عبدالله بن سليم الرشيد
28/12/2008, 09:33 AM
لَمـــْلمْ فضولكَ واغـــربْ أيهـــا القلــمُ = ففــي ضجــيج المــآسي تخرس الـكـــلـمُ
سيكـــتــبُ الجســدُ الداوي مفــاخـــره =ووجــنــة القـدسِ طِــرْسٌ ، والمِــدادُ دمُ
****
يا مُرقِصَ المجـــد والتاريخُ في يــــده= مُــكَــوَّمٌ ، وضـلوع الــــكون تـــحتـــدمُ
عجّــــِلْ لنا قِـــطَّنا ، إنــا عـــلى سفــرٍ = لا نســـتقرُّ وفــي أضــلاعـــنــا ضَـَـرم
سرنـا نشـــاطرُ وجــهَ الليل فحْمـــــتَه = وحــولنــا أفُــقٌ بالرعــــب مُلــــتــثـم
والفجرُ في محضِِــِن الأوهـــام ملتهب = جــمــراً ، تَرَشَّــفُــه الرؤيـــا فتضطــرم
نــراه لــــكــــنه يـنأى ، فــيـُثـْخِـنـنـا =يــأسٌ ، ويــطــفــو علــى أحداقــنا نــدم
فــاعبرْ إلــينا نــديــمَ الخُلــد ، إن بنــا =وجـداً عــلى عُــصـبـة بالحـتـف تحتـزم
صاغوا من الهمــم البـــيضاء صبحَهمُ = لا يُــشرقُ النـصر حتــى تشــرقَ الهِـمم
من نبضِ تلك الصحـــارى جاء أولهم = وخــلفَ آخـرهــم يـسـتـفـحــــلُ العــدَم
الآخــذون زِمــامَ الأفْــق مـا فتـــــئــوا = يســتــعـذبــون فـحيــحَ المــوت حولَــهم
لــمــا ترجَّــلــت الظــلْمــاءُ باغــيـــةً = تفـجّـروا فــي عيون الظلم واضطـرموا
واسـتـرسلـوا عـاصـفــاً دوَّتْ مـلاحمه = في حقــله تنبــت الأشــلاءُ والــرِّمَــــــم
توحَّدوا في غــبار التيـه ، واجتــرؤوا = علــى الفــناءِ ، وجــمرُ البغــي يحتطـم
فأنـبـتـــوا في ضمـير الـفــخـر ذاكــرةً = أعيــا علــى نبضــهـا القرطــاسُ والقلم
ويل امِّهم ، موقدو مجــدٍ، لـو اتّــَقـدتْ = لهــم رجــالٌ ، ولكــنَّ الـــرجــالَ هــــم
****
يـا حــارسَ اللــهب القُدسـيِّ مــعـــذِرةً = فقــد تمـطَّـى علــى أسمـــاعنــا صــمــم
أمطــرتَ صوتـاً، فما لانتْ لقــــطرته = أذْنٌ ، ولا رفَّ فـــي أنــدائــــه نــسَــــم
لا تسألَنْ عُصَبَ الأعــراب نخوتـَـــهم =فــهمْ مــن النخــوة اللخناء قــد ســئموا
هــذي بــيادرُهــمْ، صفـراءَ خـاويــــةً = وليــس تـــضحــك فــي آفــاقــها دِيَـــم
مـــخـَدَّرون، فــــلا رأيٌ ولا رشَــــــدٌ = مــحــيَّــرون ، فــلا هـــادٍ ولا عــلـــم
أخجـلتَ بالخطـبــة الحمراء منــبرَهم= وفــوقَــه زَبــدُ الأفـــــواهِ يـــــزدحـم
تبنـي فــتـنهـــــدم الآمـال، ثــم تـــرى = ومـــيــضَ فـــألٍ ، فتبنــيــهـا فتنـهـدم
بـدءاً وعَــوْداً، تــَسـَــامَـى عن لَجاجِهمُ = إذا طغى الســيلُ لــم تعــبأ بــه القـمــم
ما ثَــمَّ مــن ألــمٍ إلا اصــطــفـى أمــلاً = ولــيـــس مــن أمــلٍ مــا عــاقــه ألــم
