محمد بن سعيد الفطيسي
12/01/2009, 03:42 PM
لقد تكشفت الحرب الصهيونية الحديثة على امتنا الإسلامية عموما , وقلبها العربي النابض خصوصا , وذلك من خلال مجازرها وإرهابها وإجرامها الذي لم يتوقف قط , منذ ان دنست أقدام يهود ارض الطهر والرسالات فلسطين الإسلامية العربية , بعد إعلان قيامها بقرار مشئوم ظالم من قبل هيئة العجز المتحدة , بتاريخ 29 نوفمبر 1947م , والتي كان آخرها ما قامت به مستعمرة القتلة الإرهابيين من محارق ومجازر عنصرية في معركة غزة الفلسطينية المسلمة العربية 0
تكشفت عن حقائق تاريخية اقل ما يمكن ان يقال عنها – وللأسف الشديد - بأنها ستكون أسوأ وأحلك الصفحات في سفر تاريخها المشرق , بل ووصمة عار في جبين التاريخ الإسلامي والعربي على الإطلاق , - وللأمانة – فان كل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع هذه الأمة العظيمة بكيانها العربي من وضع مأساوي متردي , هو نتاج تردي وانحطاط أوضاع أبناءها بشكل عام , وتحديدا الشريحة القيادية فيها , بداية من الزعماء والحكام ومن يتولون أمر سياستها وقيادتها , ومرورا بالعلماء والمثقفين والأدباء وكل من يدور في فلك الفكر والثقافة والأدب , وليس انتهاء بأصحاب رؤوس الأموال والمليونيرات والرأسماليين من التجار ومن في شاكلتهم , والذين يبيتون وبطونهم ملئ بأصناف الطعام والشراب , بينما أطفال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يتضورون جوعا 0
نعم 00 هي حقائق مؤلمة ومخزية في نفس الوقت , ولكن لابد من ان تكتب وتسجل للتاريخ , وخصوصا ليطلع عليها الجيل القادم من أبناء هذا الأمة العظيمة , وذلك بهدف معرفة حقيقة الأسباب التي أدت الى انحطاطها وتراجع دورها الحضاري والقيادي , على أمل ان تتعلم وتتعظ هي بدورها – أي – الأجيال اللاحقة من تلك الدروس التاريخية التي لم تستوعب عبرها الأجيال التي سبقتهم , وخصوصا في تركيبة وشكل الصراع مع أعدائها الصهاينة ومن وقف معهم من خارج حدودها بأي شكل من الأشكال , او حتى من خلال عصبة المرتزقة الخونة والعملاء والمنافقين ومن في شاكلتهم في الداخل العربي 0
وبداية فقد أفرزت أيام الحرب الصهيونية العرقية الإرهابية الأخيرة على غزة المسلمة العربية الفلسطينية , الكثير من الحقائق الدولية والإقليمية , والتي ستظل شاهدة على تراجع قيمة الإنسان وكرامته بوجه عام , والدم المسلم العربي على وجه الخصوص , بحيث لم يعد لهذا الدم أي قيمة في أنظارهم العمياء , فهذا الدم لا يكون صفائحه غير مكونات الغذاء العربي الفلسطيني التقليدي البسيط كالطماجه والشيش برك والعدس , في وقت يتكون فيه الدم الصهيوني والغربي الإجرامي من مكونات أطعمتهم الراقية – على حد اعتقادهم 0
هذا بخلاف انهيار جميع المنظومات والمنظمات القانونية والحقوقية والإنسانية الرسمية , والتي أخرستها صواريخ الحقد الصهيواميركي , وأغرقتها منظمات الضغط الصهيوني في أوحالها القذرة , بحيث عجزت حتى تلك التي وضعها العالم على رأس تلك السلسلة الحقوقية العالمية , كهيئة الأمم المتحدة والتي لم تتحد سوى على الضعفاء والفقراء في العالمين الإسلامي والعربي , ومجلس الأمن الدولي ان صح تسميته بذلك , والذي تحول الى مجلس للخوف والرعب على نساء وأطفال غزة الفلسطينية , فتحولت تلك المنظمات الى حصان طروادة للدفاع عن الجاني المجرم لا عن الضحية المنتهك حقوقها , لذا فان تلك المنظمات في حقيقة الأمر , هي أحوج ما تكون الى من يعيد لها حقوقها المسلوبة بشريعة الغاب ومنطق الإرهاب الصهيواميركي 0
