المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما مشكلة العرب أيها العرب؟!



عامر العظم
19/12/2008, 11:08 PM
ما مشكلة العرب أيها العرب؟!
ندوة دولية لكبار المثقفين والأكاديميين والمفكرين...


أينما ذهبت وقرأت وقابلت، تجد العربي يشكو ويتذمر ويتأفف ويتعفف ويتكلف ويتزلف! كل يندب ويلطم ويلعن ويرجم!

عندما تسأله: لماذا لا تبني أو تتحرك أو تتفاعل أو تغير واقعك أو تتفاءل أو تضي شمعة أو تبادر أو تحاول، يسوق إليك ألف سبب ومصيبة وكارثة! وإن كنت موسوسا أو مترددا أو تائها أو سطحيا، تنهار من أصحاب الوجوه المكفهرة الصارمة! الإنسان العربي باختصار مكفهر متشائم متذمر مزمجر غير مرح وغير مريح طوال الوقت...الشكوى والتذمر والتقوقع أمراض عربية بامتياز!

• لماذا الإنسان العربي جامد كالصخر؟!
• لماذا هو عابس مقطب حاجبيه دائما؟!
• لماذا تشعر أنك تتحدث مع غوريلا أو صنم عندما تتحدث إلى "مثقف أو "مبدع"؟!
• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه مصبوغ بعناية؟!
• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه منفوخ بثاني أوكسيد الكربون؟!
• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه محشو بزفت؟!
• لماذا تشعر أنه مصنوع من شمع قابل للذوبان من أول مصيبة أو عاصفة؟!
• لماذا تصاب بجلطة عند مقابلة أو محاورة من يسمون أنفسهم "مثقفين أو مبدعين أو أدباء"؟!
• لماذا يقعقعر "المثقف العربي"؟!
• لماذا الشخصية العربية هشة؟!
• ما مشكلة العرب أيها العرب؟!

غالب ياسين
19/12/2008, 11:26 PM
قال رئيس الأرجنتين قبل سنوات على إثر عزم بريطانيا محاربة بلاده بشأن جزر الفوكلاند أنه ليس عربيا. بمعنى أن بريطانيا لا تخيفه وأنه عازم على المنازلة ولن يتصرف كما يتصرف العرب من حيث شكاواهم المستمرة للأمم المتحدة وتراجعهم في ميدان القتال. لا يختلف هذا القول كثيرا عن عبارة تم تردادها من قبل بعض العرب مؤخرا تقول "لو كنا صينيين"، إشارة إلى ما جرى بين الصين والولايات المتحدة بشأن طائرة التجسس وإصرار الصين على اعتذار أمريكي من أجل تسريح الجنود الأمريكيين المحتجزين. صدرت العبارة الأولى عن أجنبي وتصدر العبارة الثانية عن عرب ولكنهما لا تختلفان كثيرا في الدلالة السياسية والتاريخية على الرغم من أن الدلالة النفسية مختلفة.
عكست عبارة رئيس الأرجنتين كما تعكس عبارات مماثلة تتردد على مسامعنا من غير العرب نظرة شبه عالمية تجاه العرب وهي لا تعبر عن كثير من الاحترام وتحوي معاني كبيرة من الاستهتار. إذ يبدو أن العالم لا يأخذنا مأخذ الجد وتكونت لدى العالمين انطباعات عنا غير مريحة وبعيدة عن التشريف، وكما قال لي أحد الأجانب يوما أن ما يسمعه العرب ليس بدقة ما لا يسمعوه، وأنهم مادة للتندر ومضرب المثل في غياب الشجاعة والحكمة وحسن التدبير. ربما، حسب خطابه لي، تسمعون عبارات مخففة بهدف المجاملة وتخفيف الوطأة ، لكن الصورة الحقيقية التي كونها الناس العارفون بأوضاعكم أقبح بكثير من التي يتم نقلها مباشرة إليكم، وإذا كنتم معنيين في تصحيح أوضاعكم من خلال معرفة الحقائق ما عليكم إلا أن تجندوا بعض الباحثين الصادقين ليجمعوا لكم معلومات حول ما صنعتموه بأيديكم.
من المحتمل أن حديثه جدي وصادق في ضوء بحث كنت قد شاركت به أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية وكان متعلقا بصورة العرب واليهود لدى مدرسي مادة التاريخ في المدارس الأمريكية. كان السؤال الموجه للمبحوث حول أول ما يقفز إلى ذهنك عند ذكر كلمة عربي وكلمة يهودي. بشأن العربي ذكر المبحوثون عبارات غير طيبة مثل: جبناء، مهزومون، يشربون النفط، يبحثون عن النساء، أصحاب سلوك شاذ، الخ. أما بخصوص اليهود فكانت الردود مختلفة تماما. هذه الانطباعات لا تختلف كثيرا عن المزاج العام الذي يحكم سؤالا يوجه إلى العربي من قبل شخص من نيبال أو ناميبيا أو بولندا ويستفسر عن سر هزيمة العملاق العربي أمام العصفور الصهيوني، أو عن سر وجود دول عربية كثيرة على الرغم من قلة عدد سكان أغلبها، أو عن عدم استغلال الثروات العربية من أجل البناء والتقدم. وتزداد دهشة الإنسان العالمي المتفرج عن بعد عندما يعلم أن بعض الدول العربية تتلقى مساعدات مالية واقتصادية من أمريكا أو دول أوروبية أو اليابان، وأن العديد منها غارق في الديون، أو عندما يعلم أن العرب يعتمدون في أغلب غذائهم على الاستيراد. باختصار، إن كنت أيها العربي نشيطا وترغب في رفع اسم الأمة عاليا فإنك ستجد أمامك تركة هائلة من الانطباعات القاسية تحول بينك وبين النجاح وممزوجة بعدم قدرتك على تغيير الأوضاع في وطنك الكبير أو حتى في إقطاعيتك الصغيرة.
من المفروض أننا غير مفاجئين بهذا لأننا نحصد ما زرعنا. هذا ما تمخض عما قمنا به أو لم نقم به، ولا يقفز أحد عن حقيقة أنه لا يستطيع أن يحصد أكثر مما قدم لدنياه وآخرته مهما بلغت فيه التمنيات والأوهام، ولا يتوقع شخص أن أمة تنال احتراما من الآخرين يفوق احترامها لنفسها، أو تحظى بتقدير لم تصنعه بذاتها.

