي مضرب المثل ، لما أثاره من حديث وجدل ، فتحيّة للزيدي الكريم ، وما قام به من عمل عظيم ، ونشكرك يا ملوك على المقامة ، ونتركك بأمان وسلامة .

لطفي منصور

عبدالقادربوميدونة
17/12/2008, 10:01 PM
محمد ملوك طيب الخلق والسلوك ..
الله يشافيك ويعافيك ولا يبليك..
ويضع مقامات العرب بين يديك ..
فاقرأ واخترما يعجبك ويسليك ..
ودع ما يؤذيك منها وما يؤسيك ..
فقد أضحيت رأسا وصرت مليك..
فاللهم بارك له في فنه والمقامة..
وارفع قدره وانزل عليه السلامة
كما رفعت لمنتظرالزيدي الهامة..
وزده علما وأدبا وفنا وفهامة..
مذ ولدته أمه إلى يوم القيامة ..
سيذكركما التاريخ والأجيال القادمة
وتأكل بوش النذل حسرته والندامة
مع أمثاله إلى مزبلة التاريخ والقمامة
تقبل من أخيك تحية حرة وسلاما .

منى حسن محمد الحاج
17/12/2008, 10:11 PM
أخي محمد ملوك ..حياك الله
لك الشكر على هذه المقامة الجميلة ..
التي سجلت أحداثًا جليلة..
فقد أبدعت في سبكها..
وما صعب عليك حبكها..
فجاءت ناصرة لمنتظر..
ضاربة لمن ظلم وكفر
فنسأل الله لك العافية والشفاء..
وأن يقيك شر كل بلاء..
تحياتي وتقديري :fl:

ابراهيم ابويه
17/12/2008, 10:56 PM
أخي العزيز ملوك ،في البداية ،نطلب لك السلامة،ونشكرك على هذه المقامة ،ونتمنى لك الشفاء ،من كل ضيم وداء،حتى تعود إلينا سالما معافى إن شاء الله تعالى.
المقامــة الحــــــــــذائية مقامة راقية. جعلتنا نعيش أزمتنا بطريقة درامية . فربطت الاحداث باقتدار ،وعرت صفحات العار والنشار ، فويل لكل جبار أراد الشر بالاسلام والمسلمين ،حتى ولو ساعده بنو جلدتنا من المجرمين ،فما زال في القلب متسع من الحب ،وما زال في الروح كثير من الغضب ،ونحن على العهد باقون ،ولو كره الكارهون...
شكرا لكل من أبدع في جنس الحذاء العراقي الاصيل الذي حمله رمز التجديد "منتظر الزيدي"كل أسباب الفخر والاعتزاز.

محمد ملوك
20/12/2008, 09:55 PM
ومع مقامات محمد ملوك ، بما يخص السادة والملوك ، والكلام الجميل المسبوك ، تتواصل إبداعات العزة ، واصفة تلك الهبة والفزة ، بما فعله الحذاء ، حين ضرب وجوه الأدعياء ، وهزأ العملاء ، من باعوا البلاد ، ونشروا فيها الفساد ، ودمروا بغداد ، حتي جاءهم منتظر ، كسيل منهمر ، فضربهم بحذائه ، وأدهشهم بإبائه ، فتناول الشعراء قصته ، وتناقلوا فعلته ، وأصبح الحذاء الزيدي مضرب المثل ، لما أثاره من حديث وجدل ، فتحيّة للزيدي الكريم ، وما قام به من عمل عظيم ، ونشكرك يا ملوك على المقامة ، ونتركك بأمان وسلامة .

لطفي منصور
أخي لطفي
حق علينا نصر حذاء للنصر جلب
كيف لا وهو الذي للطاغوت ضرب
شكرا لك على هذا التعليق الجميل الكريم
تحية ومودة

محمد ابو عمر
21/12/2008, 01:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ ملوك ندعو الله لك بالشفاء وان تفيق من هذا الداء وتواصل مسيرتك الغراء في قول المقامات الفيحاء

محمد ملوك
22/12/2008, 11:46 PM
محمد ملوك طيب الخلق والسلوك ..
الله يشافيك ويعافيك ولا يبليك..
ويضع مقامات العرب بين يديك ..
فاقرأ واخترما يعجبك ويسليك ..
ودع ما يؤذيك منها وما يؤسيك ..
فقد أضحيت رأسا وصرت مليك..
فاللهم بارك له في فنه والمقامة..
وارفع قدره وانزل عليه السلامة
كما رفعت لمنتظرالزيدي الهامة..
وزده علما وأدبا وفنا وفهامة..
مذ ولدته أمه إلى يوم القيامة ..
سيذكركما التاريخ والأجيال القادمة
وتأكل بوش النذل حسرته والندامة
مع أمثاله إلى مزبلة التاريخ والقمامة
تقبل من أخيك تحية حرة وسلاما .

سيدي عبد القادر

شاكر لك دعاءك عن ظهر الغيب
حفظك الله وأمثالك من كل سوء ومكروه
تحيتي ومودتي