كما اتضح من خلال هذا الأحداث حقيقة مواقف بعض الدول الكبرى التي لا زالت تدعي الديموقراطية وتتشدق بالعدالة وحقوق الإنسان كالموقف الاميركي والفرنسي , والتي طالما راهن على ديمقراطيتها ومواقفها بعض الانهزاميين الرسميين من العرب , وها هي اليوم تظهر بصورتها الحقيقية من خلال وقوفها الكامل مع مستعمرة الإرهاب والإجرام الصهيوني في عنصريتها ومحرقتها ضد أبناء غزة الفلسطينية العربية 0
أما على الصعيد الإقليمي , وهو ما يهمنا تحديدا من خلال هذا الطرح , وخصوصا الجانب العربي منه , فقد كان – وللأسف الشديد – كما هو دائما , الرهان الخاسر لنصرة القضايا العربية المصيرية التاريخية , وعلى وجه الخصوص القضية العربية الفلسطينية , بحيث لم نشهد من جانبه الرسمي رغم سيناريوهات الهرولة الهزلية والجولات العابرة للقارات والصراخ في أروقة الأمم المتحدة , وتحديدا خلال العقود الخمسة الأخيرة غير الشجب والتنديد , وتسول دول العالم وهيئاته المشلولة المساهمة في حلحلة تلك القضايا والدفاع عنها , وكان الفعل العربي المضارع قد سقط سهوا من قاموس اللغة العربية , وكان عالمنا العربي لم يعد باستطاعته غير البكاء والنواح كالنساء على الأطلال , وطرق الأبواب التي كانت السبب المباشر أصلا في دخول رياح الفتنة والضعف ومصائب العالم العربي ومشاكله وخوره 0
وها نحن اليوم ومن خلال الحرب الصهيواميركية الإرهابية العنصرية على غزة العربية المسلمة , نكتشف المزيد من حقائق الضعف والوهن العربي الرسمي ومهازله ومخازيه , بحيث لم يعد لمن يدعي الشرف والإخلاص لهذه الأمة العظيمة وقضاياها سوى المجاهرة بقول ما قد صمت عنه لسنوات طويلة , هذا إذا ما أراد تبرئة نفسه وذمته أمام الله عزوجل من دماء أبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , يوم سيقف الجميع بلا استثناء أمام الخالق فردا , وتحديدا الدماء الفلسطينية التي طالما سفكت تحت أنظار الخونة والعملاء والمداهنين في بلاد المسلمين والعرب 0
وأول تلك الحقائق التي ستظل وصمة خزي وعار على جبين الجانب الرسمي العربي , ان تلك الدماء الطاهرة الزكية , وصرخات المنكوبين والمظلومين من أبناء المسلمين قد حركت نفوس الشرفاء في بلاد لا تربطها أي روابط دينية ولا وطنية ولا حتى عرقية وجغرافية بدماء العرب والمسلمين , في عالم فقدت فيها الإنسانية الكثير من قيم الشرف والمروءة والنخوة , فطالعتنا الصحف على سبيل المثال بقيام الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بطرد سفير مستعمرة الإرهاب شلومو كوهين مع ستة موظفين آخرين تضامنا مع الشعب الفلسطيني واحتجاجا على الحرب الإسرائيلية الإرهابية على قطاع غزة ، ولكنها عجزت ان تحرك الدماء العربية المتجمدة في العروق , فهل أصبحت فنزويلا ورئيسها شافيز أكثر عروبة وإنسانية ومروءة من بعض من يدعون الإسلام والعروبة في بلاد المسلمين والعرب ؟
هذا من جهة , أما من جهة أخرى , - وللأمانة - فقد ميزت هذه الحرب الخبيث من الطيب , وأظهرت حقيقة ان هذه الأمة العظيمة لم تفقد بعد كل مخزونها من العزة والنخوة والرجال الشرفاء الأحرار من العرب وغيرهم من المسلمين, فإذا صمت البعض واثر الاختباء كفئران الحقل وخفافيش الليل , فقد كانت مواقف البعض الآخر كافية لإظهار البطولة والشرف , وخصوصا في ظل عجز اليد الانهزامية عن ممارسة التصفيق مع نصفها الآخر 0
