المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى الإخوة المصريين .. انتبهوا لتلك المقولات الفاسدة



محسن رشاد أبو بكر
02/01/2009, 05:09 AM
مقولات فاسدة بشأن أزمة غزة - بقلم ضياء رشوان

وسط الجدال الصاخب الذي راح يجتاح كل وسائل الإعلام والنشر المصرية خلال الأسبوعين الأخيرين، بشأن ما يجري في قطاع غزة ومناطق الحدود المصرية المتاخمة لها، يبدو واضحاً أن القضية الأكثر إلحاحاً علي مختلف أطياف السياسيين والمثقفين المصريين، هي «الأمن القومي المصري»، الذي اتفق الجميع علي ضرورة حمايته بينما اختلفوا بعد ذلك في طريقة تلك الحماية.

ووسط ذلك الاختلاف حول طريقة الحماية، بدا أيضاً واضحاً أن «القضية الفلسطينية» عادت لكي تمثل لكل أطياف النخبة المصرية «قضية مصرية»، وليست قضية غريبة خارجية علي أصحابها إدارتها بأنفسهم والوصول بشأنها إلي الحل الذي يرضيهم ويحقق لهم ما يطمحون إليه من أهداف وحقوق.

هذه العودة للقضية الفلسطينية لكي تكون شأناً مصرياً خالصاً هو بالضبط ما كان قطاع كبير من النخبة المصرية المعارضة يتبناه طوال الوقت ويستند إليه في رفضه السياسات الخارجية للنظام المصري منذ زيارة الرئيس السادات إسرائيل عام 1977 وتوقيعه معاهدة السلام معها عام 1979 .

إذن، فقد كان من مميزات أحداث غزة ورفح علي كل ما فيها من سوءات وكوارث حقيقية أنها أعادت الاعتراف العام الصريح أو الضمني بمصرية القضية الفلسطينية أو بتعريب السياسة الخارجية المصرية بين مختلف قطاعات النخبة المصرية الحاكمة والمعارضة، علي حد سواء.

إلا أن هذه العودة «الحميدة» للقضية الفلسطينية إلي مكانها الطبيعي من الاهتمام المصري، وما يجب أن تكون عليه السياسة الخارجية المصرية، لم تتوافق في الحقيقة مع المقولات الأساسية حول الأزمة التي روجتها بعض قطاعات النخبة المكونة للحكومة والقريبة منها والمؤيدة للتحالف المصري مع الولايات المتحدة الأمريكية والأقرب لرؤيتها الليبرالية المحافظة، بهدف واضح وهو استغلال تلك العودة للاهتمام المصري بالقضية الفلسطينية من أجل تحقيق انفصال أوسع وأعمق بينها وبين الشؤون المصرية، خاصة المتعلقة بالأمن القومي والسياسة الخارجية، بحيث تكون مجرد عودة مؤقتة عارضة وليست دائمة متواصلة.

ومن أجل تحقيق ذلك الهدف المركزي، جري الترويج لمقولتين رئيسيتين وجهتا لعامة المصريين بغرض «تخويفهم» من أي إعادة للارتباط المصري الحقيقي بالقضية الفلسطينية وحشدهم في مواجهة أي تمصير لها أو لأي تعريب جديد للسياسة الخارجية المصرية.

جاءت المقولة الأولي علي الصعيد السياسي، وهي الزعم بأن الفلسطينيين من أبناء غزة، باقتحامهم الحدود المصرية ودخولهم إلي المدن والمناطق المصرية المتاخمة لها، إنما هم ينوون إما الاستيلاء علي تلك المناطق وخاصة رفح المصرية أو التوطن فيها هروباً من جحيم غزة الذي يعانون فيه طوال الوقت، بل ذهب البعض ممن يروجون لتلك المقولة إلي الادعاء بأن ذلك يتم بالتنسيق مع أطراف إسرائيلية، لها كل المصلحة في تطبيق هذا السيناريو.

