المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتظر ..و شجرة البش .



خالد عبيد
06/01/2009, 06:40 AM
لعلي في هذا المقال فقط ، سوف ارجح رواية موت شجرة الدر بالقباقيب على ايدي الجواري اللاتي اوْسَعْنَهَا ضرباً ، ورغم خلاف الرواية في موت شجرة الدر، ولكنها هي الأرجح والموتة الأجرح.
حتى لو غابت الشواهد في نوعية القباقيب وماركاتها وعددها ومقاساتها، وما مدى نسبة نجاح التسديد فيها، ولم نعرف في الرواية هل كانت شجرة الدر تملك مرونة في رقبتها وجذعها، كتلك المرونة التي اظهرها (بوش البشبوش متحاشي الجزمة والشبشوب).

وليت منتظراً انتظر، ولم يفعلها مع بوش حتى لا تحسب علينا، فقد كان الهدف المجاور لبوش، اعرض وجهاً واثقل جذعاً وأهون اصابةً، ولكن الأمر انقضى إلى امرٍ لا ينفعُ مع النصح، وطالما أننا حضرة التاريخ وفي سيرة منتظر وفي ذكريات الأحذية، فأهل العراق عرف عنه بأنهم اصحاب مراس في قذف الولاة والرؤساء إما عن طريق ضرب صورهم غيابياً، وإن لزم الأمر فهم لن يتورعوا عن القذف بالحذاء حضورياً وعلى الهواء مباشرة كما فعلوا مع بوش أو مع آخرين لا يعلمهم بوش ولكن اهل العراق ادرى الناس بتاريخهم، فقد حصبوا البشر بن مروان والي العراق واخو الخليفة عبدالملك، والبشر ليس بالرجل " الهين " فقد قيل عنه في مجلس الخليفة عبدالملك ..(هو اللين في غير ضعف الشديد في غير عنف) وعندما مات البشر، ارسل الخليفة بطلب اشر أهل الأرض بطشاً ليوليه العراق، فقدم الحجاج مع رهط قليل في يوم جمعة ، فأختضب واغتسل ودخل الإمارة، وعندما رفع الآذان الأول لصلاة الجمعة، دخل الحجاج واعتلى المنبر، فنظروا إليه اهل العراق مستهجنين طالعه مستهينين بمنظره، وبدوأ يجمعون الحصى .. ويبدو ان الحجاج لديه قرأة جيدة لتاريخ العراق ولتاريخ من سبقه في العراق و لعله كان يقرأ الطالع لما سيحدث بعده، فقد خطب فيهم قائلاً ..( أما والله إني لأحمل الشيء بحمله، وأحذوه بنعله، وأحزمه بفتله، وإني لأرى رؤوساً قد أينعت وآن اقتطافها، وإني لأنظر إلى الدماء تترقرق بين العمائم واللحى ..).. فتناثر الحصى من بين ايديهم، واستمر الحجاج يخطب ويخطب، وصدى خطبته يرن في آذان الجموع العربية إلى يومنا هذا، و بحكمة مفادها أن الجزمة والحصباء لا ترمى في ظل الديكتاتورية .
ولعلنا اليوم في وضع عصيب ونحن نرى الدماء تسيل ولا يجاري سيلانها الماً، سوى الشجب الجبان من هؤلاء الزعماء العرب ووزراء خارجيتهم المجعجعون على غير طحن، فإلى متى ننظر للحكام العرب على أنهم رموز منزهه، إلى متى نستمع إلى شجبهم على انه خطاب لا يقل حدة من خطاب هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم، أما آن للجزم أن تلعب دورها في الداخل.



كتبه اخوكم الصغير .
خالدين..
خالد الحرفين الشريفين .

أحمد القطري
11/01/2009, 06:45 PM
خالدين
اصفق لك بكفوف قلبي...رائعه وموجعة

لك التحية

خالد عبيد
12/01/2009, 05:03 PM
خالدين
اصفق لك بكفوف قلبي...رائعه وموجعة

لك التحية



اينع متصفحي بمرورك ..


دمت خافق القلب يا استاذ احمـد .

د.فاطمة العتابي
18/01/2009, 09:07 PM
أخ خالد شكرا لهذه المقالة و أحب أضيف انهم ضربوا حديثا إياد علاوي بعد انتفاظة 2004 التي حدثت في النجف، و ضربوا المالكي حينما زار مدينة الصدر بعد احدى التفجيرات، وقبلها في تفجيرات عاشوراء عام 2004 ضربوا الدبابات الأمريكية الموجودة الكاظمية المقدسة.
والحق ان فلسفة الضرب بالحذاء عند العراقي عميقة جدا، ربما لأنها اعظم اهانة يهين بها احد ما، وربما لأنها أضعف الأسلحة حينما تعز الأسلحة ونحن بلد كر وفر اعتاد على حمل السلاح.
تحياتي

عبدالقادربوميدونة
20/01/2009, 03:54 AM
أجمل ما تكتبه يا ساخرالسخرية السحرية هوالتلميحات القاتلة ومنها :
خالد الحرفين الشريفين ..
لله درك ما أمضى سيفك ؟