ومن الأمثلة على ذلك , موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان , والذي لم يقبل المشاركة في سيناريوهات الصمت المطبق على الظلم والعدوان والإرهاب الصهيوني على أبناء غزة , فما كان منه سوى ان قال وفعل ما عجز عن فعله او قوله والتصريح به بتلك اللهجة والقوة من يفترض بهم قول ذلك وفعله , فقال بكل عاطفة دينية : ان آهات وأنات الأطفال والأمهات في غزة لن تبقى دون عقاب ، وان هذا العقاب سيكون إلهيا , وان هذا الغزو هو وصمة عار في جبين الإنسانية , في وقت رفض فيه بكل شجاعة وجرأة الرد على اتصال رئيس وزراء مستعمرة الإرهاب الإسرائيلي أيهود اولمرت ومقابلة السفير الإسرائيلي قبل ان تتوقف مستعمرة القتلة والمجرمين عن قصف غزة وقتل أبناءها 0
ولو لاحظنا هنا لوجدنا ان تلك الأمثلة التي مارست وسجلت مواقف الفعل الحقيقي المشرف في الرد على العدوان الصهيوني على غزة لم تكن عربية , بقدر ما حركتها مشاعر التعاطف الإنساني الذي افتقد – وللأسف – من قبل الكثيرون في عالمنا العربي الصامت , - مع بعض الاستثناءات العربية - بينما حرك الإسلام في اردوغان مشاعر النخوة والعزة والخوف على إخوته في الدين , في وقت لم نشهد فيه سوى تردي وانحطاط وتراجع الضمير الإنساني والفعل العربي الرسمي تحديدا 0
فما هو قدر المأساة والألم والجراح التي ينتظرها العرب بعد , كي يتحرك فيهم ضمير الفعل المضارع ؟ والى متى سيظل هذا التراجع الحضاري والقيادي العربي مسيطر على هذه الأمة ككل , وعلى شريحتها القيادية على وجه الخصوص؟ فليس هناك من خاسر اكبر منهم في هذا الاختبار الحضاري الذي يمرون به هذا الأيام , وتحديدا إذا ما علمنا بان الفشل والسقوط سيكون اكبر بكثير من ان يستطيع العالم العربي تحمل نتائجه المستقبلية , وليسألن العرب أنفسهم أخيرا و قبل فوات الأوان , ماذا خسر العالم بانحطاط العرب ؟
تكشفت عن حقائق تاريخية اقل ما يمكن ان يقال عنها – وللأسف الشديد - بأنها ستكون أسوأ وأحلك الصفحات في سفر تاريخها المشرق , بل ووصمة عار في جبين التاريخ الإسلامي والعربي على الإطلاق , - وللأمانة – فان كل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع هذه الأمة العظيمة بكيانها العربي من وضع مأساوي متردي , هو نتاج تردي وانحطاط أوضاع أبناءها بشكل عام , وتحديدا الشريحة القيادية فيها , بداية من الزعماء والحكام ومن يتولون أمر سياستها وقيادتها , ومرورا بالعلماء والمثقفين والأدباء وكل من يدور في فلك الفكر والثقافة والأدب , وليس انتهاء بأصحاب رؤوس الأموال والمليونيرات والرأسماليين من التجار ومن في شاكلتهم , والذين يبيتون وبطونهم ملئ بأصناف الطعام والشراب , بينما أطفال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يتضورون جوعا 0
نعم 00 هي حقائق مؤلمة ومخزية في نفس الوقت , ولكن لابد من ان تكتب وتسجل للتاريخ , وخصوصا ليطلع عليها الجيل القادم من أبناء هذا الأمة العظيمة , وذلك بهدف معرفة حقيقة الأسباب التي أدت الى انحطاطها وتراجع دورها الحضاري والقيادي , على أمل ان تتعلم وتتعظ هي بدورها – أي – الأجيال اللاحقة من تلك الدروس التاريخية التي لم تستوعب عبرها الأجيال التي سبقتهم , وخصوصا في تركيبة وشكل الصراع مع أعدائها الصهاينة ومن وقف معهم من خارج حدودها بأي شكل من الأشكال , او حتى من خلال عصبة المرتزقة الخونة والعملاء والمنافقين ومن في شاكلتهم في الداخل العربي 0