لم تقتصر الأمور عند رؤية الغير للأمة، بل يبدو أن عربا كثيرين يرغبون في الفرار من جلودهم ويتمنون لو أن القدر قد عصف بآبائهم وأمهاتهم إلى مهد آخر غير المهد العربي. ليس من غير المألوف في الشارع العربي أن يسمع المرء عبارات الضيق بالذات والأمة وإلصاق صفات غير حميدة بالعرب والعروبة. ولّد سير الأمور العامة في الوطن العربي شعورا بالاغتراب والضعة حتى انفصل المرء عن ذاته وبيته وأهله وبات تحت وقع الشعور بالانسحاق واللا قيمة. إنه صاحب البيت وبيته غريب عنه والأهل ليسوا أهله ولا الناس ناسه ولا في الأمور ما هو جزء في عملية صنعها. إنه يرى شعوب الأرض متقدمة منجزة وحرة ومشاركة بينما هو تحت وطأة أثقال وأحمال تسلبه رغبته في العطاء وتحرمه من التعبير عن طاقاته وتحول بينه وبين تحقيق أحلامه وتطلعاته وطموحاته.

ولهذا ليس من الغريب أن يتمنى امرؤ عربي لو كان صينيا لما رآه من ثبات صيني في وجه الولايات المتحدة ومن عزة وكبرياء وصلابة. لم تهتز رمش الصيني، ولا الرئيس الصيني بدا عليه توتر أو أي من أفراد حكومته ولا قرر قطع زيارته للتشيلي من أجل التفرغ لأمر اعتبرته الدولة العظمى خطيرا وطارئا، ولا الشعب الصيني كان عبئا على حكومة أصرت على موقفها. حاول الرئيس الأمريكي سلوك مسلك رعاة البقر والتلويح بكلمات تخفي تحتها البأس والقوة إلا أنه انتهى إلى حال ابتلع فيها كلماته وأثار تساؤلات حول شخصه. بقيت الولايات المتحدة مؤدبة إلى حد كبير في تعاملها وبقيت الصين ذات رزانة وحكمة واتزان وانتهت الأمور إلى أن أيقنت الولايات المتحدة أن يدها هي السفلى وأن عليها أن تدفع الثمن.

لا شك أن النتيجة حتى الآن أثلجت قلوب أهل الصين، لكنها على ما يبدو أثلجت قلوب بعض العرب وكأن أهل الصين قد ثأروا للعرب، أو على الأقل أهانوا من لا يتوانى عن إهانة العرب كلما لاحت له فرصة. أظن أنه في جزء لا بأس به من الوطن العربي يود بعض الناس لو يحتفلون بمناسبة لي ذراع أمريكا ومشاركة أهل الصين غبطتهم بصورة تعبيرية بليغة.

