المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في ديوان " قارعة الهذيان " للشاعر المغربي إسماعيل زويريق



أحمد القاطي
31/12/2008, 08:41 PM
قراءة في ديوان " قارعة الهذيان "
للشاعر المغربي إسماعيل زويريق


يعتبر الشاعر المغربي إسماعيل زويريق الأكثر والأغزر عطاء من حيث عدد المجموعات الشعرية التي أصدرها إلى حد الآن ، حيث بلغت ما مجموعه سبعة عشر ديوانا (1) . واللافت للنظر عنده أنه في كل مرة يطلع علينا بعدة أعمال شعرية دفعة واحدة . وهذا ما وقع مثلا في صيف هذه السنة ـ غشت 2005م ـ فقد أصدر ثلاث مجموعات شعرية هي " لمن تشرق الشمس " " كأس الزقوم " و" قارعة الهذيان " التي سوف تكون موضوع هذه القراءة . فالمجموعة الأخيرة الآنفة الذكر ، صدرت عن دار وليلي للطباعة والنشر ، وهي تتكون من تسعة وستين صفحة من القطع المتوسط . غلافها مزين بلوحة تشكيلية للفنان جمعة الأطرش . وقد ضمت بين دفتيها ثماني قصائد ، مصدرة بإهداء إلى ابن الشاعر فؤاد المقيم في الغربة ، وسمها الشاعر بـ " قارعة الهذيان " وهو عنوان غني بالدلالات والإيحاءات والمعاني التي تحتمل أكثر من تفسير وتأويل ، اعتمد فيه الشاعر على الجملة الاسمية المشكلة من المضاف والمضاف إليه . " ولهذا الاختيار النحوي الواعي أو اللاواعي للعنوان ، انعكاس على الجملة الشعرية داخل النص باعتبار أن العنوان هو عتبة النص ومفتاحه " (2) . والملاحظ أن طابع الجملة الاسمية المكونة من المضاف والمضاف إليه هو المسيطر على جل الأعمال الشعرية للشاعر كما يتضح من خلال ما يلي : " نخلة الغرباء " ، "موسم الورد " ، " طائر الأرق " ، " بوابات الريح " ، " شبابة الألم " ، " أشجان الليل الراحل " ، " خيمة الياسمين " ،" وحدي " ، " كأس الزقوم " (3) . وقبل الغوص في عالم الشاعر الشعري تجدر الإشارة إلى أن كلمة الهذيان تعني : الكلام غير المعقول مثل كلام المُبَرْسَم والمعتوه .(4) فما هي الأسباب يا ترى التي دفعت الشاعر إلى الهذيان ؟ هل هي أسباب داخلية لها علاقة بنفس الشاعر ؟ هل هي أسباب خارجية تولدت نتيجة مؤثرات لها صلة بمحيطه الاجتماعي والاقتصادي ؟ لا شك أن الأسباب داخلية وخارجية في آن ، ولهذا سوف نحاول في هذه القراءة تلمس الأسباب التي عنّت لنا على أنها خارجية للكشف عنها من خلال شعر الشاعر نفسه .
تعتبر المقاهي في وقتنا الحاضر ملاذا ومتنفسا لكل من ضاق به الأمر ، حيث يلتقي فيها الأصدقاء ، هروبا من مشاكل البيت وصخب الأبناء ، أو بغية تغيير الأجواء درءا للسآمة والملالة ، وتجديدا للنشاط ، وترويحا عن النفس ، أو كتابة قصيدة جديدة . والشاعر لا يشذ عن هذا المنحى فهو كذلك من رواد المقاهي ، إذ كان يذهب إلى أبهى وأجمل مقهى في حي مدينته مراكش ، وهو المقهى الذي يحمل اسم الشاعر المغربي المعروف والمدفون في أغمات .(5) يقول :
في مقهى يوجد قرب النهضه
فوق الرصيف الأيمن من شارع يحمل اسما كبيرا
في أشهر حي في بلدي
في مقهى فسيح
اسمه المعتمد . (6)
كان الشاعر يقصد هذا المقهى ، ويجلس وحيدا كعادة كل الشعراء الذين يفضلون الوحدة والهدوء . وهذا الشاعر المغربي محمد فريد الرياحي يقول عن المقهى ورواده :
إنه ما زال يذكر
وحشة المقهى وريح القهوة الليلاء في الركن
المحير
وعيونا في الدخان
ترمق الشاعر في الركن المعنى
يشرب القهوة في عرام الهذيان . (7)

