المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاجل إلى هيكل



زكرياء الشراط
08/01/2009, 03:27 PM
أستاذ هيكل ،
أعبر لك في البداية عن احترامي وتقديري لشخصك وتجربتك وغناك المعرفي ، وعن محبتي واعتزازي بمصر أم الدنيا وللشعب المصري ،الذي بنى الأهرام ،وأنجب أهراما من مثل جمال عبد الناصر ...والشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وخالد الإسلامبولي وغيرهما كثير.
أردت أن أكتب تعليقا بسيطا وسريعا على حديثك الشيق للجزيرة في موضوع العدوان على غزة...
لقد كنت واضحا إلى حد كبير ، وأصيلا في مواقفك وابن بلد ،في حديثك عن موقف النظام المصري من قضية معبر رفح ،ومن حماس ... لا اعتراض.
لكن ، عند حديثك عن الرئيس الفرنسي البليد (لماذا ؟ لأنه تصرف بغير لباقة ولا ديبلوماسية عندما بدأ بتحميل حماس مسؤولية التسبب في المجزرة ، في الوقت الذي أعلن فيه أنه أتى للوساطة... لقد أحرق أوراقه مع حماس قبل أن يبدأ الإتصالات مع الجانب الفلسطيني)...ما علينا ...
ذكرت ،الأستاذ هيكل ، أن الرئيس ساركوزي هو من قال أن الرئيس حسني بارك حرض الأوروبيين على أن لا تخرج حماس من الحرب منتصرة ....
الخبر منشور بصيغ مختلفة نصا ومتشابهة مضمونا في عدة صحف دولية... دعنا منها...لكن المؤشرات والدلائل من سلوك الرئاسة المصرية اتجاه قضية المعبر ،وتلقيه رسالة شكر وتهنئة على موقفه الرافض لفتح المعبر مباشرة من بوش في نفس يوم التصريح برفض فتح المعبر ،وسلوك قوى الأمن المصري اتجاه ردود فعل الإخوان واعتقال أعداد منهم ،وموقف الأمن من المظاهرات الشعبية ,,,, إضافة إلى اختيار "جرجرة" رد الفعل العربي الرسمي بين رفض مبادرة قطر لعقد مؤتمر القمة لإفساح المجال للعدو لتحقيق مأربه الإجرامية...الخ... كلها إضافة إلى تصريح ليفني بكون جيشها يحارب نيابة عن دول عربية محددة ، تبين بما لا شك فيه أن ساركوزي لم ينطق عن هوى... فلا داعي للبحث عن ممكنات تخرج الريس من ورطته (مستشاروه... خرف الشيخوخة... التهديد النووي).
للأسف ، سود المسؤول المصري وجه مصر وأساء إلى تاريخها ومكانتها أيما إساءة...
أحس الناس ، وهم يتابعون حديثك للجزيرة بالحسرة والألم الذي يعتصر قلبك ...
من جهة أخرى ، إذا كانت مصر قد أصبحت وفق تحليلك الإستراتيجي لقضية التهديد النووي الإسرائيلي تحت رحمة إسرائيل (وربما إلى الأبد) ، فلماذا لا نستفتي الشعب المصري في موقفه من إسرائيل والتطبيع معها تحت طائلة التهديد النووي ؟؟؟ لي اليقين أن أغلب الشعب المصري قادر أن يعلن عن رغبته في الإستشهاد في سبيل القضية ...لقد تحدثت عن أسلحة إسرائيل الفتاكة ، ولم تتحدث أو لم تنتبه إلى أن بأيدينا سلاحا أكثر فتكا مما لدى العالم كله ... وهو الإيمان بالله وبعدالته وبعدالة قضيتنا ، إيمان يجعلنا أكثر محبة للشهادة والموت في سبيل الله والقضية ،بنفس قدر محبتنا للحياة ولأولادنا ولأنفسنا ...وهو ما لا يتوفر لجنود الصهاينة ومواطنيهم ...ولا حتى لجنود وقوى أمن الأنظمة العربية العميلة منها على الخصوص مادامت تسترزق من حمايتها لأنظمة هذا حالها ، وتعرف عنها ذلك بالتأكيد...
أرجو أن تحافظ على صورتك المحترمة لدى الشعوب العربية ، وهي تفرق وتميز جيدا بين مصر الشعب الأبي ، وبين الريس ومن معه....
طابت أوقاتك.
ملاحظة : نشرت المقال على صفحات "الجزيرة توك" ، ليقرأه أيضا من تابع حديثك للقناة في اللقاء الخاص معك.