لينا اسماعيل مطاوع
18/12/2008, 02:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ حِذاء
شعر: لينا مطاوع
"كَفى بِكَ داءً أَنْ تَرى المَوتَ شافيا = وَحَسـبُ المَنايا أَنْ يَكُنَّ أَمانِيـا"
أَتَحبو الأَماني وَالسَّـرابُ دُروبُهـا = لِصَدرِ الثَّكـالى المُتلِفاتُ المَآقِيـا
أَتَحيا الأَماني والجَفـافُ رُبوعُهـا = بِحُضنِ الأَيامى النائِحاتِ الرَّواعِيا
جَفى النَّومُ أَهلي قَضَّهُمْ وَقَضيضَهُم = وَحالٌ تُبَكّي قَلبَ مَنْ لَيـسَ باكِيا
أَضَعتُ طَريقَ الغَدِّ مُذْ كُنتُ طِفلَةً = وَعَيني تَرى دَمعَ العُيونِ البَواكِيا
فَيـا لَكَ قَلبي قَد تَقَطَّـعَ حَـسرَةً = وَوَيحَكِ نَفسي قَدْ دَهَتها الدَّواهِيـا
أَعيشُ زَمانَ الحُزنِ قَهـراً وَإِنَّني = مِنَ النّارَ غَيظاً قَد قَصَفتُ أَيادِيا
لَطَمتُ خُدودي بَعدَ خَمشِ مَحاجِري = وَمَزَّقتُ جِلدي بَعدَ قَطْعِ ثِيابِيـا
زَحَفتُ إِلى التَّنورِ أَرضى لَهيبَـهُ = كَأَنَّ جِمارَ الفَحمِ صارَتْ دَوائِيا
وَلكِنَّ صَـدري مِرجَـلٌ مُتَفَجِّـرٌ = فَخاطَبَني التَّنورُ كوني مَكانِيـا
أَراهَنـتِ أَنّي مُحرِقٌ أَنتِ حُرقَـةٌ = أُراهِـنُ أَنّي باقتِـرابَكِ ذاويـا
أَراني جَليـدٌ يَومَ تَسـعيرِ باطِني = وَأَنتِ سَـعيرٌ يُعجِزُ الماءَ طافِيا
صَدَقتَ فَفي بَغدادَ قَتـلٌ وَفِتنَـةٌ = أَرادَ بِها بوشٌ عِراقِـيَ خاوِيـا
وَغَزَّةُ تَحتَ المَوتِ في الجوعِ وَاللظى = وَأَبناءُها صَفّاً عَلى السَّيفِ عارِيا
وَفي المَسجِدِ الأَقصى الدِّماءُ سَخينَةٌ = وَفي القُدسِ بَطنُ المَوتِ ما زالَ عاوِيا
وَأَجداثُ أَهلي في غُبارِ خِيامِهِـمْ = وَلَسـتُ أَرى مِنْ مَأتَـمٍ لِرِثائِيـا
وَفَوقَ ظُهورِ النّائِحاتِ قُبورُهُـمْ = تَنوءُ بِها شُـمُّ الجِبالِ الرَّواسِـيا
وَإِنّا لَعيـسٍ حامِلاتٍ عِظامَهـا = تَتيـهُ بِآفـاقٍ وَتَغشـى بَوادِيـا
عَلَيها ظِلالُ المَوتِ طولَ طَريقِها = لِحَجبِ انبِثاقِ الفَجرِ كَيْ يَبقَ نائِيا
لُجوءٌ فَطَردٌ ثُمَّ تَشـريدُ مَنْ بَقى = وَخَـوفٌ وَقَتلٌ جَهْـرةً وَلَيالِيـا
أَلَسـتُ فَتـاةً في بَراءَةِ حُلمِهـا = تَوَدُّ حَيـاةَ اللهْـوِ فَوقَ الرَّوابِيـا
تُلَمْلِمُ زَهـرَ الحَقْلِ عِقداً لِجيدِهـا = وَتَنتَظِـرُ الأَلعابَ يـا لَيتَها لِيـا
