الدكتور زياد زنبوعة
14/01/2009, 09:09 AM
جامعة الدول العربية تبحث عن ملجأ
سمعنا في الآونة الأخيرة العديد من الظرفاء الذين ينادون بنقل مقر جامعة الدول العربية إلى فنزويلا أو تركيا أو أي دولة إسلامية غير عربية,
قد يكون هذا الطرح من باب التهكم على الوضع المذري الذي وصلت إليه أوضاع معظم الدول العربية من حيث غياب الديمقراطيات، والتخلف الاقتصادي والاجتماعي، وأخيراً انكشاف آخر ورقة توت عن عوراتهم (ولنكون دقيقين عورات القادة والزعماء العرب) والمتمثلة في أربعة أصناف منهم:
1) انبطاح بعضهم بين أرجل العدو الصهيو-أمريكي على حساب المصالح القومية للأمة العربية أو في سبيل مصالح شخصية أنانية.
2) وتخاذل بعضهم الأخر وكأن من يذبحون في غزة لايقربوهم في العروبة أو لا يمتوا إليهم بصلة الإنسانية.
3) وعجز بعضهم الآخر عن حتى إصدار مجرد استنكار.
4) ويمكن أن أضيف موقف رابع لبعض المترددين بين هذا وذاك وضبابية موقفهم فلا هم هنا ولا هم هناك.
وبعد هذه الأصناف الأربعة لم يبق في ساحة العروبة إلا من يوصموا بـ "الإرهابيين" أو "المتطرفين".
في مثل هذه الظروف المأساوية للدول العربية من المنطقي أن تثور دعوات إلى إلغاء الجامعة العربية المشلولة في هكذا ظروف. ولكن لكي لاأكون "متطرفاً" في التشاؤم، سأدعو إلى إجراء أقل ما يمكن فعله وهو نقل هذه الجامعة من مصر وحتى ولو إلى الجحيم ( أي إلغائها) فذلك أشرف من وجودها تحت سلطة المتآمرين على الأخوة العرب.
إن الموقف المخزي للنظام المصري من المقاومة العربية في لبنان سابقاً وغزة حالياً يجعل هذا النظام في موقف معاكس تماماً للقضايا القومية العربية، وبالتالي فإن وجود الجامعة على أرضه سيلغي أي دور قومي فاعل وملبي للمصالح القومية العربية، ومما سيعمق هذا التخاذل هو كون أمينها العام مصري وواقع تحت تأثير وضغط مباشر من النظام المصري.
لذلك أرى الآتي:
1. ضرورة نقل هذه الجامعة بأقصى سرعة خارج مصر.
2. انتخاب أميناً جديداً لها.
3. تفعيل المواثيق والمعاهدات العربية التي تنص على التعاون والتعاضد والعمل العربي المشترك.
4. إعطاء سيادة وقوة وفاعلية أكبر لأمين الجامعة.
ويبقى هناك ثلاثة أسئلة لابد من حسمها قبل أي تحرك وهي الآتية:
1) هل يمكن إعطاء سيادة وفاعلية لأمين الجامعة العربية؟
2) من سيكون أمينها الجديد؟
3) إلى أين ستنقل هذه الجامعة؟
بالنسبة للسؤال الأول: بدون هذه السيادة والفاعلية إلغاء الجامعة يكون أفضل من وجودها كما هو عليه حالها الآن.
بالنسبة للسؤال الثاني: الأمين لايُشترط أن يكون مصرياً، وإنما يجب أن يكون شخصية عربية معروفة بفكرها القومي واستقلاليتها عن أي سلطة أو حكومة وأن يكون له مواقف مشرفة على مدار عقود سابقة.
بالنسبة للسؤال الثالث: يجب أن يكون النقل إلى دولة عربية غير مصر ولكن بشرط العمل على تجنب عدم تكرار السبب المؤدي لنقلها الآن وأقصد عدم الارتباط أو الخنوع أو الانقياد للأوامر الأمريكية أو أي جهة عالمية على حساب المصالح العربية القومية. وبالتالي فإن المقر الجديد المفترض يجب أن يكون على أرض لاتدنسها قواعد أمريكية أو غيرها، أرض لم تطأها أرجل الصهاينة. أرض عُرفت على مدار عقود بمواقفها القومية وعدم انصياعها للاملاءات الأجنبية على حساب المصالح العربية، وعدم الاكتفاء بآخر موقف أو أثنين تم تبنيهما وإنما النظر إلى تاريخ هذه الدولة في الدفاع عن المصالح العربية. مما ذكر يعني استبعاد الدولة المقترحة حالياً (قطر) مع كل احترامنا لموقفها المشرف من الأزمة الأخيرة في غزة، أو باشتراط إلغاء القواعد الأمريكية وقطع العلاقات الدبلوماسية بكل أشكالها مع العدو الصهيوني. بكلمة أوضح الدول المستبعد احتضانها لهذه الجامعة هي: مصر،والأردن، وموريتانيا، وقطر، والعراق (حتى زوال المحتل نهائياً عن أرضه)، والسعودية (إلى حين تخليها عن موقفها الضبابي بخصوص العدوان على غزة، وإعلانها الواضح والصريح عن رفضها هذا العدوان، واعترافها بالمقاومة الفلسطينية في غزة من جهة، والمقاومة اللبنانية من جهة أخرى).
