البشــير رويني
22/12/2008, 08:10 PM
- نصوص حرة -
ملاحظات عربية (خلـّوا العربْ تغني ..خلّوا العربْ تحبْ !!)
(خلّوا العربْ تحبْ !!)
من يوميات عربي تائه..
يبحث عن موّال عربي أصيل!!
هناك ملاحظة لست ُ أول من لا حظها: كل عربي يغني اليوم يطلب من القاعة ان تردد معه وتتفاعل مع أغنيته حتى و إن لم تكن في المستوى. يطلب نعم وليس يؤثر!!. يطلب ويلحّ فيستجيب الجمهور تحت الإلحاح اللجوج للمطرب والكاميرات.
ما أعرفه أن العمالقة لا يغنون قبل ان يهدأ الجمهور وينغمس فيهم ويرحلون به بعيدا في سماء الابداع الخلاب.
أن يردد معك الجمهور اليوم ويحرك رجليه وخصره هو الضمان الوحيد لتفاعله مع اغنيتك حتى ولو كان سينساك وينسى الاغنية بعد دقائق.
و إذا قلبنا المـــرآة ، فهنا بالضبط دليل العلاقة الواهية بين المغنى والجمهور. فالإيقاع في الاخير ليس مسألة رِجل وخصر!!
***
مرة رأيت ُ فرنسيًا يستمع باهتمام الى فيروز. لم يكن الرجل يعرف لغة عدنان وقحطان ولكن ملأه الطربُ الاصيل فرحل في فضاء الابداع الخالد. ولمزيد من الدهشة لي قال إنني أمتلك كل سيديهات هذه المرأة المطربة المتميزة.
تذكرتُ في الحين الفرنسي الآخر الذي سافر إلى الشام ليؤسس فرقة غناء عربي أصيل، ولله في خلقه شؤون!
***
وتذكرتُ ديغول، ولم يكن ديغول واحدا من اكبر الرؤساء في تاريخ فرنسا فحسب، فمؤسس الجمهورية الخامسة كان أديبا خطيبا مفوها، وكان ذواقة ً بدعًا بين الناس.
وعندما قفلتْ كوكبُ الشرق السيدة أم كلثوم عائدة الى مصر بعد حفلاتها في باريس، راسلها شخصيأ مهنئًا و معترفا لها بموهبتها وبراعتها وقوتها وقوة الثقافة التي تمثلها وتحملها.
***
مرة رأيتُ شخصًا مصريًا يدندن بأغنية حديثة فوق اللزوم، سألتُه فقال ان صاحبها هو كورتيس ( او كما قال هو!). لم أبحث لأني لا أبحث في الفن إلا عن ما يهزني هزًا..
قلتُ : أينك يا كنانه؟
و أين أم كلثوم كوكب الشششششششششششششششششششششششششششششششششششرق و كوكب الغرب..
وكوكب كل الكواكب!
وأين عبد الوهاب وعبد الحليم وفايزة وفيروز و ورده و وديع وو..
يا ناس : نحن من علمنا العالم كيف يغني وكيف يفرح..
يا ناس: رفقًا بقلوبنا المرهفة..
***
مرة رأيتُ شخصًا سوريًا يغني الجاز.. وبصراحة شعرتُ بإحباط وغضب شديدين... حتى أنتم يا أهل سوريا العامرة!!
أنتم أكبر من كل جاز وغاز وخازبـــاز..
أنتم خلقتم الفن .. فلماذا هذا الاستفزاز؟!!!
...
والتفت ّ ُ وحيدًا الى الجدار القريب، أقدمُ خالص اعتذاري الحار لصباح فخري والشيخ محمد شكور...(وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم!!).
***
مرة رأيت ُ رجلا عربيًا نسي عمامته وهو ينفق بسخاء باذخ في أحد الفنادق الفخمة عسى يقال عنه أنه أمير عربي فاره أمام تلك الراقصة القميئة القادمة من فقر القوقاز..
