المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في قلب المأساة نكتة



عزت السيد أحمد
31/12/2008, 09:32 AM
في قلب المأساة نكتة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
الدكتور عزت السيد أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

ما زالت المجزرة الصهيونية في غزة مستمرة منذ صباح يوم السبت 27 كانون الأول 2008م وحَتَّى اليوم الثلاثاء 30/ 12/2008م.
كانت الجزرة في بدايتها مروعة، ولكنها لم تتوقف حَتَّى هذه اللحظة، غارات مستمرة، قذائف مستمرة، استهدفت الناس كل الناس، فارتفع عدد الشهداء حَتَّى هذه اللحظة إلى نحو 400 شهيد، ووصل عدد الجرحى إلى نحو ألفي جريح بينهم نحو مئتين حالتهم حرجة.
دمَّر العدوان الصهيوني مدارس وجامعات ومساجد ومخازن أدوية ومبان حكوميَّة، ودمَّر من المنازل الأهلية ما لا يحصى، وأطبق الحصار على أهل غزة فمنع وصول الإغاثة من أي نوع من الأنواع.
في كلِّ لحظة يزداد الكيان الصهيوني عتواً وجبروتاً وتمرُّداً على المظاهرات والاحتجاجات التي احتشدت في كثيرٍ من بلدان العالم حَتَّى المناصرة منها للكيان الصهيوني، وفي كل ساعة يطلق مسؤول الكيان الصهيوني تصريحاً يعلن فيه أنَّ المجزرة مستمرة ولن تتوقف. وعلى الرغم من الصور الواضحة الصريحة التي تكشف عن وحشية العدوان الصهيوني يعلن الصهاينة أنَّهم لا يستهدفون المدنيين، وأنَّ أهدافهم عسكريَّة فقط. ويعلنون بكل صفاقة أنَّهم ليسوا ضد أهالي غزة وإنما هم يشنون عدوانهم على حماس فقط، على المقاومة فقط. بينما المدنيون هم أكثر الشهداء والجرحى.
الحرب حرب على أيِّ حال، ولكن المشكلة النكتة التي ما بعدها نكتة هي في الموقف العربي المحاط بالعار بدل الفخار، فمنذ اندلاع المجزرة بدأت المشاورات العربيَّة من أجل عقد قمَّة، من أجل اجتماع وزراء الخارجيَّة، ولكن معظم القادة العرب يتغنجون غنج الماجنات الفاجرات؛ يرفضون تارة الاجتماع، وتارة يوافقون لكنهم يتحفظون على عدم جدوى الاجتماع، وتارة أخرى يعترضون يعترضون على المكان، وتارة يتحفظون على البيان... وبعد لأي وجهد اقترحوا أن يجتمع وزراء الخارجية أولاً في القاهرة ولكن يوم الأربعاء، أي غداً، أي بعد أن يكون الصهاينة قد أنجزوا معظم مهمتهم في إبادة الفلسطينيين تدمير مؤسسات الخدمات والمنازل والطرقات والجسور والأنفاق.
أما الاجتماع على مستوى القمة فله شأن آخر، فإنَّ القادة العرب حَتَّى هذه اللحظة يتمادون في غنجهم ودلالهم تمادياً عجيباً.
في السَّاعات الأولى من المجزرة دعت سوريا ثُمَّ قطر إلى اجتماع قمَّة طارئ، وظل الرئيس السوري والأمير القطري في تواصل دائم مع الزعماء العرب من أجل عقد القمة. وافق على الفور القليل الذي لا يصل إلى نصف النصاب، وبقي استكمال النصاب الذي جعل الجماهير العربية والشخصيات الاعتبارية تناشد الرئيس حسني مبارك خاصَّة الذي يعرقل انعقاد القمة وتتوسل أن يوافق حَتَّى تنعقد القمة ولكن تعليقاً واحداً منه أو من ناطق باسمه لم يصدر، وظلت الجماهير العربية تترقب موافقته التي ستغير مسار التاريخ ولكن تعليقاً لم يصدر...
في هذه الأثناء على المسؤولين المصريين أن يحاولوا ترقيع ما الثغرة التي فتحها مبارك برفضه عقد القمَّة بما أمكنهم من توقعات وتفتقات.
اليوم الثلاثاء تضيف السعوديَّة رفضها إلى الرفض المصري، ويعلن وزير الخارجيَّة السُّعودي صباح اليوم أنَّ السُّعوديَّة ما زالت متردِّدة في عقد القمَّة. وهذا هو المنطق الطَّبيعي فقد استغرب الكثيرون كيف أن السعودية وافقت على عقد القمة في السَّاعات الأولى من مطالبة الرئيس بشار الأسد والأمير حمد بعقد القمَّة.
ما بقي من الحكام العرب محيرون في ردودهم، فمن يريد تغيير المكان، ومن لا يلتقي فلان، ومن لم يقل شيئاً، ومن، ومن...
المجازر مستمرة والسجال بَيْنَ الحكام العرب مستمر؛ هل يعقدون القمة أم لا يعقدونها؟ هل يصدرون بياناً أم لا يصدرون بياناً؟ هل يتخذون قرارات أم يكتفوا بالشجب؟ هل يشجبون باللغة العربية أم بلغة أجنبيَّة؟
عندما تم شبه توافق على عقد قمَّة تم تحديد يوم الجمعة، في اليوم الأول من المجزرة حدد الزعماء العرب عقد القمة بعد أسبوع كامل، أي بعد انتهاء كل شيء.