حصل ذات مرة أن دخل عسكريون صهاينة دولة عربية، أو ضلوا الطريق حسب الرواية الرسمية، ولكن سرعان ما قامت هذه الدولة بإعادتهم إلى أهلهم سالمين وربما مكرمين. علما أن لهذه الدولة مواطنين معتقلين في السجون الصهيونية وهم يحملون جوازات سفرها. لم تطالب تلك الدولة بالإفراج عن أبنائها ولا أثارت حتى التساؤل حول مصيرهم، وربما تعتبر هؤلاء الأبناء عبئا عليها ومن الشيء المحمود أن تبقيهم إسرائيل في سجونها، وربما لو تم تسريحهم وعادوا إلى هذه الدولة لوجدوا سجنا بانتظارهم بسبب ما يشكلونه من خطر على أمن النظام حسب ما اعتجناه من تبريرات. هكذا هي المأساة في الوطن العربي الكبير حيث يتحالف بعض المسؤولين الذين قد يكونون في قمة الهرم مع العدو، ويكرهون أن يروا ابن وطنهم مسرحا من معتقل يتبع الذين لم يراعوا ذمة ولا ضميرا في قتل العرب. هذا مشهد عربي تكرر ولا أخاله يستعصي على التكرار.

لنتخيل ماذا نحن فاعلون لو أن طائرة أمريكية هبطت بدون إذن على أرض عربية. قطعا سيكون حظ أفراد الطاقم وافرا جدا لأنهم سيكرمون ويعززون أو ربما ستقدم لهم الهدايا والعطايا وتوفر لهم غرف فندقية راقية، وربما لن نكلف الولايات المتحدة عناء إرسال طائرة لنقلهم وسنتطوع لنقلهم على نفقتنا مع الشكر والحمد بأن الطائرة هبطت على أرضنا فنالنا نصيب من الشرف. ذلك لأن الكثير من التصرفات العربية مبنية على الدونية وتحت مظلة التبرير بأن الوضع سيء جدا والأخطار محدقة وأن القيادات تعمل بحكمة وتعقل حتى لا تتدهور الأوضاع بالمزيد.

فضلا عن الأبعاد السياسية تخفي التمنيات بتغيير الجلود تحتها عمق الأزمة النفسية التي يعاني منها العربي أو بعض العرب على الأقل. وهي أزمة تتمثل بصورة رئيسة فيما يلي:

أولا: عدم الشعور بأن الأمة التي ينتمي إليها تلبي له طموحاته أو أنها تسعى نحو ذلك. يحاول المرء أن يستجير بانتماءاته بغض النظر عن مستواها علها تعينه على حمل أعباء الحياة وتحقيق ما يشعر أنه يعبر عما يجول بخاطره أو يحقق له ذاته ويشعره بقيمته كعنصر هام في المجتمع وأن هناك من يهتم بشؤونه وتطلعاته.

ثانيا: التمزق ما بين الحرقة والاغتراب. المعبر عن التمنيات حول الانتماء إلى أمة أخرى غير أمته قد لا يكون كارها بالمطلق أو الأغلب للأمته، بل قد يكون متطلعا بشغف إلى عزتها ومنعتها لكنه يصطدم بواقع يحبط تطلعاته. وقد يكون أيضا واقعا تحت ثقل من الاغتراب ينسيه نفسه وجذوره ومسؤولياته فيرغمه على كراهية غيره وربما نفسه ما دامت تتقلب تحت وضع معين. وما بين الحرقة والاغتراب يبقى المرء في حصار نفسي مؤلم يقوده إلى مشاكل نفسية مثل الإحباط والقلق وما ينجم عنهما من مشاكل خاصة وعامة. ولا أظن أنه من غير المعقول القول بأن المشاكل النفسية في الوطن العربي تحظى بحيز ليس ضيقا.

ثالثا: التمزق بين الغبطة والحسد. قد يتمنى المرء لو كان في موقع شخص آخر حقق إنجازات يمكن الافتخار بها، لكن التمني قد يكون بدافع الغبطة بمعنى أن هناك سرورا لم أحرزه الآخر مع تصميم ذاتي على السير على درب الإنجاز مع بذل الجهد المطلوب، وقد يكون بدافع الحسد الذي يتمنى لو كانت إنجازات غيره له هو أو أن تزول حتى لا تكون هناك إنجازات. في الغبطة يحاول المرء أن يكبر كما يكبر غيره وفي الحسد يحاول أن يلجم التقدم حتى يكون الجميع صغارا. فأين العرب الذين يتمنون الصينية، هل هم جادون في غبطة أم أنهم ليسوا سعيدين بما كشف الصينيون من عوراتنا على الأقل أمام أنفسنا.

