المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبدا ، و قط



خليف محفوظ
31/12/2008, 02:47 PM
يستعمل بعضنا لفظة " أبدا " في محلها وفي غير محلها .

كأن يقول مثلا :

- لم أتهاون في واجبي أبدا .

هذا تعبير مضطرب ، و السليم أن يقول :

- لم أتهاون في واجبي قط .

وتعليل ذلك كما يلي :

أبدا : ظرف زمان للمستقبل .
قط :بضم الطاء و تشديدها : ظرف زمان للماضي

الشاهد :

قال تعالى :
" إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها " ، لاحظ ، وردت في سياق المستقبل .
وقال تعالى أيضا : " ...فقل لن تخرجوا معي أبدا ..."

أما قط فقد استعملها الفرزدق في مدح النفس الزكية :

ما قال "لا" قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم

لاحظ ورودها في سياق الماضي " ماقال "

كما وظفها حسان بن ثابت في مدح النبي عليه السلام بهذين البيتين الرائعين :

وأحسن منك لم تر قط عيني ... و أجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء

خلاصة القول
أبدا للمستقبل من الزمن
قط للماضي من الزمن

تحيتي و تقديري

عمرو الجندي
31/12/2008, 03:53 PM
أخي الفاضل/ خليف محفوظ
تحية طيبة وبعد،،

فأهلا بك وسهلا في (واتا)، وشكرًا لك على إسهامك الطيب.
وإن كنت أود أن أنقل - هنا - ما قاله الأستاذ الدكتور أحمد مختار عمر في معجمه القيّم: "الصواب اللغوي".

يقول رحمه الله: ذكر النحاة أنَّ "أبدًا" ظرف مُنَكَّر لتأكيد المستقبل،
ويدخل في ذلك الماضي الممتد إلى الزمن المستقبل كقوله تعالى:<وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا> النور/21،

وتأتي في سياق النفي كما في قوله تعالى: <إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا> المائدة/24،
كما تأتي في سياق الإيجاب كما في قوله تعالى:<خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا> النساء/57،

أما الماضي المنتهي زمنه، فتأتي معه "قط".

غَيْرَ أنه يمكن تصحيح الاستعمال المرفوض "لم أفعل هذا أبدًا" اعتمادًا على ما أثبتته اللغة من معاني "الأبد"، وهو الزمن الطويل، هذا فضلا عن إجازة مجمع اللغة المصري لهذا الاستعمال.



تقبل تحياتي :)