المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واستشهد صديقي جهاد وأولاده



د. ناصر جربوع
08/01/2009, 03:46 AM
واستشهد صديقي جهاد وأولاده بقلم د\ ناصر إسماعيل جربوع
بسم الله الرحمن الرحيم
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقًا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" ) صدق الله العظيم
ما أجمل هذه الصورة البديعة والتمثيل الرائع، صورة العقد الذي عقده رب العزة جل جلاله بنفسه، وجعل ثمنه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وسجل كلماته بحروف من نور في الكتب السماوية الثلاثة، وما أشرفه من صك وتوثيق، ووعد ألزم الله به نفسه وجعله حقًّا عليه مبالغة في الفضل منه والكرم وإيناسًا لعباده ولطفًا بهم، ولا أحد أوفى من صاحب هذا الوعد، فوعد الرب الغائب أقوى من بضاعة كل عبيده الحاضرة.

كم هم جبناء اليهود بكل ما تحمله الجملة من معاني ظاهرية وباطنية ، ويكمن جبنهم في عدم القدرة علي المواجهة حتى لحجارة أطفالنا ، ويقاتلونا بجبنهم من وراء بروج مشيدة ودبابات محصنة وطائرات محلقة و بوارج وغواصات عائمة ونحن في غزة لا نملك إلا سلاح الثوار المزود بقوة الإرادة ودعاء الصالحين ، اكتب هذا المقال وعيني تدمع علي فراق احد أصدقائي في مخيم البريج المعلم (جهاد أبو جبارة )وأولاده باسل وأسامة ،
صديقي جهاد كان مثالاً للطيبة والحنان والأبوة والعطف علي جميع طلابه في غزة، كم كان يجهش بالبكاء عند رؤية أبناء شعبه وخاصة طلابه يستشهدون أمامه ويدعو دائماً متضرعا أن يرزقه الشهادة مثلهم ، كان جهاد معلماً للتربية الرياضية ومثلاً يحتذي به في عالم الرياضة والمصارعة ، حزنه المتكرر على مآسي شعبه أصابه بعدة جلطات دماغية سببت له شلل جزئي أعاقه عن الحركة ، إلا أن قلبه المؤمن كان ينبض بالخير والدعاء للمجاهدين ،وكم كان حلمه أن يرجع إلي بلدته التي هاجر منها والديه قرية( قطرة قضاء الرملة 0)
وجاء يوم السبت الأسود يوم العدوان الصهوينى علي غزة وجاءت المذابح بحق شعبنا الأعزل، ونظر صديقي إلي أشلاء الشهداء وبكى بمرارة وتضرع إلى الله أن يشفيه ليقف بجانب المجاهدين وان يرزقه الشهادة ، وكان باب السماء علي موعد استقبال دعاءه 0
وجاء الموعد مع القدر يوم الثلاثاء 6-1- 2009حيث اعتاد صديقي -- مع انعدام الوقود والكهرباء-- أن يجمع أطفاله مساءاً ويوقدوا قليلاً مما توفر من الحطب، ليتسنى لهم تدفئة أنفسهم من برد يناير القاسي وشرب كأساً من الشاي، وبنما كان صديقي يوصي أولاده ويحثهم علي فعل الخير والوقوف مع أبناء شعبهم النازحين من بطش نيران العدو، سقطت قذيفة صهيونية في وسط منزلهم المتواضع ليستشهد صديقي جهاد مبتسما وهو يحضن أولاده الشهيد باسل والشهيد أسامة ويصاب خالد بإصابة خطيرة ،
قتلوا صديقي المريض لأنهم جبناء -- قتلوه لأنهم يخشون إصراره وعناده علي الحق-- قتلوه ولكنهم لم يقتلوا الحلم الطاهر الذي زرعه جهاد في نفوس الآلاف من طلابه ، وسيظهر الآلاف من علمهم أبو باسل، وسيحملوا راية النصر، سيعودوا إلى القدس وينقلوا جثمانه الطاهر إلي قرية أبيه المهجر منها قطرة ، سنلقاك يا صديقي في الجنة وسيتحقق وعد الله في اليهود قريبا ،
نم قرير العين يا صديقي ، هنيئاً لك لقد نلت الشهادة ، والله لو بكينا عليك الدهر كله لن نوفيك قدرك في قلوبنا ، جهاد قلوبنا انشطرت على فراقك ، أرجوك يا صديقي اقرأ منا الشهداء السلام وبدمائك يا صديقي حتماً سننتصر 0
صديقك الذي لن ينساك ولن ينسى دماء الشهداء ناصر إسماعيل جربوع – مخيم البريج للاجئين
.

مقبوله عبد الحليم
08/01/2009, 06:13 AM
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"

نعم ان القلب ليحزن والعين لتدمع لكننا لن نقول إلا ما علمنا رسول الله انا لله وانا اليه راجعون له ما أعطى وله ما أخذ

أخي الكريم تقبل الله صديقك الشهيد وابنائة وجميع شهداء فلسطين بواسع رحمته وبعالي جناته

والحقنا بهم شهداء

تحية الأخوة

مقبولة

ندى البشارة محمد قاسم
08/01/2009, 06:34 AM
[ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ] البقرة/154-
صدق الله العظيم..

نسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام ويعز المسلمين ويتقبل شهدائهم ويجعل من بعد ضعفهم قوه .. إنه ولي ذلك والقادر علية

دعواتي,,

د. ناصر جربوع
08/01/2009, 04:21 PM
ال الفاضلة مقبولة عبد الحليم -بارك الله فيك ونحتاج صدقا لدعاء امثالك من الماجدات

د. ناصر جربوع
08/01/2009, 04:25 PM
الاخت ندي قاسم - المجد والخلود للشهداء والخزى والعار للمتقاعصين