قلتُ: لا يا رجل .. ما هكذا غنىّ جدك حاتم ، وما هكذا اصول الكرم الحاتمي ، ولا تلك تعاليم الحاتمية ..
..
وقلت ُ : لا تبذرْ ذوقــَك كما لا تبذرْ مالك!!
وقلتُ: (إن المبذرين كانوا إخوان ...).
***
الندوة التي انعقدت هذه المرة ليست بأحسن من أخواتها السابقات .. اجتمع المحفل العامر لمناقشة حال الاغنية ..
أكلوا ، غنوا، ناموا، اتهموا، التهموا، استهموا، وحكـّوا (استــ)همُ (!).
النتيحة التي وصلوا اليها بعبقريتهم العجيبة : الاغنية العربية في مأزق.. ها ها ها.. سا دتي نحن نعرف هذا قبل اجتماعكم.. نحن نريد الحل، نريد المخرج!
قال أحدُ الماكرين : يجب استدعاء خبراء أجانب لفهم الامر..
قلت ُ في نفسي : اذا جاء الخبراء جاءت معهم كوندوليزا رايس وآلاف التُهم والدسائس..
..
وصرختُ وحدي كالمجنون: يا ناس.. (خلوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!).
***
(دق..دقْ !
قرْ..قبْ!!
دشْ..دِشْ..
طبْ..طبْ !!)
..
لحنُ الضجيج على قلب ٍ خربْ !!
يا ناس ُ حيّ على الطربْ !!
***
أكادُ لشدة القهر..
أظنُ القهر َ في أوطاننا..
يشكو من القهر ِ (أحمد مطر)
و أكتبُ شعري..
عسى شعري يهربُ من عمري..
إلى عمر ٍ.. أفضل من عمري !!
***
يا (عودُ ) هل أنت َ من عُوّادي..
عسى أعودُ، تعود لي أعيادي..
هربَ الغناء ُ فهل أرى
الغناءَ في أصفادي؟!!!
روحي حمامة ُ ُ تطير في الفضاء، لأبعد البعاد..
روحي حمامة ُ ُ تطير في الفضاء، لأبعد البعاد..
روحي تأبى الرقصَ في الثرى وغواية الاجساد
روحي تعفّ ُ عن رميم الواقع المنــقاد !!
عسى ستسري كسيد الاسياد!
فتعرج في طهرها لأبعد الابعـــــــاد !!
***
يا آخرَ الأمطار..
هبْ لنا ٌقطرة َ غيث.
يزهر بها إنساننا..
يبدأ رحلة َ البعث ِ !!
***
يا آخرَ الأمطار..
احمل ْ ذنوبي
وذنوبَ الناس في...بلادي
ليشرق قلبي..
فيعودَ لي حبيبي!!
***
(خلـّوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!)
(خلوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!)
فالفنُ للعربْ
والذوقٌ للعربْ
والحبُ للعربْ
(خلواالعربْ تحبْ !!)
***
الله يا كرمـــلْ
يا شيحَها.. يا حرمـــــلْ!
قلبي ينبتُ في عطرك..
وقلبي هنا يذبلْ
قل لي : (شو أعملْ !!!!)
***
قل لي إذا طلوا..
قلبي لهم فَرْشُ ُ ً
أنا لهم ظل ُ !!
قل لي : متى راحوا؟
متى حلوا ؟؟
متى خلوا؟ متى أخلوا؟
***
قل لي وقد ذهبوا
هل أخرق ُ السُحُبا..
أني وقد ذهبوا!!
أني لم أعد ذهبا!!
***
يا واهبًا وهبا
هبْ لي سببا
فاطلعُ سببا
كي أرى فنًا..
أرى عربًا..
فانتشي طربا..
..
وانتشي ، وتنتشي الأرواحُ.. تلتهبْ
وتنتشي الصحراءُ .. والطربْ :
- بعد سنين الجمر والعذاب واللهبْ- :
(خلوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!)
(خلوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!)