أَلَسـتُ بِأُنثى تَطلُبُ الحُبَّ عُمرَها = وَلكِنَّ حُلمي كانَ مُذ جِئتُ دامِيـا
أَذوقُ زَفيرَ القَهرِ في كُلِّ شَـهقَةٍ = فَما طاقَتي أَن أَبلَعَ الظُّلمَ راضِيـا
أُعاني مَراراتِ اللجوءِ وَتيهَنـا = بِشَتّى بِقاعِ الأَرضِ في كُلِّ وادِيا
فَكَيفَ أَرى الدُّنيا وَأَلقى أَنامَهـا = وَخَيمَةُ تَشريدي تَجوبُ الفَيافِيـا
كَأَنّي وَقَدْ أَلقَتَ بِيَ الأَرضُ خَلفَها = فَلَمْ يَبقَ مِني اليَومَ غَيرُ لِسـانِيا
لِسانٌ لَهُ فِعلُ السُّـمومِ إِذا حَكى = وَحَدُّ سُيوفٍ إِنْ ضَرَبنَ قَواضِيا
أُريدُ حَبيباً ثابِتَ الخَطوِ واثِقـاً = يَدوسُ رِقابَ المُجرِمينَ الأَعادِيا
لَهُ مِخلَباً في مُقلَتَيْ مَنْ تَجَبَّروا = فَفي قَلعِها أَرجو اقتِرابَ شِـفائِيا
أُريدُ حَبيباً مَطلَبَ الحَربِ عِشقَهُ = أُريدُ حَبيباً يَطلُبُ الموتَ شـادِيا
فَيُذهِلُ وَحشَ المَوتِ مَرآهُ عابِساً = فَيَتـرُكُهُ ذُعراً وَيَهرُبُ ظامِيـا
أُريدُ حَبيبـاً لَونُ عَيْنَيـهِ مِنْ دَمٍ = لَـهُ قَسـوَةٌ في عِـزَّةٍ مُتَفانِيـا
إِذا أَبصَـرَتْ عَينُ اليَهودِيُّ عَينَهُ = يَخِرُّ مِنَ الخُذلانِ إِنْ ظَلَّ باقِيـا
أُريدُ صَلاحَ الدّينِ مِنْ نَصلِ سَيفِهِ = دِماءُ عُتاةِ الرّومِ تَسقي السَّواقِيا
كَأَنَّ عُتـاةَ الرّومِ تَحتَ حِذائِـهِ = بَقايا غُبـارٍ بَعدَ تَشـييعِ فانِيـا
أُريدُ حَبيبـاً شَـوقَهُ الدَّهـرَ لِلقَنا = يُغـازِلُني بَيْنَ الدِّمـاءِ ثَوانِيـا
حَقودٌ عَلى الأَنذالِ مِنْ كُلِّ مِلَّـةٍ = لَئيمٌ غَداةَ البَطشِ لا يُبقِ باقِيـا
رَسولٌ لِعُزرائيلَ في مَهْجَعِ العِدا = يَدورُ بِكَأسٍ خالِصَ السُّمِّ صافِيا
إِذا لَمَسَتْ حَدَّ الزُّجاجِ شِـفاهُهُمْ = تَلَوَواْ مِنَ الأَوجاعِ مِثلَ الأَفاعِيا
أَراهُمْ وَمِنْ آذانِهِـمْ يَنزِفوا دَمـاً = أَراهُمْ دَهاهُمْ ضِعفُ ما قَدْ دَهانِيا
أُريدُ حَبيبـاً نَفسَـهُ لَيـسَ مِلكَهُ = وَلكِنَّهـا مِلكٌ لأَهلي وَجـارِيـا
رَحيـمٌ عَلى أَرحامِـهِ مُتَواضِعٌ = عَزيزٌ عَلى الباغينَ وَالمَهرُ غالِيا
فَمَهري رِقابُ البَغيِ تَحتِ أَخامِصي = وَيَومَ زِفافي ثَغرُهُمْ لي حِذائِيـا
أَمُنتَظَـرٌ إِنّي انتَظَـرتُكَ قادِمـاً = تُبيدُ دُجى الدَّيجورِ فَوقَ فُؤادِيـا
أَمُنتَظَـرٌ إِنّي ارتَقَبتُكَ وَالضُّحى = تَرانا بِعَينِ النَّسرِ في الجَوِّ عالِيا