في المقابل من ذلك لم يكن الأوروبيون مكترثين بالمجزرة، هم على الأقل من يدعم الكيان الصهيوني، ولم يصدر منهم تعليق على المجزرة إلا في النادر ومن قليل جدًّا منهم، ومع ذلك فإنهم عندما رأوا أنَّ الجزرة استمرت فقد قرروا في ساعة واحدة عقد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء 30/12/2008م.
في ساعة واحدة قرر وزراء الخارجية الأوروبيون الاجتماع وتوافد الوزراء للاجتماع، وسيجتمعون اليوم قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في يوم غدٍ، إن اجتمعوا، على الرغم من أنَّ وزراء الخارجية العرب ينسقون للاجتماع منذ بداية المجزرة...
منذ بداية المجزرة ووزراء الخارجية العرب يناقشون ماذا سيقولون وماذا ينبغي ألا يقولوه، ومن يتكلم أولاً ومن يتكلم ثانياً... ولم يتفقوا بعد على ما يمكن أن يدور عليه الاجتماع. أما وزراء الخارجية الأوروبيون فإنهم اجتمعوا على الفور من دون مناقشة أو جدل لمناقشة تطورات الأوضاع في غزة.
غزَّة تحترق والسادة الحكام العرب الرَّافضون للقمة يتعاملون تعامل الأطفال، يريدون إغاظة بعضهم بدماء شهداء غزة، رُبَّما لا يريدون رفض القمة خوفاً من شيء إلا من نجاح دعوة من دعا لعقد القمَّة.
مؤسفٌ جدُّ مؤسفٍ أن يكون هذا الأمر أحد عوامل الغنج في قبول الدَّعوة لعقد القمَّة. ولكن المؤسف أكثر وأكثر بكثير هو أن يكون رفضهم انعقاد القمَّة ناجمٌ عن خوفهم من إنقاذ حماس أو من خوفهم من إحراج الكيان الصهيوني، ولن يستطيعوا إلى أيٍّ من الأمرين سبيلاً.
ولكن المؤكَّد أنهم لا يخافون أبداً من الشارع العربي، ولا يخافون أبداً من انتهائهم إلى بيان سخيف لا قيمة له، لأنهم عودونا على هذه البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وعدمها خير منها.
الأطرف من ذلك كله أنَّ قمة دول التعاون الخليجي انعقدت في سلطنة عُمان اليوم الثاني من المجزرة. قالوا قبل الانعقاد إن ما يحدث في غزة سيكون على جدول الأعمال. ولكن طيلة الحفل الافتتاحي لم تذكر فلسطين ولا المجزرة في كلمة واحدة من الزعماء الخليجيين.
علَّق بعض الصَّحافيين بأنَّه من الممكن أن يكون طرح هذه المجزرة في الجلسات السرية.
فماذا سيناقشون سرًّا وهم لم يستطيعوا أن يطرحوا في العلن ما يدل أنهم سمعوا عن مجزرة فجَّرت المسيرات والمظاهرات في أرجاء العالم وصار حَتَّى من لا علاقة لهم بفلسطين من قريبٍ أو بعيدٍ معنيين بالاحتجاج على سلطات الاحتلال الصهيوني.
ستنهي قمة الخليج، وهي قمة عربية مصغرة، من دون إشارة إلى مجزرة غزة، ورُبَّمَا من دون دراية بها.
أما القمة العربية فإنَّ مشكلة وسائل الإعلام العربية منذ اليوم هي مناقشة التَّصريحات التي أطلقها المسؤولون العرب عن القمة في الأيام الماضية وتحليل مضمونها ومعرفة ما يمكن أن تؤدي إليه من نتائج؛ هل تعني أنهم يوافقون على عقد القمة أم لا يوافقون؟
وبعد ذلك سيكون موضوع النقاش هو جدوى القمة وعدم جدواها، والجدال في المكان الذي يجب أن تنعقد فيه القمة، والمكان الذي ينبغي ألا تعقد فيه القمة، والنتائج المتوقعة من القمة إن هي عقدت والنتائج المتوقعة من القمة إذا لم تنعقد.
وزاد الطِّين بلة ظهور حقائق جديد اليوم تقول إنَّ النِّظام المصري هو الذي حَرَّضَ الكيان الصهيوني على (جزِّ) رؤوس حماس. وهذا ما كشفته أمس صحيفة معاريف الصهيونيَّة.
لماذا أراد حسني مبارك جزَّ رؤوس حماس؟
لأنَّ حماس كما يعلم الجميع رفضت الرُّضوخ لمطالب مصر بالتَّسليم للكيان الصهيوني والتَّمديد لمحمود عباس.

يمامة
31/12/2008, 10:39 AM
أستاذي الكريم ...
قد يكون من الأفضل والأفيد للذين يزعمون أنهم زعماء بأن لا يخرجو من أوكارهم ...
أمام هذه الجماهير الغاضبة ... والجاهزة لجز الرؤوس ... لأن رؤوسهم والجماهير في هذه الحالة
قد تكون اكثر الرؤوس معرضة للجز ... ولذلك هم يماطلون ويتنحنحون وبعضهم حتى على الفمفمة غير قادرون ...
حتى ينتهي الكيان الصهيوني من مجزرته ... ويغسل يديه جيداً كما عودنا في كل مرة ... ثم يأتي دورهم كي يلعقون حدائه ...
ويركعون أمامه ... ويباركوان له نصره المؤزر ... ولكن المضحك هنا أن اليهود لن ينتصروا وسيتكرر سيناريو حرب لبنان الأخيرة ... وعندها سيحتار الزاعمون أنهم زعماء هل سيقدمون التهاني أم التعازي له ...
تحية لقلمك ... وأسفة على الإطالة ...