02Octobre 2008
ملاحظات عربية (خلـّوا العربْ تغني ..خلّوا العربْ تحبْ !!)
(خلّوا العربْ تحبْ !!)
من يوميات عربي تائه..
يبحث عن موّال عربي أصيل!!
هناك ملاحظة لست ُ أول من لا حظها: كل عربي يغني اليوم يطلب من القاعة ان تردد معه وتتفاعل مع أغنيته حتى و إن لم تكن في المستوى. يطلب نعم وليس يؤثر!!. يطلب ويلحّ فيستجيب الجمهور تحت الإلحاح اللجوج للمطرب والكاميرات.
ما أعرفه أن العمالقة لا يغنون قبل ان يهدأ الجمهور وينغمس فيهم ويرحلون به بعيدا في سماء الابداع الخلاب.
أن يردد معك الجمهور اليوم ويحرك رجليه وخصره هو الضمان الوحيد لتفاعله مع اغنيتك حتى ولو كان سينساك وينسى الاغنية بعد دقائق.
و إذا قلبنا المـــرآة ، فهنا بالضبط دليل العلاقة الواهية بين المغنى والجمهور. فالإيقاع في الاخير ليس مسألة رِجل وخصر!!
***
مرة رأيت ُ فرنسيًا يستمع باهتمام الى فيروز. لم يكن الرجل يعرف لغة عدنان وقحطان ولكن ملأه الطربُ الاصيل فرحل في فضاء الابداع الخالد. ولمزيد من الدهشة لي قال إنني أمتلك كل سيديهات هذه المرأة المطربة المتميزة.
تذكرتُ في الحين الفرنسي الآخر الذي سافر إلى الشام ليؤسس فرقة غناء عربي أصيل، ولله في خلقه شؤون!
***
وتذكرتُ ديغول، ولم يكن ديغول واحدا من اكبر الرؤساء في تاريخ فرنسا فحسب، فمؤسس الجمهورية الخامسة كان أديبا خطيبا مفوها، وكان ذواقة ً بدعًا بين الناس.
وعندما قفلتْ كوكبُ الشرق السيدة أم كلثوم عائدة الى مصر بعد حفلاتها في باريس، راسلها شخصيأ مهنئًا و معترفا لها بموهبتها وبراعتها وقوتها وقوة الثقافة التي تمثلها وتحملها.
***
مرة رأيتُ شخصًا مصريًا يدندن بأغنية حديثة فوق اللزوم، سألتُه فقال ان صاحبها هو كورتيس ( او كما قال هو!). لم أبحث لأني لا أبحث في الفن إلا عن ما يهزني هزًا..
قلتُ : أينك يا كنانه؟
و أين أم كلثوم كوكب الشششششششششششششششششششششششششششششششششششرق و كوكب الغرب..
وكوكب كل الكواكب!
وأين عبد الوهاب وعبد الحليم وفايزة وفيروز و ورده و وديع وو..
يا ناس : نحن من علمنا العالم كيف يغني وكيف يفرح..
يا ناس: رفقًا بقلوبنا المرهفة..
***
مرة رأيتُ شخصًا سوريًا يغني الجاز.. وبصراحة شعرتُ بإحباط وغضب شديدين... حتى أنتم يا أهل سوريا العامرة!!
أنتم أكبر من كل جاز وغاز وخازبـــاز..
أنتم خلقتم الفن .. فلماذا هذا الاستفزاز؟!!!
...
والتفت ّ ُ وحيدًا الى الجدار القريب، أقدمُ خالص اعتذاري الحار لصباح فخري والشيخ محمد شكور...(وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم!!).
***
مرة رأيت ُ رجلا عربيًا نسي عمامته وهو ينفق بسخاء باذخ في أحد الفنادق الفخمة عسى يقال عنه أنه أمير عربي فاره أمام تلك الراقصة القميئة القادمة من فقر القوقاز..
