المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انا جزء من المشكلة،هل انت كذلك؟



مصطفى عودة
06/01/2009, 10:34 PM
أنا جزء من المشكلة

د. مالك الأحمد / كاتب سعودي

أنا بحد ذاتي مشكلة.. لم أع الأمر بشكل صحيح... لم أع الأمر في الوقت الصحيح... لم أقدم ما لدي بالطريق الصحيح... لم أمتلك الأدوات التي توجهني للطريق الصحيح... أنا ـ بحد ذاتي ـ مشكلة .. فمن يحل المشكلة؟!! هذه جزء من معاناتي..

أقرأ الصحف يومياً..


أتابع الإذاعة دائماً..


أشاهد التلفاز ....أتصفح مواقع الانترنت


الحديث الموحد هو "غزة .. غزة"..


والعناوين:


"غزة تناديك"


"صور من غزة"


"المجزرة الإسرائيلية"


"مقتل قائد حمساوي في غزة"


والحمد لله أني غير مشترك في قوائم الجوال الإخبارية لأصبت بإحباط وانهيار.


تعددت الاقتراحات وتكاثرت وتعارضت وتداخلت..


هذا شيخ يفتي باستهداف المصالح الإسرائيلية في كل مكان في العالم ... وآخر يرد عليه بطلب الهدوء وعدم الانفعال!!


عالم مشهور يحشد لزيارة الرؤساء والملك .. لتوعيتهم بالقضية .. ربما!!


مؤسسة خيرية انتبهت متأخرة فبادرت لطلب المساعدات المادية..


وما أدرانا متى تصل؟ إن وصلت.. ولا كيف تصل أصلاً..


مستشفيات تدعو إلى التبرع بالدم ويتزاحمم الناس "فداءاً لغزة وأهلها"..


وترد وزارة الصحة بأنه لا يمكن إيصال الدم...


سنرسل أكياسا فارغة هم لها أحوج!!


مجموعة من المتحمسين طالبوا وزارة الداخلية بالسماح باعتصام في أحد شوارع الرياض لمدة ساعة .. لا أدري ماذا حصل لهم ؟!!


مظاهرات حاشدة في بعض البلدان لكن لا من مجيب ولا سميع.


عالم سعودي شهير يفتي أن المظاهرات حرام "وتصد عن ذكر الله".. مؤيداً القرار الرسمي بالمنع لأسباب لا تخفى.


جامعة الدول العربية تحشد أقوى طاقاتها في نيويورك لإصدار قرار بالإدانة (لو تبرعوا بتكاليف السفر والإقامة في نيويورك لشهداء غزة كان أفضل وأجدى)...وهم ـ في ظنهم ـ في معركة مع أمريكا لإصدار قرار الشجب القوي جداً.


وزير خارجية عربي شهير يرفض الانجرار للحرب ...والسلام خيارنا "الوحيد".. حتى أسالوا دماءنا فنحن أبناء الذل والهوان ...ولن نرضى بغير السلام!!!


شرذمة من المتأمركين في الإعلام صبوا جام غضبهم على حماس وأنها سبب الحرب و"إسرائيل معها حق" ... وظلم ذو القربى أشد مرارة لكن طابور النفاق لم ينقطع في التاريخ الإسلامي فهم دوماً مع العدو أيا كانت مواقفه وجرائمه.


أمريكا كعادتها في الوقوف مع الظالم: "إسرائيل تدافع عن نفسها".. لا أدري كيف يكون الحال إن كان الأمر هجوم!!


والاتحاد الأوروبي ـ كما عهدناه ـ يتفهم (دائماً) الدوافع الإسرائيلية ويوجه بعدم استهداف المدنيين (قصدهم عمداً أما عرضاً فلا بأس وكل من ينتمي لحماس طفل كان أو امرأة فهو ليس مدني!!)..


