المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزة بين المطرقة والسندان



محمد خلف الرشدان
09/01/2009, 09:23 PM
غزة بين المطرقة والسندان
المطرقة الصهيونية بكل جبروتها وما تملك من أسلحة فتاكة ، والمحرمة دولياً ،وقادتها مجرمي الحرب (شمعون و أولمرت وباراك وليفني وأشكنازي ) ورئيسهم الإرهابي الأول بوش ، تصول وتجول وتستبيح كل ما في قطاع غزة الجريح ، هجمة صهيونية غادرة قذرة تفتك بالبشر والشجر والحجر ، ولا تجد من يردعها ويلجمها ويوقفها عند حدها ، لا عربياً ولا دولياً ، الكل صامت صمت القبور ، مجازر وحشية تختلط فيها الدماء واللحم بالحجارة ، غزة بكل ما فيها مستهدف من قبل أسلحة العدو ، وحتى المحرمة دولياً ، براً وبحراً وجواً ،وعلى مدار الساعة ،عدو ومجرمي حرب لا يرحمون شيخاً ولا إمرأة ولا طفلاً ، يضربون بقسوة ووحشية لا مثيل لها في التاريخ ، هدفهم القتل حباً بالقتل وسفك الدماء ، ولا يتورعون عن فعل أي شيئ في زمن الصمت العربي والدولي .

تحت أو أسفل هذه المطرقة سندان عربي خائن متواطئ متآمر جبان رعديد غارقاً في السفالة والعمالة والتبعية العمياء للأعداء وعلى رأسهم أميركا وإسرائيل ، ترتكز عليه المطرقة الإسرائيلية إرتكازاً شديدا ً، في التغول والفتك بشعبنا الصابر المجاهد في غزة ، ولولا هذا السندان العربي الخائن ما كان لإسرائيل أن تشن هذه الحرب المجنونة على قطاع عربي محاصر منها ومن مصر التي باتت أسيرة الذل والهوان والتبعية والخذلان ،

في حرب حزيران 2006 قالوا لنا العرب ، أن حزب الله هم من الشيعة وأن لهم دين آخر يختلف عن دين أهل السنة ولذلك فنحن سنبقى على الحياد ، ثم أوعزوا إلى أذنابهم من علماء السوء علماء السلاطين ، أن يثيروا فتنة بين السنة والشيعة وأن يعملوا على تكفير الشيعة وأن يتوقف جميع أهل السنة عن الدعاء والإبتهال إلى الله أن لا ينصر حزب الله وأن يهزم في حربه مع إسرائيل ، وكان هذا المخطط العربي خدمة لأميركا وإسرائيل وذلك لتحول العداء العربي لليهود وأميركا ، وتستبدل به إيران والشيعة قاطبة ولتصمهم بأنهم فرس ثم صفويون لهم أطماع في أمتنا العربية ، وبدأوا ينعقون ويرددون كا لببغاوات ما تنفث أميركا وإسرائيل في عقولهم ، وفاتهم العرب المقولة العربية التي تعلمناها منذ الصغر بأن عدو عدوي هو صديقي حتى لو كان كافراً .

واليوم تتعرض غزة المسلمة الجريحة وهم مثلنا سنيون وعلى مذهب حكام العرب السنيون ، تتعرض لأبشع مجزرة ومذبحة في التاريخ منذ 15يوماً وهم تحت النار الإسرائيلية ، ونجد العجب العجاب من بعض الحكام العرب السنيون ، وهم يقفون في خندق إسرائيل علناً وبشكل واضح ومكشوف للعيان ، ويشتركون بالجريمة مع إسرائيل حصاراً وقتلاً ويمنعون عن غزة حتى الطعام والغذاء والوقود ، ويعلنونها بصراحة من أنهم لا يريدون نصراً لحماس على إسرائيل ، وهؤلأ العرب يحضون إسرائيل على الفتك بحماس وتخليص العرب منهم وهذا ما صرح به رئيس وزراء العدو الصهيوني أولمرت في بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة ، فماذا نقول للعرب أيها العربان؟

