المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ المفيد



علي كاظم الجمري
03/01/2009, 10:02 PM
هل يمكن أن تعرفنا بنبذة عن الشيخ المفيد؟ من هو؟



الجواب:



الشيخ المفيد من أهم أعلام الطائفة وعلمائها الكبار.



وهو من أصل عربي، فإن تلميذه النجاشي الذي يعد خريت فن علم الرجال في عصره، وكان كثير من العلماء يقدمون رأيه على رأي غيره عند تعارض الأقوال لما امتاز به معرفة خصوصيات من يترجم لهم، يورد اسم الشيخ المفيد كاملا ويقول: هو محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام، ثم يذكر بعد ذلك30 واسطة من أسماء الأجداد إلى أن يصل النسب إلى يعرب بن قحطان. (معجم رجال الحديث ج17 ص202)



كنيته أبو عبد الله وكما ذكر ذلك الشيخ الطوسي. (معجم رجال الحديث ج17 ص206)



وقد لقب بعدة ألقاب، فقد لقب بالحارثي نسبة إلى أحد أجداده وهو الحارث بن مالك بن ربيعة.



ولقب بالعكبري لأنه ولد في بلدة عكبراء، وهي بلدة صغيرة تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة بينها وبين بغداد مسافة عشرة فراسخ أي ما يقارب 55 كيلو مترا، وقد ولد فيها عام 338هجرية، وقيل: 336هـ.



ولقب بالكرخي (العبر في خبر من غبر ج2 ص225) لأنه عاش في منطقة الكرخ من بغداد، وهي من المناطق الشيعية فيها.



ولقب بابن المعلم في بدايات عمره لأن والده كان معلما بواسط.



ولقب بعد ذلك بلقب المفيد واشتهر به، ومنشأ هذا اللقب يوعز إلى اثنين من المعتزلة أحدهما أستاذه علي بن عيسى الرماني، والآخر هو القاضي عبد الجبار ضمن قصتين تدللان على نباهة وفطنة الشيخ المفيد وسرعة بديهته، وسأختار منها القصة والمناظرة التي جرت بينه وبين القاضي عبد الجبار حول مسألة الرواية والدراية، حيث سأل الشيخ المفيد القاضي: ما تقول في الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة: "من كنت مولاه فعلي مولاه" أهو مسلم صحيح عن النبي (ص) يوم الغدير؟ فقال القاضي: نعم، خبر صحيح، فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟ فقال: هو بمعنى أولى؟ قال الشيخ: فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسنة؟ فقال القاضي: أيها الأخ هذا الخبر رواية وخلافة أبي بكر دراية، (أي أمر معلوم) والعاقل لا يعادل الرواية بالدراية، فقال الشيخ المفيد مخاطبا القاضي عبد الجبار: فما تقول في قول النبي (ص) لعلي (ع): "حربك حربي وسلمك سلمي"؟ فقال القاضي: الحديث صحيح، فقال: فما تقول في أصحاب الجمل؟ فقال القاضي: أيها الأخ إنهم تابوا، فقال الشيخ: أيها القاضي، الحرب دراية والتوبة رواية، وأنت قد قررت في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية، فبهت القاضي ولم يحر جوابا، ووضع رأسه ساعة ثم رفع رأسه وقال: من أنت؟ فقال له الشيخ: خادمك محمد بن محمد بن النعمان الحارثي، فقام القاضي من مقامه، وأخذ بيد الشيخ وأجلسه على مسنده، فقال: أنت المفيد حقا، فتغيرت وجوه علماء المجلس مما فعله القاضي بالشيخ المفيد، فلما أبصر القاضي ذلك فقال: أيها الفضلاء العلماء، إن هذا الرجل ألزمني، وأنا عجزت عن جوابه، فإن كان أحد منكم عنده جواب عما ذكره فليذكره ليقوم الرجل إلى مكانه، فسكتوا وتفرقوا.



وهناك رواية ثانية تنسب لقب المفيد إلى رسالة من الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف إليه، وما قيل حول هذه الرسالة من استبعادات من قبيل أنه لايمكن أن يحصل تواصل في عصر الغيبة الكبرى بين الإمام الحجة (عجل) ونوابه أجاب عنها كل من السيد الأجل بحر العلوم (رجال السيد بحر العلوم ج3 ص320) والمحدث النوري.



يقول المحدث النوري:



"ونحن أوضحنا جواز الرؤية في الغيبة الكبرى بما لا مزيد عليه، في رسالتنا جنة المأوى (الملحقة بالجزء الثالث والخمسين من بحار الأنوار) وفي كتاب النجم الثاقب، وذكرنا له شواهد وقرائن لا تبقى معه ريبة، ونقلنا عن السيد المرتضى وشيخ الطائفة وابن طاووس (رحمهم الله) التصريح بذلك، وذكرنا لما ورد م تكذيب الرؤية ضروبا من التأويل يستظهر من كلماتهم (عليهم السلام) فلاحظ.



هذا ومن أراد أن يجد وجدانا مفاد قول الحجة (ع) في حقه: " أيها الولي الملهم للحق" فليمعن النظر في مجالس مناظرته مع أرباب المذاهب المختلفة وأجوبته الحاضرة المفحمة الملزمة، وكفاك في ذلك كتاب الفصول للسيد المرتضى الذي لخصه من كتاب العيون والمحاسن للشيخ، ففيه ما قيل في مدح بعض الأشعار يسكر بلا شراب، ويطرب بلا سماع، وقد عثرنا فيه على بعض الأجوبة المسكتة التي يبعد عادة إعداده قبل هذا المجلس". (مستدرك الوسائل ج3 ص229)

علي كاظم الجمري
03/01/2009, 10:03 PM
ومن هم أساتذته؟



الجواب:



من يلاحظ من تتلمذ الشيخ المفيد عليهم يلمس حالة الانفتاح العلمي، فلم تمنع حالة الاختلاف المذهبي والعقائدي من أن يأخذ الشيخ المفيد العلم من أساتذة ينتمون إلى مدارس أخرى لا يؤمن بها، فمعرفة العلم وما يقوله الأستاذ لا تعني القبول بما يقوله، ومن هنا ظل الشيخ المفيد راسخا في معتقده بل وأفحم أساتذته مع استمراره في التعلم عندهم.



فإنه بعد دراسته القرآن على يد والده رحل إلى بغداد ودرس عند الشيخ المعتزلي أبي عبد الله البصري المعروف بجعل، ثم عند المتكلم الإمامي طاهر غلام أبي الجيش وهو الذي أرشده إلى أخذ علم الكلام من علي بن عيسى الرماني المعتزلي.



وكذلك نلاحظ أيضا التنوع في مجالات العلم فلم تقتصر على مجال علم الكلام فقط بل شملت أيضا العلوم الاسلامية الأخرى، فقد أخذ الحديث عند جملة من كبار المحدثين مثل عمر بن محمد بن سالم الجعابي الذي يعد من أقدم شيوخه، ويقدر الآغا بزرك الطهراني عمر الشيخ المفيد حين تلقيه منه 17 عاما أو 19 عاما تبعا للاختلاف في سنة مولد الشيخ المفيد المردد بين 336هـ و 338هـ. (طبقات أعلام الشيعة – النابس في القرن الخامس ص187)



وكذلك أخذ الحديث من الشريف الحسن بن حمزة العلوي والشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه، وجعفر بن محمد بن قولويه صاحب كتاب كامل الزيارة.



وكان من جملة مشايخه جمع اشتهروا بالفقاهة مثل الشيخ الصدوق ومحمد بن أحمد بن المفيد الإسكافي المعروف بابن الجنيد وأحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري الصيمري، أما من اشتهر منهم بالأدب والأخبار والآثار فهو محمد بن عمران المرزباني صاحب معجم الشعراء وأخبار المتكلمين.



وبسبب نبوغه وعبقريته فقد برز في هذه المجالات مع تضلع وتمكن فيها بحيث بهر أساتذته واعترفوا بفضله، قال الذهبي:



"كان صاحب فنون وبحوث وكلام، واعتزال وأدب. ذكره ابن أبي طي في تاريخ الإمامية فأطنب وأسهب وقال:



"كان أوحد في جميع فنون العلم: الأصلين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرجال، والتفسير، والنحو، والشعر". (سير أعلام النبلاء ج17 ص344)



ونقل الذهبي عن ابن أبي طي قوله أيضا:



"كان بارعا في العلم وتعليمه، وملازما للمطالعة والفكرة، وكان من أحفظ الناس". (تاريخ الإسلام ج1 ص2986)

علي كاظم الجمري
03/01/2009, 10:04 PM
وهل يمكن أن تحدثنا عن تلامذته وطلابه؟



الجواب:



من الأمور التي يعرف بها المستوى العلمي للشخص وما خصه الله تعالى من توفيق ما ينتجه للمجتمع من علماء نابغين، وقد تخرج على يدي الشيخ المفيد جمع مع ظهور تفوقهم العلمي سواء في الفقه أو الكلام أو الرجال أو التفسير أو الحديث، وكان بعضهم قد جمع التفوق في جميع هذه المجالات كشيخ الطائفة الطوسي رحمه الله.



ومن تلامذته المعروفين والمتميزين:



الشريف الرضي جامع نهج البلاغة، الفقيه السيد المرتضى أخوه صاحب المصنفات الكثيرة، الفقيه حمزة بن عبد العزيز المعروف بسلار (سالار) الديلمي صاحب كتاب المراسم، الشيخ الجليل أحمد بن علي النجاشي صاحب كتاب رجال النجاشي، الفقيه محمد بن علي الكراجكي صاحب كتاب كنز الفوائد، الفقيه عبد العزيز بن البراج الطرابلسي صاحب كتاب المهذب، صهر الشيخ المفيد والجالس مجلسه محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري، والثقة العين جعفر بن محمد الدوريستي (دوريست قرية من قرى الري)، والمظفر بن علي الحمداني، والحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد السبيعي الحلبي، وغيرهم.