ــ 1ــ
نعم كان الشاعر يقصد مقهى المعتمد الفسيح المترامي الأطراف ، ويجلس وحيدا محاولا ترويض خيول قصيدة عصية حرون ، غير مبال بما يدور حوله ، رغم أن المكان كان يعج برواد كثر من كلا الجنسين . يقول :
وأنا كنت أجلس فيهم وحيدا
في صمت أروض خيل قصيده
كنت مفتونا
لم أسمع الأقدام التي تتحرش بي
ما استجالتني الأرداف التي تترجرج تحت التنورات
لم أشم العطر الذي تحمل الأنسام
كنت أروض خيل قصيدة . ( 8)
نعم كان الشاعر يجلس وحيدا يريد نظم قصيدة جديدة ، محاولا ترويض خيولها باحثا في هدوء وسكينة عن قافية بلهاء ، بعدما أصبح المقهى خاليا من رواده يقول :
كنت أجلس فوق الكرسي وحيدا
أبحث في صمت عن قافية بلهاء
......................................
ورواد المقهى الكثيرون بلا آذان
والعصافير تبحث في حذر عن بقايا الفتات
ووحدي كنت أروض خيل قصيده
نعم وحدي أتجرّع كأس الوحده . (9)
وبينما كان الشاعر يسبح في عالمه الخاص ، مفتونا برؤاه الشعرية ، التي حلقت به نحو البعيد البعيد ، سوف يبدأ الهذيان بالنسبة إليه ، عندما سينهمر عليه سيل من المتسولين الذين فاق عددهم السبعة ، والذين لم يتركوا وسيلة من وسائل الكدية والاحتيال والاستجداء إلا وأبدعوا وتفننوا فيها لجلب رزقهم ، وللوصول إلى قلب الشاعر. وهذه ظاهرة خطيرة ، لا تكاد أي مدينة من مدن المغرب تخلو منها ، الشيء الذي استرعى انتباه الشاعر فدون لنا ما رآه ، والألم يعصر قلبه . يقول :
في هذا المكان
جاءني السائل الأول
أحجَن الظهر
سيء القسمات
قال منبسطا : " إنني لم أذق طعم الخبز منذ الشهر الذي فات "
جاءني الثاني
معه طفلة مازالت دون العشر
أيها السيد
ثم قال الذي لا يقال : " بكف ضارعة" وانصرف
جاءني الثالث
أومأت إليه بسبابتي
كاد يبكي
جاءني الرابع
يدعي أنه مات
وأن البلاد تعيش سنين السبات
والخامس كلمني همسا
أما السادس
والذي كان في عمري
يمشي يجر بلا خجل نصفه المبتور
يحكي عن الزمن المتسوس يحكي عن التاريخ الطويل
ــ 2 ــ
عن الطير الأبابيل
وما بعد السادس لا يحصى . (10)
هذه كلها مظاهر تحز في القلب ، وتجعله يتقطع ألما ، وتبعث على الأسى والحسرة، وتحمل الإنسان على التيه ، والتحليق في عالم الخيال الأرحب ، لنسيان الهموم والأحزان والأشجان ، التي تطوق الحياة من كل الجهات وفي كل الأوقات . يقول :
نظراتي الشقية ترمي بأحلامي المثخنات على قرميد القباب البعيده
تشتعل الآلام على راحتي .(11)
نعم أوجاع الشاعر كثيرة لا تحصى فهي بحجم المساء ، وهي التي تدعوه إلى الهذيان ، وللتخفيف من وطأة ذلك على نفسه كان يحاول أن يجد له بلسما شافيا ، وملاذا أمينا يركن إليه كلما اشد عليه هول ما يراه . يقول :
كنت أفكر في أشياء كثيره
كنت أفكر في أوجاعي التي في حجم المساء .(12)
كانت تلك هي الأسباب التي بدت لنا على أنها خارجية والتي كانت من وراء هذيان الشاعر . والآن سوف نحاول وضع اليد على الأسباب التي نعتقد أنها خارجية ، والتي حدت بالشاعر إلى الهذيان . وقبل ذلك لا بد من البوح والاعتراف بصعوبة المهمة نظرا للتشابك والتداخل فيما بينها ـ الأسباب ـ ، هذا التداخل الذي يصل إلى حد التآلف والانسجام والذوبان في الآخر ،مما يجعل عملية الفصل بينهما صعبة وشاقة في نفس الآن .
يعتبر شعر إسماعيل زويريق صورة وثيقة لواقع مجتمعه المأزوم ، وهذا شيء طبيعي لأن الشاعر ابن بيئته ، يؤثر فيها ويتأثر ، بما حوله ، وهذا ما يتصف به شعر جل إن لم أقل كل الشعراء في مختلف العصور والأزمنة .
