كاظم فنجان الحمامي
10/01/2009, 02:47 PM
فضائيات عربية تسخر من العرب
كاظم فنجان الحمامي
تناول الاستاذ الدكتور سليمان العسكري في حديثه الشهري, المنشور في مجلة (العربي), بعددها 602 الصادر في الشهر الاول من هذا العام, موضوعا تحت عنوان (الفضائيات العربية . . بين التغييب والمسئولية). سلط من خلاله الاضواء على فشل الفضائيات العربية, وعجزها في انجاح برامج التنمية الثقافية العربية, وتقصيرها في تلبية متطلبات تحقيق الحلم العربي, الرامي الى بناء اجيال من الشباب الواعي المثقف المسلح بالمعارف والمفاهيم العلمية النافعة. وفي الوقت الذي اشكر فيه الاستاذ العسكري على براعته المعهودة في التصدي لهذه الظواهر السلبية. ومناقشته لهذه الموضوعات الحساسة, وهي مواضيع لها مكانتها من الاولوية والاهمية. .
فاني أجد في نفسي الرغبة في التوسع في كشف الدور التخريبي للفضائيات العربية, وفتح ابواب النقاش الجاد والمثمر من اجل لفت الانتباه الى تفنن معظم تلك الفضائيات في التهريج والمسخرة, وبث البرامج الهزيلة المعروفة بالاسفاف والابتذال, ونجاحها في عزل المشاهد العربي عن واقعه المر المعاش, وإغراقها الاعلام الفضائي المتلفز بالمواد السطحية التافهة. وخلق حالة من التغييب العقلي للشباب. وتخصصت فضائيات أخرى في هدم الوعي العربي, وتشويه المفاهيم الحياتية العامة, واقحام الشباب في دهاليز وكهوف السحر والشعوذة السوداء, ومطاردة الجن والعفاريت, والعوالم السفلية المشبعة بالطلاسم والخرافات والخزعبلات, والألفاظ المبهمة. .
لكن الأغرب من ذلك كله. هو ما تقوم به بعض الفضائيات الخليجية, التي اصبحت متخصصة ببث البرامج والافلام والمسرحيات, التي تتعمد الاستخفاف بالمواطن العربي على وجه العموم, والمواطن الخليجي على وجه الخصوص, وتحويله الى مادة يومية للضحك والقهقهة الفارغة. وباعتقادي ان هناك حربا اعلامية موجهة ضد العرب. تشنها عليهم الفضائيات القميئة المتسترة بالترفيه والفكاهة والمتعة والطرب المنحط. فهذه المحطة متخصصة بالسخرية من المواطن السعودي. وتلك الفضائية متخصصة بالاستهزاء والتندر على المواطن العراقي. وأخرى تخصصت بالتهكم على المواطن اليمني. والاكثر غرابة ان بعض البرامج تعمدت الاساءة الى الاعلاميين المتميزين, الذين نعتز بهم ونحترمهم. من امثال الاعلامية الكويتية (نادية صقر), التي كانت قبل اعوام ضحية لاحدى البرامج التافهة. أو الإساءة الى الإعلامي المتألق (تركي الدخيل) صاحب البرنامج الثقافي الناجح (إضاءات). .
واشتركت معظم الفضائيات العربية في طمس وتغييب التراث العلمي والفني والادبي العربي, وتسفيه كل ما يرتبط بعزتنا وكرامتنا . حتى أصبح من النادر جدا, ان تشاهد مادة تلفزيونية تبعث على الفخر. وبات من المتعذر الاستمتاع بمشاهدة الأغاني العربية الاصيلة. أو أية أغنية تراثية خليجية من الفنون البحرية القديمة. أو من الاصوات الخليجية الشجية, التي كان يصدح بها النهامون في عرض البحر. وحلت محلها اغاني الخلاعة والتهتك والانحلال. وهنا لابد لي من الاشادة بدور الفضائيات المغربية في حفظ التراث الاندلسي, ونجاحها في بث البرامج اليومية, التي تعنى بالتراث العربي الأصيل. وحرصها على تقديم برامج زاخرة بمضمونها الفني العربي الرفيع. وهي بطبيعة الحال برامج تخاطب الوجدان والعقل والعواطف السامية في الوطن العربي. .
إننا اليوم في امس الحاجة الى تفعيل توصيات ((منتدى الفضائيات العربية)), الذي عقد في الدوحة في نهاية العام الماضي. فقد اكدت التوصيات على ضرورة اتسام الاعلام الفضائي العربي بالمسئولية, وحذرت من خطورة الدور الذي تلعبه تلك الفضائيات في تدمير العقل العربي. .
ختاما نقول : لابد من عقد اتفاقية عربية لتنظيم البث الفضائي في المنطقة, ومتابعة التزام الفضائيات باخلاقيات المهنة دون المساس بتاريخ وتراث ووجدان المواطن العربي. وجل ما نخشاه في المستقبل القريب هو انتشار فضائيات السفهاء, والتفاخر بها علانية, واعتبارها حالة طبيعية ؟؟!!. .