والحقيقة أن هذه المقولة تتناقض كلية مع سلوك الشعب الفلسطيني بجميع فئاته منذ تعرضه لنكبة عام 1948 واحتلال بلاده، حيث ظل الفلسطينيون في جميع المناطق التي نزحوا إليها خارج بلادهم، وفي المخيمات التي يقيم فيها بعضهم داخل بلادهم نفسها يرفضون التوطين حتي فيها هي، كما هو الحال بلاجئي عام 1948 المقيمين بمخيمات عديدة بداخل غزة نفسها ولم يتوطنوا فيها وظلوا يعيشون بمخيماتهم في انتظار عودتهم إلي بلدانهم وقراهم بداخل فلسطين عام 1948 كذلك فإن هذا الزعم يتناقض كلية مع ما دفعه أبناء غزة منذ احتلالها عام 1967 من مئات الآلاف من الشهداء والجرحي والمعتقلين، لكي يحافظوا علي حقوقهم في الاستقلال والعودة، وأنهم ظلوا يرفضون حتي اليوم - هم وإخوانهم في جميع المناطق الأخري بداخل فلسطين وخارجها - أي حل لقضية العودة، لا يتضمن إقرار حقهم فيها، بما في ذلك كل الإغراءات المالية التي لاتزال تقدم لهم علي سبيل التعويض من أجل التنازل عن هذا الحق. فكيف بعد كل ذلك يمكن تصديق تلك المقولة الفاسدة التي يروجها البعض، من أن أبناء غزة قد قدموا للأراضي المصرية لكي يتوطنوا فيها؟

أما المقولة الثانية، فهي أمنية وتركز علي أن التدفق الفلسطيني المؤقت في سيناء يتضمن مخاطر تسرب عناصر «إرهابية» فلسطينية إلي الأراضي المصرية، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية فيها ضد أهداف مصرية وإسرائيلية وأجنبية.

والملفت بداية في هذه المقولة أنها تتبني بالضبط المصطلحات والمضامين نفسها، التي تطلقها الدوائر الإسرائيلية علي من يحملون السلاح في مواجهة احتلالها الأراضي الفلسطينية، من أنهم إرهابيون، وهو ما يشمل في الفهم الإسرائيلي جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، دون تمييز بين من ينتمي لـ«فتح» أو لـ«حماس» أو لـ«الجبهة الشعبية» أو لغيرها.

والأمر الملفت الثاني هو سعي أصحاب تلك المقولة من المصريين للقيام بنفس ما يقوم به الإسرائيليون، من استغلال كون حركة حماس المسيطرة علي غزة ذات توجه إسلامي، لكي يلصقوا بها تهمة الإرهاب، جرياً علي ما يشهده العالم منذ هجمات سبتمبر 2001 دون توافر أي دليل واحد لديهم علي صحة ذلك.

ويبقي لكي يدرك أصحاب تلك المقولة زيفها وكذبها أن نعرف أن حركة حماس من الفصائل القليلة في المقاومة الفلسطينية التي لم يسبق لها منذ نشأتها، أن قامت بعملية عسكرية واحدة ضد أهداف إسرائيلية خارج الأراضي الفلسطينية، كما أنها لم تقم أبداً بضرب أي أهداف غير إسرائيلية بداخل تلك الأراضي. ويبقي أخيراً أن يعرف من يروجون لتلك المقولة أن إسرائيلياً واحداً لم يقتل في مصر منذ توقيع معاهدتها مع إسرائيل سوي بأيد مصرية دون أي تورط فلسطيني، كما أن كل المصريين الذين قتلوا علي الحدود مع غزة - عدا واحد فقط - قتلوا بأيد إسرائيلية وليست فلسطينية، فهل تقوم بعد كل ذلك لمقولتهم قائمة؟!
المصري اليوم

http://www.saveegyptfront.org/news/?c=165&a=12968

ضياء رشوان :

خبير استراتيجي بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - مصر.

مواليد مصر، يناير 1960.

بكالوريوس علوم سياسية من جامعة القاهرة عام 1981.

ماجستير التاريخ السياسي من جامعة السوربون بباريس عام 1985.

باحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - بمصر من 1981.

الحاج بونيف
02/01/2009, 09:44 AM
مقال سياسي هادئ وهادف يضع النقاط على الحروف..ويحلل الموقف المصري تحليلا دقيقا..
كل الشكر والتقديرأخي الفاضل محسن رشاد أبو بكر.

محسن رشاد أبو بكر
02/01/2009, 08:17 PM
مقال سياسي هادئ وهادف يضع النقاط على الحروف..ويحلل الموقف المصري تحليلا دقيقا..
كل الشكر والتقديرأخي الفاضل محسن رشاد أبو بكر.