والملاحظ على الشيخ المفيد أن تلامذته هم الذين تصدوا لزعامة الطائفة من بعده، فالسيد المرتضى المتوفى سنة 436هـ ومن بعده الشيخ الطوسي المتوفى سنة 460هـ تحملا أعباء تسيير الأمور المرتبطة بالزعامة الدينية.

علي كاظم الجمري
03/01/2009, 10:06 PM
هل يمكن أن تحدثنا عما قيل فيه من قبل غيره من العلماء؟



الجواب:



يمكن تقسيم ما قيل فيه إلى قسمين:



القسم الأول: يختص بما قيل فيه من قبل معاصريه.



وأعرف الناس بأي شخص هم تلامذته ومعاصروه والمقربون منه، والشيخ المفيد وصفه أقرب الناس إليه، فقال عنه تلميذه النجاشي:



"شيخنا وأستاذنا رضي الله عنه، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم". (معجم رجال الحديث ج17 ص202)



أما تلميذه الآخر الشيخ الطوسي فيصفه بالقول:



"محمد بن محمد بن النعمان المفيد المفيد، يكنى أبا عبد الله، المعروف بابن المعلم، من جملة متكلمي الإمامية، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، وكان مقدما في العلم وصناعة الكلام، وكان فقيها متقدما، فيه حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار". (معجم رجال الحديث ج17 ص206)



وقال عنه في موضع آخر: "جليل ثقة". (معجم رجال الحديث ج17 ص207)



وقال عنه معاصره ابن النديم:



"ابن المعلم أبو عبد الله، في عصرنا انتهت رئاسة متكلمي الشيعة إليه، مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعا". (الفهرست ص252)



ويرى الآغا بزرك الطهراني أن الشيخ المفيد كان في منتصف عمره حين قال ابن النديم في حقه هذه العبارة، أي بحدود الثامنة والثلاثين من العمر. (طبقات أعلام الشيعة – النابس في القرن الخامس ص187)



القسم الثاني: فيما نقله من تأخر عنه زمانا مما بلغه عن السابقين، فقد قال ابن إدريس الحلي (المتوفى سنة 598هـ) قبل أن يورد ما استطرفه من كتاب العيون والمحاسن للشيخ المفيد ما يلي:



"وكان هذا الرجل كثير المحاسن، حديد الخاطر، جم الفضائل، غزير العلم". (السرائر ج3 ص648)



ونقل الذهبي (المتوفى 748هـ) عن أبي الفضل يحيى ابن أبي طي الحلبي المتوفى سنة 630هـ فيما كتبه في تاريخ الإمامية في وصف الشيخ المفيد أنه" كان قوي النفس، كثير البر، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب" (سير أعلام النبلاء ج17 ص344) في إشارة إلى زهده مع ما تجتمع إليه الأموال بحكم رئاسته للشيعة.



وقال الذهبي أيضا:



"وكان خاشعا متعبدا متألها". (دول الإسلام ج1 ص180 طبعة الهند الثانية عام 1364هـ، عنه تصحيح اعتقادات الإمامية ص150)



وقال ابن حجر العسقلاني (المتوفى سنة 852هـ):

"كان المفيد كثير التقشف والتخشع والإكباب على العلم ... إلى أن يقول: وقال الشريف أبو يعلى الجعفري وكان تزوج بنت المفيد: "ما كان المفيد ينام من الليل إلا هجعة (أي نومة خفيفة) ثم يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن". (لسان الميزان ج5 ص368)

علي كاظم الجمري
03/01/2009, 10:09 PM
وهنا أحب أن أقف قليلا عند ما قيل في الشيخ المفيد من ذم صدر في كلمات بعض معاصريه وهي تقطر حسدا وحقدا، فهذا الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463هـ يقول فيه:



""شيخ الرافضة والمتعلم على مذاهبهم، صنف كتبا كثيرة في ضلالاتهم والذب عن اعتقاداتهم ومقالاتهم، والطعن على السلف الماضين من الصحابة والتابعين وعامة الفقهاء المجتهدين، وكان أحد أئمة الضلال، هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه". (تاريخ بغداد ج3 ص231)



وكما يلاحظ على كلامه هذا أنه لم يأت بأي نقيصة في حق الشيخ المفيد سوى اعتقاد الخطيب نفسه ببطلان معتقدات الشيخ المفيد، وأما ضعفه في بيان معتقده فهذا ما لم يتمكن الخطيب البغدادي من إثباته، والعلة في ذلك بينة فإن الشيخ المفيد (رض) اشتهر بقوته في المناظرة والاحتجاج وعجز من خالفه الرأي كأبي بكر الباقلاني وأبي حامد الاسفرائيني عن مقارعته، ولهذا الأمر كانوا يكنون له البغض والشحناء بل ويظهرونها أحيانا حتى أن بعضهم كان يترقب الأيام لموته، وينقل الخطيب البغدادي ومن بعده ابن كثير الدمشقي أن أبا القاسم الخفاف عبيد الله بن الحسين المعروف بابن النقيب حينما بلغه موت الشيخ المفيد سجد لله شكرا، وجلس للتهنئة وقال: ما أبالي أي وقت مت، بعد أن شاهدت موت ابن المعلم. (تاريخ بغداد ج10 ص382، البداية والنهاية ج12 ص18)



وتوفاه الله بعد ما يقرب من سنتين من وفاة الشيخ المفيد في شعبان من عام 415هـ (تاريخ بغداد ج10 ص382)، والتحق كل بمواليه وسادته!!



وهكذا نلاحظ أنه لم يكن لهم مطعن فيه سوى دعواهم الضلال وكونه المحامي عن مذهب الشيعة، فلا حديث عن ضعف في الحجة أو المناظرة، ولا كلام عن صفة أخلاقية ذميمة.



ولعل من أسباب الحسد التي ظهرت في كلام الخطيب البغدادي والخفاف هو تفوقه على من يكبره سنا من مناظريه، وعلى سبيل المثال ناظر الشيخ المفيد شيخ الشافعية بالعراق أبا القاسم الداركي والمتوفى في بغداد سنة 375 هـ عن نيف وسبعين عاما، وبما أن مولد الشيخ المفيد كان في عام 338هـ فإن التفاوت بينهما أثناء المناظرة يزيد عن 35 عاما تقريبا.



ومن الثقيل جدا على الشيخ الذي كبر في تلقي العلوم وإلقائها أن يتفوق عليه شاب في بدايات عمره!!



وهناك قصة أوردها الخطيب البغدادي في ترجمة أبي بكر الباقلاني الذي أفحمه الشيخ المفيد في مناظراته يريد من خلالها إسقاط شخصية الشيخ المفيد، هذا نصها:



"وحدث أن ابن المعلم شيخ الرافضة ومتكلمها، حضر بعض مجالس النظر مع أصحاب له، إذ أقبل القاضي أبو بكر الأشعري، فالتفت ابن المعلم إلى أصحابه وقال: قد جاءكم الشيطان، فسمع القاضي كلامهم – وكان بعيدا عن القوم – فلما جلس أقبل على ابن المعلم وأصحابه وقال لهم: قال الله تعالى: أي إن كنت شيطانا فأنتم كفار". (تاريخ بغداد ج5 ص379)



وكل من جاء بعد الخطيب البغدادي أخذ هذه القصة منه وهو يعدها في محاسن الباقلاني ومآثره وقوته في الحوار. (راجع الأنساب للسمعاني ج1 ص266، تبيين كذب المفتري لابن عساكر ج1 ص218)



وهذه قصة مفتعلة بلا شك، فالخطيب البغدادي وإن كان أدرك برهة من حياة الشيخ المفيد إلا أنه لم يدرك هذه القصة حيث أن ولادة الخطيب كانت عام 392هـ أي أن عمره حين وفاة الشيخ المفيد كانت واحدا وعشرين عاما، وحيث أن الباقلاني توفي عام 403هـ فإن عمر الخطيب سيكون 11 عاما فقط حين وفاته، ويفترض أن يكون عمره أثناء القصة المزعومة بين الشيخ المفيد والباقلاني أصغر من ذلك، ونقل طفل لقصة مثل هذه أمر صعب التصديق!!



ومما يدلل على بطلان القصة أن الخطيب البغدادي نقل كل ما أورده من قصص عن الباقلاني بواسطة أحد مشايخه مثل علي بن الحسن الدقاق ومحمد بن عمران الخلال وعلي بن محمد الحربي المالكي مما يعني أنه لم يدركه أصلا، ولكنه في قصة ما جرى بين الشيخ المفيد والباقلاني أرسلها من دون أن ينقلها عن أحد!!!



ولا يمكن لأي منصف أن يقبل بمثل هكذا قصة وخاصة إذا انفرد بنقلها شخص لم يخف حقده على الشيخ المفيد كالخطيب البغدادي حينما قال عنه: "وكان أحد أئمة الضلال، هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه".



ومما يعزز أن الخطيب البغدادي هو الذي افتعل القصة ونسبها زورا إلى الشيخ المفيد أن القاضي عياض (المتوفى 544هـ) قال:



وحكى غير الخطيب أن الحكاية جرت للباقلاني مع أهل مجلس فنا خسرو (وهو عضد الدولة) من شيوخ المعتزلة، وأنه كان داخلا إذ سمعهم يذكرون أمره، فقال له بعضهم: ما هو إلا شيطان، فوصل إليهم وهو يتلو الآية. (إعجاز القرآن للباقلاني ص65، بتقديم: أحمد صقر، نقلا عن ترتيب المدارك للقاضي عياض)



كما أن مضمون القصة المزعومة لا يدخل في باب المناظرة حتى يقال أن الباقلاني قد تفوق على الشيخ المفيد بل في باب إظهار السخرية بالمحاور، وهذا ما يتنافى مع جميع ما ورد من مناظرات الشيخ المفيد من مراعاته الأدب الجم مع محاوريه، فضلا عما ورد من تصريح في حقه من قبل أحد معاصريه من أهل السنة وهو أبو حيان التوحيدي (المتوفى سنة 400هـ) حيث وصفه بأنه: "حسن اللسان والجدل" و"صبورا على الخصم" و"جميل العلانية".