فُجِعتَ لِما نَشكو مِنَ الجَورِ وَالضَّنى = وَمِنْ سوءِ ما نَلقى بِأَيدي الجَوارِيا
صَفَعتَ جَبينَ البوشِ قُدّامَ نَسـلِهِ = حِذائُكَ هـذا يَسـتَحِقُّ التَّهانِيـا
إِهانَـةُ وَجهِ البوشِ تَمريغُ أَنفِـهِ = أَمانٍ زَهَـتْ بَعدَ انعِدامِ رَجائِيـا
حِذائُكَ في وَجـهِ الكِلابِ كَبيرَةٌ = تَنـالُ عَلَيها جَنَّـةَ الخُلدِ ناجِيـا
لأَنَّكَ وَجْهَ العِـزِّ نَضَّرتَ وَجهَهُ = وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَكْ غَيْرَها كانَ كافِيا
حِذائُكَ وَيلٌ فَالشَّيـاطينُ أَبلَسَـتْ = وَبوشُ انحَنى ذُلاً أَمامَكَ خابِيـا
أَمُنتَظَرٌ وَالنّاسُ صِرتَ مِثالَهُـمْ = زَئيرُكَ لَيثـاً حَوَّلَ الذِّئبَ واوِيـا
أَمُنتَظَـرٌ كـانَ الحِـذاءُ إِهانَـةً = لِكُلِّ خَسيـسٍ يَرتَضي البَيتَ نادِيا
حِذائُكَ في الحُسبـانِ طَوْدٌ مُبَجَّلٌ = وَذِكراهُ وَسْـمٌ في مَناخيرِ غافِيـا
حِذائُكَ في الوُجدانِ ذِكرى عَزيزَةٌ = نُباهي بِها وَجـهَ الزَّمانِ تَباهِيـا
حِذائُكَ في الميزانِ قَصرٌ بِمَنْ بِهِ = وَذِكراهُ تُخزي عَينَ كَلبٍ وَجانِيا
حِذائُكَ عِندَ العُربِ جَيشٌ مُجَحفَلٌ = وَمَـرآهُ رَدّاعٌ لِمَنْ جاءَ غازِيـا
رَجَمتَ بِهِ وَجهَ الدَّنـاءَةِ جَهْرَةً = فَإِكمالُ يَومِ الرَّجْمِ فيكَ عِراقِيـا
فَفي مَكَّةَ الغَرّاءِ رَجْمُ كَبيرِهِـمْ = وَفَوقَ بِلادِ النَّخلِ رَجْمُ البَواشِـيا
أَمُنتَظَـرٌ أَنتَ العِراقَ شُـموخُهُ = دِمائُكَ كَالنُّعمانِ أَنْ كانَ قـانِيـا
عَبَرتَ إِلى المِحرابِ لِلّهِ ساجِداً = جَوازُ صَلاةِ المَرءِ إِنْ كانَ حافِيا
تَعَثَّرتَ بِالشَّيطانِ يَجثُمُ في الحِمى = رَأَيتَ وَراءَ البابِ بَشبوشَ جاثِيـا
فَأَلقَمتَهُ النَّعلَينِ مِنْ بَعدِ خَلعِهـا = فَوَلّـى ذَليلاً غَيـرَ هَذا مَكانِيـا
مَكاني هُوَ النِّسيانُ لَيتي أُصيبُهُ = فَحَسبي حِذاءَ الرَّجمِ صارَ كِسائِيا
عَزاءٌ لِصَدري لَمْ تُخَرِّقهُ طَلْقَةٌ = وَشُـكراً لِحَظٍّ حافِظٍ لي حَياتِيـا
مَكانَكَ قَعرَ النّارِ تَصلى جَحيمَها = مَقـامٌ حَقيـرٌ يا كَبيرَ الزَّوانِيـا
حِـذاءٌ أَراهُ اليَومَ أَحلى قَصيدَةٍ = لأُنثى حَصانٍ تُهلِكُ الوَغدَ صادِيا
لِذلكَ أَشـفَتني مَهـانَةُ بوشِـهِمْ = وَأَسعَدَني مَنْ كانَ في البوشِ قاضِياالطالبـة : لينـا إسماعيل مطـاوع
لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ حِذاء
شعر: لينا مطاوع
"كَفى بِكَ داءً أَنْ تَرى المَوتَ شافيا = وَحَسـبُ المَنايا أَنْ يَكُنَّ أَمانِيـا"
أَتَحبو الأَماني وَالسَّـرابُ دُروبُهـا = لِصَدرِ الثَّكـالى المُتلِفاتُ المَآقِيـا
أَتَحيا الأَماني والجَفـافُ رُبوعُهـا = بِحُضنِ الأَيامى النائِحاتِ الرَّواعِيا
جَفى النَّومُ أَهلي قَضَّهُمْ وَقَضيضَهُم = وَحالٌ تُبَكّي قَلبَ مَنْ لَيـسَ باكِيا
أَضَعتُ طَريقَ الغَدِّ مُذْ كُنتُ طِفلَةً = وَعَيني تَرى دَمعَ العُيونِ البَواكِيا
فَيـا لَكَ قَلبي قَد تَقَطَّـعَ حَـسرَةً = وَوَيحَكِ نَفسي قَدْ دَهَتها الدَّواهِيـا
أَعيشُ زَمانَ الحُزنِ قَهـراً وَإِنَّني = مِنَ النّارَ غَيظاً قَد قَصَفتُ أَيادِيا
لَطَمتُ خُدودي بَعدَ خَمشِ مَحاجِري = وَمَزَّقتُ جِلدي بَعدَ قَطْعِ ثِيابِيـا
زَحَفتُ إِلى التَّنورِ أَرضى لَهيبَـهُ = كَأَنَّ جِمارَ الفَحمِ صارَتْ دَوائِيا
وَلكِنَّ صَـدري مِرجَـلٌ مُتَفَجِّـرٌ = فَخاطَبَني التَّنورُ كوني مَكانِيـا
أَراهَنـتِ أَنّي مُحرِقٌ أَنتِ حُرقَـةٌ = أُراهِـنُ أَنّي باقتِـرابَكِ ذاويـا
أَراني جَليـدٌ يَومَ تَسـعيرِ باطِني = وَأَنتِ سَـعيرٌ يُعجِزُ الماءَ طافِيا
صَدَقتَ فَفي بَغدادَ قَتـلٌ وَفِتنَـةٌ = أَرادَ بِها بوشٌ عِراقِـيَ خاوِيـا
وَغَزَّةُ تَحتَ المَوتِ في الجوعِ وَاللظى = وَأَبناءُها صَفّاً عَلى السَّيفِ عارِيا
وَفي المَسجِدِ الأَقصى الدِّماءُ سَخينَةٌ = وَفي القُدسِ بَطنُ المَوتِ ما زالَ عاوِيا
وَأَجداثُ أَهلي في غُبارِ خِيامِهِـمْ = وَلَسـتُ أَرى مِنْ مَأتَـمٍ لِرِثائِيـا
وَفَوقَ ظُهورِ النّائِحاتِ قُبورُهُـمْ = تَنوءُ بِها شُـمُّ الجِبالِ الرَّواسِـيا
وَإِنّا لَعيـسٍ حامِلاتٍ عِظامَهـا = تَتيـهُ بِآفـاقٍ وَتَغشـى بَوادِيـا
عَلَيها ظِلالُ المَوتِ طولَ طَريقِها = لِحَجبِ انبِثاقِ الفَجرِ كَيْ يَبقَ نائِيا
لُجوءٌ فَطَردٌ ثُمَّ تَشـريدُ مَنْ بَقى = وَخَـوفٌ وَقَتلٌ جَهْـرةً وَلَيالِيـا
أَلَسـتُ فَتـاةً في بَراءَةِ حُلمِهـا = تَوَدُّ حَيـاةَ اللهْـوِ فَوقَ الرَّوابِيـا
تُلَمْلِمُ زَهـرَ الحَقْلِ عِقداً لِجيدِهـا = وَتَنتَظِـرُ الأَلعابَ يـا لَيتَها لِيـا
