المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سياحة أدبية مع بشري ابو شرار



الشربيني المهندس
24/12/2006, 10:56 PM
سياحة مع بشري هنا وهناك
رؤية الشربيني المهندس

أقامت ندوة الاثنين للقصة بالاسكندرية أمسية ثقافية بمركـز الابداع لمناقشة آخـر أعمال الأدبية الفلسطينية المولد المصرية الاقامة بشري ابو شرار بعنوان من هنا وهناك ..
قدمها الناقـد السكندري عبد اللـه هاشم ، واستضافت الاستاذ الدكتور مجدي توفيق الناقـد واستاذ اللغة العربية والـذي استفاض في ما هية نوع الجنس الأدبي المقـدم وكيف تحولت هنالك للمكان البعيد إلي هناك .. وربطه بأعمال الأديبة السابقة مثل ..
أعواد ثقاب وشهب من وادي رام كما هو واضح بفصـول الرواية .. وتأثير الذاكـرة ومـزج الخيال والحقيقة لشخصيات وأماكن وكيف تبدو المقاومة المستمرة للاحتفاظ ـ لجميلة بطلة النـص أو بشري ـ بهويتها من خلال أعمالها الأدبية.
وحيث قدمت أحـداث متوازية الزمان والمكان من هنا وهناك بمعناه الدارج كما يقول عبدالله هاشم .. وهي مازالت معبأة بالألم مزحومة بالغربة وهي تكتب الوطن أو يكتبها الوطن طبقا لرؤية أ. غريب عسقلاني .. بينما تظل بشري هنا مشدودة الي هناك حيث مرايا الذاكرة والتذكارات كما يري أ. زكي العيلة . وقد بدأت الرواية بكلمته المأثورة ( السكون موت .. الإغفاء موت .. الذهاب للقيلولة موت .. الحروف المنتزعة من دمنا هي الباقية ) وأضافت الكاتبة ( تأتيني الصور والمشاهد عبر مجري نهر .. أوراق خضراء .. عيدان طافية .. )
وكتبت متأثرا بالنص
سياحة من هنا وهناك
لمتابع من علي شط نهر
هناك ما بين العام والخاص ودفقات مشاعر انسانية وخلجات نفس بلا حدود .. انطلقت أشعة الشمس تثرثر من خلال الأضواء وسطور جميلة .. عندها يتواري الإحساس بالزمن جانبا وتتعري الأحاديث علي نار هادية لتشعر بحميمية التواصل ودفء التناول وتلقائية الفضفة لنشارك من هنا ..
لو كنت أعرف أنه نهر العطاء لأعطيت لعيني الفرصة للتدقيق هنا وهناك من فوق جبل النار ، ولأشعلت أعواد ثقاب بحثا عن مدينة نعرفها من أنين المأسورين ، وقلادة من شهب وادي رام ، وحكايات تهمس ، وضجيج أحاديث تتواصل هنا وهناك ..
من هنا وهناك مع أزمنة طائرة وهواجس متربصة مابين الحلم والواقع وأشواك نفس تتسع معها حيرة التساؤل .. هل نبحث أم نشارك ..؟
مع كرة صلصال تتمرد علي التشكيل تتوالي حكايات وفصول جميلة الست واربعون .. وتهمس النفس وتنتحب وتثور وتحكي .. إنها النفس يابشري وما أدراك ما النفس ..
كيف نبدأ وما هي الحدود ..؟
من الصفحة الأخيرة قبل ان تسبح العتمة في فضاء غرفتها رغم مصابيح تتراقص في ترنيمة حزينة مع التمزق ، أم مع قارورة العطر دون جنوح الخيال قصا ولصقا مع الأمل والأحباب الجدد، أو عبر نقطة مرور لعالم المخيمات دخولا وخروجا مع الملهاة الانسانية لهذا العصر وقضية يؤكد التاريخ مع بطلتنا انها ستنتهي يوما ، وتأشيرة لأحداث وزمن زاحف علي عقارب ساعة جميلة وهي تسلك دروب الآلام بين أحياء وأموات وسطور أمهات كتب مغردة بالكلمات شعرا وقصة .. وذلك يأتينا مع ليل يشق قلب القمر هربا من حراب ونبال وسيوف عينيها ، ومبتعدا عن حنجرة جافة وقلب يتقافز علي حواف سكين مسنونة
مع الفعل ورد الفعل الدرامي أجتزت الفصول ، وأدوات العاشق لمرايا الذاكرة والتذكارات من عبد الروتين ، وفيلسوف الندوة ، ورفيق السفر وعودة خواطر عائلية ، وخيال حب قديم رغم أنف عثمان ، حيث تأتيني الصور والمشاهد عبر النهر ، ومع المد والجذر نبحث عن جواد دون فارس ، والربيع الذي كان ، لنقف عند أحلام الغـد من خلال صور ولوحات معلقة هنا وهناك ..
وهي تحكي وتحكي وتتوهج الذاكـرة مع الاب وماجد الذي لا تنساه والعائلة وأماكن تغيرت هنا وهناك ، ونرصـد أنين مدينة وقباب خضراء ونتحاشي طرق مبللة بملح الدموع .. نتناول معها الحروف والكلمات .. نبعثرها .. نفتش فيها عن حبات لؤلؤية أو عسلية .. ونختار أي زهرة نقطف وقد تصبرت أوراق ورود كثيرة .
ويمضي الوقت وتتسكع الكلمات بين أحضان الفضفضة تفسح الطريق لدمعة تخشي السقوط هنا وهناك ، وطرفة تطل أحيانا مع رومانسيات قصص تعدو إلي وجه القمر مسرعة لتواسي طائر جريح جفت نجومه الذهبية ، وورود لا تبوح حرصا علي خصلات جميلتها المتشمعة وحفاظا عليها كما شكلها المصفف .. عندها نشارك ونشارك ..
مع جميلة وتداعيات الحكي شدا وجذبا ودهشة من غربتها بيننا ، ونجتاز مسافات التلقي هنا واقعا وخيال أدبيا وهناك من خيوط تخللتها حرارة الشمس ومع ضحكات اللحظات الآتية الينا يحملها قطار القدر .. نهتف هكذا الحياة يا بشري .
وقبل انطلاق زفرات جميلة وأنينها مرات ، أو اقتلاع تكشيرة عثمان وراسم عدنا نبحث في غربة خلف الرأس ونسألها قبل ان يتكهل قلبها يأسا بعد غياب اخناتون وترحيل رمسيس .. نعم نسألها أن تستبدل المرآة وتقلب الصورة قبل أن تعـود وحيدة مع عتمات جديدة تشاركنا نبض البسطاء .. بالأمل نسألها وحب الأدب وهي تواصل أنفاسها الباقية أن تستكمل الفصل السابع والأربعـون ..
مع تحيات الشربيني المهندس