والأكثر افتضاحا من القصة السابقة ما نقله القاضي عياض أنه سمع من بعض الشيوخ يحكي أن الشيخ المفيد تكلم مع الباقلاني يوما، فلما احتد الكلام بينهما رماه ابن المعلم بكف باقلاء (فول) أعده له، يعرض له بما ينسب إليه، ليخجله بذلك ويحصره، فرد القاضي للحين يده في كمه ورماه بدرة أعدها له، فعجب من فطنته وإعداده للأمور أشباهها قبل وقتها!! (إعجاز القرآن ص65)



وهذه قصة تشبه ما يتسامر به البطالون الكذابون في السهرات، فعالم معروف يرمي مناظره بباقلاء يعرض فيها بلقبه ومهنته!! والآخر يخبئ في كمه سوطا يعرض بمهنة والد خصمه (حيث كان والد الشيخ المفيد معلما)!!



وهذه القصة كسابقتها في عدم تحديد الشيخ الذي رواها، فضلا عن كونها مرسلة إذ لا يمكن للقاضي عياض المتوفى سنة 544هـ أن ينقل عن قصة جرت في عهد الباقلاني المتوفى سنة 403هـ بواسطة واحدة.



ويبدو أن هذه القصة افتعلت في مقابل ما جرى بين الشيخ المفيد والباقلاني بما لايخرج عن اللباقة والظرافة، فبعد أن أفحم الشيخ المفيد الباقلاني في المناظرة، قال الباقلاني: لك أيها الشيخ في كل قدر مغرفة!! يعرض به من جهة أنه يقحم نفسه في كل علم، فرد عليه الشيخ: نعم ما تمثلت به أيها القاضي بأداة أبيك، فضحك الحاضرون وخجل القاضي. (أوائل المقالات ص262)

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:03 AM
ما دوره في الحركة العلمية في عصره؟



الجواب:



نستطيع أن نتلمس دور الشيخ المفيد في إيجاد وتنشيط الحركة العلمية في عصره من خلال عدة ممارسات تمثلت في أرض الواقع:







1 – إلقاء الدروس ونشر العلم مما ترتبب عليه تخرج عدد كبير من العلماء من ذوي الكفاءات العالية على يديه في مختلف العلوم والمجالات.



وكانت لهيمنته العلمية من جهة ولإنفتاحه العلمي على من يخالفه المعتقد أثره الكبير في كون مجلس درسه حاويا على المنتسبين لمختلف التيارات والمذاهب المنتشرة آنذاك في مركز العالم الإسلامي بغداد، وقد وصف مجلسه ابن كثير فقال: "وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف". (البداية والنهاية ج12 ص15)



وهنا تعليق لطيف للعلامة الأميني على عبارة ابن كثير حيث يقول أنها تنم عنه أنه: "شيخ الأمة الإسلامية لا الإمامية فحسب". (الغدير ج3 ص278)



وهذا ما يمكن استنتاجه بسهولة من قول ابن حجر العسقلاني: "وبرع في المقالة الإمامية حتى كان يقال: له على كل إمام منة". (لسان الميزان ج5 ص368)







2 – تصديه لتأليف الكتب المفيدة في مجال الفقه والحديث والكلام والمناظرة والردود والسيرة وغير ذلك، وقد تميزت كتبه بالدقة والمتانة وجودة الاستدلال وحسن الترتيب والتبويب، وقد ناهزت المائتين كتابا، وقد بقيت هذا الكتب منبعا رئيسيا لمن أراد الركون إليها، حتى أن بعض علماء السنة في الحديث والرجال كابن حجر العسقلاني استشهد في ترجمة الصحابي خالد بن عرفطة برواية الشيخ المفيد عنه في الإرشاد. (الإصابة في تمييز الصحابة ج2 ص244 ط دار الجيل، والإرشاد ج1 ص329 ط مؤسسة آل البيت)



كما أنه وصف تصانيف الشيخ المفيد بـ "البديعة". (لسان الميزان ج5 ص368)







3 – حرصه على اكتشاف الطاقات العلمية وبذل المال والجهد على تنميتها ورعايتها، فينقل الذهبي عن ابن أبي طي الحلبي أنه قال:



"كان من أحرص الناس على التعليم، كان يدور على المكاتب وحوانيت الحاكة فيتلمح الصبي الفطن فيستأجره من أبويه، وبذلك كثر تلامذته". (سير أعلام النبلاء ج17 ص344)







4 – تأسيس مدرسة علمية تجمع بين العقل والنقل، فلا هي تلغي النقل أوتقلل منه، ولا هي تغفل عن دور العقل، وذلك بوضع كل واحد منهما في مجاله الصحيح.



ففي المجال العقلي كان يؤكد عند تناول مسألة عقائدية ما أن العقل لا يمنع منها ولكن ذلك لا يكفي للاعتقاد بها لأن العقيدة مبنية على اليقين وهو لم يجد فيما ورد من الأخبار ما يبعث على اليقين، من جهة عدم تواترها واستفاضتها ولهذا كان يتوقف فيها من دون أن يردها.



(راجع على سبيل المثال أوائل المقالات ص77 في مسألة معرفة الأئمة بجميع الصنايع وسائر اللغات، وتصحيح الاعتقاد ص208 في مسألة خلق الأرواح قبل الأجساد، وص221 في مسألة كيفية محاسبة الملائكة للعبد، وص232 في مسألة اللوح والقلم، وص232 في مسألة كيفية نزول القرآن ومدة ذلك، وص233 فيما ورد في تفسير قوله تعالى: ، وص238 في شهادة ما عدا أمير المؤمنين والسبطين والإمام الكاظم والرضا عليهم السلام، الإرشاد ج2 ص387 في عدد سنوات مدة دولة القائم المهدي (ع) ووجود دولة بعد دولته.)



وليس هنا مقام البحث في المسائل الفائتة وهل أن الأخبار الواردة فيها تبلغ حد التواتر أو الاستفاضة أم أنها أخبار آحاد، إذ تحتاج كل مسألة منها إلى بحث منفرد.



وكذلك كان الشيخ المفيد يؤكد في جملة من القضايا أن العقل يستقل بمعرفتها من دون الحاجة إلى الأخبار وأن الأخبار تأتي لتعضد الدليل العقلي وتؤكده. (راجع على سبيل المثال تصحيح الاعتقاد ص222 في مسألة رجوع الحياة إلى من تحاسبه الملائكة.)



أما في المجال النقلي فنراه يؤكد في العديد من المسائل على أن العقل ليس له سبيل إليها،فلا هو يمنع منها ولا هو يثبتها، ولذلك لابد من ورود السماع بذلك وبما أنه قد ورد النقل المعتمد المعتبر بها ولذا تبناها. (راجع على سبيل المثال أوائل المقالات ص77 في علم الأئمة (ع) بالضمائر، ص78 في عدم وجود نبي بعد نبينا (ص)، ص79 في ظهور المعجزات على الأئمة (ع)، في سماع الأئمة (ع) لكلام الملائكة، ص81 في صدق منامات الأنبياء والأئمة (ع)، ص82 في أفضلية الأئمة (ع) على الأنبياء (ع)، تصحيح الاعتقاد ص220 في مسألة من تنزل عليه الملائكة من الأموات، وص224 في مسألة الأعراف ومكانها في القيامة ووقوف حجج الله عليها.)



ونراه أيضا يتعرض وبألفاظ شديدة على كل من يعترض على الروايات الواردة في معجزات الإمام علي (ع) بعد ورود الخبر المستفيض المتظافر فيها، كما في قصة محاربة أمير المؤمنين (ع) للجن، أو في ظهور الجن بصورة الثعبان وتحدث أمير المؤمنين معه (ع)، أو تسليم الأسماك عليه (ع) بعدما غاض ماء الفرات بعد أن ضربه بعصاه، أو رجوع الشمس إليه، مرة في حياة النبي (ص) وأخرى بعد وفاته. (الإرشاد ج1 ص339 – 350)



فهو ينتقد المعتزلة بشدة لإنكارها بعض تلك الأخبار ويقول:

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:03 AM
"والمعتزلة لميلها إلى مذهب البراهمة تدفعه، ولبعدها عن معرفة الأخبار تنكره، وهي سالكة في ذلك طريق الزنادقة فيما طعنت به في القرآن". (الإرشاد ج1 ص341)



فالمعتزلة كانوا من المبالغين في استخدام ما يظنونه من حكم العقل في غير مورده، ومن هنا كانوا يؤلون أو ينفون ما ورد في بعض الروايات حتى شبههم الشيخ المفيد بالبراهمة، والبراهمة فرقة من كفار الهند نفوا النبوات بحجة التمسك بالعقل والأدلة العقلية والخروج عن حريم البهيمية!! (ينقل الشهرستاني في الملل والنحل ج2 ص258:



"وهؤلاء البراهمة إنما انتسبوا إلى رجل منهم يقال له: "براهم"، وقد مهد لهم نفي النبوات أصلا، وقرر استحالة ذلك في العقول بوجوه، منها أن قال: إن الذي يأتي به الرسول لم يخل من أحد أمرين: إما أن يكون معقولا، وإما أن لا يكون معقولا، فإن كان معقولا فقد كفانا العقل التام بإدراكه والوصول إليه، فأي حاجة لنا إلى الرسول؟ وإن لم يكن معقولا فلا يكون مقبولا، إذ قبول ما ليس بمعقول خروج عن حد الإنسانية، ودخول في حريم البهيمية ....الخ.)