قلتُ: لا يا رجل .. ما هكذا غنىّ جدك حاتم ، وما هكذا اصول الكرم الحاتمي ، ولا تلك تعاليم الحاتمية ..
..
وقلت ُ : لا تبذرْ ذوقــَك كما لا تبذرْ مالك!!
وقلتُ: (إن المبذرين كانوا إخوان ...).
***
الندوة التي انعقدت هذه المرة ليست بأحسن من أخواتها السابقات .. اجتمع المحفل العامر لمناقشة حال الاغنية ..
أكلوا ، غنوا، ناموا، اتهموا، التهموا، استهموا، وحكـّوا (استــ)همُ (!).
النتيحة التي وصلوا اليها بعبقريتهم العجيبة : الاغنية العربية في مأزق.. ها ها ها.. سا دتي نحن نعرف هذا قبل اجتماعكم.. نحن نريد الحل، نريد المخرج!
قال أحدُ الماكرين : يجب استدعاء خبراء أجانب لفهم الامر..
قلت ُ في نفسي : اذا جاء الخبراء جاءت معهم كوندوليزا رايس وآلاف التُهم والدسائس..
..
وصرختُ وحدي كالمجنون: يا ناس.. (خلوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!).
***
(دق..دقْ !
قرْ..قبْ!!
دشْ..دِشْ..
طبْ..طبْ !!)
..
لحنُ الضجيج على قلب ٍ خربْ !!
يا ناس ُ حيّ على الطربْ !!
***
أكادُ لشدة القهر..
أظنُ القهر َ في أوطاننا..
يشكو من القهر ِ (أحمد مطر)
و أكتبُ شعري..
عسى شعري يهربُ من عمري..
إلى عمر ٍ.. أفضل من عمري !!
***
يا (عودُ ) هل أنت َ من عُوّادي..
عسى أعودُ، تعود لي أعيادي..
هربَ الغناء ُ فهل أرى
الغناءَ في أصفادي؟!!!
روحي حمامة ُ ُ تطير في الفضاء، لأبعد البعاد..
روحي حمامة ُ ُ تطير في الفضاء، لأبعد البعاد..
روحي تأبى الرقصَ في الثرى وغواية الاجساد
روحي تعفّ ُ عن رميم الواقع المنــقاد !!
عسى ستسري كسيد الاسياد!
فتعرج في طهرها لأبعد الابعـــــــاد !!
***
يا آخرَ الأمطار..
هبْ لنا ٌقطرة َ غيث.
يزهر بها إنساننا..
يبدأ رحلة َ البعث ِ !!
***
يا آخرَ الأمطار..
احمل ْ ذنوبي
وذنوبَ الناس في...بلادي
ليشرق قلبي..
فيعودَ لي حبيبي!!
***
(خلـّوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!)
(خلوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!)
فالفنُ للعربْ
والذوقٌ للعربْ
والحبُ للعربْ
(خلواالعربْ تحبْ !!)
***
الله يا كرمـــلْ
يا شيحَها.. يا حرمـــــلْ!
قلبي ينبتُ في عطرك..
وقلبي هنا يذبلْ
قل لي : (شو أعملْ !!!!)
***
قل لي إذا طلوا..
قلبي لهم فَرْشُ ُ ً
أنا لهم ظل ُ !!
قل لي : متى راحوا؟
متى حلوا ؟؟
متى خلوا؟ متى أخلوا؟
***
قل لي وقد ذهبوا
هل أخرق ُ السُحُبا..
أني وقد ذهبوا!!
أني لم أعد ذهبا!!
***
يا واهبًا وهبا
هبْ لي سببا
فاطلعُ سببا
كي أرى فنًا..
أرى عربًا..
فانتشي طربا..
..
وانتشي ، وتنتشي الأرواحُ.. تلتهبْ
وتنتشي الصحراءُ .. والطربْ :
- بعد سنين الجمر والعذاب واللهبْ- :
(خلوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!)
(خلوا العربْ تغني على السجية.. خلوا العربْ تحبْ !!)
02Octobre 2008