رابعا: الهروب من الذات الفردية والجماعية بدل الإصرار على التغيير الذي ينقل الذات درجات إلى الأمام. هذه مشكلة كبيرة في الشخصية العربية الآن وهي تتمثل بعدم الإصرار على الموقف أو القيمة أو المبدأ. نجد كثيرين يمجدون الحرية لكنهم غير مستعدين لرفع إصبع دفاعا عنها، وكثيرين ينقمون على التحذلق والنفاق لكنهم لا يدخرون جهدا في أن يكونوا منافقين. وبدل أن يلجأ المرء إلى معالجة الأمور بالمواجهة والإرادة الصلبة يحاول الهروب محملا المسؤولية لآخرين أو لظروف يصفها بأنها فوق الطاقة.

هذه مشكلة يمكن لمسها ببساطة في الشارع العربي خاصة لدى الشباب الذين يفكرون بالهجرة ويتمنون فتح أبواب الدول الأوروبية والأمريكية وأستراليا أمامهم. إنهم يتأففون من الحياة بنظمها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويودون التخلص من هموم يرون أنها كوابيس تحول بينهم وبين تحقيق الذات والبناء الشخصي والمشاركة العامة. ويبدو أن هؤلاء الشباب لم يتلقوا تربية الإصرار على التغيير وإنما عدم المقاومة ة واللجوء. بل أن التربية العربية تجنح نحو التغيير القلبي ويصعب أن تتطور إلى الفعل الذي يتمحض عنه تغييرات مادية ملموسة تغير الأمور إلى ما هو أفضل، وهناك في التراث التربوي ما يدعو إلى الاستكانة والقبول بما هو قائم مع عدم نسيان الدعوات من أجل تغيير الحال بما هو أفضل.



مشكلة الإنسان هي الأعظم في الوطن العربي وكل المشاكل مرتبطة بها ذلك لأن عجز الإنسان أو اغترابه أو شعوره بالضعة والهوان يعرقل حتما مواجهة التحديات ومعالجة الهموم ويقف في وجه التقدم والبناء. الإنسان الحر هو الإنسان المبدع وهو القادر والمعطاء، أما غير الحر أو المقهور فلا يملك أن يحرر ذاته وهو أعجز من أن يحرر غيره أو أرضه أو ثرواته. حتى نكون قادرين لا مفر من القضاء على الاغتراب الإنساني وذلك باتخاذ السياسات التربوية التي تعزز الانتماء والارتباط بالوطن والأمة والإصرار على الحقوق. وربما تستحق هذه المسألة مؤتمر قمة لأنه لا حل لمشاكلنا ما دامت مشكلة الإنسان قائمة. وبالتأكيد ستبدأ همومنا بالانهيار إذا قرر القادة العرب أن القمة القادمة ستكون قمة المحافظة على كرامة الإنسان وتعزيز مشاركته العامة في اتخاذ القرار والتنفيذ. وعندها سنجد أنه من الصعب أن يتمنى المرء ألا يكون عربيا.
http://www.sattark.com/chainese.htm

حسين الصّدّيقي
20/12/2008, 12:05 AM
الأستاذ الفاضل عامر العظم بارك الله فيك..

هذه أول مرّة أحاول أن أكتب في موضوع يفتتحه أستاذنا عامر العظم..

وعندما قرأت تساؤلاتك المريرة.. وحين بدأت بالكتابة قرأت أعلى لوحة الكتابة الآية الكريمة :

*=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===*

ثمّ خطر ببالي تشخيص الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لجميع أمراض المجتمع العربي ..

(( كنّا عرباً أذلاّء .. فأعزّنا الله بالإسلام .. فمهما ابتغينا العزّة بغيره أذلّنا الله ))

وعذرا منك أستاذي .. فلست أقدر على إضافة حرف على حكمة الفاروق..

حيّاك الله ووفقك في طريق الخير والإخلاص..