والسر في ذلك أن هذا ليس من مجال إنكار العقل حتى يزعم من يعترض عليها أن التصديق بها ينافي العقل، بل هو توهم من المعترض وعناد، فهي ليست من الأمور المنافية للعقل بل العقل يجيزها ويحتملها، ويبقى ورورد الخبر والسماع بها، وبما أن الخبر مستفيض ومشهور بها فهي ثابتة.



وفي كلام الشيخ المفيد السابق إشارة لطيفة فهو يصرح بأن المتأمل في الأخبار هو الذي يؤمن بتلك المعجزات، وأن من أنكرها بحجة العقل هو البعيد عن معرفة الأخبار والروايات.



وسأكتفي بنقل عبارة أخرى للشيخ المفيد في هذا الشأن أكثر توضيحا، يقول (رض):



"وإذا بطل اعتراض الزنادقة في ذلك بتجويز العقول وجود الجن، وإمكان تكليفهم، وثبوت ذلك مع إعجاز القرآن والأعجوبة الباهرة فيه، كان مثل ذلك ظهور بطلان طعون المعتزلة في الخبر الذي رويناه، لعدم استحالة مضمونه في العقول، وفي مجيئه من طريقين مختلفين وبرواية فريقين متباينين برهان صحته، وليس في إنكار من عدل عن الإنصاف في النظر – من المعتزلة والمجبرة – قدح فيما ذكرناه من وجوب العمل عليه.



كما أنه ليس في جحد الملاحدة وأصناف الزنادقة واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ما جاء مجيئه من الأخبار بمعجزات النبي (ص) - كانشقاق القمر، وحنين الجذع، وتسبيح الحصى، وشكوى البعير، وكلام الذراع، ومجيء الشجرة، وخروج الماء من بين أصابعه في الميضأة، وإطعام الخلق الكثير من الطعام القليل – قدح في صحتها وصدق رواتها وثبوت الحجة بها .........، ولا أزال أجد الجاهل من الناصبة والمعاند يظهر العجب من الخبر بملاقاة أمير المؤمنين (ع) الجن وكفه شرهم عن النبي (ص) وأصحابه، ويتضاحك لذلك، وينسب الرواية له إلى الخرافات الباطلة، ويصنع مثل ذلك في الأخبار الواردة بسوى ذلك من معجزاته (ع) ويقول: إنها من موضوعات الشيعة، وتخرص من افتراه منهم للتكسب بذلك أو التعصب، وهذا بعينه مقال الزنادقة وكافة أعداء الإسلام فيما نطق به القرآن من خبر الجن وإسلامهم وقولهم: وفيما ثبت به الخبر عن ابن مسعود في قصته ليلة الجن، ومشاهدته لهم كالزط، وفي غير ذلك من معجزات الرسول (ع)، فإنهم يظهرون العجب من جميع ذلك، ويتضاحكون عند سماع الخبر به والاحتجاج بصحته، ويستهزؤون ويلغطون فيما يسرفون به من سب الإسلام وأهله، ووضع الأباطيل، فلينظر القوم ما جنوه على الإسلام بعداوتهم لأمير المؤمنين (ع) واعتمادهم في دفع فضائله ومناقبه وآياته على ما ضاهوا به أصناف الزنادقة والكفار، مما يخرج عن طريق الحجاج إلى أبواب الشغب والمسافهات". (الإرشاد ج1 ص342، 344)



ومما لا ينبغي الغفلة عنه فيما يخص موقف الشيخ المفيد من العقل والنقل أنه في نفس الوقت الذي ينتقد يعض من لم يتمعن ولم يتدبر في دلالة الأخبار ويصفهم بـ "الحشوية" نجده ينتقد بعض الإمامية حتى البعض ممن كان ينتسب إلى الشيخوخة والعلم في مستوى معرفتهم المتدني بمقامات الأئمة (ع) ويصفهم بـ "المقصرين". (أوائل المقالات ص84 و86، وتصحيح الاعتقاد ص208 و227 و241)







5 – خلق مناخ حواري مع المذاهب والاتجاهات الأخرى، فكان يناظر أهل كل عقيدة ويتواصل معهم مباشرة من دون أن يشكل الاختلاف حاجزا يمنع من الاستماع لكلمات الآخرين، قال الذهبي:



"عالم الشيعة وإمام الرافضة، صاحب التصانيف الكثيرة، قال ابن أبي طي في تاريخ الإمامية: هو شيخ مشايخ الطائفة، ولسان الإمامية، ورئيس الكلام والفقه والجدل، وكان يناظر أهل كل عقيدة". (العبر في خبر من غبر ج2 ص225)



وكانت حواراته تتمتع بإضفاء حالة من الجو العلمي التي تنأى بالحوار عن الإنجرار نحو الإساءة الشخصية وكما نلمسه اليوم في كثير من المناظرات المبثوثة على القنوات الفضائية أو في غرف البالتوك في الانترنت.



ولا يعني حرصه على إيجاد المناخ الحواري الملائم مع من يخالفهم الرأي التساهل فيما يعتقد، فقد كان صلبا في معتقده، وكان شديدا على أهل البدع والأفكار المنحرفة، وتمكن في تلك المناظرات من إسكات أصوات الباطل وعرض صوت الحق، ولم يجد خصومه عليه ضعفا أو مغمزا أو انهزاما في مناظرة حتى يتخذوا ذلك ذريعة للنيل منه أو إضعاف مكانته العلمية.



هذا وقد ناظر الشيخ المفيد العديد من الشخصيات العلمية المتواجدة في قلب العالم الإسلامي بغداد، والمنتمية للمذاهب المتنوعة.



قال آغا بزرك الطهراني:



"المجالس المحفوظة في فنون الكلام، قال النجاشي أنه للشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد المتوفى 413هـ، وذكر في "كشف الحجب" أن فيه مناظرته مع القاضي أبي بكر أحمد بن سيار وأبي عمرو الشطوي وأبي الحسين الخياط والوراق وغيرهم من المعتزلة والناصبة والحشوية والمرجئة والإسماعيلية والكيسانية والفطحية ...الخ". (الذريعة ج19 ص365)



وقد أحصى بعض المتتبعين عدد مجالس المناظرات التي جرت بين الشيخ المفيد وغيره فبلغت ما يزيد عن العشرين مجلسا. (مقدمة تهذيب الأحكام ج1 ص17)



ومن المعتزلة الذين ناظرهم الشيخ المفيد : الكتبي، أبو عمرو الشطوي، عرزالة، أبو محمد العماني، أبو بكر بن الدقاق.



ومن الأشاعرة: قاضي قضاة بغداد ورئيس الأشاعرة والمالكية أبي بكر الباقلاني.



قال عبد الجليل الرازي بما معربه:



"بهت الباقلاني أكبر علماء الأشعرية مرات عديدة أثناء المناظرات التي كانت تعقد بينه وبين الشيخ المفيد". (مقدمة كتاب النوادر للراوندي ص40)



ومن أهل السنة (وقد يكون لبعضهم ميلا خاصا لبعض المذاهب إلا أن المصادر لم تشر لذلك):



الجراحي (ولعله القاضي علي بن الحسن الجراحي المتوفى في بغداد سنة 376هـ، وكان من أهل الحديث)، أبو العباس هبة الله بن المنجم، القاضي أبو بكر أحمد بن سيار، أبو بكر بن صرايا (ولعله من المعتزلة حيث أن المفيد ناظره في مجلس كان فيه جماعة من متكلمي المعتزلة)، أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد الداركي الشافعي المتوفى في بغداد سنة 375 هـ (ونسب إليه ميل للاعتزال)، الورثاني (نسبة إلى قرية من قرى شيراز، أو بلدة من بلدان آذربيجان)، ورجل من أصحاب الحديث يذهب مذهب الكرابيسي.



ومن الإسماعيلية: ابن لؤلؤ.



ومن الزيدية: الطبراني.



والمناظرات السابقة كانت وليدة ساعتها ومن دون أن يكون هناك ترتيب وإعداد مسبق لها، مما يكشف عن عبقرية مميزة للشيخ المفيد، وكانت تتم في مجالس بعض الشخصيات المعروفة في بغداد مثل الشريف محمد بن محمد بن طاهر الموسوي والنقيب أبي الحسن العمري وأبي منصور بن المرزبان والشريف أبي الحسن أحمد بن القاسم العلوي المحمدي والشريف أبي الحسن علي بن أحمد بن إسحاق وأبي الحسن علي بن نصر الشاهد وأبي الهذيل سبيع بن المنبه المختاري، وكان بعضها يعقد في دار بعض قواد الدولة أو مجلس بعض القضاة أو مجمع لقوم من الرؤساء، وكان بعضها بحضور عدد كبير من الأشراف من العلويين والعباسيين أو وجوه التجار أو جماعة من متكلمي المعتزلة.



ولكن من جهة حرص الشيخ المفيد على أن تكون مجالس المناظرات والبحث مستمرة فقد خصص في منزله مجلسا للنظر، يقول ابن الجوزي ضمن حديثه عمن توفي سنة 413هـ من الأكابر:



"شيخ الإمامية وعالمها، صنف على مذهبهم، ومن أصحابه المرتضى، وكان لابن المعلم مجلس نظر بداره – بدرب رياح – يحضره كافة العلماء". (المنتظم ج15 ص157)



وكان الشيخ المفيد يتمتع بأخلاقية حوارية عالية. وفي هذا يقول معاصره أبو حيان التوحيدي:



" كان ابن المعلم حسن اللسان والجدل، صبورا على الخصم، ضنينا بالسر، جميل العلانية". (الإمتاع والمؤانسة ج1 ص141)



وكان يحرص أولا وقبل البدء في المناظرة والحوار أن يتعرف على ما يقوله الآخرون.