غزة ولليوم الخامس عشر تعيش تحت النار الإسرائيلية ، شهداءنا بلغوا لحد هذا اليوم أكثر من 800شهيد نصفهم من النساء والأطفال والجرحى 3500 ، هذه الأرقام تزداد بسرعة جنونية تحت المحرقة والإبادة البشعة مليون ونصف إنسان هم سكان قطاع غزة الصامد الجريح ،محصورون في بقعة جغرافية صغيرة لا تتعدى مساحتها 350كم حيث يعتبر القطاع من أكثر الكثافات السكانية في العالم ، نسبة لعدد السكان في مساحته الصغيرة ، يتعرضون لأبشع جريمة في التاريخ ، يتعرضون للإبادة المخططة لها سلفاً من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومعها بعض الأنظمة العربية الخائنة العميلة والمتواطئة مع العدو بحجة واهية وهي مهاجمة حركة حماس ،لأنها لم تمتثل للتهدئة بل لأنها لم تركع للعدو وتستسلم له كما فعل معظم حكام العرب الذين باعوا شرفهم وكرامتهم بثمن بخس لقاء جلوسهم على كراسيهم العفنة ، فاستحقوا غضب الله واللعنة عليهم في الدنيا والآخرة

اليوم الغزاويون تهاجمهم إسرائيل جواً وبحراً وبراً ، تحاصرهم إسرائيل وتمنع عنهم وصول المساعدات من غذاء ودواء ومحروقات ، وتحاصرهم أيضاً مصريتزعمها اليوم نظام عميل ذليل يقوم بإغلاق معبر رفح إغلاقاً كلياً ،خدمة لإسرائيل وأميركا ، لتتمكن إسرائيل من القضاء على حركة حماس ومعها الشعب الغزاوي البطل ،فيصبح القتل قتلين من العدو والصديق ، ويصبح الحصار حصارين من العدو ومن الصديق على حد سواء ، إن هذا الذي يحدث يجعل يشكل فاجعة ً وفتنة تدعوا الحليم حيران ، خيانة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، وعمالة غير مسبوقة في عصر العروبة الراهن يقول رئيس وزراء العدو الصهيوني الفاشل أولمرت في تصريح له في اليوم الخامس من العدوان الهمجي البربري على إخوتنا في غزة ، يقول ((هناك زعماء عرب يحضونني على الإستمرار في الحرب على غزة حتى القضاء على حركة حماس )) وعندها نتفهم الموقف تماماً وتتضح الصورة أمامنا كاملة بكل تفاصيلها السوداء المرعبة .

لم يحدث في التاريخ أن تم سحق إرادة شعب على مر التاريخ ، إذ يمكن للمعتدي أو المحتل أن يفتك بهذا الشعب قتلاً وتهجيراً وتدميراً ، غير أن روح التحدي الكامنة فيه لا يمكن قهرها أبداً
، إذ يبقى الصمود والغضب وصيحات الثأربعد سقوط الضحايا محركاً قوياً يفجع النفس ويؤلم القلب ، ولكنه في نفس الوقت يمدّ المقاومين والمدافعين بالعزم والقوة والإرادة والصبر والعنفوان
يمدهم لبناء الحياة والإنتصار لكرامة الإنسان ، وحقه في الوجود وفي الحياة الحرة الكريمة .


هؤلأ الحكام العرب نسألهم : أي عروبة هذه ؟؟ وأي إسلام هذا ، أين الأخوة العربية التي تتشدقون بها صبح مساء أين الأخلاق والشهامة والنخوة العربية ، أين التضامن العربي وأين إتفاقيات الدفاع العربي المشترك ،وأما جامعتنا العبرية وليس العربية ورئيسها المميز بالذل والهوان والتخاذل فحدث عنه ولا حرج ، رحم الله أيام أمجاد العرب الخوالي عندما سادوا الدنيا وكانوا فرسان الزمان والمكان الفاتحين ، واليوم أصبحوا مفتوحين ، لقد ماتت أمتنا العربية والإسلامية فما لجرح بميت إيلام ، أصبحنا اليوم ظاهرة صوتية بدون أي فعل ، لا يكترث بنا أحد أصبحنا مهزلة لكل الأمم ، نتلقى الضربات من عدونا وبني جلدتنا بفعل الخيانة والتآمر ، لقد إختلط الحابل بالنابل ، وأصبحنا أمة صائعة داشرة بليدة مخدرة من ذوات الدم البارد ، لا تحركها المذابح والمجازر ومناظر القتل والدمار ، أمة تسير لحتفها بإرادتها ، تستجدي الأعداء ليخلصوها من الهمجية والوحشية الصهيونية وستبقى كذلك حتى يتهيأ لها رجل مثل صلاح الدين الأيوبي ، يوحدها رغم أنف الظالمين والمعتدين والمتآمرين والخونة . فمتى يأتي ذلك اليوم ؟؟