وبداية فقد أفرزت أيام الحرب الصهيونية العرقية الإرهابية الأخيرة على غزة المسلمة العربية الفلسطينية , الكثير من الحقائق الدولية والإقليمية , والتي ستظل شاهدة على تراجع قيمة الإنسان وكرامته بوجه عام , والدم المسلم العربي على وجه الخصوص , بحيث لم يعد لهذا الدم أي قيمة في أنظارهم العمياء , فهذا الدم لا يكون صفائحه غير مكونات الغذاء العربي الفلسطيني التقليدي البسيط كالطماجه والشيش برك والعدس , في وقت يتكون فيه الدم الصهيوني والغربي الإجرامي من مكونات أطعمتهم الراقية – على حد اعتقادهم 0
هذا بخلاف انهيار جميع المنظومات والمنظمات القانونية والحقوقية والإنسانية الرسمية , والتي أخرستها صواريخ الحقد الصهيواميركي , وأغرقتها منظمات الضغط الصهيوني في أوحالها القذرة , بحيث عجزت حتى تلك التي وضعها العالم على رأس تلك السلسلة الحقوقية العالمية , كهيئة الأمم المتحدة والتي لم تتحد سوى على الضعفاء والفقراء في العالمين الإسلامي والعربي , ومجلس الأمن الدولي ان صح تسميته بذلك , والذي تحول الى مجلس للخوف والرعب على نساء وأطفال غزة الفلسطينية , فتحولت تلك المنظمات الى حصان طروادة للدفاع عن الجاني المجرم لا عن الضحية المنتهك حقوقها , لذا فان تلك المنظمات في حقيقة الأمر , هي أحوج ما تكون الى من يعيد لها حقوقها المسلوبة بشريعة الغاب ومنطق الإرهاب الصهيواميركي 0
كما اتضح من خلال هذا الأحداث حقيقة مواقف بعض الدول الكبرى التي لا زالت تدعي الديموقراطية وتتشدق بالعدالة وحقوق الإنسان كالموقف الاميركي والفرنسي , والتي طالما راهن على ديمقراطيتها ومواقفها بعض الانهزاميين الرسميين من العرب , وها هي اليوم تظهر بصورتها الحقيقية من خلال وقوفها الكامل مع مستعمرة الإرهاب والإجرام الصهيوني في عنصريتها ومحرقتها ضد أبناء غزة الفلسطينية العربية 0
أما على الصعيد الإقليمي , وهو ما يهمنا تحديدا من خلال هذا الطرح , وخصوصا الجانب العربي منه , فقد كان – وللأسف الشديد – كما هو دائما , الرهان الخاسر لنصرة القضايا العربية المصيرية التاريخية , وعلى وجه الخصوص القضية العربية الفلسطينية , بحيث لم نشهد من جانبه الرسمي رغم سيناريوهات الهرولة الهزلية والجولات العابرة للقارات والصراخ في أروقة الأمم المتحدة , وتحديدا خلال العقود الخمسة الأخيرة غير الشجب والتنديد , وتسول دول العالم وهيئاته المشلولة المساهمة في حلحلة تلك القضايا والدفاع عنها , وكان الفعل العربي المضارع قد سقط سهوا من قاموس اللغة العربية , وكان عالمنا العربي لم يعد باستطاعته غير البكاء والنواح كالنساء على الأطلال , وطرق الأبواب التي كانت السبب المباشر أصلا في دخول رياح الفتنة والضعف ومصائب العالم العربي ومشاكله وخوره 0
وها نحن اليوم ومن خلال الحرب الصهيواميركية الإرهابية العنصرية على غزة العربية المسلمة , نكتشف المزيد من حقائق الضعف والوهن العربي الرسمي ومهازله ومخازيه , بحيث لم يعد لمن يدعي الشرف والإخلاص لهذه الأمة العظيمة وقضاياها سوى المجاهرة بقول ما قد صمت عنه لسنوات طويلة , هذا إذا ما أراد تبرئة نفسه وذمته أمام الله عزوجل من دماء أبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , يوم سيقف الجميع بلا استثناء أمام الخالق فردا , وتحديدا الدماء الفلسطينية التي طالما سفكت تحت أنظار الخونة والعملاء والمداهنين في بلاد المسلمين والعرب 0