قال ابن أبي طي الحلبي في تاريخ الإمامية:



"حدثني رشيد الدين المازندراني: حدثني جماعة ممن لقيت أن الشيخ المفيد ما ترك كتابا للمخالفين إلا وحفظه وباحث فيه، وبهذا قدر على حل شبه القوم". (تاريخ الإسلام ص2986، وراجع أيضا سير أعلام النبلاء ج17 ص344)



وإذا أراد المرء أن يعرف التفاوت بين الشيخ المفيد في سعة أفقه والذهبي في ضيق أفقه فعليه بالوقوف على قول الذهبي: "وقيل: بلغت تواليفه (أي المفيد) مائتين، لم أقف على شيء منها ولله الحمد!!". (سير أعلام النبلاء ج17 ص344)







6 – إشباع الحاجات الفكرية والعملية للأمة، ويلاحظ ذلك من خلال عدد لا يستهان به من تآليفه التي تجاوزت الأربعين مؤلفا، وكانت عبارة عن إجابة عن أسئلة ملحة جاءت إليه من أصقاع العالم الإسلامي مثل: جرجان وخوارزم وحران وشيراز وطبرستان وصاغان ومازندران والرقة وسارية والموصل ونيشابور وسارية ودينور ونوبندجان وخوزستان وجنبلاء مما يدل على سعة دائرة تواصل الشيخ المفيد وصيته الكبير في أرجاء العالم الإسلامي وكثرة مقلديه وأتباعه.



وكذلك أجاب عن أسئلة وردت إليه من شخصيات علمية وسياسية، من قبيل: ابن واقد السني، تلميذه الكراجكي، أبو الفرج ابن إسحاق، الكرماني، المافروخي، ابن الحمامي، الخطيب ابن نباتة، أبو جعفر القمي، أبو جعفر محمد بن الحسين الليثي، أبو الحسن سبط المعافي، الأمير أبو عبد الله، الأمير طاهر، الحاجب أبو الليث بن سراج الأواني، البرقعي، ابن عرقل، علي بن نصر العبدجاني، أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الفارسي، محمد بن الخضر الفارسي.



وكذلك نجد حالة الترصد عند الشيخ المفيد لما ينشر في الأجواء الفكرية العامة، فكان يتصدى لمواجهة الانحرافات والشبهات المطروحة ويفندها بالحجة والدليل، وقد ألف عددا من الكتب في هذا الخصوص، إذ لديه 18 ردا و13 نقضا لأقوال أو كتب.

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:06 AM
ومن جملة ردوده على الحشوية:



الرد على ابن كلاب في الصفات، وهو عبد الله بن سعيد بن محمد بن كلاب القطان البصري، أحد المتكلمين في أيام المأمون، قال عنه ابن النديم أنه من نابتة الحشوية، وقال العبادي أنه من فقهاء الشافعية، له كتاب الصفات وخلق الأفعال والرد على المعتزلة، وكان يقال له ابن كلاب بضم الكاف وتشديد اللام نسبة إلى كلاب الملابس وسمي بذلك لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته، وأصحابه هم الكلابية. قال عنه الذهبي: والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة بل هو من مناظريهم. (راجع سير أعلام النبلاء ج11 ص174، ولسان الميزان ج3 ص290)

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:07 AM
ومن جملة ردوده على المعتزلة:



1 - الرد على ابن الأخشيد في الإمامة.



وابن الأخشيد هو أبو بكر أحمد بن علي بن معجور، ويكتبها بعضهم كابن حجر: ابن الأخشاذ، انتهت إليه رئاسة المعتزلة، درس عند أبي عبد الله محمد بن عمر الصيمري البصري، وسكن ببغداد، ومن تلامذته: موسى بن رباح المعتزلي، وأحمد بن محمد بن حفص الخلال البصري، له من الكتب: مختصر تفسير الطبري، الإجماع، المبتدي، توفي سنة 326هـ عن 56 عاما. أورد الشيخ المفيد اسمه في كتابه المسائل السروية عند بحثه عن ماهية الإنسان. (معجم المؤلفين ج2 ص23، الفهرست لابن النديم ص37 و219 و221، لسان الميزان ج3 ص256 وج5 ص321، المسائل السروية ص57).



2 – الرد على أبي عبد الله البصري في تفضيل الملائكة على الأنبياء.



وهو أستاذ الشيخ المفيد والمعروف بجعل، اسمه الحسين بن علي بن إبراهيم الكاغذي، انتهت إليه رئاسة المعتزلة، توفي عام 369هـ. (الأعلام للزركلي ج2 ص244)



3 – الرد على الجبائي في التفسير.



4 – الكلام في المعدوم والرد على الجبائي.



والجبائي هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن سلام البصري، ولد سنة 235هـ وتوفي سنة 303هـ، لقب بالجبائي نسبة إلى جبا بخوزستان، انتهت إليه رئاسة المعتزلة، وتفرد بآراء فتبعته جماعة منهم سموا بالجبائية، كان له كتاب في التفسير من عشرة أجزاء نقل عنه السيد ابن طاووس في سعد السعود. (ذيل كشف الظنون ص32، الأعلام ج6 ص256، معجم المؤلفين ج10 ص269)



5 – الرد على المعتزلة في الوعيد.



6 – الرد على الجاحظ في العثمانية



7 – النقض على الجاحظ في فضيلة المعتزلة.



والجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري المتوفى سنة 250 أو 255 هـ، درس عند جمع من المعتزلة منهم ثمامة بن أشرس البصري، وأبو إسحاق النظام، له كتب كثيرة منها: فضيلة المعتزلة. (سير أعلام النبلاء ج10 ص204 و541، وج11 ص526، الأعلام للزركلي ج5 ص74)



8 – النقض في الإمامة على جعفر بن حرب.



وأبو الفضل جعفر بن حرب الهمداني المتوفى سنة 234هـ من متكلمي المعتزلة ببغداد، سمي أتباعه بالجعفرية، أخذ الكلام عن أبي الهذيل العلاف، وله كتاب الأصول. (تاريخ بغداد ج7 ص173، سير أعلام النبلاء ج10 ص549، بحار الأنوار ج4 ص59 الهامش)



9 – نقض كتاب الأصم في الإمامة.



والظاهر أنه أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان الأصم، المتوفى في حدود 238 وهو من معتزلة البصرة، وكان يخطئ عليا في كثير من أفعاله ويصوب معاوية في بعض أفعاله. (الأعلام ج3 ص323، لسان الميزان ج3 ص427)



10 – النقض على علي بن عيسى الرماني في الإمامة.



والرماني هو أبو الحسن علي بن عيسى الرماني المتوفى 384هـ، أخذ عن الزجاج وابن دريد، اشتهر بالنحو، وصنف في اللغة والنحو والتفسير والكلام، وله نحو مائة مصنف، منها: الجمل، شرح كتاب سيبويه، الأسماء والصفات. (سير أعلام النبلاء ج16 ص533)



11 - نقض في الخمسة عشرة مسألة على البلخي.



والظاهر أنه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي المتوفى 313هـ في مدينة بلخ، من متكلمي المعتزلة البغداديين، له كتاب المسترشد في الإمامة كتبه نقضا لكتاب الإنصاف في الإمامة الذي كتبه المتكلم الشيعي ابن قبة الرازي، له من الكتب أيضا: النقض على الرازي في الفلسفة الإلهية، الجدل، السنة والجماعة، وقد أورد الشيخ المفيد اسمه مكررا في أوائل المقالات. (تاريخ بغداد ج9 ص392، الذريعة ج2 ص335، سير أعلام النبلاء ج14 ص313)

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:09 AM
ومن جملة ردوده على الصوفية:



الرد على أصحاب الحلاج.



وهو أبو عبد الله الحسين بن منصور بن محمي الفارسي البيضاوي، نسبت إليه الكثير من الأقوال الباطلة كالحلول. (راجع تفصيل ذلك في سير أعلام النبلاء ج14 ص313)



كما رد الشيخ المفيد على أسماء من أهل السنة لم أتمكن من تحديد هويتهم بالضبط مثل:

الرد على الطلحي في الغيبة، الرد على ابن رشيد في الإمامة، الرد على العقيقي في الشورى، النقض على الواسطي (ولعله أبو عبد الله محمد بن زيد الواسطي المتوفى سنة 306هـ، وهو من المعتزلة ومن تلامذة الجبائي، كان له كتاب الإمامة)، الرد على الخالدي في الإمامة (ولعله الحافظ الرحال أبو علي منصور بن عبد الله الذهلي الهروي)، النقض على غلام البحراني في الإمامة، النقض على النصيبي في الإمامة.

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:10 AM
ورد على أسماء معروفة من السنة:



أ - الرد على الكرابيسي في الإمامة.



والظاهر أنه الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي المتوفى سنة 245هـ، لقب بالكرابيسي لبيعه الكرابيس وهي الثياب الغليظة، وهو من أصحاب الشافعي وأحفظهم لمذهبه، رد السيد المرتضى روايته في مسألة خطبة أمير المؤمنين بنت أبي جهل في كتابه تنزيه الأنبياء بالقول: "ولو لم يكن في ضعفه إلا رواية الكرابيسي له واعتماده عليه، وهو من العداوة لأهل البيت (ع) والمناصبة لهم والإزراء على فضائلهم ومآثرهم ما هو مشهور لكفى"، وكان من المجبرة، وله كتاب الإمامة. (الصراط المستقيم ج2 ص293، الأعلام ج2 ص244، تنزيه الأنبياء ص258)



ب - الرد على القتيبي في الحكاية والمحكي.



