مصطفى عودة
25/12/2008, 03:17 PM
'محاربون' للبيع!
خالد الحسن(مجلة العصر)
ليست القضية اليوم، هل ما أُثير يندرج في حرب المواقع وتصفية الحسابات بين حماس وفتح، فهذه هوامش وشواغل جانبية، وإنما المثير، ما حصل لفتح، من تحولات وانحرافات وانقلابات، ليس لبعض الأشخاص المنتمين لها، فهذا ليس غريبا، وقد تضمنت كتب السير والتاريخ ما لا يحصى من الأمثلة على ذلك، وإنما تخبطها بصفتها المؤسسية والفكرية، إذ حولت قضية الاحتلال والغصب والحرب النازية الصهيونية إلى مجموع صفقات ومكاتب خدمات أمنية. وأخشى أن تتيه الأسماء الشريفة في أوساط فتح وسط ركام فوضى العملاء والمخبرين.
بقلم خالد حسن
لا دري بماذا يعلق الواحد منا عندما يسمع ويطلع على الوثائق والتقارير التي استولت عليها حركة حماس، بعد الحسم العسكري في غزة، والمتعلقة بعمل أجهزة المخابرات الفلسطينية برئاسة توفيق الطيراوي والأمن الوقائي بقيادة دحلان، وتجسسها على دول عربية وإسلامية لصالح الاستخبارات الأجنبية.
هل هؤلاء عملاء حقا أم أجراء أم موظفون سامون أم متاجرون بقضية أم ماذا؟ هل نحن أمام سلطة عملاء ومخبرين، استوطنت رام الله، بعد أن طردت من غزة؟
صحيح أن مثل هؤلاء منتشرون في كل بلد، يخدمون مصالح جهات وأطرف أجنبية، لكن بالحجم الذي سمعنا عنه وفي بلد محتل محاصر، هذا يندر. ماذا يريد هؤلاء؟ تصفية القادة الميدانيين والشخصيات المؤثرة والنافذة في حركة حماس، خدمة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، و"تطهيرا" للساحة من المنغصين والمنافسين، ممكن، لكن ما علاقة باكستان والسودان والجزائر والسعودية وغيرها، والقائمة طويلة، بهذه المهمة الاستخبارية، أم أنه هوس سكن عقل وكيان حماس؟
الكارهون لحماس وخصومها وأعداؤها، سيعتبرون الأمر مجرد تلفيق ودعاية تحريضية، لكن دعنا الآن من صنيع حماس، فبعض ما كشفته، سبق التعرض له من مصادر إعلامية بريطانية وإسرائيلية، خاصة ما تعلق بشخصية دحلان المثيرة وأمنه الوقائي والفضائح التي ارتبطت به وبعناصره، ودعم بعض الصهاينة النافذين له وتمكينه من هذا الصعود المريب، إلى أن أذنت لحظة السقوط في غزة، ولا ندري ماذا يخفيه ويدبره اليوم لغزة وللمقاومة من الضفة.
ليست القضية اليوم، هل ما أُثير يندرج في حرب المواقع وتصفية الحسابات بين حماس وفتح، فهذه هوامش وشواغل جانبية، وإنما المثير، ما حصل لفتح، من تحولات وانحرافات وانقلابات، ليس لبعض الأشخاص المنتمين لها، فهذا ليس غريبا، وقد تضمنت كتب السير والتاريخ ما لا يحصى من الأمثلة على ذلك، وإنما تخبطها بصفتها المؤسسية والفكرية، إذ حولت ـ بفعل أجهزتها ـ قضية الاحتلال والغصب والحرب النازية الصهيونية إلى مجموع صفقات ومكاتب خدمات أمنية. وأخشى أن تتيه الأسماء الشريفة في أوساط فتح وسط ركام فوضى العملاء والمخبرين.
حصون فلسطين بعضها محتل من الصهاينة، وبعضها مهدد من الداخل ومخترق، وبعضها مختطف. ومهما كثرت الأقنعة وتعددت، فإن الحقائق والأدوار مثبتة، وإن تم التنكر لها.
وكثير من أصحاب النفوذ والقرار في بلداننا تحول إلى أداة وظيفية، عمله شبيه بمكاتب السمسرة والخدمات الأمنية والتجسسية. وهناك من أصحاب القرار من يمارس التخريب، أصالة عن نفسه ونيابة عن غيره، من وراء حجاب، ويستعمل ليس فقط القفازات الأمنية والاستخابرية، وإنما كتابا ومثقفين وصحافة وإعلاما ومؤثرين في صنائعهم، هذا قد يكون خطره أكبر وتأثيره أعمق وأوسع.
لا أدري لماذا تذكرت ـ هنا ـ نكبة البرامكة في عهد الخليفة هارون الرشيد، بالتأكيد ليس لأنهم من الفرس، لأن دحلان وعصابته ليسوا فرسا، ربما لأن هؤلاء، على خلاف تاريخي في دورهم الحقيقي، الخفي والعلني، وجدوا من يتصدى لهم، من أهل القرار والرأي، فمن يتصدى لهذه العصابة الفتحاوية؟ لا ليس هذا السؤال، فلعل القلم اشتط بي، ولكن على الأقل، من يرفع عن هؤلاء الجواسيس الغطاء، خاصة ممن راهنوا عليهم واستعانوا بهم وأبرزوهم وقدموهم على غيرهم، في مصر والأردن وبعض دول الخليج.
