المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار جديد مع مصطفى لغتيري



مصطفى لغتيري
24/12/2006, 12:09 AM
الجيل التسعيني حقق الكثير بالنسبة للقصة اللقصيرة في المغرب

* أجرى الحوار: هشام حراك

مصطفى لغتيري، أحد أبرز وأعذب الأصوات القصصية المغربية المخضرمة بين الألفيتين الثانية والثالثة: جيل التسعينيات والتحولات الكبرى المحيطة به وبمجايليه إن ثقاقيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا، وهو، في هذا الخصوص، وإن كان في قصصه غارقا في الشأن الخاص بمعية قصاصين كثر من مجايليه، فإنه من القليلين جدا من ضمن هؤلاء المجايلين الذي لا يتوانى في الجهر، وكلما تطلب الأمر ذلك، بمواقفه المتعلقة بالشأن العام، لكن في إطار قصصي بحت… لنرهف السمع لهذا الصوت القصصي المغربي التسعيني الصريح وهو يجيب عن أسئلتنا التي جئناه محملين بها قصصيا ..بالطبع.

1) مصطفى لغتيري، واحد من أبرز الأقلام القصصية الجديدة ..ساهم بقصصه في إضافة قيمة مضافة للقصة المغربية الجديدة.. من أين جاء لغتيري إلى كتابة القصة القصيرة ؟
- لم آت إلى القصة من جنس إبداعي آخر كالشعر مثلا أو الرواية ،اللهم إذا استثنينا بعض المحاولات الشعرية ، التي أبدا لم ترض طموحي، فتخليت عنها دون ندم ..لكنني قبل نشر أولى قصصي ، كنت قد نشرت- بحكم المهنة التي أمارسها - بعض المقالات حول التعليم ومشاكله..لهذا أستطيع أن أدعي أنني أتيت إلى القصة القصيرة من الحياة ،محملا برؤيا حالمة ،وزاد من نصوص إبداعية وثقافية متنوعة دأبت على قراءتها بوتيرة مرتفعة ،لم تقو انشغالات الحياة على الحد من ارتفاعها ،و ركام من الذكريات ،قد يسعف المرء في تحبير نصوص بلا حصر ، أتمنى فقط أن تتاح لي الفرصة لإنجازها ..وبالطبع بحماس متقد ،لا تزال ،إلى يومنا هذا ،جذوته متأججة في القلب والذهن.
2) 2) قبل إصداركم لمجموعتكم القصصية الأولى، كنتم على مدى طيلة عقد التسعينيات تراكمون مشروعكم القصصي على مستوى النشر بمجموعة من المنابر المغربية… كيف تنظرون اليوم إلى هذه التجربة: تجربة مراكمة النصوص الأولى؟
- أعتقد أن مسألة النشر في المنابر الصحفية تكتسي أهمية خاصة لكل كاتب مبتدئ ،فهي تجعله يقيس مدى قبول قصصه من طرف الوسط الأدبي ،هذا فضلا على مساهمتها الفعالة في رواج اسمه ، وجعله متداولا في أوساط الكتاب على الخصوص ،وبالفعل أتاح لي النشر الصحافي الإنفتاح على المكتوين بفن القصة القصيرة ،مما يسر لي الحضور لبعض الملتقيات والمساهمة في بعض الكتب الجماعية كمنارات مثلا.. وحين أقيم الآن تلك التجربة أشعر نحو برضى تام،و أشعر بأنني مررت من الطريق الصحيح، الذي كان لا بد لي أن أسلكه.

