المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنصمت ونفعل.. بقلم: محمود عيشونة



عيشونة محمود
28/12/2008, 04:59 PM
ما يحصل الآن للفلسطينيين الأحرار في غزة لم يكن من قبل الصدفة.. ولن يحصل لولا تخاذل الأشقاء بدءا من الفلسطينيين أنفسهم، مرورا بعرب الجوار إلى عرب شمال إفريقيا والمغرب العربي.. ومن ثم باقي شعوب العالم.. ولن تسفك قطرة دم عربية واحدة .. فإسرائيل وعبر قنوات إعلامها تقول أنها لم تبادر بهذه المجازر إلا بعدما استشارت بعض أنظمتها العربية، لأخذ الضوء الأخضر.. فالشعب الفلسطيني في غزة أراد التغيير وصوت لنظام جديد ، يبدو أنه لا يعجب بتاتا إسرائيل وأمريكا .. وما دام هذا الثنائي المستهتر هو من يقوم بتثبيت الأنظمة العربية ، وضمان بقائها سوطا على أعناق الشعوب .. فالنظام الجديد في غزة بدوره مغضوب عليه لدى هذه الأنظمة، ومن ثم فزواله لابد أن يكون ولو على حساب أرواح الأبرياء . فتارة أمريكا والحلفاء ..وتارة أخرى إسرائيل ومجلس المسخ.. عفوا الحرب .. أو ما يسميه حكام العرب – مجلس الأمن- يتبادلون الأدوار فيما بينهم لضرب أي بادرة وعي عربية إسلامية ، أو نهوض فكر إنساني جديد متحرر الفكر، مؤمن بالحرية نابذا للاستعمار والتوسع والظلم القامع للإنسان..في أي بقعة من بقاع الأرض كافة.. وما تهافت الهواتف العربية أثناء المجزرة وبعدها وتبادل النكات بين الرؤساء والملوك العرب ، والدعوات الشتات لعقد قمة عربية ، وتأخير موعدها أسبوعا ، حتى يتسنى لإسرائيل تهذيب الشعب الفلسطيني في غزة ، وتلقينه درس الديمقراطية في اختيار من يمثله، إلا دليل لكل إنسان يملك ذرة عقل ، ليعي معنى الحرب الحضارية العقائدية الدائرة رحاها ، في كواليس قوى الشر المتحالفة في الغرب والشرق.. فلا يمكن لأي عاقل أن يتخيل أن ما تقوم به إسرائيل هو عرض للقوة أو شجاعة الشجعان ، لولا تلقيها للضوء الأخضر من هذه القوى المتحالفة.. ولتساءل كيف يمكن لإسرائيل أن تضرب أمة عربية كاملة متكاملة ، في حين عجزت عن ضربها يوم كانت أمة ضعيفة العدد والعدة.. من هنا لا بد للشعوب العربية أن تكف عن النحيب وإطلاق التهديدات الكلامية ، والتفكير في ابتكار طريقة فعالة للنضال من أجل التحرر من حكامها المرتمين صرعى في أحضان المستعمر، ومن ثم رفع ظلم الآخرين عن كاهلها ؟..