وهو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري صاحب المصنفات. (راجع سير أعلام النبلاء ج13 ص296)



ج - الرد على الشعبي.



وهو عامر بن شراحيل الهمداني، وله ترجمة مفصلة في كتب الرجال.



د - الرد على ثعلب في آيات القرآن.



وثعلب هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني البغدادي، المتوفى سنة 291هـ، له كتاب القراءات ومعاني القرآن، اشتهر باللغة وعلومها وخاصة النحو. (سير أعلام النبلاء ج14 ص5)



ومن جملة ردوده على الزيدية: الرد على الزيدية.



ولم تقتصر مسألة الردود عند الشيخ المفيد على مخالفي الإمامية بل كان ينتقد ويفند أيضا بعض الآراء التي تبنتها بعض الإمامية:



كالشيخ الصدوق حيث علق على اعتقاداته، أو الشيخ ابن الجنيد حيث ألف النقض على ابن الجنيد في اجتهاد الرأي، وكتب أيضا المسائل الموصلية ردا على طريقته في مسألة القياس والتعامل مع الروايات المتعارضة بالظاهر، أو ابن عون الأسدي حيث رد عليه في مسألة خلق الأفعال وعلاقة ذلك بالجبر. وكذلك رد على بني نوبخت كثيرا في كتابه أوائل المقالات.

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:11 AM
ما أهم الأمور التي اختلف فيها الشيخ المفيد مع الأشاعرة؟



الجواب:



هناك نقاط كثيرة اختلف فيها الإمامية عن الأشاعرة، غير أن الشيخ المفيد أشار إلى بعضها في تآليفه، وأنا أشير إليها كرؤوس أقلام فقط من دون التعرض لتفاصيلها لأنها مسائل تخصصية وتحتاج كل واحدة منها إلى بحث مفرد ومقدمات عديدة لتوضيحها، ولا يسع وقت البرنامج واللقاء لذلك، منها:



أ - الإقناع في وجوب الدعوة، أي وجوب البعثة حيث أن الإمامية ترى أن التكليف لا يصح إلا بالرسل وأن العقل لابد أن يعضد بالسمع من قبل الأنبياء. (أوائل المقالات ص50 الهامش 1)



ب – في مسألة إيمان آباء النبي (ص) وإيمان أمه آمنة وعمه أبي طالب. (نفس المصدر ص51 و52)



ج - في مسألة الجواهر وهل تخلو من الأعراض؟ وهي مسألة فلسفية. (أوائل المقالات ص202)



د - خلافه مع معاصره الأشعري أبي بكر الباقلاني في مسألة شيئية المعدوم المبتنية على أصل الحال بين الوجود والعدم، وهي مسألة فلسفية أيضا. (نفس المصدر ص207)



هـ - هل الاسم عين المسمى، خلافا لابن فورك من متكلمي الأشاعرة، ويترتب عليها الأثر في مسألة قدم القرآن. (نفس المصدر ص217)



و - اختلف معهم في مسألة العلاقة بين الأسباب والمسببات الخارجية والذهنية والسنخية بينها فإن الأشاعرة ينفون وجود أي تلازم بينهما فيقولون على سبيل المثال أنه لا توجد علاقة بين النار والإحراق، وقالوا من الممكن أن ينشأ الإحراق من النار ومن التراب على حد سواء. (نفس المصدر ص341)



ز – واختلف معهم في لزوم وجود إمام في كل زمان يحتج الله عز وجل به على عباده وأنه لابد أن يكون معصوما من مخالفة الله عالما بجميع علوم الدين كاملا في الفضلوأنها لا تثبت إلا بالنص والمعجز، وأن الرسول استخلف أمير المؤمنين (ع) في حياته ونص عليه بالإمامة بعد وفاته. (نفس المصدر ص47 و48)



ح- في مسألة أن إرادة الله لأفعاله هل هي عين أفعاله أم لا.



ط - وكذلك اختلف معهم في مسألة قدم القرآن فإن الأشاعرة يقولون بأن القرآن قديم وأنه عين ذاته بينما تذهب الشيعة أنه حادث وأنه غير ذاته تبعا لما جاء عن أهل البيت (ع)، ومن جملة مؤلفات الشيخ المفيد في هذه المسألة كتابه: الكلام في حدوث القرآن.



ي – اختلف معهم في مسألة جواز رؤية الله بالعين المجردة.



ك – اختلف معهم في أن صفات الله هل هي عين ذاته أم لا.



وكانت للشيخ المفيد مناظرات كثيرة مع رئيس الأشاعرة القاضي أبي بكر الباقلاني، كذلك ألف رسالة في الرد على الباقلاني ، حيث أنه سأل الشيخ المفيد: النص على علي أكثير أم قليل؟



فإن قلتم: قليل، قيل لكم: فلا تنكرون أن يتواطؤوا على الكذب لأن إفتعال الكذب يجوز على القليل.



وإن قلتم: كثير، قيل لكم: فما بال أمير المؤمنين (ع) لم يقاتل بهم أعداءه لا سيما وأنتم تدعون أنه لو أصاب أعوانا لقاتل.



فألف رسالة "مسألة في النص على علي (ع)" ردا على سؤاله هذا.



مما تجدر الإشارة إليه، أنني لم أعثر – وفي حدود بحثي – في أي كتاب من كتب الشيخ المفيد ذكرا لاسم الأشاعرة صريحا!!! وقد يكون منشأ ذلك هو ضمور دورهم في عصره.

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:12 AM
هل يمكن أن تذكروا لنا ملامح من كتبه وأهميتها؟



الجواب:



يمكن تقسيم مؤلفات الشيخ المفيد التي تربو على المائتين مصنفا إلى عدة أبواب:



الباب الأول: في مجال الفقه:



له كتب عديدة أشهرها: كتاب المقنعة المطبوع، وله أيضا 34 كتابا آخر غيره وهي: الأركان في دعايم الدين، الإشراف في علم فرائض الإسلام،أحكام النساء، والإعلام فيما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام، الإقتصار على الثابت في الفتيا، الإنتصار، وجمل الفرائض، وجواب أبي الفرج ابن إسحاق فيما يفسد الصلاة، وجواب أهل جرجان في تحريم الفقاع، وجواب أهل الرقة في الأهلة والعدد، وجوابات البرقعي في فروع الفقه، وجوابات الشرقيين في فروع الدين، وجواب المسائل الموصليات في العدد والرؤية، وجوابات النصر بن بشير في الصيام، وجوابات المسائل الصاغانية والنيشابورية نسبة إلى بلدتي صاغان ونيشابور، ورد العدد الشرعية، والرد على الصدوق في عدد شهر رمضان، والرد على من حد المهر، والرسالة الكافية في الفقه، وعدد الصوم والصلاة، والعويص في الأحكام، والفرائض الشرعية في مسألة المواريث، ولمح البرهان في عدم نقصان شهر رمضان وهو رد على شيخه محمد بن أحمد بن داود القمي القائل بدخول النقص على شهر رمضان وانتصارا لشيخه الآخر ابن قولويه القائل بعدم النقصان، ومختصر في الفرائض، والمختصر في المتعة، ومسألة في تحريم ذبائح أهل الكتاب، ومسألة في المهر، ومسألة في البلوغ، ومسألة في المواريث، ومسألة في الوكالة، ومسألة في نكاح الكتابية، ومناسك الحج، الهداية في الفقه.



الباب الثاني: في مجال أصول الفقه



وله: أصول الفقه الذي أدرجه تلميذه الكراجكي في كتابه كنز الفوائد.



الباب الثالث: في مجال تفسير القرآن وعلومه:



وله: البيان عن غلط قطرب في القرآن، البيان في تأليف القرآن، وجوابات أبي الحسن سبط المعافي ابن زكريا في مسألة إعجاز القرآن، والرد على الجبائي في التفسير، والرد على ثعلب في آيات القرآن، القول في دلائل القرآن،الكلام في وجوه إعجاز القرآن، والنصرة في فضل القرآن.



الباب الرابع: في مجال الحديث وعلومه:



وله: الاستبصار فيما جمعه الشافعي من الأخبار، الاختصاص المنسوب إليه، المزار، الأمالي، جواب مسائل اختلاف الأخبار، مقابس الأنوار في الرد على أهل الأخبار، المزورين عن معاني الأخبار.



الباب الخامس: في مجال السيرة والتاريخ:



وله: الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، مسار الشيعة، والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة.



الباب السادس: في مجال الأدب:



وله: اختيار الشعراء.