3) راكم الجيل التسعيني الذي تنتمي إليه تجارب متنوعة إن على مستوى الإصدارات / الكم أو التنوع / الكيف.. كيف تقيم ذلك؟
-أعتقد أن الجيل التسعيني حقق الكثير بالنسبة للقصة اللقصيرة في المغرب ،فمع هذا الجيل أضحى لجنس القصة القصيرة سوقا رائجة ، ووفرة في الإنتاج غير مسبوقة ،حتى أن القصة القصيرة أسقطت الرواية من على العرش الذي تربعت عليه زمنا طويلا ،بعد أن أطاحت هي الأخرى بالشعر، فمع هذا الجيل لم يعد الكاتب يقتصر على كتاب واحد كما هو حال الأجيال السابقة ، بل لاحظنا أن كل كاتب على حدة يحقق تراكمه الخاص، الذي سيساهم حتما في صوغ أفق جديد للقصة القصيرة.
4) هل تعتقد أن الجيل الذي تنتمي إليه نال حقه من طرف النقاد والإعلاميين؟
- نظرا لحداثة التجربة ،فمن الصعب إطلاق حكم قاطع حولها ،لكن يمكن ملاحظة عدم مواكبة النقد الإنتاج الوفير الذي تجود به قرائح الجيل التسعيني ..لكنني على العموم متفائل بالمستقبل.
5) كيف تنظر، كقاص تسعيني، إلى العلاقة بالسلف؟
- أنظر إليه نظرة نقدية ،أ ستفيد مما أستحسنه في تجارب الكتاب الذين سبقوني ،وأثور على ما لا أستسغيه.
6) كبف تنظر إلى استقالة الجيل القصصي المغربي الجديد من الاسهام في مناقشة الشأن العام على غرار جيل الستينيات والسبعينيات وأيضا مع مجموعة من الأسماء الثمانينية، وهل أنت مع الاهتمام بالشأن الخاص على حساب الشأن العام؟
أظن أن الأمر ليس مستغربا تماما ،لأن هذا الجيل عاش على إيقاع انطفاء جذوة الحماس للأفكار والإيديلوجيات الكبرى ،فسقوط الاتحاد السوفياتي و استئساد الرأسمالية بعدما ارتدت أزياء العولمة، وتراجع دور اليسار على المستوى الوطني ، وانتصار المخزن "النظام"بالضربة القاضية .. كل ذلك أدى إلى انكماش الأديب على ذاته ،واهتمامه بنصوصه.. إذن فالأمر مشروط بظروفه الإجتماعية والسياسية.
ومع ذلك فإنني أتمنى أن يلتفت المبدعون إلى الشأن العام ليشكلوا قوة ضغط من أجل التغيير، فلا يعقل أن يظل الكتاب يتفرجون على وضعنا البائس، الذي لم يحسم في مسألة التحاقه بالركب العالمي ،خاصة فيما يتعلق بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ،والتوزيع العادل للثروة.
7) ظهرت مؤخرا مجموعة من المنتديات والمجلات الثقافية الالكترونية التي تعنى بالقصة القصيرة إبداعا ونقدا، كيف تنظر للأمر، وهل أنت مع القائلين بنهاية دور الملاحق الثقافية الورقية؟
- ظهور هذه المنتديات ظاهرة صحية، واستجابة لضرورة تاريخية وحضارية ،أملاها التطور السريع والمتلاحق لوسائل الإعلام ..لا أظن بأن ذلك سيؤدي إلى اختفاء الملاحق الورقية..لكني أعتقد بأنها مطالبة بتغيير استراتيجية عملها ،حتى تستطيع مواكبة التحولات.
8) العقد الأخير عرف ظهور مجموعة من الإطارات الجمعوية التي تعنى بالقصة القصيرة، كيف تنظر إلى هذا الأمر؟
- لقد كنت دائما من المحبذين لفكرة ظهور هذه الإطارت الجمعوية المهتمة بالشأن القصصي ،وقد أبانت بالفعل – رغم قصرعمرها- على طول كعبها في خدمة الثقافة.. لذا أتمنى أن يلتفت لهذه الإطارات من أجل دعمها وتشجيعها.
9) لو سألناك عما تقترحه للنهوض بالقصة المغربية، فماذا ستقترح؟
- رفع وتيرة النشر – إلزام الثانويات والإعداديات باقتناء عدد من الكتب المغربية سنويا وعرضها في مكتباتها- إلزام الجماعات المحلية باقتناء عدد من الكتب المغربية وعرضها في خزاناتها- إنجاز مشاريع مشتركة بين الكتاب ،على الأقل كتاب سنوي يجمع أجمل نصوص السنة-…
10) ماذا يعني لك كقاص من الجيل المغربي الجديد:
أ) اتحاد كتاب المغرب؟
- مؤسسة يمكنها أن تكون منارة ثفافية،إذا تخلت عن ترددها .
ب) وزارة الثقافة؟
- بالمقارنة مع وزارات الثقافة السابقة إنها الأفضل ،و بالمقارنة مع طموحاتنا وتطلعاتنا ،فإنها ضعيفة.
ج) الإعلام الثقافي لدى الصحف الحزبية؟
- علاقة ملتبسة وغير واضحة مع الكاتب.. لا زلت لم أفهم طريقة التعامل معها..
د) ولدى الصحف المستقلة؟
- الصحافة المستقلة ذات تجربة محدودة على المستوى الثقافي ،ومع ذلك برهنت على مهنيتها ..أتمنى لها مسيرة موفقة.
ي) الأحزاب في المغرب؟
- لا أتصور ديمقراطية بدون أحزاب ،لذا فرغم فساد الأحزاب في المغرب وعدم قيامها بواجبها من أجل النهوض بالبلاد ،إلا أنني أراهن على دورها مستقبلا ،عندما تصبح لدينا ديمقراطية حقيقية.
ة) العمل الجمعوي بالمغرب؟
- إذا كان محكوما بشروط الحداثة بما يعني ذلك من انتخاب الأجهزة والتسيير المعقلن ،وتقديم الحساب ،فأعتبرها رافعة لمغرب الغد ،الذي نتمنى أن يخرج من تخبطه ،فلا مجال للتقدم سوى بإقرار الديمقراطية الحقة ،والتداول على السلطة.
-