رباه كيف نكون مرة أخرى عرباً أحراراً نأبى أن تضام نساءنا وحرائرنا وأن يقتل أحرارنا ، وأن تدنس مقدساتنا ويقتل أطفالنا وتهدم بيوتنا على رؤوسنا ، من لغزة الجريحة يا أمة العرب ، ولو أسمعت اذ ناديت حياً ** ولكن لا حياة لمن تنادي .

إبراهيم عوض
09/01/2009, 09:32 PM
يا سفهاء العالم:
غَزّة العِزّة أم ستالينجراد؟
د. إبراهيم عوض

قلت، فى تعليق لى البارحة فى واتا، إن صمود غزة يتفوق على صمود ستالينجراد تفوقا عظيما. فلماذا؟ لأن ستالينجراد كانت وراءها دولة عظمى هى الاتحاد السوفييتى، الذى هو فى الواقع إمبراطورية شاسعة الأطراف تتزعم الكتلة الشرقية وتملك تحت يدها إمكانات رهيبة: زراعية وصناعية وسكانية. كما تقع ستالينجراد فى منطقة سبخة تعج بالمستنقعات مما يجعل تقدم القوات البرية غاية فى الصعوبة. ثم حل فصل الشتاء القارس وهطل الجليد، وهو عبء باهظ على الألمان، الذين أرهقتهم الغربة والبعد عن بلادهم، فلم يستطيعوا الاستمرار فى تحمله، وكان عاملا حاسما من عوامل هزيمتهم واستسلامهم.
لقد كان الألمان يحاربون فى بلاد غير بلادهم، بلاد قوية لا ينقصها أى شىء من عناصر المقاومة والنصر. ورغم ذلك حدث فى البداية أن انهار الجيش السوفييتى العملاق فى ستالينجراد وولى الأدبار، فقامت جماهير المواطنين بالدفاع عن مدينتهم بكل ما يملكون من عزيمة وإصرار وأطعمة وملابس وأدوية لا تنفد ومستشفيات كثيرة مجهزة أحسن تجهيز ومعرفة تامة بالمكان... وظلوا يدافعون عن مدينتهم إلى أن استطاع الجيش الفارّ أن يستعيد جأشه ويرجع إلى ميدان المعركة وتنضم إليه جيوش سوفييتية أخرى فيحارب من جديد مع المواطنين بعد أن كان قد ترك مواقعه للألمان مهزوما مدحورا.
ليس ذلك فقط، بل فتح الحلفاء جبهة أخرى فى شمال أفريقيا شتتت تركيز الألمان وجشمتهم حملا باهظا آخر فوق ما كانوا يحملون من أثقال تمثلت فى انتشار قواتهم وتبعثر جيوشهم فى عدد من دول أوربا الأخرى. أى أن ألمانيا لم تكن تحارب السوفييت وحدهم فى ستالينجراد، بل كانت تحارب كذلك جيوش الحلفاء جميعا فى أماكن متباعدة. وما أدراك ما الحلفاء، وإمكانات جيوش الحلفاء؟ ولا ننس أمريكا ودخولها على الخط فى صالح الحلفاء والروس.
ومع هذا كله فقد استغرق استسلام الألمان وقتا طويلا، ولم يكن بالأمر السهل رغم وقوف العوامل جميعا فى صف السوفييت، إذ استلزم الأمر استخدام آلاف المدافع والعشرات بعد العشرات من الهجوم من كل اتجاه على مدى شهور وشهور.