والشعر المغربي الحديث ، في أغلبه ، وبالخصوص شعر الثمانينات وما بعدها ، يمكن اعتباره صورة وثيقة (13) على حد تعبير الدكتور أحمد الطريسي أعراب للواقع المتسوس الذي أصبح يعيشه الشعراء في وقتنا الراهن . وهذا شيء طبعي " فالشعر المغربي ككل شعر في أي فترة من فتراته يتميز بهذه المستويات الثلاثة التي أشرنا إليها قبل قليل (14). فالمستويان : الانعكاسي والتركيبي يشكلان فيه حصة كبيرة ، ـ وهذا ما ينطبق على شعر إسماعيل زويريق ـ بينما نجد النوع الثالث لا يتعدى نماذج قليلة ." (15) إن قراءة متأنية لـ " قارعة الهذيان " تجعلنا نكتشف أن دواعي الهذيان الداخلية بالنسبة للشاعر يمكن حصرها في الوحدة والعزلة اللتان يكابد قسوتهما ، والرشوة الضاربة أطنابها في المجتمع المغربي ، والأحزان والهموم والأشجان التي يتسبب له فيها محيطه الاجتماعي . وعن الأحزان والهذيان والأحلام يقول :
في هذا المكان
أقطع الوقت في الهذيان
أقطع الأيام وما مر من سنوات الأحزان
أرسم الأحلام شراعا يرابط في البحر الأبيض المتوسط كل مساء . (16)
لقد لازمت الأحزان الشاعر طويلا في مشوار حياته ، إلى أن بلغ سن الستين ، الشيء الذي جعله يتساءل عن إمكانية رحيلها بعد ذلك . يقول :
ما ذا أهدتني الأعوام الستون ؟
في ليلة ميلادي باقة حزن ثقيل
................................
لم أكن أتوقع أني آخذ في عنق الستين
هل خلا زمن الأحزان
موذنا بالرحيل . (17)
فرغم ملازمة الأحزان للشاعر ، لم تنل منه ، ولم تثنه عن المقاومة والصمود في وجه الصعوبات والعقبات الكأداء ، بل تسلح بالتحدي والإصرار على المضي قدما لتحقيق الآمال المبتغاة . يقول :
أمضي
ــ 3 ــ
أتأبط إصراري
سأعبر تيه الخلجان زريفا
أقاوم ريح التحدي
أعانق نجم السماء
أسري نهرا بعيد المصب
............................
سأمضي وبين رياح الخريف
سأبني بيتي الجميل .(18)
ولا شك أن المقاومة شيمة من شيم الشاعر إسماعيل زويريق ، فهو لا يحب الانهزام والانبطاح أمام الحياة التي تعج بالأوصاب والأتراح والمثبطات ، لأنه من جيل لا يطأطئ الرأس للزمن المستبد . يقول :
فأنا من جيل لا يطأطئ رأسا للزمن المستبد
من جيل ما طأطأ الرأس يوما للزمن المستبد . (19)
وكما هو ملاحظ من هذا المقطع فالشاعر قد اعتمد فيه التكرار كدلالة على التحدي والإصرار الغرض منه تأكيد المعنى . وفي المقابل فكلما احتدت واشتدت عليه الأحزان إلا ووجد لها البلسم الشافي ، والدواء العافي ، المتمثل في حكمة الشعر ، والسهر الليالي الليلاء قصد ترويض خيول قصيدة . يقول :
أتحرّص في فلوات الليل
يرشح ظلي بالأحزان وأفتح حنجرتي لارتكاب
الصمت العصوف .(20)
فالشاعر له لسان بين فكيه ، مهمته تعرية الواقع وفضحه ، قصد إصلاحه ، بالابتعاد عن كل الموبقات والرذائل والفواحش التي تنخر كيانه ، والتي لا تزداد إلا استفحالا بمرور الأيام وتواليها . يقول :
أيتها النورسات
خبئيني عن جنوني مغيب الرياح
خبئيني عن مسرح الآلام
ما بين فكي لسان يهوى انطلاق السهام .( 21)
في السنوات الأخيرة داخل المجتمع المغربي المعاصر ، بدأنا نلاحظ تفشي بشكل خطير ، ظواهر اجتماعية مقززة ومنفرة غريبة عن واقع آبائنا وأجدادنا ، وقيمنا الإسلامية السمحة ، تحت يافطة الحرية . هذه الحرية التي لم نحسن استغلالها وعلى مستويات عديدة ، ربما لأنها شيء جديد بالنسبة إلينا . الشيء الذي أدى إلى ممارسة الإرهاب بشكل خاص على المجتمع المتعفف باسم الديموقراطية التي لا يريدها البعض إلا أن تكون مفصلة على مقاسه وهواه دون غيره ، رغم أن الأغلبية حليف الجانب المتعفف المتشبث بقيمه التي هي أساس مناعته وقوته .
وهكذا بدأنا نشاهد باسم الحرية في أماكن عمومية ، ظواهر مشينة لا يمكن للعاقل الأريب إلا أن يشجبها ويستنكرها وذلك أضعف الإيمان ، وهذا ما فعله الشاعر إسماعيل زويريق عندما رأى منظر الفتيات السافرات القاصرات المكشوفات والعاريات " وهن يفعلن أفعال الرجال لواهيا عن واجبات نواعس الأحداق " (22) ، وهن يرتدن المقاهي والعلب الليلة ، وكر الفساد والإفساد والفواحش التي ترتكب باسم الحضارة والحرية . وهذه كلها أمور تدعو إلى الهذيان وأكثر. يقول :