كاظم فنجان الحمامي
تناول الاستاذ الدكتور سليمان العسكري في حديثه الشهري, المنشور في مجلة (العربي), بعددها 602 الصادر في الشهر الاول من هذا العام, موضوعا تحت عنوان (الفضائيات العربية . . بين التغييب والمسئولية). سلط من خلاله الاضواء على فشل الفضائيات العربية, وعجزها في انجاح برامج التنمية الثقافية العربية, وتقصيرها في تلبية متطلبات تحقيق الحلم العربي, الرامي الى بناء اجيال من الشباب الواعي المثقف المسلح بالمعارف والمفاهيم العلمية النافعة. وفي الوقت الذي اشكر فيه الاستاذ العسكري على براعته المعهودة في التصدي لهذه الظواهر السلبية. ومناقشته لهذه الموضوعات الحساسة, وهي مواضيع لها مكانتها من الاولوية والاهمية. .
فاني أجد في نفسي الرغبة في التوسع في كشف الدور التخريبي للفضائيات العربية, وفتح ابواب النقاش الجاد والمثمر من اجل لفت الانتباه الى تفنن معظم تلك الفضائيات في التهريج والمسخرة, وبث البرامج الهزيلة المعروفة بالاسفاف والابتذال, ونجاحها في عزل المشاهد العربي عن واقعه المر المعاش, وإغراقها الاعلام الفضائي المتلفز بالمواد السطحية التافهة. وخلق حالة من التغييب العقلي للشباب. وتخصصت فضائيات أخرى في هدم الوعي العربي, وتشويه المفاهيم الحياتية العامة, واقحام الشباب في دهاليز وكهوف السحر والشعوذة السوداء, ومطاردة الجن والعفاريت, والعوالم السفلية المشبعة بالطلاسم والخرافات والخزعبلات, والألفاظ المبهمة. .
لكن الأغرب من ذلك كله. هو ما تقوم به بعض الفضائيات الخليجية, التي اصبحت متخصصة ببث البرامج والافلام والمسرحيات, التي تتعمد الاستخفاف بالمواطن العربي على وجه العموم, والمواطن الخليجي على وجه الخصوص, وتحويله الى مادة يومية للضحك والقهقهة الفارغة. وباعتقادي ان هناك حربا اعلامية موجهة ضد العرب. تشنها عليهم الفضائيات القميئة المتسترة بالترفيه والفكاهة والمتعة والطرب المنحط. فهذه المحطة متخصصة بالسخرية من المواطن السعودي. وتلك الفضائية متخصصة بالاستهزاء والتندر على المواطن العراقي. وأخرى تخصصت بالتهكم على المواطن اليمني. والاكثر غرابة ان بعض البرامج تعمدت الاساءة الى الاعلاميين المتميزين, الذين نعتز بهم ونحترمهم. من امثال الاعلامية الكويتية (نادية صقر), التي كانت قبل اعوام ضحية لاحدى البرامج التافهة. أو الإساءة الى الإعلامي المتألق (تركي الدخيل) صاحب البرنامج الثقافي الناجح (إضاءات). .
واشتركت معظم الفضائيات العربية في طمس وتغييب التراث العلمي والفني والادبي العربي, وتسفيه كل ما يرتبط بعزتنا وكرامتنا . حتى أصبح من النادر جدا, ان تشاهد مادة تلفزيونية تبعث على الفخر. وبات من المتعذر الاستمتاع بمشاهدة الأغاني العربية الاصيلة. أو أية أغنية تراثية خليجية من الفنون البحرية القديمة. أو من الاصوات الخليجية الشجية, التي كان يصدح بها النهامون في عرض البحر. وحلت محلها اغاني الخلاعة والتهتك والانحلال. وهنا لابد لي من الاشادة بدور الفضائيات المغربية في حفظ التراث الاندلسي, ونجاحها في بث البرامج اليومية, التي تعنى بالتراث العربي الأصيل. وحرصها على تقديم برامج زاخرة بمضمونها الفني العربي الرفيع. وهي بطبيعة الحال برامج تخاطب الوجدان والعقل والعواطف السامية في الوطن العربي. .
إننا اليوم في امس الحاجة الى تفعيل توصيات ((منتدى الفضائيات العربية)), الذي عقد في الدوحة في نهاية العام الماضي. فقد اكدت التوصيات على ضرورة اتسام الاعلام الفضائي العربي بالمسئولية, وحذرت من خطورة الدور الذي تلعبه تلك الفضائيات في تدمير العقل العربي. .
ختاما نقول : لابد من عقد اتفاقية عربية لتنظيم البث الفضائي في المنطقة, ومتابعة التزام الفضائيات باخلاقيات المهنة دون المساس بتاريخ وتراث ووجدان المواطن العربي. وجل ما نخشاه في المستقبل القريب هو انتشار فضائيات السفهاء, والتفاخر بها علانية, واعتبارها حالة طبيعية ؟؟!!. .