أما فى غزة، التى لا تزيد عن محافظة من محافظات مصر ولا تتمتع بأى مقوم حقيقى من مقومات الدولة ومحصورة من جميع الاتجاهات وجاءت بحكومتها الأقدار إلى السلطة وليس فى يدها أى سبب من أسباب القوة المنظورة بعد أن كانت فلسطين كلها قد ضاعت على يد السلطات المصرية والأردنية، ولا مخرج لأهلها يطلون منه على العالم الخارجى، إذ يحيط بها سور غليظ عال ليس له نظير فى التاريخ الذى نعرفه ولا يمكن أحدا اختراقه أو تسلقه، أما فى غزة العزة فليس هناك سوى مجموعات من الفدائيين الذين لم يتخرج أى منهم فى أكاديمية عسكرية، ولا توجد أية جيوش نظامية ولا أسلحة يعتد بها، اللهم إلا بعض المدافع الخفيفة وصواريخ محلية الصنع أنتجها جماعة من الهواة ليست أكثر من لعب أطفال قياسا بما فى يد الصهاينة الخنازير.
وأنا لا أقلل من شأن هذه الصواريخ، بل بالعكس أريد أن أجلى أمام بصر القارئ مدى البطولة والعظمة التى يتحلى بها رجال النبى العربى المغاوير، إذ بمثل تلك الإمكانات البدائية القليلة يوقفون جيش خنازير صهيون المدجج حتى أسنانه بل حتى عينيه بالسلاح المتقدم الرهيب، والمدعوم من قِبَل الدول الغربية كلها على اختلاف لغاتها وقومياتها وأنظمتها السياسية والاقتصادية.
ومع ذلك فغزة لا تحارب من أجل فلسطين وحدها، بل من أجل الإسلام وأمة الإسلام كلها، تلك الأمة التى ابتلاها الله بكل أمراض المذلة والخنوع والهوان والتفاهة فهى لا تحاول التخلص مما هى فيه ولا تريد ولو مرة وأحدة أن تثبت أنها أمة من البشر لا من البقر.
ثم يا ليت فصول المسرحية الإجرامية قد توقفت عند هذا الحد، إذ هناك أيضا الحصار الرهيب الذى يخنق أبطال غزة من كل الاتجاهات، وهناك المؤامرات التى يشترك فيها القريب والبعيد من حكام العرب والمسلمين، وهناك صنوف الخذلان التى يلقاها أولئك الأشاوس من أمة المليار والثلثين، أمة اللعنة والخزى والهوان، أمة الجهل والسفالة وقصر النظر، أمة الكسل والبلادة وطول اللسان، أمة العار والشنار، الأمة التى لا تخاف ولا تختشى.
أرايتم الآن أيها القراء معنى قولى إن غزة أصمد من ستالنجراد؟
سيقول السفهاء: لكن غزة لم تخرج اليهود من فلسطين. ولكن هل ينبغى أن نكون من الجهل وعمى العقل والقلب والبصر بحيث نتصور أن إزالة إسرائيل ستتحقق، والأمة التى تبلغ مليارا وثلثى مليار تقتل وقتها التافه مثلها فى الطبل والزمر والرقص والترامى على أقدام جلاديها تستزيدهم تنكيلا بها وتنظم الأناشيد فى الثناء عليهم لرفسهم إياها فى أفواهها وأنوفها وعيونها بأحذيتهم النجسة مثلهم ومثلها، أولئك الجلادين الجهلاء الأوغاد الخونة البلداء على شاكلتها كحَذْوك النعل بالنعل؟
يا أيها السفهاء، يا من ضحكت من جهلكم الأمم وبصقت وبالت وتبرزت وتقيأت على وجوهكم، استحوا وأفيقوا من حمقكم وبلاهتكم، ولعنة الله عليكم وعلى حكامكم! ألا يكفى أن إسرائيل، ومعها كل أولئك المجرمين العالميين والمحليين، لم تستطع أن تهزم غزة؟ إن هذا لهو النصر المبين، يا أوساخ العالم أجمعين!