****
يا سيــدَ الأرضِ ، لـم تــنـكـرْ ملامحه = فــي وجــهــه من فُــيُــوضٍ ثــرَّةٍ حُــزَم
انظــرْ حواليــكَ ، إن الربْــع قد دَجَنتْ = صــقــورُه، فتــداعــى البــومُ والــرخَـم
وقد شبعنـا ضجيجـاً فابتــعـثْ لــغــــةً = مـا لاكــهـا – في اليَـباس السامريِّ- فـم
الحُــلمُ عــندكَ قــد صِـيغـتْ روامـــزه = وكــم تـــكــرَّر فــي مأســـاتنــا حُــلُـم
هــذي سبِيَّــتُـُكَ العـذراءُ ، ضــارعــةً = وأنــت – إذْ صِيحَ: واذُلاه – معــتــصـم
****
يا حارسَ اللهـب الـقـدســيّ، كـن أجلاً = يفــري اليهــودَ ، فيفــنــى الداء والــورم
كـن مهجةَ الرعـد واستمطرْ لهم حُمماً = تبــارك الرعــدُ تهمــي تحتــه الحُـمــــم
لا يقــذفنَّــك صوتُ الذعر فـي وهـــن = فــلن يـزرْكـشَ وجــهَ الخــوف منــهـزم
واجــمع شظـاياك / فتيانــاً قد احترفوا = مــوتــاً، رفــاتهــمُ للـــضــوء يبتــســم
القــادمون رحيقــاً/ ســلْــوةً / أمــــــلاً = آجــالُـهــم فــي سِــجِـل المــجــد تزدحـم
****
يـا راقـمي شـهَـقــاتِ البرق ، ما فتئت = حروفــكــم في المــدى المحمــوم ترتسم
تبقــون شُهْــباً على الأضـداد راصــدةً = إذْ غــيرُكــم ينــزوي مصبــاحه الهَـــرِم
تبقـون نــاراً على البــاغيــن جاحــمـةً =وتــصـنـعـون الــذي تــعـيا بـــه الأمـــم
****
إن الجـداولَ تجــري وهْـي موجِـســةٌ = قــربَ الفــنــاء ، ويبــقــى البــحرُ يلتطم
سيكـــتــبُ الجســدُ الداوي مفــاخـــره =ووجــنــة القـدسِ طِــرْسٌ ، والمِــدادُ دمُ
****
يا مُرقِصَ المجـــد والتاريخُ في يــــده= مُــكَــوَّمٌ ، وضـلوع الــــكون تـــحتـــدمُ
عجّــــِلْ لنا قِـــطَّنا ، إنــا عـــلى سفــرٍ = لا نســـتقرُّ وفــي أضــلاعـــنــا ضَـَـرم
سرنـا نشـــاطرُ وجــهَ الليل فحْمـــــتَه = وحــولنــا أفُــقٌ بالرعــــب مُلــــتــثـم
والفجرُ في محضِِــِن الأوهـــام ملتهب = جــمــراً ، تَرَشَّــفُــه الرؤيـــا فتضطــرم
نــراه لــــكــــنه يـنأى ، فــيـُثـْخِـنـنـا =يــأسٌ ، ويــطــفــو علــى أحداقــنا نــدم
فــاعبرْ إلــينا نــديــمَ الخُلــد ، إن بنــا =وجـداً عــلى عُــصـبـة بالحـتـف تحتـزم
صاغوا من الهمــم البـــيضاء صبحَهمُ = لا يُــشرقُ النـصر حتــى تشــرقَ الهِـمم
من نبضِ تلك الصحـــارى جاء أولهم = وخــلفَ آخـرهــم يـسـتـفـحــــلُ العــدَم
الآخــذون زِمــامَ الأفْــق مـا فتـــــئــوا = يســتــعـذبــون فـحيــحَ المــوت حولَــهم
لــمــا ترجَّــلــت الظــلْمــاءُ باغــيـــةً = تفـجّـروا فــي عيون الظلم واضطـرموا
واسـتـرسلـوا عـاصـفــاً دوَّتْ مـلاحمه = في حقــله تنبــت الأشــلاءُ والــرِّمَــــــم