تحرير فلسطين ونصرة أهل غزة تأتي من ارتفاع مستوى الوعي في الشارع العربي
شكرا أخي بونيف على غيرتك الوطنية النبيلة ونصرتك قول الحق أينما كانت
نسأل الله أن يساهم اخواننا في الجزائر في رفع مستوى الوعي في الشارع الجزائري

محسن رشاد أبو بكر
02/01/2009, 10:28 PM
في رد على رأيه في الهجوم على مصر قال ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الإسلامية والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية :

"يجب علينا عدم التوقف عند الهجوم على مصر ولا عند الشتائم التي تتعرض لها، لأنها جاءت نتيجة لتداعيات الموقف المصري، والسياسة المصرية ليست معصومة من الخطأ حتى لا تهاجم".

وأردف رشوان أن الخطر الإسرائيلي على بعد 200 متر من مصر ولا ينبغي التوقف أمام "شتيمتين في مظاهرة، فهناك حرب تقودها دولة خضنا معها ستة حروب وتقوم الآن بإبادة شعب شقيق".

http://www.alarabiya.net/articles/2009/01/01/63235.html

عبد الرشيـد حاجب
04/01/2009, 03:54 AM
لا أحسب الكثيرين من إخواننا المصريين في واتا يريدون الإنتباه لكن لا بأس بالصراخ حتى تتفتح آذانهم المزكومة

برياح التشويه التي مارسها عليهم مبارك طويلا !!

سأصرخ معك هنا أخي الحبيب محسن وأكرر :

إلى الإخوة المصريين .. انتبهوا لتلك المقولات الفاسدة

محسن رشاد أبو بكر
07/01/2009, 08:47 PM
لا أحسب الكثيرين من إخواننا المصريين في واتا يريدون الإنتباه لكن لا بأس بالصراخ حتى تتفتح آذانهم المزكومة

برياح التشويه التي مارسها عليهم مبارك طويلا !!

سأصرخ معك هنا أخي الحبيب محسن وأكرر :

إلى الإخوة المصريين .. انتبهوا لتلك المقولات الفاسدة

لا تنسى أخي عبد الرشيد أن أكثر من ربع قرن من الزيف الإعلامي قطعا سينتج عنها الكثير .. ليتنا نواصل الحوار بشكل هادئ كما مقالة الأستاذ ضياء رشوان وغيره من الشرفاء المصريين الذين يصرخون ليل نهار لتوضيخ تلك الحقائق وكلها شخصيات محترمة ومستقلة ولا يمكن اتهامهم بالخيانة أو أنهم من المعارضة .. ومنهم المستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض .. والذي أشار إلى مغالطات نظام مبارك في مبرراته القانونية .. وأشار إلى ان ذلك ليس رأيه بمفرده ولكنه رأي كل أعضاء نادي القضاة المعروف بمواقفه الوطنية ونزاهته

طه خضر
07/01/2009, 09:32 PM
لماذا يصرّ البعض على اعتبار إنسان واحد هو مركز الكون؟!

فعندما قتل السادات جالب السلام والرخاء والهناء لمصر لم يمت وراءه الشعب المصري ولم تحترق الأرض وينتهي التاريخ، وعندما قتل خونة فتح أبو عمار لم تنته قضية فلسطين، ولم يفنى الشعب من بعده، وعندما مات الملك حسين صانع اتفاقية السلام مع الصهاينة لم يلحق به الشعب الذي عرفه أبا عن جد!!

هل من سبيل لفهم الطريقة التي يفكر بها كل من يجعل من إنسان ٍ وإن بلغ من العمر عتيا مركز الكون؟!

محسن رشاد أبو بكر
10/01/2009, 01:09 AM
لماذا يصرّ البعض على اعتبار إنسان واحد هو مركز الكون؟!

فعندما قتل السادات جالب السلام والرخاء والهناء لمصر لم يمت وراءه الشعب المصري ولم تحترق الأرض وينتهي التاريخ، وعندما قتل خونة فتح أبو عمار لم تنته قضية فلسطين، ولم يفنى الشعب من بعده، وعندما مات الملك حسين صانع اتفاقية السلام مع الصهاينة لم يلحق به الشعب الذي عرفه أبا عن جد!!

هل من سبيل لفهم الطريقة التي يفكر بها كل من يجعل من إنسان ٍ وإن بلغ من العمر عتيا مركز الكون؟!

صدقت أخي الفاضل طه خضر .. سيزول كل الزعماء وستبقى الشعوب .. لكننا نتمنى أن تبقى شعوبنا عزيزة دون مذلة .. النصر لشعب فلسطين بإذن الله

محسن رشاد أبو بكر
27/01/2009, 07:08 AM
إلى الإخوة المصريين .. انتبهوا لتلك المقولات الفاسدة