الفقير

حسين الصّدّيقي

ابراهيم ابويه
20/12/2008, 12:21 AM
للإستئناس ،هذا رابط موضوع "فوضى الإنسان العربي" للدكتور محمد إسحق الريفي.http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=35131

عمر أبو حسان
20/12/2008, 12:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المجاهد عامر العظم حياك الله !
سؤالك خطير ,بل ربما هو أخطر سؤال اطلعْتُ عليه ,من أسألتك التي تطرح الرأس أحياناً, و أحياناً تضمد جروحه الكثيرة.
ما مشكلة العرب أيها العرب؟! أرى في السؤال أكثر من معنى , فهو تشخيصي تحليلي و استنهاضي , و لكن جوهره فلسفي بحت , للحقيقة أنا لم أتخصص يوما بعلم الفلسفة ,و لكن العلوم جميعا تقر, أنّ الرد عن أي سؤال يبدأ بتحليل معطياته و ظروفه (التاريخية و الجغرافية في حالنا هنا),و لذلك فأني سأحاول تحليل السؤال من الناحية الفلسفية :
ما مشكلة العرب أيها العرب؟!
هناك مشكلة, و هناك عرب لديهم مشكلة, و هناك عرب لديهم القدرة على تشخيص المشكلة (و هذا لايعني أنهم قادرون على إيجاد الحل-الدواء-) هل هذا ماكنت تعنيه بسؤالك؟

د. محمد اسحق الريفي
20/12/2008, 12:59 AM
أخي الأستاذ العظم،

بالنسبة لي؛ الوقت متأخر الآن، ولذا سأحاول الإجابة غدا، لأن الأسئلة صعبة وتحتاج إلى تفكير، علماً بأنني أحب بعض هذه الأسئلة.

تحياتي واحترامي

عبدالرؤوف عدوان
20/12/2008, 02:33 AM
أخي عامر أشكركم وأجيب دون مقدمات:

• لماذا الإنسان العربي جامد كالصخر؟!
لأنَ يده كفت (بضم الكاف) ولسانه أخرس (بضم الألف) وإذا طالب بحقوقه سجن

• لماذا هو عابس مقطب حاجبيه دائما؟!
- يفكر بلقمة عيشة ومايحل بإخوانه العرب من نكبات. إلاَ أن تقطيبته وتكشيرته سادها شيء من الكوميديا-الجدية هذه الأيام بعد عملية القذف التي رفض الحذاء فيها أن يمس وجه من تسبب بالنكبات العالمية والعربية خلال السنوات الثماني الأخيرة.

• لماذا تشعر أنك تتحدث مع غوريلا أو صنم عندما تتحدث إلى "مثقف أو "مبدع"؟!
- لأنه أجبر أن يكتب واقفاً ووفقاً لما يملى عليه فابتعد عنه الإبداع

• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه مصبوغ بعناية؟!
- أتعني وجه المثقف أم المثقفة، والمبدع أم المبدعة؟

• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه منفوخ بثاني أوكسيد الكربون؟!
- التلوث البيئي والفكري والقهري ياصاحبي هو السبب حسب علمي

• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه محشو بزفت؟!
- لأنه أصبح كطريق مسفلت جاهز لتسير عليه الظروف القهرية

• لماذا تشعر أنه مصنوع من شمع قابل للذوبان من أول مصيبة أو عاصفة؟!
- لأنه ألف الغنج والدلال والتسويف والتبجيل والتكريم والتعظيم

• لماذا تصاب بجلطة عند مقابلة أو محاورة من يسمون أنفسهم "مثقفين أو مبدعين أو أدباء"؟!
- لأنهم ألفوا اللف والدوران حول نفس المحور وفي نفس المركز

• لماذا يقعقعر "المثقف العربي"؟!
- أهو فعل مشتق من القعر أو التقعقر؟ أم تقصد: (أسمع جعجعة ولا أرى طحناً)

• لماذا الشخصية العربية هشة؟!
- لتتناسب مع كل الظروف وتتعامل مع كل المعطيات وتعيش في كل الأجواء.

• ما مشكلة العرب أيها العرب؟!
- من قال أنَ العرب عندهم مشكلة بعد التأريخ العربي الجديد الذي بدأ بالحذاء الزيدي المنتظر.

عبد الرؤوف عدوان
دمشق - بلاد الشَام العربية

ناصر عبد المجيد الحريري
20/12/2008, 05:59 AM
الأستاذ العامر دائما : عامر العظم :
أسئلتك المطروحة للنقاش أشعر أنها سكين يقطع في أحشائنا ، لأننا ما فكرنا للحظة بسؤال كهذا .
كل ما كنت أفكر فيه سابقاً هو ( لماذا نحن هكذا أيها العرب ؟ ) .
قرأت بتمعن ما أورده أستاذنا الجليل غالب ياسين و لا أستطيع أن أزيد على ما تفضل به ، فقد أعطى صورة واقعية للعرب ولما نعانيه وماهي نظرة الآخرين لنا .
كما اتفق مع جميع الاخوة الكرام فيما طرحوه .