دمشق 14/1/2009
سمعنا في الآونة الأخيرة العديد من الظرفاء الذين ينادون بنقل مقر جامعة الدول العربية إلى فنزويلا أو تركيا أو أي دولة إسلامية غير عربية,
قد يكون هذا الطرح من باب التهكم على الوضع المذري الذي وصلت إليه أوضاع معظم الدول العربية من حيث غياب الديمقراطيات، والتخلف الاقتصادي والاجتماعي، وأخيراً انكشاف آخر ورقة توت عن عوراتهم (ولنكون دقيقين عورات القادة والزعماء العرب) والمتمثلة في أربعة أصناف منهم:
1) انبطاح بعضهم بين أرجل العدو الصهيو-أمريكي على حساب المصالح القومية للأمة العربية أو في سبيل مصالح شخصية أنانية.
2) وتخاذل بعضهم الأخر وكأن من يذبحون في غزة لايقربوهم في العروبة أو لا يمتوا إليهم بصلة الإنسانية.
3) وعجز بعضهم الآخر عن حتى إصدار مجرد استنكار.
4) ويمكن أن أضيف موقف رابع لبعض المترددين بين هذا وذاك وضبابية موقفهم فلا هم هنا ولا هم هناك.
وبعد هذه الأصناف الأربعة لم يبق في ساحة العروبة إلا من يوصموا بـ "الإرهابيين" أو "المتطرفين".
في مثل هذه الظروف المأساوية للدول العربية من المنطقي أن تثور دعوات إلى إلغاء الجامعة العربية المشلولة في هكذا ظروف. ولكن لكي لاأكون "متطرفاً" في التشاؤم، سأدعو إلى إجراء أقل ما يمكن فعله وهو نقل هذه الجامعة من مصر وحتى ولو إلى الجحيم ( أي إلغائها) فذلك أشرف من وجودها تحت سلطة المتآمرين على الأخوة العرب.
إن الموقف المخزي للنظام المصري من المقاومة العربية في لبنان سابقاً وغزة حالياً يجعل هذا النظام في موقف معاكس تماماً للقضايا القومية العربية، وبالتالي فإن وجود الجامعة على أرضه سيلغي أي دور قومي فاعل وملبي للمصالح القومية العربية، ومما سيعمق هذا التخاذل هو كون أمينها العام مصري وواقع تحت تأثير وضغط مباشر من النظام المصري.
لذلك أرى الآتي:
1. ضرورة نقل هذه الجامعة بأقصى سرعة خارج مصر.
2. انتخاب أميناً جديداً لها.
3. تفعيل المواثيق والمعاهدات العربية التي تنص على التعاون والتعاضد والعمل العربي المشترك.
4. إعطاء سيادة وقوة وفاعلية أكبر لأمين الجامعة.
ويبقى هناك ثلاثة أسئلة لابد من حسمها قبل أي تحرك وهي الآتية:
1) هل يمكن إعطاء سيادة وفاعلية لأمين الجامعة العربية؟
2) من سيكون أمينها الجديد؟
3) إلى أين ستنقل هذه الجامعة؟
بالنسبة للسؤال الأول: بدون هذه السيادة والفاعلية إلغاء الجامعة يكون أفضل من وجودها كما هو عليه حالها الآن.
بالنسبة للسؤال الثاني: الأمين لايُشترط أن يكون مصرياً، وإنما يجب أن يكون شخصية عربية معروفة بفكرها القومي واستقلاليتها عن أي سلطة أو حكومة وأن يكون له مواقف مشرفة على مدار عقود سابقة.
بالنسبة للسؤال الثالث: يجب أن يكون النقل إلى دولة عربية غير مصر ولكن بشرط العمل على تجنب عدم تكرار السبب المؤدي لنقلها الآن وأقصد عدم الارتباط أو الخنوع أو الانقياد للأوامر الأمريكية أو أي جهة عالمية على حساب المصالح العربية القومية. وبالتالي فإن المقر الجديد المفترض يجب أن يكون على أرض لاتدنسها قواعد أمريكية أو غيرها، أرض لم تطأها أرجل الصهاينة. أرض عُرفت على مدار عقود بمواقفها القومية وعدم انصياعها للاملاءات الأجنبية على حساب المصالح العربية، وعدم الاكتفاء بآخر موقف أو أثنين تم تبنيهما وإنما النظر إلى تاريخ هذه الدولة في الدفاع عن المصالح العربية. مما ذكر يعني استبعاد الدولة المقترحة حالياً (قطر) مع كل احترامنا لموقفها المشرف من الأزمة الأخيرة في غزة، أو باشتراط إلغاء القواعد الأمريكية وقطع العلاقات الدبلوماسية بكل أشكالها مع العدو الصهيوني. بكلمة أوضح الدول المستبعد احتضانها لهذه الجامعة هي: مصر،والأردن، وموريتانيا، وقطر، والعراق (حتى زوال المحتل نهائياً عن أرضه)، والسعودية (إلى حين تخليها عن موقفها الضبابي بخصوص العدوان على غزة، وإعلانها الواضح والصريح عن رفضها هذا العدوان، واعترافها بالمقاومة الفلسطينية في غزة من جهة، والمقاومة اللبنانية من جهة أخرى).
دمشق 14/1/2009