المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسطورة الحذاء



ربيع الخضري
23/12/2008, 10:59 AM
أسطورة الحذاء

للدكتور غازي القصيبي



مت إن أردت فلن يموت إبــــــــــــاءُ*مادام في وجه الظلوم حـــــــذاءُ!

ماذا تفيدك أمة مسلوبــــــــــــــــــــــة*أفعالها يوم الوغـــــــــــــى آراء!

لحّن أغاني النصر في الزمن الــــذي*هزَّ الخصورَ المائساتِ غنـــــاءُ!

واصنع قرارك واترك القوم الأولـــى*لا تدري ما صنعت بهم هيفـــــاءُ!

هذا العدو أمام بيتك واقـــــــــــــــــف*وبراحتيه الموت والأشـــــــــــلاءُ

فاضرب بنعلك كل وجه منــــــــــافق*"فالمالكيّ" ونعل بوش ســــــواءُ!

ماذا تفيدك حكمة في عالــــــــــــــــم*قد قال: إن يهوده حكمــــــــــــــاءُ!

فابدأ بما بدأ الإله ولا تكـــــــــــــــــن* متهيبا، فالخائفون بــــــــــــــلاءُ!

واكتب على تلك الوجوه مذلــــــــــــة*فرجال ذاك البرلمان نســــــــــاءُ!

صوّب مسدسك الحذائيّ الـــــــــــذي*جعل القرار يصوغه الشرفــــــــاءُ

إن أصبح الرؤساء ذيل عدونــــــــــا*خاض الحروب مع العدى الدهماءُ!

عبّر، فأصعب حكمة مملـــــــــــوءة* بالمكرمات يقولها البسطــــــــــاءُ!

لله أنت، أكاد أقسم أنـــــــــــــــــــــه* لجلال فعلك ثارت الجـــــــــوزاءُ!

كيف استطعت وحولك الجيش الذي*بنفاقه قد ضجت الغبــــــــــــــــراءُ؟

كيف استطعت وخلفك القلب الـــذي* ملأت جميع عروقه البغضـــــــاءُ؟

كيف استطعت وفوقك السيف الـذي*ضُربت بحد حديده الدهمـــــــــــاءُ؟

سبحان من أحياك حتى تنتشـــــــي*مما فعلت الشمس والأنـــــــــــــواءُ

لك في الفداء قصيدة أبياتهــــــــــــا*موزونة ما قالها الشعـــــــــــــراءُ!

في وجهك الشرقيّ ألف مقالـــــــــة*وعلى جبينك خطبة عصمـــــــاءُ!

ولقد كتبت بحبر نعلك قصـــــــــــة*في وجه "بوش" فصولها سـوداءُ!

ولقد عرفتَ طريق من راموا العلا*فهو الذي في جانبيه دمـــــــــــــاءُ

فسلكته والخائنون تربصــــــــــــوا*ماذا ستبصر مقلة عميـــــــــــاءُ؟

جاءتك أصوات النفاق بخيلهــــــــا*وبرجلها، يشدو بها الجبنـــــــاءُ!

لا يعلمون بأن صوتك آيــــــــــــــة*للعالمين، وأنهم أوبـــــــــــــــاءُ!!

لو صَحْت لاهتز البلاطُ بأســـــــره*وتصدّعت جدرانه الملســــــــاءُ!

أوما رأيت الراية السوداء فـــــــــي*ظهر الجبان تهزها النكبـــــــاءُ؟

أو ما لمحت يد الدعيّ تصدهـــــــــا*شلت يمينك أيها الحربــــــــــاءُ!

لما وقفت كأن بحراً هــــــــــــــادرا*في ساعديك وفي جبينك مــــاءُ!

لما نطقت كأن رعدا هائـــــــــــــلا*فوق الحروف وتحتهن سمــــاءُ!

لما رميت كأن من قد عُذبـــــــــــوا*أحياهم الله القدير، فجــــــــاءوا!

شيء تحطم في ضميرٍ مظلــــــــــمٍ*كبّر فقد تتفتت الظلمـــــــــــــاءُ

علّمت دجلة أن فيها موسمــــــــــــا* للموت تفنى عنده الأشيــــــاءُ!

عاهد حذاءك لن يخونك عهــــــــده*واتركهمو ليعاهدوا من شاءوا!

إن صار لون الحقد فينا أحمـــــــرا*ماذا تفيد دوائرٌ خضــــــــراءُ؟

لا لون في وجه العدو فــــــــــــروّه*بدمائه، فدماؤه حمــــــــــراء!

قد كنت غضاً أيها النمر الـــــــــذي*جعل المروءة تصطفيك الباءُ

ما خفت!حولك ألف وغد نـــــــاعم*والناعمات تخيفها الأسمـــاءُ!

لو ضُخّ بعض دماك في أوصالنـــا*ما كان فوق عروشنا عمـــلاءُ

يا سيدا عبث الزمان بتاجـــــــــــه*اعتق خصومك، إنهن إمـــاءُ!

واصنع حذاء النصر وارم به الذي* تلهو به وبقلبه الأهــــــــــواءُ

لما انحنى ظهر الظلوم تنكّســـــت*مليون نفس باعها الأعــــداءُ!

وسمعت تصفيق السماء كأنمــــــا*فوق السماء تجمّع الشهــــداءُ!

قف أنت في وجه الظلوم بفـــــردة*بنية، فالقاذفات هـــــــــــراءُ!

وارشق بها وبخيطها الوجه الـذي*غلبت عليه ملامح بلهـــــــاءُ!

أفديك من رجل تقزم عنــــــــــده*الرؤساء والكبراء والأمـــراءُ!

أفتَيْتَ بالنعل الشريف فلم نعـــــد*نصغي لما قد قاله العلمــــــــاءُ

أحييت خالد في النفوس فصار في* أعماقنا تتحرّك الهيجـــــــاءُ!

ما كنت قبل اليوم أعلم موقنــــــا*أن الحذاء لمن أســـــــاء دواءُ!

وبأن في جوف الحذاء مسدســــا*وبأن كل رصاصنا ضوضاءُ!

ما كنت أعرف للحذاء فوائــــــدا*حتى تصدّى للذين أســـــاءوا!

منصور وصفى
23/12/2008, 01:00 PM
الرائع ربيع الخضيرى

والله من أجمــل وأوقع ما قرأت

غازى القصيبى شاعر وسفير وأديب
أرجو من الأدارة ان تضمها لكتاب " الصرامى على رأس بوش "