ياسر طويش
20/12/2008, 12:18 PM
أنا أجيبك ياعمي الغالي على قلوبنا جميعا يا أستاذ عامر العظم وعلى لسان والدي ومعلمي وصديقي وحبيب روحي أبي الرائع ياسر طويش الذي خطفتموه منا وهو بيننا

وبإختصار شديد وجواب واحد على جميع أسئلتك
لأنهم ناموا على ضيم وهم مستيقظون وآخوا الذل والهوان والجبن وفقدوا الحياء والنخوة والكرامة وإغاثة الملهوف فلا تسأل عن السبب ولاتتعجب ولاتتعب العرب عشعش فيهم الدرن وماتت بقلوبهم القيم ويشمئز منهم ومن خنوعهم وانحطاطهم حتى القرف والجرب .
فاعذر جرأتي ياعمي الغالي ياأستاذ عامر
والدي مشغول الآن بوفاة خالي
ويقوم بالواجب
ابن أخيك المحب

علاء ياسرطويش
ملاحظة اعذرني ياعمي الغالي
وليعذرني أبي
وليسامحني ربي
فسامحوني دخلت باسم أبي
سامحوني

ابراهيم ابويه
21/12/2008, 02:13 AM
أنا أجيبك ياعمي الغالي على قلوبنا جميعا يا أستاذ عامر العظم وعلى لسان والدي ومعلمي وصديقي وحبيب روحي أبي الرائع ياسر طويش الذي خطفتموه منا وهو بيننا

وبإختصار شديد وجواب واحد على جميع أسئلتك
لأنهم ناموا على ضيم وهم مستيقظون وآخوا الذل والهوان والجبن وفقدوا الحياء والنخوة والكرامة وإغاثة الملهوف فلا تسأل عن السبب ولاتتعجب ولاتتعب العرب عشعش فيهم الدرن وماتت بقلوبهم القيم ويشمئز منهم ومن خنوعهم وانحطاطهم حتى القرف والجرب .
فاعذر جرأتي ياعمي الغالي ياأستاذ عامر
والدي مشغول الآن بوفاة خالي
ويقوم بالواجب
ابن أخيك المحب

علاء ياسرطويش
ملاحظة اعذرني ياعمي الغالي
وليعذرني أبي
وليسامحني ربي
فسامحوني دخلت باسم أبي
سامحوني

العزيز علاء شبل زميلنا ياسر ،تعازينا الحارة وإنا لله وإنا إليه راجعون .تغمد الله خالك برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه.
أما دخولك باسم أبيك ،فلم يات من فراغ ،بل هو غيرة ونار تتأجج في صدرك عما وصلت إليه أحوالنا في هذا الزمن الرديئ.
نعم ،كلامك صحيح وفيه همة الشباب واندفاع الأبطال ، ونحن كما تعلم ،لم نستطع التخلص من إرث الماضي القريب ،وسلمنا مصيرها للجزارين وبائعي الدم والضمير.
ولا بد أن أقول لك بهذه المناسبة أننا لم نخطف أباك ،بل هو من خطف قلوبنا وجعلنا أسرى في سجون كلماته التي تقطر عسلا صافيا وحكمة مغلفة بسلوك عربي أصيل:)فلا تحزن عليه،فقد وجد ضالته أخيرا كمت نحن.
تحياتي إليك وغبطتي بأبيك الذي تكن له مشاعر جياشة ومفعمة بالحب والتقدير.