أسأل الطارقات ملاوي الوادي
أسأل النازلات عرايا السرر
مثنى وزرافات من سيارات الأجره .( 23)
وعن الحرية والإرهاب المذكور أعلاه يقول أيضا في موضع آخر من الديوان :
في هذا المساء تحدثنا كثيرا عن كل شيء
.............................................
ــ 4 ــ
عن حرية الإنسان الذي يقتل الإنسان
عن حياة الضعيف
عن حرية الأسعار
عن حرية القاصرات اللواتي يفدن على الخمارة كل مساء
يمارسن الإرهاب علينا بالسرر المكشوفة .(24)
ومن الظواهر المرضية المتفشية في مجتمعنا المغربي قديمه وحديثه ، ظاهرة الرشوة التي خصص لها الشاعر قصيدة تحت عنوان " عشرون فقط" . الرشوة مرض عضال ، بات ينخر كيان مجتمعنا بسبب انعدام سياسة حازمة زاجرة ، وقوانين صارمة للضرب بيد من حديد على أيدي المتلاعبين بمصائر الشعب المستضعف المغلوب على أمره . عوض الحملات الآنية المعدة للاستهلاك وذر الرماد في العيون بمناسبة من المناسبات التي بمجرد ما تزول وتمر تعود حليمة إلى عادتها القديمة كما يقول المثل المغربي الشعبي . فالرشوة في المغرب تكفيك لقضاء كل مآربك مهما كبرت ، ومهما كان شأنها ، لست في حاجة إلى ذوي الجاه والسلطان ، والوجوه المشهورة من كبار الأحزاب والقواد والوزراء ، فالعشرون تفتح كل الأقاليم ، وتطوي المسافات . يقول :
لا تبحث عن وجه مشهور في حزب كبير
لا تبحث عن قائد أو وزير
وحدها العشرون
قد تفتح كل الأقاليم تطوي المسافات . تغتال ألف وثيقه .
وتبسط فوق أمواج البحر أشرعة للوصول إلى شاطئ الأمنيات السحيقه .( 25)
نعم الرشوة في المغرب تحل جميع المشاكل ، وتحقق المستحيل . يقول :
لا توجد مشكلة حلها لا يلين
عشرون فقط
تكفيك لطرد السحاب عن اليابسه .(26)
ويقول في موضع آخر في نفس المعنى :
عشرون تحل جميع المشاكل ما كان منها وما سيكون
في وجهك تنفتح الأبواب وتغلق دونك أبواب . (27)
وفي حديث الشاعر عن معاناته من الوحدة ، قرن ذلك بقطه الذي كان يعيش معه في منزله ، مشبها وحدته ، بوحدة قطه . وهكذا كلما ذكر وحدته إلا وكان قطه حاضرا يقتسم معه نفس المصير ، ونفس المعاناة ، حيث تكرر الحديث عن وحدته الشبيهة بوحدة قطه ست مرات متتالية في المقاطع الأخيرة من قصيدة " مثل هذا القط تماما "
هذه الوحدة التي كانت تزداد قسوتها كلما حان الليل وحاصره بجبروته وهوله ، كان لا يخفف من لظاها إلا بلسمه الشافي الذي كان يلوذ به والذي يعتبره أول الدواء في كل إحنه التي كانت تنغص عليه الحياة إنها القصيدة .يقول :
مثل هذا القط تماما أعيش وحيدا
جوعه لا يعرف معنى الصمت
وجوعي لا يكتب يوما قصيده . (28)
ويقول في موضع آخر :
مثل هذا القط تماما تلقي الوحدة بي في أتون الشتات
لا أحمل إلا مسودة لقصيده .(29)
لقد دفعت الوحدة الشاعر إلى كره الحياة مما جعله يبحث عمن يتبناه فلم يجد إلا القصيدة . يقول :
كنت وحدي
كرهت الحياة وحيدا
بحثت عن امرأة تتبناني
لم أجد يا إلهي إلا قافية عانسه . (30)
ــ 5 ــ
وفي الختام ، وبعد كل هذه الأسباب الداخلي منها والخارجي ، وبعد كل الظروف القاسية التي تكالبت على الشاعر وجعلته عرضة للآلام والأحزان على اختلاف ألوانها وأوصابها ، لم يستسلم ، ولم يعلن عن انهزامه واستسلامه بل ظل عنيدا مصرا على المضي قدما . يقول :
وها أنا أمضي وحيدا كما قد بدأت
وأيامي كلها سبت
وما للقصيدة صوت .( 31)
نعم لقد ظل عنيدا مصرا على العيش رغم كل العقبات الكأداء ، وكل الآلام والأحزان والأشجان . يقول :
سأعيش برغم الزمان الوبيل
كاسرا فوق الجريد
سأغمس آلامي في ماء القصيده .(32)
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشاعر قد وقع في تناص مع الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي الذي يقول :

سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق الصخرة الشماء .



فهرس الموضوعات
1) الدواوين المشار إليها أعلاه هي بالإضافة إلى التي ذكرت في المتن كالتالي : ــ مراكش ــ عندما ترقص الجراح ــ بالشعر أزوق هذا المدى ــ الأشذاب ــ للنجوم تراتيلي ــ على النهج .
2) مساءلة الحداثة : كتاب الشهر (5) سلسلة شراع ــ نجيب العوفي ص : 115
3) أعمال شعرية للشاعر إسماعيل زويريق صدرت في صيف سنة 2005م
4) لسان العرب لابن منظور : الجزء 15 ص 360
5) الشاعر المقصود هو : المعتمد بن عباد ( محمد ) ثالث سلاطين بني عباد في إشبيلية وآخرهم. خلف أباه المعتضد 1068 . استنجد بالمرابطين ضد ألفونس 6 فأنجدوه ثم طمعوا في بلاده . مات في أغمات . كان شاعرا وكاتبا مترسلا . له ديون . وهو صاحب القصيدة المشهورة التي تبتدئ بهذا المطلع :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد في أغمات مأسورا

6) قارعة الهذيان : شعر إسماعيل زويريق . الطبعة الأولى 2005لدار وليلي للطباعة
والنشر ص : 7
7) وهج الليلة السابعة : شعر محمد فريد الرياحي . مطبعة فضالة 2005 . ص : 12
8) قارعة الهذيان : ص 8 و 9
9) نفسه : ص:11
10) نفسه : ص : 13و14و15 .
11) نفسه : ص : ص 21و22 .
12) نفسه : ص : 16 .
13) الرؤية والفن في الشعر العربي الحديث بالمغرب : أحمد الطريسي أعراب : الدار العالمية للطباعة والنشر بيروت لبنان . ص : 77 .
14) انظر الصورة الوثيقة ، والصورة النموذج ، والصورة الرؤيا . في كتاب : " الرؤية والفن " ص : 77و163و239 .
15) الرؤية والفن : ص : 248 .
16) قارعة الهذيان : ص :13 .
ــ 6 ــ