مصر ـ الدولة المجاورة لغزة ـ أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل (قبل أمريكا)، كما أشارت لذلك وزيرة الخارجية (للتخلص من إمارة إسلامية على حدودها!!)..


والحصار ليس لتجويع غزة ولا لتركيع حماس بل لتطبيق القوانين الدولية!!


لأن فتح معبر رفح ("فخ" إسرائيلي منصوب) على حد قول مصر!


سوريا دولة الجعجعة لم تطلق رصاصة على إسرائيل منذ أكثر من ثلاثين سنة، بل لم تسمح لنملة أن تخترق حدودها لتؤذي جيرانها من اليهود.


إيران وحزبها في لبنان ...لم نسمع غير التهديد والوعيد ...أين صواريخ الفجر الجديد!!..


أليس أهل غزة أحرى بالدعم وبالتسليح ... أم يكفيهم التلويح من بعيد...


شيوخ وفضلاء تنادوا لإصدار بيان ـ كعادتهم في الأزمات ـ وذيلوها بأسمائهم، والغريب صدور مجموعة من البيانات لقوائم مختلفة كل منها تمثل توجهاً فكرياً معيناً..


ليتهم اجتمعوا في بيان واحد ليعطونا درساً في وحدة الصف.


الكثير من أصحاب الأقلام الطاهرة كتبوا وسطروا شعورهم على الورق أو إلكترونياً وكأني بهم يقولون: انتهى دورنا...


أختي طلبت إغلاق التلفاز لأنها سأمت مشاهد القتل والتدمير..


قلت (في نفسي) لا ألومك .. لكن ماذا فعلت أنت!!.


والدتي أصبحت "تهلوس" من أخبار غزة...


قررت إطفاء جهاز التلفاز.. وقلت عليكم بالدعاء والكف عن متابعة الدماء...


أتذكر قوله تعالى:إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً، وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً".


وأقول المنحة تأتي بعد المحنة، والابتلاء طريق الأنبياء، وان مع العسر يسرا...


تنتابني أحياناً حالة من الإرباك العقلي والذهني لا أدري ماذا أفعل!!


أركض للبريد الإلكتروني، فأجد كماً هائلاً من الأخبار والصور .. فأتألم..


أرسل بعضاً منها لأخواني وأحذف أكثرها من البريد..


تعبت من التصفح والمتابعة .. هل انعزل؟! .. هل أهرب؟! .. ماذا أفعل ..؟!


خطيب الجامع خطب بحماس وبكلمات لا رابط بينها، لكن ما استوقفني هو التأكيد على متابعة ولاة الأمر.. هداك الله وما دورك وما دورنا!!


إمام المسجد دعا لغزة ولأهلها بحرقة ... بكى وأبكانا معه..


خرجنا من المسجد نمسح الدموع .. أدينا دورنا ..نظن ذلك!!


أقرأ لبعض كتابنا المحليين يدافعون عن قرار إسرائيل بالحرب ...صموا أذاننا بالحديث عن الصواريخ العبثية .. وإن كانت عبثية هل تريدونا بلا صواريخ ...بلا شرف بلا عزة بلا رجال.


قناة فضائية عربية شهيرة متأمركة أكثر من الأمريكان ومتصهينة أكثر من الصهاينة...


مديرها يجهر بالنفاق .. تكذب وتزور وتخالف المهنية مع أحداث غزة...


تقدم رأيها ورأي القائمين عليها بعيداً عن المهنية والموضوعية والحياد في العمل الصحفي..


لماذا لا يكون الأمر كذلك مع إسرائيل وأمريكا!!


جامعة عربية "بالية" امتصت أموالنا سنين طويلة ...همها ليل نهار إصدار البيان تلو البيان ومستعدة لإنفاق الملايين في سبيل ذلك...


لم تقدم دولاراً لغزة ؟ ولم تطلب من مصر فتح معبر واحد...


فأين "الوحدة العربية"!!


أنا جزء من المشكلة .. أنا جزء من هذا الشعب وهذه الأمة..