أحمد الفهد
21/12/2008, 11:30 PM
"ما هي مشكلة العرب؟"
أخي العزيز عامر،

أشارككم الحديث كواحد من ثلاثمائة مليون مالك لهذه المشكلة وقد حاولت أن أقف على مكان مرتفع من الذاكرة لأطل على آخر 700 إلى 1000 سنة من تاريخ هذه الأمة، أي منذ غاب الفعل والعقل العربي عن الساحة ودخلا في نفق مظلم طويل. ألف سنة: فتن تلد فتن؛ استعمار يرث استعمار؛ وقضم يعقبه ضم؛ وانتداب يتلوه احتلال؛ ومؤامرة تمسك بيد مؤامرة...
ثم ماذا؟..
في غياب الحارس الأمين، يستغل الأعداء دخولنا في النفق المعتم الطويل فيتم تزييف كل شيء: السير والحديث والتاريخ والرجال والمعاني والقصص، ويتم دس السم البطيء في بطون كتب التاريخ التي صارت مراجع يُعتد بها؛
ثم ماذا؟...
غياب كامل وتهميش وإلحاق للعربي في العصر "القومي التركي" من الحكم العثماني. في هذا العصر تفشت قيم التسلط والأنانية والانهزامية والانتهازية في صفوف الشعب العربي نتيجة المصاعب الهائلة والفقر والأمية؛
ثم ماذا؟...
استعمار أوروبي خبيث ودموي يتقاسم الوطن ككعكة عيد، ثم يتلوه آخر أمريكي-صهيوني يسلب فلسطين منا ويعمل على شل حركة وإرادة الأمة وكشف ظهرها بالكامل؛
ثم ماذا؟...
تتلاحق المحاولات العربية الفاشلة للنهوض، وينجم عن ذلك، تعاظم الإحباط وخاصة في ظل استعذاب البعض منا نبش القبور وتصفية الحسابات والبحث في الأوراق الصفراء وتشويه الشخصيات وتسفيه الكبار مما أسهم في بث الروح الانهزامية وفقدان الثقة؛
ثم ماذا؟...
الحرب على العراق "والإرهاب" والفوضى الخلاقة وصدام الحضارات والعولمة، وكلها كانت تعني بالنسبة للعربي تكاثر الأعداء وتحالفهم وتكالبهم عليه. إن إلقاء نظرة فاحصة -قليلاً وليس كثيراً- على عدد وجنسية السكاكين التي سُحبت على الجمل العراقي في عام 2003 تنبئك بعدد الأعداء، وعدد أصدقاء هذه الأمة ـ إن وجدوا، وتنبئك بما هو مستهدف فينا.

اختلاط المفاهيم ضمن شخصية قومية مثخنة بالهزائم والمؤامرات والمحن ومسربلة بالأحزان والدموع هي الترجمة الدقيقة لهذه الحقبة الطويلة من التناوب على الشخصية العربية بالعدوان والتشويه والتزييف على يد أعداء حين تتأمل خبثهم لا يتطرق إليك شك أنهم يجالسون الشيطان فيخرج وفي جعبته أفكار جديدة. وحصيلة هذا التناوب والتدمير المنظم: انقسام وتشطي وتفتت: انفصام على مستوى النظام والمؤسسة والفرد.
وعندما عدت بتفكيري إلى سؤالك في الزمن الحاضر مرة ثانية "ما هي مشكلة العرب؟" تأملت الأمم التي صعدت وهبطت: اليونانيون، الرومان، الفرس، البريطانيون الذين كانت لا تغيب عن إمبراطوريتهم الشمس وتكاد اليوم لا ترى ضوء الشمس، والألمان والفرنسيون... لم هم ليسوا في حال كحالنا؟ ما الفرق بيننا وبينهم؟
والجواب: الفروقات كثيرة، وأغلبها في صالح تلك الأمم، ولكن الفرق الحاسم بيننا وبينهم أننا أمة شاءت السماء أن يكون لها دور في الأرض، هو هذه الرسالة المكتوبة باللغة العربية والحبر والدم العربيين؛ هي هذا الدين الذي ارتضاه الله ديناً نهائياً للبشرية.
سواء أكنا في القمة أم في القاع، هذه الرسالة قدرنا الذي لا مفر منه. وهذا بحد ذاته يشكل عبئاً نفسياً على أبناء الأمة في حالة القصور.
وبالنسبة للعالم من حولنا، نحن إن لم نكن خطراً قائما في صحوتنا فنحن خطر كامن في غفلتنا. لهذا فإن مواجهتنا معهم لا تنتهي بانتصارهم العسكري علينا، بل إنهم يسهرون بعدها على بقائنا محطمين. لهذا يرسلون حاملات طائراتهم والجيوش الجرارة حتى تظل جيوش العرب عالقة في مرحلة الخردة العسكرية.