أَلَسـتُ بِأُنثى تَطلُبُ الحُبَّ عُمرَها = وَلكِنَّ حُلمي كانَ مُذ جِئتُ دامِيـا
أَذوقُ زَفيرَ القَهرِ في كُلِّ شَـهقَةٍ = فَما طاقَتي أَن أَبلَعَ الظُّلمَ راضِيـا
أُعاني مَراراتِ اللجوءِ وَتيهَنـا = بِشَتّى بِقاعِ الأَرضِ في كُلِّ وادِيا
فَكَيفَ أَرى الدُّنيا وَأَلقى أَنامَهـا = وَخَيمَةُ تَشريدي تَجوبُ الفَيافِيـا
كَأَنّي وَقَدْ أَلقَتَ بِيَ الأَرضُ خَلفَها = فَلَمْ يَبقَ مِني اليَومَ غَيرُ لِسـانِيا
لِسانٌ لَهُ فِعلُ السُّـمومِ إِذا حَكى = وَحَدُّ سُيوفٍ إِنْ ضَرَبنَ قَواضِيا
أُريدُ حَبيباً ثابِتَ الخَطوِ واثِقـاً = يَدوسُ رِقابَ المُجرِمينَ الأَعادِيا
لَهُ مِخلَباً في مُقلَتَيْ مَنْ تَجَبَّروا = فَفي قَلعِها أَرجو اقتِرابَ شِـفائِيا
أُريدُ حَبيباً مَطلَبَ الحَربِ عِشقَهُ = أُريدُ حَبيباً يَطلُبُ الموتَ شـادِيا
فَيُذهِلُ وَحشَ المَوتِ مَرآهُ عابِساً = فَيَتـرُكُهُ ذُعراً وَيَهرُبُ ظامِيـا
أُريدُ حَبيبـاً لَونُ عَيْنَيـهِ مِنْ دَمٍ = لَـهُ قَسـوَةٌ في عِـزَّةٍ مُتَفانِيـا
إِذا أَبصَـرَتْ عَينُ اليَهودِيُّ عَينَهُ = يَخِرُّ مِنَ الخُذلانِ إِنْ ظَلَّ باقِيـا
أُريدُ صَلاحَ الدّينِ مِنْ نَصلِ سَيفِهِ = دِماءُ عُتاةِ الرّومِ تَسقي السَّواقِيا
كَأَنَّ عُتـاةَ الرّومِ تَحتَ حِذائِـهِ = بَقايا غُبـارٍ بَعدَ تَشـييعِ فانِيـا
أُريدُ حَبيبـاً شَـوقَهُ الدَّهـرَ لِلقَنا = يُغـازِلُني بَيْنَ الدِّمـاءِ ثَوانِيـا
حَقودٌ عَلى الأَنذالِ مِنْ كُلِّ مِلَّـةٍ = لَئيمٌ غَداةَ البَطشِ لا يُبقِ باقِيـا
رَسولٌ لِعُزرائيلَ في مَهْجَعِ العِدا = يَدورُ بِكَأسٍ خالِصَ السُّمِّ صافِيا
إِذا لَمَسَتْ حَدَّ الزُّجاجِ شِـفاهُهُمْ = تَلَوَواْ مِنَ الأَوجاعِ مِثلَ الأَفاعِيا
أَراهُمْ وَمِنْ آذانِهِـمْ يَنزِفوا دَمـاً = أَراهُمْ دَهاهُمْ ضِعفُ ما قَدْ دَهانِيا
أُريدُ حَبيبـاً نَفسَـهُ لَيـسَ مِلكَهُ = وَلكِنَّهـا مِلكٌ لأَهلي وَجـارِيـا
رَحيـمٌ عَلى أَرحامِـهِ مُتَواضِعٌ = عَزيزٌ عَلى الباغينَ وَالمَهرُ غالِيا
فَمَهري رِقابُ البَغيِ تَحتِ أَخامِصي = وَيَومَ زِفافي ثَغرُهُمْ لي حِذائِيـا
أَمُنتَظَـرٌ إِنّي انتَظَـرتُكَ قادِمـاً = تُبيدُ دُجى الدَّيجورِ فَوقَ فُؤادِيـا
أَمُنتَظَـرٌ إِنّي ارتَقَبتُكَ وَالضُّحى = تَرانا بِعَينِ النَّسرِ في الجَوِّ عالِيا