محمد المهدي السقال
24/12/2006, 05:21 PM
حوار مركز
في الواقع ,
تحقق حوار مركز يمكن للقارئ أن يستنيرفيه من جهتين :
جهة الأسئلة التي طرحت بالفعل هموم وانشغالات القصة القصيرة المغربية ,
بصيغة الاستفهام المحمل بالإيحاءات والإحالات على راهنيتها ضمن سياق تحولات الإبداع السردي , بنية و رؤية ,
وقد كانت لتجربة المبدع هشام حراك ,
أثر واضح في الدفع بالحوار إلى استكناه أكثر من مؤشر على التطور الذي تشهده القصة القصيرة ,
من خلال مكاشفة بعض المسكوت عنه في الخطاب السردي وما يحيط به من عوامل الدفع والجذب.
وجهة الأجوية التي عبرت بالجرأة الممكنة ,
عن مواقف محمودة مما تعرفه إشكالات القصة المغربية في التداول القرائي ,
بحيث بدا جليا نضج الوعي بمسارب الإبداع القصصي , لدى القاص المغربي مصطفى الغتيري ,
وهو الذي فرض حضوره على الساحة الأدبية , كاسم نحت له علامته المميزة بإرادة صلبة وإدراك فني ,
إذ لا أتصور مستقبلا , إمكانية تجاوز اسم مصطفى الغتيري ,
كمبدع له بصمته الخاصة على مسار تطور الكتابة السردية ,
ضمن الأدب القصصي المغربي المكتوب باللغة العربية.
لقد تحقق بالفعل حوار مركز وهادف ,
كان يمكن أن يكون قد حقق الأبعد ,
لو أنه كان أكثر اجتراءا في موضوع الإسهام الممكن للنص السردي في المقاربة الفنية للشأن العام ,
لأن بعض التصنيفات على أساس التزمين ,
يمكن أن تكون متجاوزة في التعاطي مع الإبداع السردي , احترازا من الوقوع في الحكم التقييمي المرهون بالظرفي المتحول .
أخواي هشام حراك و مصطفى الغتيري
تحية تقدير
محمد المهدي السقال

صبيحة شبر
24/12/2006, 07:12 PM
حوار جاد ومهم يجيب فيه المبدع القدير مصطفى لعتيري
عن واقع القصة القصيرة في المغرب
وعن اشكالاتها
فيسلط القاص المبدع لغتيري الضوء
على خصوصيات القصة المغربية
وما حققته من نجاح

مصطفى لغتيري
25/12/2006, 01:30 AM
الصديق المبدع محمد المهدي السقال.
راق لي جدا هذا العمق في تناول الحوار ،أهنئك على ذلك ..لا زلت ياصديقي أسترجع بين وقت وآخر لقاءنا في الرباط .. أتمنى أن نلتقي قريبا في أي لقاء آخر.
شكرا على لطفك ،وعمق تحليلك.
تحياتي القلبية.

مصطفى لغتيري
25/12/2006, 10:38 AM
المبدعة الأصيلة صبيحة.
إطلالتك الجميلة دوما تبعث الفرح في قلبي..
دمت لنا مبدعة رائعة وإنسانة وفية.
تحياتي القلبية.