توحَّدوا في غــبار التيـه ، واجتــرؤوا = علــى الفــناءِ ، وجــمرُ البغــي يحتطـم
فأنـبـتـــوا في ضمـير الـفــخـر ذاكــرةً = أعيــا علــى نبضــهـا القرطــاسُ والقلم
ويل امِّهم ، موقدو مجــدٍ، لـو اتّــَقـدتْ = لهــم رجــالٌ ، ولكــنَّ الـــرجــالَ هــــم
****
يـا حــارسَ اللــهب القُدسـيِّ مــعـــذِرةً = فقــد تمـطَّـى علــى أسمـــاعنــا صــمــم
أمطــرتَ صوتـاً، فما لانتْ لقــــطرته = أذْنٌ ، ولا رفَّ فـــي أنــدائــــه نــسَــــم
لا تسألَنْ عُصَبَ الأعــراب نخوتـَـــهم =فــهمْ مــن النخــوة اللخناء قــد ســئموا
هــذي بــيادرُهــمْ، صفـراءَ خـاويــــةً = وليــس تـــضحــك فــي آفــاقــها دِيَـــم
مـــخـَدَّرون، فــــلا رأيٌ ولا رشَــــــدٌ = مــحــيَّــرون ، فــلا هـــادٍ ولا عــلـــم
أخجـلتَ بالخطـبــة الحمراء منــبرَهم= وفــوقَــه زَبــدُ الأفـــــواهِ يـــــزدحـم
تبنـي فــتـنهـــــدم الآمـال، ثــم تـــرى = ومـــيــضَ فـــألٍ ، فتبنــيــهـا فتنـهـدم
بـدءاً وعَــوْداً، تــَسـَــامَـى عن لَجاجِهمُ = إذا طغى الســيلُ لــم تعــبأ بــه القـمــم
ما ثَــمَّ مــن ألــمٍ إلا اصــطــفـى أمــلاً = ولــيـــس مــن أمــلٍ مــا عــاقــه ألــم
****
يا سيــدَ الأرضِ ، لـم تــنـكـرْ ملامحه = فــي وجــهــه من فُــيُــوضٍ ثــرَّةٍ حُــزَم
انظــرْ حواليــكَ ، إن الربْــع قد دَجَنتْ = صــقــورُه، فتــداعــى البــومُ والــرخَـم
وقد شبعنـا ضجيجـاً فابتــعـثْ لــغــــةً = مـا لاكــهـا – في اليَـباس السامريِّ- فـم
الحُــلمُ عــندكَ قــد صِـيغـتْ روامـــزه = وكــم تـــكــرَّر فــي مأســـاتنــا حُــلُـم
هــذي سبِيَّــتُـُكَ العـذراءُ ، ضــارعــةً = وأنــت – إذْ صِيحَ: واذُلاه – معــتــصـم
****
يا حارسَ اللهـب الـقـدســيّ، كـن أجلاً = يفــري اليهــودَ ، فيفــنــى الداء والــورم
كـن مهجةَ الرعـد واستمطرْ لهم حُمماً = تبــارك الرعــدُ تهمــي تحتــه الحُـمــــم
لا يقــذفنَّــك صوتُ الذعر فـي وهـــن = فــلن يـزرْكـشَ وجــهَ الخــوف منــهـزم
واجــمع شظـاياك / فتيانــاً قد احترفوا = مــوتــاً، رفــاتهــمُ للـــضــوء يبتــســم
القــادمون رحيقــاً/ ســلْــوةً / أمــــــلاً = آجــالُـهــم فــي سِــجِـل المــجــد تزدحـم
****
يـا راقـمي شـهَـقــاتِ البرق ، ما فتئت = حروفــكــم في المــدى المحمــوم ترتسم
تبقــون شُهْــباً على الأضـداد راصــدةً = إذْ غــيرُكــم ينــزوي مصبــاحه الهَـــرِم
تبقـون نــاراً على البــاغيــن جاحــمـةً =وتــصـنـعـون الــذي تــعـيا بـــه الأمـــم
****
إن الجـداولَ تجــري وهْـي موجِـســةٌ = قــربَ الفــنــاء ، ويبــقــى البــحرُ يلتطم