17) نفسه : ص : 56 .
18) نفسه : ص: 59 .
19) نفسه : ص : 59 .
20) نفسه : ص : 27 .
21) نفسه : ص : 25 .
22) شعر قمت بنثره وهو لشاعر عربي .
23) قارعة الهذيان : ص : 23 .
24) نفسه : ص : 27و28 .
25) نفسه : ص : 31و32 .
26) نفسه : ص : 31 .
27) نفسه : ص : 31 .
28) نفسه : ص : 49 .
29) نفسه : ص : 50 .
30) نفسه : ص : 60 .
31) نفسه : ص : 69 .
32) نفسه : ص : 65 .




أحمد القاطي :شاعر وقاص من المغرب.

عائشة صالح
01/01/2009, 01:32 AM
ولا شك أن المقاومة شيمة من شيم الشاعر إسماعيل زويريق ، فهو لا يحب الانهزام والانبطاح أمام الحياة التي تعج بالأوصاب والأتراح والمثبطات ، لأنه من جيل لا يطأطئ الرأس للزمن المستبد . يقول :
فأنا من جيل لا يطأطئ رأسا للزمن المستبد
من جيل ما طأطأ الرأس يوما للزمن المستبد . (19)

الفاضل الناقد أحمد القاطي
نشكرك على هذا النقد وتعريفك لنا بالشاعر المغربي إسماعيل زويريق

تحية مقاومة

عبد العزيز غوردو
01/01/2009, 01:48 AM
دراسة نقدية حفرية قيمة..

ورحلة ممتعة بين رحاب قارعة الهذيان...

" "

مودتي أخي المفضال القاطي..

وعتاب خفيف على بخلك علينا بالمشاركات...

:)

عبد الرحمان الخرشي
01/01/2009, 02:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ المبدع الناقد : (( أحمد القاطي ))

نرحب بك هنا مبدعا في مجال الكتابة السردية والشعر والكتابة النقدية .


وأنت أخي تقارب بهذه الدراسة النقدية تجربة إبداعية مكتملة لقامة شعرية وازنة هي قامة الشاعر إسماعيل زويريق تكون قد وضعت اليد على جانب مهم في كتابته الشعرية ذات الصبغة التفعيلية ، والتي أسست للتنوع في تجربته الإبداعية الغنية التي تتحدى النقاد الحقيقيين في أن يكتنهوا عميق الدلالة فيها .

إن قراءتكم العاشقة لهذا العمل طافت بنا في فضاء المكان الذي أحب الشاعر أن يجلس فيه رفقة الخلان ، أو منقطعا فيه للتأمل والإبداع ، إنه مقهى (( المعتمد )) ولو لم يكن يحمل هذا الاسم لما تعبد فيه منتظرا زيارة ملكه الشعري أو صديق !!.. و لما جلس في زاوية من زواياه التي ربما حملت في يوم من الإيام رخامة كتب عليها إنها حرم الشاعر إسماعيل زويريق أثناء كتابة بعض نصوصه الشعرية الباذخة .. مقهى المعتمد المفتوح على كل شيء !! .لاباعتباره مقهى ، أي مقهى ؟ . ولكن باعتباره يحمل دلالة (( قارعة )) بالفعل !!! فهو يقع في أعلى طريق يحج إليه حتى من لم يأت الشاعر على ذكرهم هنا ، وغابوا عن منطوق التحليل .