مهما يكن من ضعف منا وتهاون ونكوص وانهزامية...
ورغم كل الحقائق التي تلقي بظلها الثقيل على تفكيرنا وتخطيطنا وفعلنا، هناك حقيقة ثابتة هي أننا أمة لها دور ... وتحمل بين أشلائها الممزقة مشروعاً كبيراً ... إن المهمة على المثقف عسيرة للغاية، والجيل الذي سيختار طريق الحل هو الجيل الذي سيعمل على تنفيذ المهمات التالية:

- كخطوة أولى وأساسية، تنظيف فكرنا وتاريخنا من النفايات والسموم التي دُست فيه في مرحلة النفق الطويل المعتم تنظيفاً نهائياً.
- تدريس التاريخ بناء على ما تتوصل إليه عملية التطهير أعلاه وبما ينسجم الأصول العملية والدقة.
- تكريس الاعتزاز بالانتماء إلى هذه الأمة والتوقف عن تمزيق ما تبقى من أملها ونفسيتها وثقتها بقدراتها، والتمسك بقيمها الأصلية ومكارم الأخلاق.
- إتقان العمل والتحلي بروح المسؤولية فيه وقيم الدقة وروح الفريق والتحسين المستمر. فالمستوى المهني العربي مزرٍ وهو واحد من أهم أسباب تأخرنا وتخلفنا وإحباطنا. وهو بالمقابل عامل فعال في نهضتنا وتغيير حالنا. وتحت هذا البند يمكن كتابة مجلدات.
- تربية الأبناء على أخلاقيات العمل والصدق واحترام حقوق الآخر وروح الجماعة. إن ثقافة "الآخر" في تربيتنا مريعة: فالآخر ليس إلا ذلك "الشخص الذي ينافسك على كل شي: الزعامة والمخترة والوظيفة والعلاوة وموقف السيارة والدور في الطابور والعلامة المدرسية ومقعد الدراسة في الجامعة، وهو الشخص الذي عليك أن تتغلب عليه وتوقفه نموه وتقصيه من طريقك."

والله الموفق،
أحمد

كمال دليل الصقلي
22/12/2008, 12:00 AM
ما مشكلة العرب أيها العرب؟!
ندوة دولية لكبار المثقفين والأكاديميين والمفكرين...


أينما ذهبت وقرأت وقابلت، تجد العربي يشكو ويتذمر ويتأفف ويتعفف ويتكلف ويتزلف! كل يندب ويلطم ويلعن ويرجم!

عندما تسأله: لماذا لا تبني أو تتحرك أو تتفاعل أو تغير واقعك أو تتفاءل أو تضي شمعة أو تبادر أو تحاول، يسوق إليك ألف سبب ومصيبة وكارثة! وإن كنت موسوسا أو مترددا أو تائها أو سطحيا، تنهار من أصحاب الوجوه المكفهرة الصارمة! الإنسان العربي باختصار مكفهر متشائم متذمر مزمجر غير مرح طوال الوقت...الشكوى والتذمر والتقوقع أمراض عربية بامتياز!


• لماذا الإنسان العربي جامد كالصخر؟!
• لماذا هو عابس مقطب حاجبيه دائما؟!
• لماذا تشعر أنك تتحدث مع غوريلا أو صنم عندما تتحدث إلى "مثقف أو "مبدع"؟!
• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه مصبوغ بعناية؟!
• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه منفوخ بثاني أوكسيد الكربون؟!
• لماذا تشعر أنك تتحدث مع وجه محشو بزفت؟!
• لماذا تشعر أنه مصنوع من شمع قابل للذوبان من أول مصيبة أو عاصفة؟!
• لماذا تصاب بجلطة عند مقابلة أو محاورة من يسمون أنفسهم "مثقفين أو مبدعين أو أدباء"؟!
• لماذا يقعقعر "المثقف العربي"؟!
• لماذا الشخصية العربية هشة؟!
• ما مشكلة العرب أيها العرب؟!

شكرا أخي الكريم عامر العظم على طرحك لهذه الأسئلة التي تجعل قارءها يشعر بالأسى والحسرة على واقعنا المتردي وأحوالنا ونفسياتنا...أشاطرك أخي تساؤلاتك التي وصفت من خلالها الإنسان العربي ككائن دائم الشكوى والتذمر...
وأعتقد أن الإنسان العربي ما كان ليكون على هذه الصورة التي رسمتها، لو تمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء ليعز العرب بعد أن كانوا أذلاء.
أملي أن تكون تساؤلاتك عبارة عن مثيرات ودوافع لإستنهاض الهمم ودعوة للرجوع إلى ديننا والعمل بمقتضياته الصالحة في كل زمان ومكان.
تحياتــــــــــــــــــــــي.

الدكتور شاكر مطلق
22/12/2008, 09:37 PM
تحياتي واحترامي لكم جميعاً.
المشكلة تكمن - حسب ما أظن - في كوننا لا نزال نحيا في زمن " الفتنة الكبرى " ، ورحم الله العبقريّ طه حسين.
د.شاكر مطلق