عكس الريح ( أولى مشاركاتي بواتا ) بقلمي

[محمد إسماعيل الرفاعي]

أُ
فاخِرُ أنني يوماً عبرتُ النيلَ
ذاك العاتيَ الأزرقْ
وكنتُ أُقاومُ التيارَ..
رُغمَ ضراوةِ الإعصارِ
رُغم تتابُعِ الأمواجِ كالفيلقْ
سبحتُ .. سبحتُ عكس الريحِ
من عُمقٍ تحَارُ له مَحاراتٌ
إلى أعمـقْ
ولا أحملْ معي المِجدافَ
ليس يروغُ لي زورقْ
ولا.. ما صحتُ يـا صـاحي
أغثنْني هـا أنا أغرقْ
ولا .. ما خِفتُ حين النيلُ
كشّر نابَ غضبتهِ
تمحّص إذ تفحّحصنْي
تملّى في مُحـيّـايَ
وكم يا صاحبي حدّقْ
فمِجدافي عصـا صبـري
وزورقي إذ هزمتُ المـوجَ
نورُ جبينِ مَن أعشقْ
فعِشقُهُ واهبٌ ثِقةً
إذا ما لاحَ أو أشرقْ
سلاحي دائمـاً عزمٌ
وإنّ الله في عوني
فهل ...
مِن بعدِ ذا أُخفقْ
تصليحَ بعضَ من كانوا
بظلٍ وارفٍ مورقْ
بشطِ النيلِ حينَ رأى مُحاولتي
فتمتمَ حـانيـاً أشفقُ
وصاحَ عليَّ يا هذا ..
توقف أيُّها الأحمق..
تراجعَ أيُّها الأحمقْ..
ولكني بِلا وجـلٍ
عبرتُ النيلَ ذاك العاتيَ الأزرقْ
فبشَّ الشطُّ مُبْتَهِجاً
بتلك الضِفة الأُخرى
إذا ما جئتُهُ فرِحاً
تبسّمَ ضاحِكـاً ...
صفّـقْ

15 / 12 / 2008م