أعاني مثل ما تعاني .. وانظر مثل ما ينظرون لكن ماذا قدمت ؟!!


أنا جزء من المشكلة..


أتفرج وأشاهد وأسمع وأقرأ وأعتقد أني أديت دوراً..


أقرأ بريدي وأرسله لغيري وأتمعن في رسالة وأعلق عليها .. وأعتقد أني أؤدي دوراً..


كنت في تشيلي قبل بضع سنوات، حيث قتلت إسرائيل القائد الفذ عبدالعزيز الرنتيسي..تألمت وبكيت وكتبت مقالاً عنه .. وظننت أني أودي دوراً..


اجتمعت قبل أيام مع بعض الأحبة وناقشنا الأحوال وتناقلنا الأخبار، وخرجنا مرتاحين... ظننا أنا أدينا دوراً..


قاطعت وسائل الإعلام لأركز ولأفكر ولأعمل شيئاً .. وظننت أني أديت دوراً..


بعض العلماء وطلبة العلم استضافتهم القنوات الإسلامية .. صاحوا .. وهاجوا .. وارتفعت أصواتهم .. وأيديهم .. وظنوا أنهم أدوا دوراً..


عذارى في المنازل .. ينتظرن الزوج والحبيب .. وليس لديهن مال ولا علم..


أرسلنsms لقنوات إسلامية بالدعاء لفلسطين وأعادوا إرسالها مراراً..


ظنن أنهن أدين دوراً.


أنا جزء من المشكلة..


تربيتي مثلت جزءاً من المشكلة..


ثقافتي كانت جزءاً من المشكلة..


بيئتي التي نشأت فيه، صاغني بطريقة جعلتني جزءاً من المشكلة..


معارفي وأقاربي وأصدقائي دفعوني إلى طريق لم أحدد معالمه...


فأصبحت جزءاً من المشكلة..


أنا بحد ذاتي مشكلة..


لم أع الأمر بشكل صحيح...


لم أع الأمر في الوقت الصحيح...


لم أقدم ما لدي بالطريق الصحيح...


لم أمتلك الأدوات التي توجهني للطريق الصحيح...


أنا ـ بحد ذاتي ـ مشكلة .. فمن يحل المشكلة؟!!


هذه جزء من معاناتي..


فهل أنت تشاركني في معاناتي..


أرجو ألا تكون كذلك!!

عائشة خرموش
06/01/2009, 11:51 PM
أما أنا فمشكلة يئست من حالها فأضحت حلا....!!
و الحمد لله على نعمه....
أتمنى من الجميع أن يتحولوا إلى حلول في أقرب فرصة ,قبل أن تنقلب مشاكلنا علينا فتضيف مشكلة مضاعفة ,لأن المشكلة إذا صادفتها مشكلة تصبح سلاح نووي خطير على صاحبها فتقضي عليه و تتجرأ على غيره...

تحياتي أستاذ مصطفى ,و أمنيتي أن تكون أول الحلول...و ليس المشاكل.
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

مصطفى عودة
07/01/2009, 11:33 AM
انتصرت على ذاتك فعرفت الطريق.
ومن عرف الطريق تتعرف عليه بقية الطرق عندها تشطب المشكلة ويضحي ما يزرع مكانها الحل.

لو شطبنا كل سلبياتنا الشخصية كافراد،هل يصبح الاسلام هو الحل؟

عائشة خرموش
07/01/2009, 11:50 AM
انتصرت على ذاتك فعرفت الطريق.
ومن عرف الطريق تتعرف عليه بقية الطرق عندها تشطب المشكلة ويضحي ما يزرع مكانها الحل.

لو شطبنا كل سلبياتنا الشخصية كافراد،هل يصبح الاسلام هو الحل؟

طبعا الإسلام هو الحل.....حتى قبل أن نشطب سلبياتنا..
لأنه هو من يقوم بشطبها أصلا.