المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أأنتم أعلم من الخضر أم أكرم من موسى؟



حسان محمد السيد
12/01/2009, 09:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




لم تكن مشكلة امتنا يوما في حمل السلاح,بل في عدم حمله والتشبث به,ولم تكن مشكلة امتنا يوما في عدم عقد (معاهدات سلام) مع الكيان الصهيوني,بل في وجوده واختلاقه,يوم من (لا يملك أعطى وعدا لمن لا يستحق),كما قال جمال عبد الناصر في سنين خلت عن وعد بلفور المشؤوم.

اليوم كما بالأمس,تحاول الدعاية الصهيونية ومن والاها,تصوير الحق باطلا والباطل حقا ونبراسا,بتقديم ما يسمى باسرائيل على انها ضحية محاصرة ومضطهدة من بضعة (إرهابيين) في محيط عربي معاد لها ولكل اشكال الحياة والحضارة وفق المفهوم الصهيوني للمسميات والقضايا,حيث اصبح الدفاع عن النفس رذيلة,والمقاومة سببا في محو شعب بأكمله,أرضا وتاريخا ومعتقدات,والحجر بيد الطفل سلاح دمار شامل,بينما ترسانة الموت النووية ذات اللهب العاصف حقا وسلاحا بدائيا.

لست منتميا لحماس التي يقال أنها غصن من شجرة (الإخوان المسلمين) ولا مدافعا عنها,بل أعترف وأقولها علنا أنني وأي تنظيم يتفرع أو ينتمي أو يقترب من (الإخوان),كخطين متوازيين لا يلتقيان أبدا,إلا في محاربة ما يسمى بإسرائيل,وبهذا الإعتراف يصبح ما أقوله متجردا من أي عاطفة و إنحياز سياسي,وبعيدا عن أي خلط مقصود و غير مقصود في كيل التهم وإقامة المحاكمات ممن لا يوافقوني الرأي.

يقولون ان المجزرة في غزة تسببت بها حماس بخرق الهدنة مع الصهاينة,كأن الوضع قبل تلك الهدنة كان طبيعيا بوجود عصابات اغتصبت ارضا لا حق لها بها,لا شرعا ولا قومية ولا تاريخا,بل وكأن الصهاينة التزموا بكل القوانين والقرارات الدولية على شحتها وضعفها ولم يخرقوها يوما ويدوسونها غير مكترثين بالعرب والأمم والبشرية جمعاء,لكننا إذا سلمنا بأن حماس وفصائل المقاومة العربية من العراق الى فلسطين هي أصل المصاب و الحروب والخراب,ناكثة العهود والمعاهدات,فهل يقولون لنا ما فعلته المعاهدات والتنازلات والإعترافات والصفقات الى اليوم,طالما أن الواقع يفضح ما آلت إليه بدعة المفاوضات؟.وهل يتكرم المنتقدون في غرف التكييف والمكاتب الفخمة بإلقاء نظرة أعمق على فحوى القضية والصراع,علهم إن فعلوا بصدق يستقرؤون أنه (رب ضارة نافعة),هذا اذا كان في المقاومة اي نوع من الضرر والفساد,أم أنهم لم ولن يستطيعوا مع الحق والتدقيق صبرا؟.

لقد انطلق نبي الله موسى مع الخضر عليهما السلام,فإذا بالخضر يخرق سفينة احتسبها موسى جرما بحق مساكين لا حول لهم ولا قوة,(فانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا),واتهمه بمنكر عظيم ومقيت,ثم رآه يقتل غلاما فعاب عليه قتل نفس زكية بغير حق (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا),وما إن أتيا اهل قرية تطيروا بهما و لم يطعموهما,بدا موسى مندهشا من الخضر وهو يقيم جدارا آيلا الى السقوط دون أجر ولا مقابل (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا),وما إن أصغى موسى عليه السلام الى تأويل ما كان مبهما,حتى تيقن أن السفينة خرقت كي لا يتمكن ملك غاصب متجبر متسلط من قوت ومصير المساكين ولا يسبيهم,والغلام لأبوين مؤمنين كانا سيرهقان من كفره وطغيانه فقتله,درءا للفتنة ورحمة,وبشرى بقادم رضي و مبارك,والجدار لغلامين يتيمين من أب صالح ترك لهما رزقهما ومستقبلهما تحت ذلك الجدار,فإن انقض ضاعا,وإن بني ورمم بلغا بر الأمان,فأقامه لله لا لأهل القرية وما قدمته أيديهم.

فربما كان خرق حماس للهدنة كما يقولون هو كخرق الخضر عليه السلام للسفينة,وربما كان إشهارها للسيف بوجه ابناء جلدتها كقتل الغلام,بالرغم من رفضي التام للإقتتال و الإهانات التي حصلت,وربما كان موقفها من الحصار المفروض من الشقيق قبل العدو,ومن مسرحيات التفاوض العبثية المخجلة,كالجدار المعاد تشييده,حتى لا تنهار آخر قلعة من الثروة والثورة والحياء والحق العربي,فيضيع الحاضر وينتهي المستقبل.

(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا).
ثم أريد أن أسأل قبل الختام,هل مشكلتنا مع حماس والتهدئة,ام مع الذين اغتصبوا الأرض والعرض والمقدسات؟.أتبرئة للقاتل وتجريم للضحية؟.

يا أصحاب السيادة والفخامة والسمو والجلالة,لماذا لا تستطيعون مع حماس والمقاومة العربية صبرا ولا تصغون الى تأويل الأمور,أأنتم أعلم من الخضر أم أكرم من موسى؟.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يمامة
12/01/2009, 10:22 AM
إننا لسنا باعلم من الخضر ولا بأكرم من موسى

بل لا نساوي ذرة تراب معفرة في نعل احدهم

أو في نعل طفل من أطفال غزة ... فكيف نرقى

لأن نكون ذرة تراب في حداء مقاوم ...

ثم أريد أن أسأل قبل الختام,هل مشكلتنا مع حماس والتهدئة,؟؟؟

ليس هناك مشكلة مع حماس إلا عند كل خائن وهذا يعد بإجماع شعوب العالم أجمع وليس شعوب الأمة فقط ...

ام مع الذين اغتصبوا الأرض والعرض والمقدسات؟

أصبت كبد الحقيقة ... وهذا هو بيت القصيد ...

.أم تبرئة للقاتل وتجريم للضحية؟.

للأسف الشديد هذا ما يعتمده أعداء العرب وبعض عملائهم في الأمة العربية
ولكن هذا لن يدوم ولن يستمر طويلاً ...

سلمت يمينك أخي الكريم ... تقبل مروري ...

حسان محمد السيد
12/01/2009, 03:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



(للأسف الشديد هذا ما يعتمده أعداء العرب وبعض عملائهم في الأمة العربية
ولكن هذا لن يدوم ولن يستمر طويلاً) ...


الاخت الفاضلة يمامة المحترمة,


نسأل الله تعالى ان يكشف الغمة ويبارك في سواعد المقاومين وأن يكون الفرج قريبا كما تمنيتي.

شكرا لك