الباب السابع: في مجال الفلسفة وعلم الكلام والعقائد والنقوض:



وله: أقسام المولى في اللسان، الإفصاح في الإمامة، أوائل المقالات في المذاهب والمختارات، والإيضاح في الإمامة، وإيمان أبي طالب، وتفضيل الأئمة على الملائكة، وتفضيل أمير المؤمنين (ع) على سائر الأصحاب، وجواب الكرماني على فضل نبينا (ص) على سائر الأنبياء (ع)، الجوابات في خروج المهدي، وجوابات الفارقيين في الغيبة، وجوابات الفيلسوف في الاتحاد، وجوابات مقاتل بن عبد الرحمن عما استخرجه من كتب الجاحظ، جوابات المسائل في اللطيف من الكلام، الرد على ابن الأخشيد في الإمامة، الرد على ابن رشيد في الإمامة، الرد على ابن عون في المخلوق (وابن عون هو أبو الحسين محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي الكوفي ساكن الري، وكان من الإمامية الذين كانت لهم بعض الآراء الباطلة في مسألة الجبر وله كتاب الجبر والاستطاعة) ، الرد على ابن كلاب في الصفات (وابن كلاب هو عبد الله بن محمد بن كلاب القطان صاحب كتاب الصفات، وهو من رؤساء الحشوية)، الرد على أبي عبد الله البصري في تفضيل الملائكة على الأنبياء، الرد على كتاب الجاحظ في العثمانية، الرد على الخالدي في الإمامة، الرد على الزيدية، الرد على العقيقي في الشورى، الرد على الكرابيسي في الإمامة، الرد على المعتزلة في الوعيد، الرسالة المقنعة في وفاق البغداديين من المعتزلة لما روي عن الأئمة، العمدة في الإمامة، قضية العقل على الأفعال، الكامل في الدين، كتاب في إمامة أمير المؤمنين من القرآن، كتاب في قوله (ص): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"، كتاب في قوله تعالى: "فاسئلوا أهل الذكر"، كتاب في الغيبة، كتاب في القياس، الكلام في حدوث القرآن، الكلام في المعدوم والرد على الجبائي، الكلام في أن المكان لا يخلو من متمكن، المبين في الإمامة، المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة، المسألة الموضحو عن أسباب نكاح أمير المؤمنين (ع)، مسألة في الإرادة، مسألة في الأصلح، مسألة في ميراث النبي (ص)، مسألة في الإجماع، مسألة في العترة، مسألة في رجوع الشمس، مسألة في المعراج، مسألة في انشقاق القمر وتكلم الذراع، مسألة في وجوب الجنة لمن ينتسب بولادته إلى النبي (ص)، مسألة في معرفة النبي (ص) بالكتابة، مسألة في معنى قوله (ص): "اصحابي كالنجوم"، مسألة في القياس، المسألة الموضحة في تزويج عثمان، المسألة المقنعة في إمامة أمير المؤمنين (ع)، المسائل في أقضى الصحابة، المسائل العشر في الغيبة، مسألة في خبر مارية القبطية، مسائل في الرجعة، مسألة في سبب استتار الحجة، مسألة فيمن مات ولم يعرف إمام زمانه، مسألة الفرق بين الشيعة والمعتزلة، المنير في الإمامة، نقض في الإمامة على جعفر بن حرب، نقض في الخمسة عشرة مسألة على البلخي، النقض على ابن عباد في الإمامة، النقض على الجاحظ في فضيلة المعتزلة، النقض على الطلحي في الغيبة، النقض على علي بن عيسى الرماني في الإمامة، النقض على غلام البحراني في الإمامة، النقض على النصيبي في الإمامة، نقض فضيلة المعتزلة، نقض كتاب الأصم في الإمامة، نقض المروانية، النكت الاعتقادية، نهج العلوم إلى نفي المعدوم.

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:15 AM
ما دوره اليوم؟ وماذا تستفيد منه الحوزة؟



الجواب:



شكل الشيخ المفيد منعطفا هاما بالنسبة لترسيخ دعائم الحوزة العلمية الشيعية، وببركته انتقل الثقل الحوزوي الأكبر في عصره إلى بغداد وفي قلب العالم الإسلامي مستفيدا من المناخ السياسي وبعض الظروف المساعدة التي كانت تسمح بممارسة بعض الأنشطة الفكرية، وقد بقي أثر الاستفادة من ذلك الجو قبل ألف عام تقريبا إلى يومنا هذا.



وفي رأيي فإن هذا ما ينبغي للحوزة العلمية الاستفادة منه، أي استغلال الفرصة المواتية، فالحوزة ليست لها مسؤولية نحو من يعيش في زمانها بل نحو التشيع والأجيال اللاحقة، وأي خطوة إيجابية تؤسس في هذا اليوم سيكون لها أكبر الأثر بعد عشرات ومئات السنين.



وقد قام المؤتمر العالمي الذي عقد بمناسبة مرور ألف سنة على وفاة الشيخ المفيد أي في العام 1413هـ وفي جهد يشكر عليه بتحقيق ما لم يحقق من كتب الشيخ المفيد وضم ذلك مع ما كان محققا من قبل وطباعته في موسوعة واحدة بعنوان موسوعة مؤلفات الشيخ المفيد، ولكننى أرى أن ذلك غير كاف فكتب الشيخ المفيد وآرائه تحتاج للمزيد من تسليط الأضواء والمزيد من الدراسات والبحوث.

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:15 AM
وكيف نستفيد منه نحن العوام؟



الجواب:



يمكن لعامة الناس أن يتعلموا من الشيخ المفيد الكثير، ففضلا عن الفائدة التي سيجنونها من قراءة كتبه لما فيها من دقة وجودة وعمق، فإن الشيخ المفيد - وكما نقلت من قبل كلام ابن أبي طي الحلبي عنه - أنه كان حريصا على معرفة ما يقوله الغير قبل الخوض في أي نقاش، فالنقاش والمناظرة ليس من شأن أي كان، ولربما أساء المناظر إلى المذهب بسبب قلة باعه ومعلوماته وبديهته، ولابد لكل شخص أن يعرف حجمه حتى لا يتسبب في الإساءة إلى المذهب. وهذا ما نلمسه اليوم في بعض المناظرات التي تجري في الفضائيات أو في غرف البالتوك في الانترنت جيث يخوض فيها البعض من عامة الناس من الذين لم يتسلحوا بما يكفي من العلم لدخول الحوار. فنحن أصحاب حجة ودليل قوي، والشيخ المفيد كان من أبرز علمائنا الذين لم يتمكن خصوم الإمامية من إيجاد ثغرة عليه، ولكن لكل شيء سببا، ومن أسباب تفوق الشيخ المفيد سعة اطلاعه بما يقول الخصم ومعرفة مبانيه، فكان قادرا على النقض على الخصم بمباني الخصم لا بمبانيه هو.



كما أننا نتعلم منه أخلاقه العالية في الدعوة للحق مع عدم المساومة مع أحد على حساب المذهب الحق.

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:16 AM
ما أهم آرائه التي ساهمت في بلورة عقائد الشيعة



الجواب:



عقائد الشيعة الإمامية كانت من الأساس عقائد راسخة ومتينة ولكننا نجزم بأنه كان للشيخ المفيد رضوان الله عليه دور مهم في تثبيت تلك العقائد بما أعطي من موهبة إلهية، كما أنه بمناقشته بعض المعتقدات قد جعل كل من يأتي بعده يحسب ألف حساب لما سيقوله.



وهناك عدم ملاحظات يمكن أن يقرأها المتابع لشخصية الشيخ المفيد فيما يخص هذا الجانب، أي بلورة عقائد الشيعة والدفع بها نحو المزيد من المتانة والاستحكام.



1 - نلاحظ على الشيخ المفيد أنه ركز على مسألة أساسية في مسألة عقائد الشيعة، وهي ارتكازها على الأمور اليقينية، فالعقيدة مأخوذة من انعقاد القلب على الشيء، ومن ثم رد على الشيخ الصدوق وبعض أهل الأخبار في اعتبار بعض القضايا من العقائد وقال أن ما ورد فيها لا يصل إلى حد إيجاب اليقين فهي أخبار آحاد، والخبر الواحد وإن كان حجة في باب الأحكام الشرعية، ولكنه ليس بحجة في باب العقائد، ومن ثم نلاحظ توقف الشيخ المفيد في بعض القضايا عند الحديث عن دوره في الحركة العلمية في عصره.



أما هل أنه ما ذكره الشيخ الصدوق كان مبتنيا على أخبار الآحاد أم الأخبار الموجبة للاطمئنان فذلك شأن آخر؟ المهم أن الشيخ المفيد فتح الباب في هذه القضية، وتحقيق أن الحق مع أي واحد منهما في كل مسألة سيحتاج إلى بحوث مستقلة.



2 - كما نلاحظ أنه ركز بشكل أساسي على مسألة الإمامة من بين المعتقدات، فرد على عدد كبير من المعتزلة والأشاعرة في مسألة الإمامة، وله ما يقرب من 43 مؤلفا في الإمامة وما يتصل بها.



3 – ونلاحظ أيضا على الشيخ المفيد أنه رجح القول بصحة جملة من العقائد من قبيل: معرفة النبي (ص) بالكتابة، تنزيه القرآن عن التحريف بالنقصان، تفضيل أمير المؤمنين وسائر الأئمة (ع) على أولي العزم من الرسل، رجعة من بلغوا الغاية في الإيمان والفساد بأشخاصهم إلى دار الدنيا عند قيام دولة الإمام المهدي (ع)، اختصاص الشفاعة في الآخرة بالشيعة.

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:18 AM
توفي الشيخ المفيد ببغداد ليلة الجمعة في الثالث من شهر رمضان المبارك سنة 413هـ عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما، ونقل ابن عماد الحنبلي عن ابن أبي طي الحلبي: "جنازته مشهورة، شيعه ثمانون ألفا من الرافضة والشيعة". (شذرات الذهب ج3 ص199)



وفيما هو منقول عن ابن أبي طي موضعان للتأمل:



الأول: إن ابن طي الحلبي واسمه يحيى بن ظافر بن علي (ويسمى أيضا: يحيى بن حميدة نسبة لأمه) من الشخصيات الشيعية، وقد أورد السيد محسن الأمين ترجمته في موسوعته أعيان الشيعة ج10 ص286، كما أورد آغا بزرك الطهراني تاريخه ضمن موسوعته القيمة الذريعة ج3 ص219.



فكيف يعبر عن المشيعين أنهم من الرافضة، مع أن كلمة الرافضة درج مخالفو الشيعة على إطلاقها على الشيعة في مقام الذم.