وأول تلك الحقائق التي ستظل وصمة خزي وعار على جبين الجانب الرسمي العربي , ان تلك الدماء الطاهرة الزكية , وصرخات المنكوبين والمظلومين من أبناء المسلمين قد حركت نفوس الشرفاء في بلاد لا تربطها أي روابط دينية ولا وطنية ولا حتى عرقية وجغرافية بدماء العرب والمسلمين , في عالم فقدت فيها الإنسانية الكثير من قيم الشرف والمروءة والنخوة , فطالعتنا الصحف على سبيل المثال بقيام الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بطرد سفير مستعمرة الإرهاب شلومو كوهين مع ستة موظفين آخرين تضامنا مع الشعب الفلسطيني واحتجاجا على الحرب الإسرائيلية الإرهابية على قطاع غزة ، ولكنها عجزت ان تحرك الدماء العربية المتجمدة في العروق , فهل أصبحت فنزويلا ورئيسها شافيز أكثر عروبة وإنسانية ومروءة من بعض من يدعون الإسلام والعروبة في بلاد المسلمين والعرب ؟
هذا من جهة , أما من جهة أخرى , - وللأمانة - فقد ميزت هذه الحرب الخبيث من الطيب , وأظهرت حقيقة ان هذه الأمة العظيمة لم تفقد بعد كل مخزونها من العزة والنخوة والرجال الشرفاء الأحرار من العرب وغيرهم من المسلمين, فإذا صمت البعض واثر الاختباء كفئران الحقل وخفافيش الليل , فقد كانت مواقف البعض الآخر كافية لإظهار البطولة والشرف , وخصوصا في ظل عجز اليد الانهزامية عن ممارسة التصفيق مع نصفها الآخر 0
ومن الأمثلة على ذلك , موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان , والذي لم يقبل المشاركة في سيناريوهات الصمت المطبق على الظلم والعدوان والإرهاب الصهيوني على أبناء غزة , فما كان منه سوى ان قال وفعل ما عجز عن فعله او قوله والتصريح به بتلك اللهجة والقوة من يفترض بهم قول ذلك وفعله , فقال بكل عاطفة دينية : ان آهات وأنات الأطفال والأمهات في غزة لن تبقى دون عقاب ، وان هذا العقاب سيكون إلهيا , وان هذا الغزو هو وصمة عار في جبين الإنسانية , في وقت رفض فيه بكل شجاعة وجرأة الرد على اتصال رئيس وزراء مستعمرة الإرهاب الإسرائيلي أيهود اولمرت ومقابلة السفير الإسرائيلي قبل ان تتوقف مستعمرة القتلة والمجرمين عن قصف غزة وقتل أبناءها 0
ولو لاحظنا هنا لوجدنا ان تلك الأمثلة التي مارست وسجلت مواقف الفعل الحقيقي المشرف في الرد على العدوان الصهيوني على غزة لم تكن عربية , بقدر ما حركتها مشاعر التعاطف الإنساني الذي افتقد – وللأسف – من قبل الكثيرون في عالمنا العربي الصامت , - مع بعض الاستثناءات العربية - بينما حرك الإسلام في اردوغان مشاعر النخوة والعزة والخوف على إخوته في الدين , في وقت لم نشهد فيه سوى تردي وانحطاط وتراجع الضمير الإنساني والفعل العربي الرسمي تحديدا 0
فما هو قدر المأساة والألم والجراح التي ينتظرها العرب بعد , كي يتحرك فيهم ضمير الفعل المضارع ؟ والى متى سيظل هذا التراجع الحضاري والقيادي العربي مسيطر على هذه الأمة ككل , وعلى شريحتها القيادية على وجه الخصوص؟ فليس هناك من خاسر اكبر منهم في هذا الاختبار الحضاري الذي يمرون به هذا الأيام , وتحديدا إذا ما علمنا بان الفشل والسقوط سيكون اكبر بكثير من ان يستطيع العالم العربي تحمل نتائجه المستقبلية , وليسألن العرب أنفسهم أخيرا و قبل فوات الأوان , ماذا خسر العالم بانحطاط العرب ؟