فُجِعتَ لِما نَشكو مِنَ الجَورِ وَالضَّنى = وَمِنْ سوءِ ما نَلقى بِأَيدي الجَوارِيا
صَفَعتَ جَبينَ البوشِ قُدّامَ نَسـلِهِ = حِذائُكَ هـذا يَسـتَحِقُّ التَّهانِيـا
إِهانَـةُ وَجهِ البوشِ تَمريغُ أَنفِـهِ = أَمانٍ زَهَـتْ بَعدَ انعِدامِ رَجائِيـا
حِذائُكَ في وَجـهِ الكِلابِ كَبيرَةٌ = تَنـالُ عَلَيها جَنَّـةَ الخُلدِ ناجِيـا
لأَنَّكَ وَجْهَ العِـزِّ نَضَّرتَ وَجهَهُ = وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَكْ غَيْرَها كانَ كافِيا
حِذائُكَ وَيلٌ فَالشَّيـاطينُ أَبلَسَـتْ = وَبوشُ انحَنى ذُلاً أَمامَكَ خابِيـا
أَمُنتَظَرٌ وَالنّاسُ صِرتَ مِثالَهُـمْ = زَئيرُكَ لَيثـاً حَوَّلَ الذِّئبَ واوِيـا
أَمُنتَظَـرٌ كـانَ الحِـذاءُ إِهانَـةً = لِكُلِّ خَسيـسٍ يَرتَضي البَيتَ نادِيا
حِذائُكَ في الحُسبـانِ طَوْدٌ مُبَجَّلٌ = وَذِكراهُ وَسْـمٌ في مَناخيرِ غافِيـا
حِذائُكَ في الوُجدانِ ذِكرى عَزيزَةٌ = نُباهي بِها وَجـهَ الزَّمانِ تَباهِيـا
حِذائُكَ في الميزانِ قَصرٌ بِمَنْ بِهِ = وَذِكراهُ تُخزي عَينَ كَلبٍ وَجانِيا
حِذائُكَ عِندَ العُربِ جَيشٌ مُجَحفَلٌ = وَمَـرآهُ رَدّاعٌ لِمَنْ جاءَ غازِيـا
رَجَمتَ بِهِ وَجهَ الدَّنـاءَةِ جَهْرَةً = فَإِكمالُ يَومِ الرَّجْمِ فيكَ عِراقِيـا
فَفي مَكَّةَ الغَرّاءِ رَجْمُ كَبيرِهِـمْ = وَفَوقَ بِلادِ النَّخلِ رَجْمُ البَواشِـيا
أَمُنتَظَـرٌ أَنتَ العِراقَ شُـموخُهُ = دِمائُكَ كَالنُّعمانِ أَنْ كانَ قـانِيـا
عَبَرتَ إِلى المِحرابِ لِلّهِ ساجِداً = جَوازُ صَلاةِ المَرءِ إِنْ كانَ حافِيا
تَعَثَّرتَ بِالشَّيطانِ يَجثُمُ في الحِمى = رَأَيتَ وَراءَ البابِ بَشبوشَ جاثِيـا
فَأَلقَمتَهُ النَّعلَينِ مِنْ بَعدِ خَلعِهـا = فَوَلّـى ذَليلاً غَيـرَ هَذا مَكانِيـا
مَكاني هُوَ النِّسيانُ لَيتي أُصيبُهُ = فَحَسبي حِذاءَ الرَّجمِ صارَ كِسائِيا
عَزاءٌ لِصَدري لَمْ تُخَرِّقهُ طَلْقَةٌ = وَشُـكراً لِحَظٍّ حافِظٍ لي حَياتِيـا
مَكانَكَ قَعرَ النّارِ تَصلى جَحيمَها = مَقـامٌ حَقيـرٌ يا كَبيرَ الزَّوانِيـا
حِـذاءٌ أَراهُ اليَومَ أَحلى قَصيدَةٍ = لأُنثى حَصانٍ تُهلِكُ الوَغدَ صادِيا
لِذلكَ أَشـفَتني مَهـانَةُ بوشِـهِمْ = وَأَسعَدَني مَنْ كانَ في البوشِ قاضِياالطالبـة : لينـا إسماعيل مطـاوع