خالد الحسن(مجلة العصر)
ليست القضية اليوم، هل ما أُثير يندرج في حرب المواقع وتصفية الحسابات بين حماس وفتح، فهذه هوامش وشواغل جانبية، وإنما المثير، ما حصل لفتح، من تحولات وانحرافات وانقلابات، ليس لبعض الأشخاص المنتمين لها، فهذا ليس غريبا، وقد تضمنت كتب السير والتاريخ ما لا يحصى من الأمثلة على ذلك، وإنما تخبطها بصفتها المؤسسية والفكرية، إذ حولت قضية الاحتلال والغصب والحرب النازية الصهيونية إلى مجموع صفقات ومكاتب خدمات أمنية. وأخشى أن تتيه الأسماء الشريفة في أوساط فتح وسط ركام فوضى العملاء والمخبرين.
بقلم خالد حسن
لا دري بماذا يعلق الواحد منا عندما يسمع ويطلع على الوثائق والتقارير التي استولت عليها حركة حماس، بعد الحسم العسكري في غزة، والمتعلقة بعمل أجهزة المخابرات الفلسطينية برئاسة توفيق الطيراوي والأمن الوقائي بقيادة دحلان، وتجسسها على دول عربية وإسلامية لصالح الاستخبارات الأجنبية.
هل هؤلاء عملاء حقا أم أجراء أم موظفون سامون أم متاجرون بقضية أم ماذا؟ هل نحن أمام سلطة عملاء ومخبرين، استوطنت رام الله، بعد أن طردت من غزة؟
صحيح أن مثل هؤلاء منتشرون في كل بلد، يخدمون مصالح جهات وأطرف أجنبية، لكن بالحجم الذي سمعنا عنه وفي بلد محتل محاصر، هذا يندر. ماذا يريد هؤلاء؟ تصفية القادة الميدانيين والشخصيات المؤثرة والنافذة في حركة حماس، خدمة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، و"تطهيرا" للساحة من المنغصين والمنافسين، ممكن، لكن ما علاقة باكستان والسودان والجزائر والسعودية وغيرها، والقائمة طويلة، بهذه المهمة الاستخبارية، أم أنه هوس سكن عقل وكيان حماس؟
الكارهون لحماس وخصومها وأعداؤها، سيعتبرون الأمر مجرد تلفيق ودعاية تحريضية، لكن دعنا الآن من صنيع حماس، فبعض ما كشفته، سبق التعرض له من مصادر إعلامية بريطانية وإسرائيلية، خاصة ما تعلق بشخصية دحلان المثيرة وأمنه الوقائي والفضائح التي ارتبطت به وبعناصره، ودعم بعض الصهاينة النافذين له وتمكينه من هذا الصعود المريب، إلى أن أذنت لحظة السقوط في غزة، ولا ندري ماذا يخفيه ويدبره اليوم لغزة وللمقاومة من الضفة.
ليست القضية اليوم، هل ما أُثير يندرج في حرب المواقع وتصفية الحسابات بين حماس وفتح، فهذه هوامش وشواغل جانبية، وإنما المثير، ما حصل لفتح، من تحولات وانحرافات وانقلابات، ليس لبعض الأشخاص المنتمين لها، فهذا ليس غريبا، وقد تضمنت كتب السير والتاريخ ما لا يحصى من الأمثلة على ذلك، وإنما تخبطها بصفتها المؤسسية والفكرية، إذ حولت ـ بفعل أجهزتها ـ قضية الاحتلال والغصب والحرب النازية الصهيونية إلى مجموع صفقات ومكاتب خدمات أمنية. وأخشى أن تتيه الأسماء الشريفة في أوساط فتح وسط ركام فوضى العملاء والمخبرين.
حصون فلسطين بعضها محتل من الصهاينة، وبعضها مهدد من الداخل ومخترق، وبعضها مختطف. ومهما كثرت الأقنعة وتعددت، فإن الحقائق والأدوار مثبتة، وإن تم التنكر لها.
وكثير من أصحاب النفوذ والقرار في بلداننا تحول إلى أداة وظيفية، عمله شبيه بمكاتب السمسرة والخدمات الأمنية والتجسسية. وهناك من أصحاب القرار من يمارس التخريب، أصالة عن نفسه ونيابة عن غيره، من وراء حجاب، ويستعمل ليس فقط القفازات الأمنية والاستخابرية، وإنما كتابا ومثقفين وصحافة وإعلاما ومؤثرين في صنائعهم، هذا قد يكون خطره أكبر وتأثيره أعمق وأوسع.
لا أدري لماذا تذكرت ـ هنا ـ نكبة البرامكة في عهد الخليفة هارون الرشيد، بالتأكيد ليس لأنهم من الفرس، لأن دحلان وعصابته ليسوا فرسا، ربما لأن هؤلاء، على خلاف تاريخي في دورهم الحقيقي، الخفي والعلني، وجدوا من يتصدى لهم، من أهل القرار والرأي، فمن يتصدى لهذه العصابة الفتحاوية؟ لا ليس هذا السؤال، فلعل القلم اشتط بي، ولكن على الأقل، من يرفع عن هؤلاء الجواسيس الغطاء، خاصة ممن راهنوا عليهم واستعانوا بهم وأبرزوهم وقدموهم على غيرهم، في مصر والأردن وبعض دول الخليج.