ومما يؤكد على أن هذه الفقرة من إضافات ابن عماد الحنبلي أو من سبقه وليست من كلام ابن أبي طي، تعدد صيغ النقل عنه، فابن العماد الحنبلي نقل صيغة كلام الحلبي بالشكل السابق، أما الذهبي فقد نقل كلام ابن أبي طي من دون إضافة "من الرافضة والشيعة" فقال:



"مات سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وشيعه ثمانون ألفا". (سير أعلام النبلاء ج17 ص345) بينما نقل اليافعي العبارة هكذا:



"وكانت جنازته مشهودة، شيعه ثمانون ألفا من الرافضة والشيعة، وأراح الله منه"!! (مرآة الجنان ضمن أحداث سنة 413هـ)



أي بإضافة: "وأراح الله منه"، ولكنه صرح بأن العبارة لغير ابن أبي طي، حيث قال: وقال غيره (أي غير ابن أبي طي) ...الخ.



الثاني: شهادة ابن طي وإن كانت تتضمن اعترافا بكثرة الشيعة في بغداد آنذاك غير أن فيها إشارة بأن المشيعين كانوا من الشيعة فقط وهذا ما لا ينسجم مع موقع المفيد العلمي وفضله على مختلف الإتجاهات والمذاهب وكما ذكرنا شواهده آنفا، وكما يتنافى مع شهادة تلميذه الشيخ الطوسي الذي قال: "وكان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق". (معجم رجال الحديث ج17 ص206)



صلى على جثمان الشيخ المفيد تلميذه الشريف علي بن الحسين المرتضى بميدان الأشنان، وضاق على الناس مع سعته. دفن أولا في داره سنين، ثم نقل إلى مقابر قريش ودفن بالقرب من الإمام أبي جعفر محمد بن علي الجواد (ع) مما يلي الرجلين إلى جانب شيخه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه.



رثاه تلميذه السيد المرتضى (المتوفى سنة 463هـ) بأبيات منها:



ولقد زادني فأرق عيني * حادث أقعد الحجى وأقاما



حدت عنه فزادني حيدي عنه * لصوقا بدائه والتزاما



وكأني لما حملت به الثقل * تحملت يذبل وشماما



فخذ اليوم من دموعي وقد كن * جمودا على المصاب سجاما



إن شيخ الإسلام والدين والعلم * تولى فأزعج الإسلاما



والذي كان غرة في دجى الأيام * أودى فأوحش الأياما



كم جلوت الشكوك تعرض في نص * وصي وكم نصرت إماما



وخصم لد ملأتهم بالحق * في حومة الخصام خصاما



عاينوا منك مصميا ثغرة النحر * وما أرسلت يداك سهاما



وشجاعا يفري المراء وما كل * شجاع يفري الطلى والهاما



من إذا مال جانب من بناء * الدين كانت له يداه دعاما



وإذا أزور جائر عن هداه * قاده نحوه فكان زماما



من لفضل أخرجت منه خبيثا * ومعان فضضت عنها ختاما



من لسوء ميزت عنه جميلا * وحلال خلصت منه حراما



من ينير العقول من بعد ما كن * همودا وينتج الأفهاما



من يعير الصديق رأيا إذا ما * سله في الخطوب كان حساما



فامض صفرا من العيوب وكم بان * رجال آثروا عيوبا وذاما



ورثاه أيضا شاعر أهل البيت مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي المتوفى سنة 428هـ ضمن قصيدة طويلة جاء فيها:



كم قد ضممت لدين آل محمد * من شارد وهديت قلب مضلل



وعقلت من ود عليهم ناشط * لو لم ترهنه ملاطفا لم يعقل



لا تطبيك ملالة عن قولة * تروى عن المفضول حق الأفضل



فليجزينك عنهم ما لم يزل * يبلو القلوب ليجتبي وليبتلي



ولتنظرن إلى علي رافعا * صنيعك يوم البعث ينظر من عل



يا ثاويا وسدت منه في الثرى * علما يطول به البقاء وإن بلي



جدثا لدى الزوراء بين قصورها * أجللته عن بطن قاع ممحل

علي كاظم الجمري
04/01/2009, 12:19 AM
أهم المصادر:



الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد – محمد بن محمد بن النعمان المفيد – تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت – قم – الطبعة الأولى – 1413هـ.



الإصابة في تمييز الصحابة – أحمد بن علي بن حجر العسقلاني – دار الجيل – بيروت – تحقيق: علي محمد البجاوي – الطبعة الأولى – 1412هـ.



إعجاز القرآن – أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني – تحقيق: أحمد صقر – دار المعارف – القاهرة – الطبعة الثالثة.



الأعلام – خير الدين الزركلي – دار العلم للملايين – بيروت – الطبعة الخامسة – 1980.



أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – تحقيق: حسن الأمين – دار التعارف – بيروت – طبعة عام 1403هـ.



الأنساب – عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني – تقديم وتعليق: عبدالله عمر البارودي – دار الجنان – بيروت – الطبعة الأولى - 1408هـ.



أوائل المقالات – محمد بن محمد بن النعمان – دار المفيد – بيروت – الكبعة الثانية 1414هـ.



تاريخ بغداد – أحمد بن علي بن الخطيب البغدادي – دار الكتب العلمية – بيروت.



التبيان في تفسير القرآن – محمد بن الحسن الطوسي – تحقيق: أحمد قصير العاملي – دار إحياء التراث العربي – بيروت.



تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري – علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي – دار الكتاب العربي – بيروت – الطبعة الثالثة – 1404هـ.



تنزيه الأنبياء – الشريف المرتضى – تحقيق: فارس حسون – الطبعة الأولى 1422هـ - مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي – قم.



خاتمة مستدرك الوسائل – الشيخ حسين النوري الطبرسي – تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث – قم – الطبعة الأولى 1416هـ.



الذريعة إلى تصانيف الشيعة – آغا بزرك الطهراني – مؤسسة إسماعيليان – قم – الطبعة الثالثة – 1408هـ.



ذيل كشف الظنون – آغا بزرك الطهراني – ترتيب: محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان.



السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي – محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلي – تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي – قم – الطبعة الثانية – 1411هـ.



سير أعلام النبلاء – شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي – تحقيق: شعيب الأرنؤوط – الطبعة الرابعة 1406هـ - مؤسسة الرسالة – بيروت.



طبقات أعلام الشيعة – الشيخ آغا بزرك الطهراني – مؤسسة إسماعيليان – قم – الطبعة الثانية.



العبر في خبر من غبر – الحافظ أحمد بن محمد الذهبي – تحقيق وضبط: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول – دار الكتب العلمية – بيروت.



الفهرست – محمد بن أبي يعقوب إسحاق المعروف بالوراق – تحقيق: رضا تجدد، وطبعة أخرى صادرة من: دار المعرفة – بيروت – 1978.



لسان الميزان – أحمد بن علي بن حجر العسقلاني – مؤسسة الأعلمي – بيروت – الطبعة الثانية – 1971.



مجمع البيان في تفسير القرآن – الفضل بن الحسن الطبرسي – تقديم: السيد محسن الأمين العاملي – مؤسسة الأعلمي – بيروت.



المسائل السروية – محمد بن محمد بن النعمان المفيد – تحقيق: صائب عبد الحميد.



معجم المؤلفين – عمر رضا كحاله – دار إحياء التراث العربي – بيروت.



معجم رجال الحديث – السيد أبو القاسم الخوئي – دار الزهراء للطباعة والنشر – بيروت.



معلم الشيعة الشيخ المفيد – الشيخ محمد هادي الأميني – دار التعارف – بيروت – طبعة عام 1413هـ.



مقدمة أمالي الشيخ المفيد – علي أكبر الغفاري – دار المرتضى والتيار الجديد – بيروت.



مقدمة تهذيب الأحكام – السيد حسن الموسوي الخرسان – دار الكتب الإسلامية – طهران – الطبعة الثالثة – 1985.



مقدمة المقنعة للشيخ المفيد – تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي – طبعة عام 1410هـ قم.



الملل والنحل – محمد بن عبدالكريم الشهرستاني – تحقيق: محمد فتح الله بدران – الشريف الرضي – قم – الطبعة الثالثة – 1988 عن طبعة مكتبة الانجلو المصرية.



المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي المتوفى 597 – تحقيق: محمد عبدالقادر عطا ومصطفى عبدالقادر عطا – مراجعة وتصحيح: نعيم زرزور – دار الكتب العلمية – بيروت.



النوادر – فضل الله بن علي الحسني الراوندي – تحقيق: سعيد رضا عسكري – نشر: دار الحديث – قم - الطبعة الأولى 1998.

نبيل الجلبي
21/06/2009, 06:08 PM
الأخ علي كاظم الجمري المحترم
يكفي لكي نقيم الشيخ المفيد (عليه من الله ما يستحق ) بأنه القائل :
واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار .أوائل المقالات 44
أي إن كل أهل السنة والجماعة من المسلمين مخلدين في النار والعياذ بالله !!!!!؟؟؟
اللهم أحشره مع من أحب

محمد خلف الرشدان
21/06/2009, 06:24 PM
يؤخذ منه النافع لسعة علمه وإحاطته ويترك ما يخالف

نبيل الجلبي
22/06/2009, 12:38 AM
يؤخذ منه النافع لسعة علمه وإحاطته ويترك ما يخالف
اخي الكريم
هل يعتبر شخص بهذا الرأي واسع العلم ؟؟؟
هل انتهى رجال العلم العرب والمسلمين لكي نأخذ العلم من شخص هذه أفكاره ؟؟؟
ألا يعطينا رأيه هذا فكرة اولية عن باقي علمه والذي حتما سيكون من نفس النوع والجنس والتصنيف ؟؟؟
لقد قطع الأمام العظيم البخاري المسافات الطويلة من أجل سماع الحديث النبوي الشريف من رجل ثم رفض أن يأخذ الحديث منه حين وجده يكذب على حصانه .ألا يكون هذا الإمام قدوة لنا في أخذ العلم ؟؟؟
مع الشكر