المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث قصص (طفولة)



حسن البقالي
22/12/2008, 09:50 PM
1) طفل من زماننا

كان الوقت متأخرا حين جعل الطفل يربت على كتف أمه:
" نامي يا أمي ..
فهناك وحش بالجوار لا يحب النساء مفتحات الأعين..
نامي.."
حتى إذا أحس بأنفاسها قد انتظمت, تسلل على أصابع قدميه خارجا إلى الغرفة الأخرى.. أشعل التلفزيون, واقتعد الأريكة المواجهة لالتماعات الشاشة, في اليد جهاز التحكم وفي العين ظلال رغبة مكتنزة..


2) ذاك السؤال

بدا حائرا وهو ينقل عينيه بين البالون الهوائي وبطن أمه..حتى إذا استوى السؤال في ذهنه الصغير، قال:
- من نفخك؟
لكنها تلعثمت وهي تفوه بكلام غامض، فازدادت حيرته..
وابتلع سؤاله الثاني.


3) أمومة

كان حلم الطفلة أن تكون أما لقطة صغيرة منمقة بالأبيض والوردي
تسميها وردة
وتطعمها
وتلاعبها
وبين الحين والآخر تقول لها:
الحسي قدمي
إن تحتهما الجنة.

محمد فري
22/12/2008, 10:21 PM
1) طفل من زماننا

كان الوقت متأخرا حين جعل الطفل يربت على كتف أمه:
" نامي يا أمي ..
فهناك وحش بالجوار لا يحب النساء مفتحات الأعين..
نامي.."
حتى إذا أحس بأنفاسها قد انتظمت, تسلل على أصابع قدميه خارجا إلى الغرفة الأخرى.. أشعل التلفزيون, واقتعد الأريكة المواجهة لالتماعات الشاشة, في اليد جهاز التحكم وفي العين ظلال رغبة مكتنزة..


2) ذاك السؤال

بدا حائرا وهو ينقل عينيه بين البالون الهوائي وبطن أمه..حتى إذا استوى السؤال في ذهنه الصغير، قال:
- من نفخك؟
لكنها تلعثمت وهي تفوه بكلام غامض، فازدادت حيرته..
وابتلع سؤاله الثاني.


3) أمومة

كان حلم الطفلة أن تكون أما لقطة صغيرة منمقة بالأبيض والوردي
تسميها وردة
وتطعمها
وتلاعبها
وبين الحين والآخر تقول لها:
الحسي قدمي
إن تحتهما الجنة.

تساؤلات الطفولة و" براءتها " هي القاسم المشترك بين هذه الومضات الموحية
_ " طفل من زماننا ": نص يعكس انقلاب الأدوار، فالطفل هو من يربت على الأم ويهدهدها
لتستسلم لأحلام النوم، بينما يتفرغ هو لأحلام يقظته تقودها أزرار الشاشة لتكشف له عن " الأسرار "
_ " ذاك السؤال ": لعل الطفل هنا أقل اطلاعا من طفل النص الأول، لذا يحق له السؤال الأزلي
الذي سيكتشف حتما جوابه إن عاجلا أو آجلا
_ " أمومة ": تصوران ذاتيان يكشف عنهما إدراك الطفلة هنا، أولهما له علاقة بسؤال النفخ
حسب منطق طفل النص الثاني، وثانيهما برؤية غيبية لم تتشكل ملامحها بعد لديها
هي نصوص ذات تكثيف جميل يحيل على رهانات محددة دون أن تستعصي على تأويلات شاسعة
والتحية للأخ حسن البقالي

سعيد أبو نعسة
22/12/2008, 10:33 PM
أخي الكريم حسن
سقى الله أيام طفولتنا البريئة يوم كانت بسمة بنت الجيران أغلى جائزة تدغدغ أحلامنا الوردية
دمت في خير و عطاء

ملاك العمري
23/12/2008, 12:08 AM
بما إني لست سوى مجرد قارئة وبعيدا عن التفصيل والانتقاد فانا أرى أن القصة الثالثة جعلتني اقشعر لأيام الطفولة والبراءة فشكرا لك

حميد ركاطة
23/12/2008, 12:25 AM
العزيز حسن البقالي
إنها ثلاث طلقات موفقة، لكن الثالثة كانت قاتلة جدا، لقد لخصت بدقة مفهوما قد نقضي في البحث عن سبب ترسخه لأجيال أخرى، لكنك أبرزت بالملموس أن الطبع يغلب التطبع ، فكل ما نقوم عفويا نتوارثه بالصليقة ليس إلا.
وفي النص الثاني ، كان السؤال بريئا ، لكن الحيرة في البحث عن الجواب المناسب والصادق دون لف أو دوران كان أصعب من أن تدركه الأم لو عرفت أن عواقب صمتها في المستقبل قد تكون وخيمة، فلماذا لانشرح للصعار الأشياء بمنطق صحيح ؟ وهو سؤال أطرحه للمناقشة.
أما بخصوص النص الأول
، هو صرخة من مبدع ساخر بكل المقاييس. يضرب ناقوس الخطر ..فحذاري من الإستهتار بقدرات أطفالكم..
مع محبتي الخالصة

محمد فائق البرغوثي
23/12/2008, 07:08 PM
ثلاث قصص .. من أجمل ما قرأت .. بحق .. دون مجاملة ..

الأفكار فيها عميقة وجوهرية .. خاصة القصة الثالثة .. وبكلمات مقتضبة .. واقتصاد ملحوظ

راقت لي كثيرا ..


مودتي

حسن البقالي
23/12/2008, 07:38 PM
أهلا أخي محمد فري
وتحياتي لقراءتك الضافية لهذه الثلاثية التي نسجت من اهتمامات الطفولة عوالمها..
صحيح أن الرهانات محددة، هي جمالية بالأساس وقوامها البساطة هنا..
تحياتي

حسن البقالي
23/12/2008, 07:42 PM
العزيز سعيد
تلك أيام يا سيدي، وهذه أخرى..تغير لون الحلم والمؤمل أن تحافظ البسمة على سحرها..
لك المودة أخي العزيز

حسن البقالي
23/12/2008, 07:47 PM
كقارئة أنت الخير والبركة أيتها العزيزة ملاك..
سرني أن القصة الثالثة لقيت قبولا لديك.
تحياتي

حسن البقالي
24/12/2008, 12:47 AM
العزيز حميد
قراءة وافية متأنية لمحمولات الثلاثية..من منطق تربوي سليم .
أنوه بقابلية الحوار لديك، بوصفها قيمة إيجابية مفتقدة في محيطنا العربي حيث الجميع يمتلك الحقيقة..
محبتي يا صديقي.

رولا حسين
24/12/2008, 02:19 AM
أخ حســــن
فعلاً كنت رائعاً هنا
طابت كثيراً لي قصصك ، رغم أن واقعها مقلق

كنتَ هنا أوسع بكثير من مساحة شغلتها حروفك
وإني هنا... أصرّح... بأني أمتلك الحقيقة

ودي

محمد فائق البرغوثي
25/12/2008, 11:56 AM
لا ادري ... وجدتـُـني هنا مرة ٌ أخرى
تائها بجمال هذه القصص ..

مودتي ..

حسن البقالي
25/12/2008, 09:31 PM
العزيز محمد
ألف شكر على التلقي الجميل لثلاثية/طفلة..
أرجو أن تجد دوما ما يروقك في كتاباتي..
وشكرا على العودة..
ألف تحية ومودة

حسن البقالي
25/12/2008, 09:33 PM
لك كل الود أخت رولا حسين
ولتكن الحقيقة دوما شفيعة خطاك..
سرني أنك هنا