صحيح أخي إن الشاعر مهووس برصد الواقع من خلال هذا المكان . وبالتفاعل معه لكن الأصح هو أن الشاعر يبحث عن التفاعل مع الإنسان أكثر .. لكن أي إنسان ؟ . إنسان (( قارعة الهذيان )) !!! .

لطفي منصور
01/01/2009, 11:49 AM
أخي المبدع الناقد : أحمد القاطي ............. تحيّة
أرحب بك أجمل ترحيب في حدائق واتا الإبداعية
فأهلا بك أخا وناقدًا وشاعرًا تتحفنا برائق قولك وبديع عزفك .
أشكر لك هذه الدراسة النقدية لشاعرنا المبدع المحبوب إسماعيل زويريق
والتي وقفت من خلالها على ومضات نقدية مستكشفا محطات في أفكار الشاعر
متنقلا بنا من شعوره بالوحدة إلى الغربة الروحية إلى ما استشرى في مجتمعاتنا من رذائل
كالرشوة والإباحية بدعوى الحرية ....
متوجا ذلك بإصرار الشاعر وعناده في مواجهة ذلك ...
وهذا هو الشعر الصادق الذي يعكس حقيقة ما في أنفسنا وحقيقة ما يدور حولنا
أحييك أيها الناقد المبدع
وأحيي الشاعر إسماعيل زويريق
وأحيي الناقد والشاعر عبد الرحمان الخرشي للفت النظر

لطفي منصور

أحمد القاطي
12/06/2009, 11:18 AM
الأخت الفاضلة : عائشة صالح أبو صلاح
أشكرك على مرورك الكريم بدوري .
ما قمت به هنا هو عبارة عن قراءة عاشقة لديوان الصديق إسماعيل ازويريق .
أتمنى ان أكون قد وفقت في ملامسة بعض القضايا التي عالجها الشاعر فيه ، والتي رأيت أنها تستحق وقفة مني .
أحمد القاطي يحييك

أحمد القاطي
12/06/2009, 11:29 AM
رد: قراءة في ديوان " قارعة الهذيان " للشاعر المغربي إسماعيل زويريق

--------------------------------------------------------------------------------

دراسة نقدية حفرية قيمة..

ورحلة ممتعة بين رحاب قارعة الهذيان...

" "

مودتي أخي المفضال القاطي..

وعتاب خفيف على بخلك علينا بالمشاركات...

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::
الأستاذ الفاضل : عبد العزيز غوردو .
عتابك مقبول . فأنا أعترف حقا أني مقصر في الوجود هنا . ولكن التمس لأخيك الأعذار . هناك إكراهات كثيرة تمنعني : ظروف العمل ، الكتابة في أكثر من موقع ...
هذه كل معطيات تحول بيني وبين المشاركة بكثافة هنا .
المادة موجودة ، ولكن الوقت هو العامل الأساس فيما ذكرت .
أحمد القطي يحييك

أحمد القاطي
12/06/2009, 11:39 AM
الأستاذ الفاضل : لطفي منصور .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ما قمت به بالنسبة لديوان الصديق إسماعيل ازويريق ، هو عبارة عن قراءة عاشقة ، حاولت جهد الإمكان من خلالها
ملامسة بعض القضايا التي رأيت أنها تستحق الملامسة نظرا لوجاهتها .
كل الشكر ،
وكل التقدير ،
لأخي الكريم لطفي منصور على مروره الراقي .
أحمد القاطي يحييك .

أحمد القاطي
12/06/2009, 11:46 AM
أستاذي الفاضل ابن بلدي : عبد الرحمان الخرشي .
ألف شكر على ما قمت به من إضاءة لفضاء ( مقهى المعتمد ) وعلى مروركم الكريم ، الذي أعتز به .
كل الشكر ،
كل التقدير،
كل المودة لأستاذي العزيز .
أحمد القاطي يحييك .